شيرين بكر تكتب.. التعليم لمن استطاع إليه سبيلًا
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا أعلم من هو صاحب فكرة انتشار ظاهرة "السبلايز"، ومن بعدها جروبات "الماميز"، ولكن ما نشهده جميعا أننا أمام فجوة مجتمعية كبيرة في التعليم، فكلما ضاقت ذات اليد نتيجة للأزمات الاقتصادية الطاحنة، تراجع التعليم الحكومي، وتفوق التعليم الخاص وتوغل بأفكاره ومشتملاته التي تعتمد اعتمادا كليا على الظروف المادية للأسرة المصرية.
أقرب مثال على الفجوة التعليمية، تشديد بعض المدارس الخاصة أو الدولية على توفير سبلايز متقدمة كجزء من الرسوم الدراسية "أدوات مكتبية حديثة وإلكترونية وغيرها" والتي قد يفوق سعرها 10 آلاف جنيه، وبالتالي، يرى البعض أن الطلاب يعيشون تجربة تعليمية مميزة وشاملة تواكب ما نحن فيه من تطور تكنولوجي، بينما الجانب الآخر وهم طلاب الحكومة يعانون من نقص مثل هذه الإمكانيات.
ونقص الإمكانيات هنا لا يشمل السبلايز فقط، فهي مجرد ظاهرة مستحدثة، ولكن هناك فجوة حقيقية وملموسة بين التعليم الحكومي والخاص، أولها ارتفاع كثافة عدد الطلاب في فصول المدارس الحكومية مقارنة بعدد الطلاب بالمدارس الخاصة، هذا بالإضافة إلى إهمال التعليم الحكومي للأنشطة البدنية وتنمية هوايات الطلاب، ولا يمكن لأحد أيضا إنكار إهمال بعض المدرسين للغة الإنجليزية، فضلا عن النطق غير الصحيح لها، وهو ما يعانيه بشدة طلاب التعليم الحكومي، بينما الخاص والدولي يتوافر فيه أمهر المعلمين المتخصصين.
المدارس الخاصة أو الدولية تختلف تماما عن المدارس الحكومية فهي عكسها في جميع الاتجاهات تعتمد على تبسيط المناهج وتطويرها لتصبح معاصرة لتطورات المجتمع، وتهتم بتنمية الإبداع عند الطلاب وتقليل الأعداد بالفصول، كما أنها تهتم باللغة الانجليزية بشكل أساسي، وهنا يتضح أن التعليم المتميز لمن يستطيع ماديا فقط، وبالتالي، تتسع الفجوة بين "طلاب الحكومة والخاص" ولن نجد أي تكافؤ في الفرص، ولن يكون التعليم سبيلا لتحقيق العدالة الاجتماعية، لأنه أصبح يعتمد كليا على الإمكانيات الاقتصادية للأسرة فقط.
أما عن الجانب النفسي في مثل هذه التفاصيل، فقد يلعب دورا كبيرا في نفوس الطلاب، ونجد أن طلاب الحكومة ربما يشعرون بالخجل والإحراج بسبب إمكانياتهم المحدودة، وبالتالي يؤدي هذا الشعور إلى تراجع في الأداء الأكاديمي، بينما الطلاب الذين يتمتعون بدعم مادي كاف يكون لديهم ثقة أكبر بأنفسهم وقدرة على تحقيق نجاح أكاديمي أكبر.
ناهيك عن أزمة الفجوة في "جروبات الماميز" والتي لا أعلم أيضا لماذا يطلقن على أنفسهن "ماميز"، فهن يتسابقن على شراء "السبلايز" والماركات العالمية من أجل تفوق وتميز أبنائهن وربما يصل الأمر إلى حد الاستعراض المادي لمن يستطيع أن يدفع أكثر ويأتي بماركات أعلى، هذا بالإضافة إلى زيادة دراسة بعض مواد اللغات بالمدارس الخاصة عن المواد المقررة بمدارس الحكومة والتي تجعل طلابهم أكثر تميزًا.
المقارنة بين هذا وذاك، كثيرة جدا والأمثلة، لا تخفى على أحد، ولأن المقارنة فاقت الحدود والتوقعات، ونتمنى على الحكومة أن تعمل سريعا من أجل تقليل هذه الفجوة في التعليم، لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وأن تكون حريصة على تقدم مستوى مدارسها بتوفير الاحتياجات اللازمة لذلك من أجل مستوى تعليمي مميز لطلابها، وحل أزمة رواتب المعلمين واختيار المميزين منهم خاصة في اللغات، بالاضافة الى توفير فصول آدمية وامكانيات تجعل الطلاب في بيئة تعليمية مريحة، ومن ثم توفير مستلزمات "السبلايز" لجميع الطلاب بشكل مجاني أو بأسعار مدعومة، والتي تفيد بالفعل العملية التعليمية وليست مجرد شكليات، وعليها مواكبة التطور التكنولوجي وتقديم الدعم اللازم للمدارس لتصبح قريبة من نهج مستوى المدارس الخاصة.
وأخيرا.. علينا أن نؤمن جميعا حكومة وشعب بأن التعليم المتساوي سيكون الأكثر إنصافا وعدالة لأبنائنا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التعليم شيرين بكر السبلايز الماميز التعليم الحكومي التعليم الخاص المدارس الحكومية جروبات الماميز التعلیم الحکومی المدارس الخاصة
إقرأ أيضاً:
الفيوم تشهد لقاء جماهيري لحل مشكلة التسرب التعليمي بيوسف الصديق
شهدت الدكتورة راندا حلاوة رئيس الإدارة المركزية للتسرب التعليمي بوزارة التربية والتعليم، والدكتور خالد خلف قبيصي وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، اللقاء الجماهيري الحاشد للتسرب التعليمي بإدارة يوسف الصديق التعليمية - مدرسة جيل المستقبل الخاصة.
جاء ذلك بحضور ريحاب عريق وكيل المديرية هو، وأشرف درويش رئيس جهاز تنمية المشروعات بالفيوم، والدكتور محمد عبدالقوي مدير إدارة يوسف الصديق التعليمية، والحاج ربيع أبولطيعة رئيس مجلس إدارة مدرسة جيل المستقبل الخاصة، والدكتور محمد البطران، ومسئولى التعليم بإدارة يوسف الصديق التعليمية، وعدد من مديري المدارس والأخصائيين الإجتماعيين بمدارس يوسف الصديق وأولياء أمور وأسر الطلاب المتسربين والمنقطعين عن التعليم.
وفى كلمته، قدم الدكتور خالد قبيصي وكيل الوزارة ، رسالة ترحيب بالدكتورة راندا حلاوة، موجهًا رسالة شكر لإدارة يوسف الصديق التعليمية، وذلك للتنظيم الجيد والجهد المتميز المبذول فى العمل
وأشار وكيل الوزارة، إلى أن مديرية التربية والتعليم بالفيوم، تقوم بدور كبير فى حل مشكلة التسرب التعليمي، من خلال توفير بيئة تعليمية ملائمة ومحفزة لكل الطلاب وتحسين البنية التحتية التعليمية وتدريب المعلمين وتوفير الموارد اللازمة لضمان جودة التعليم. كما تعمل على تعزيز دور الأسرة والمجتمع في دعم الطلاب وتحفيزهم على مواصلة تعليمهم، وكذلك معالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تقف عائقاً أمام تعليم أبنائنا, فالفقر والظروف الأسرية الصعبة لا يجب أن تكون سببًا لتخليهم عن حقهم المشروع في التعليم.
توفير فرص عمل ومشروعات صغيرة لأسر المتسربين من التعليم بالفيوموتتطلب مشكلة التسرب التعليمي جهوداً متعددة من قبل المؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني، والأسرة، لتعزيز بيئة تعليمية مشجعة ومتكاملة، وتوفير الفرص لجميع الطلاب للبقاء في المدارس حتى إتمام تعليمهم، مشيراً إلى ضرورة وضع حلول لمشكلة التسرب التعليمي، حيث بلغ عدد أسر الطلاب المنقطعين والمتسربين عن المدرسة 950 طالب وطالبة على مستوى إدارة يوسف الصديق التعليمية.
فى كلمتها أشارت الدكتورة راندا حلاوة ، إلى أن التسرب التعليمي، تعتبر من المشكلات الكبرى التي يجب أن تتكاتف كافة المؤسسات لحلها، حيث أشارت إلى ضرورة توفير فرص عمل لأسر الطلاب المتسربين من التعليم، من أجل القضاء على أسباب التسرب التعليمي.
أسباب التسرب التعليمي
1.الظروف الاقتصادية التى يعاني منها بعض الطلاب من الفقر، مما يجعلهم يتركون التعليم للعمل على مساعدة أسرهم مالياً، بالإضافة إلى تكلفة المواصلات والتى قد تشكل عبئاً على بعض الأسر.
2.الظروف الاجتماعية، لبعض الأسر والتى قد تعتقد أن التعليم ليس ضرورياً، خصوصاً للفتيات في بعض المجتمعات، ما يدفعهم لترك المدرسة في سن مبكرة، بالإضافة إلى العنف الأسري، أو الزواج المبكر للفتيات، أو الانفصال الأسري والذي يمكن أن يؤثر سلباً على استمرارية الطالب فى المدرسة.
3.التنمر، الذي يواجهه بعض الطلاب حالات من التنمر في المدارس، مما يدفعهم إلى ترك الدراسة.
4.الظروف الصحية، والأمراض الجسدية أو النفسية قد تؤدي إلى توقف الطلاب عن الذهاب إلى المدرسة، بالإضافة إلى أنه في بعض الأحيان، قد لا تتوفر خدمات صحية كافية في المدارس لدعم الطلاب الذين يعانون من مشاكل صحية.
4.غياب الوعي بأهمية التعليم :
قد تكون بعض الأسر غير مدركة لأهمية التعليم في تحسين حياة الأبناء، مما يؤدي إلى عدم الاهتمام بتعليمهم.
5 . التفكك الأسري ، وعمل الطالب فى سن مبكرة من حياته
كما أكدت الدكتورة راندا على تشكيل فرق لمعالجة التسرب التعليمي بالمديريات والإدارات التعليمية والمدارس من خلال مشاركة الأخصائي الإجتماعي وعضو المشاركة المجتمعية ومسئول شئون الطلبة ومسئول الإحصاء بالإدارة التعليمية والمديرية
وأكدت على ضرورة وضع حلول مباشرة لهذه الأسر من خلال توفير فرصة عمل للأسرة سواء مشروع صغير أو منافذ تسويقية أو معامل ألبان وورش الأشغال اليدوية وورش التفصيل.
كما أكدت على ضرورة وضع حلول أساسية لحل المشكلة
علاج التسرب التعليمي
* تحسين الوضع الاقتصادي، من خلال تقديم مساعدات مالية للأسر الفقيرة، مثل المنح الدراسية أو الدعم المالي لأطفال الأسر محدودة الدخل، وتوفير وجبات غذائية مجانية أو منخفضة التكلفة للطلاب.
* تحسين جودة التعليم، من خلال تدريب المعلمين بشكل دوري على أحدث الأساليب التعليمية والتدريبية الحديثة ، لجذب الطلاب للمدرسة، وتوفير بيئة تعليمية مشجعة وجذابة للطلاب.
- التوعية بأهمية التعليم، من خلال تنظيم حملات توعية في المدارس والمجتمع المحلي حول أهمية التعليم، بصفة عامة ، وبصفة خاصة للفتيات في القرى ، وتشجيع الأسر على دعم تعليم أطفالهم والاهتمام بمستقبلهم الأكاديمي والتعليمي.
- مكافحة التمييز والتنمر، من إعداد برامج دعم نفسي وإرشادي للطلاب الذين يعانون من مشكلات نفسية أو اجتماعية
-تحسين البنية التحتية في المدارس، من خلال توفير المرافق الصحية والرياضية المناسبة في المدارس، وزيادة عدد المدارس في المناطق الريفية أو الفقيرة لتسهيل الوصول إليها.
- دعم التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني ، من خلال العمل على توفير برامج تعليمية مرنة، سواء عن بعد أو في أوقات غير تقليدية، لتمكين الطلاب من استكمال تعليمهم حتى في حال ظروفهم الصعبة.
- الاهتمام بالصحة النفسية للطلاب، من خلال تأسيس وحدات دعم نفسي داخل المدارس لمساعدة الطلاب الذين يعانون من ضغوط نفسية أو اجتماعية.
كما أكدت الأستاذة ريحاب عريق وكيل المديرية، على دور مديرية التربية والتعليم بالفيوم ، وجهود المديرية فى علاج مشكلة التسرب التعليمي ، من خلال الجمعيات ، ومنها جمعية المصري الأصيل ، والهيئة العامة لمحو الأمية، ووحدة حماية الطفل بالمحافظة، وتكثيف كافة الجهود بالمديرية والجهات الأخرى الداعمة لحل مشكلة التسرب التعليمي.
وفي كلمته، أشار الأستاذ أشرف درويش مدير جهاز تنمية المشروعات ، إلى دور جهاز تنمية المشروعات فى إتاحة تقديم تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر ، بالإضافة إلى الخدمات غير المالية ، ومنها صيانة المدارس والمستشفيات والوحدات المحلية، وكذلك تقديم قروض ومنح للأسر الفقيرة عن طريق التعاقد مع الجمعيات ، وكذلك رفع الوعي الصحي والوعي البيئي من خلال البرامج التدريبية، مشيرًا إلى استعدادات جهاز المشروعات لدعم أسر الطلاب المنقطعين والمتسربين من التعليم من خلال دعم هذه الأسر بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
كما تقرر تدبير حجرة بإدارة يوسف الصديق التعليمية، لاستقبال أولياء أمور أسر الطلاب المتسربين والطلاب المنقطعين عن التعليم ، من أجل تقديم حلول سريعة وعاجلة لهذه الأسر ، وتوفير فرص عمل ومشروعات صغيرة، بالتعاون مع جمعيات تنمية المجتمع وجهاز تنمية المشروعات، لعودة أبنائهم للمدارس مرة آخرى
جدير بالذكر، تقرر عقد لقاء خلال الأسبوع القادم مع جمعيات تنمية المجتمع بمحافظة الفيوم، لدعم أسر الطلاب المتسربين من التعليم، من خلال توفير الزي المدرسي ودفع المصروفات الدراسية ودعم مادي وتوفير ملابس للطلاب وتوفير فرص عمل للأسر ، وعودة جميع الطلاب المتسربين والطلاب المنقطعين للمدرسة.
وفى نهاية اللقاء تقدم وكيل الوزارة برسالة شكر وتقدير للدكتورة راندا حلاوة مدير الإدارة المركزية للتسرب التعليمي بالوزارة ، وكذلك إدارة يوسف الصديق ورئيس مجلس إادرة مدرسة جيل المستقبل الخاصة بيوسف الصديق وذلك للجهد المتميز المبذول فى العمل والتنظيم الجيد للقاء الجماهيري الحاشد لحل هذه المشكلة الهامة.
1000041629 1000041620 1000041611 1000041614 1000041608 1000041602 1000041597 1000041600