مطالبات بالإفراج عن مانديلا الصين في الذكرى العاشرة لسجنه
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، الاثنين، الحكومة الصينية بالإفراج عن الخبير الاقتصادي الأويغوري البارز إلهام توهتي، في الذكرى العاشرة للحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهم "ذات دوافع سياسية".
وكان توهتي (54 عاما) الذي حصل على جائزة ساخاروف لحرية الفكر من البرلمان الأوروبي في عام 2019، وكان أحد المرشحين لحصد جائزة نوبل للسلام في عام 2020، ناقدا بارزا للحكومة الصينية قبل أن تدينه محكمة شينغيانغ الشعبية العليا في 2014.
وبحسب صحيفة "الغارديان" فإن توهتي الذي يوصف بأنه "مانديلا الصين" كان قد كتب مجموعة من المقالات الناقدة للحكومة الصينية جمعت في كتاب "نحن الأويغور ليس لدينا رأي".
وتقول هيومن رايتس ووتش إن عائلته لم يسمح لها بزيارته منذ أوائل عام 2017 ويُعتقد أنه كان في الحبس الانفرادي منذ اعتقاله.
كان توهتي أستاذا في الجامعة المركزية للقوميات في الصين، عندما أسس موقع "أويغور أونلاين"، وهو موقع يهدف إلى "تزويد الأويغور وإلهان بمنصة للمناقشة والتبادل" في أواخر عام 2005.
أغلقت الحكومة الصينية الموقع في عام 2008 وحكمت على مديره، غيرت نياز، الذي يبلغ من العمر الآن 65 عاماً، بالسجن لمدة 15 عاما في عام 2010 بتهمة "تعريض أمن الدولة للخطر".
ويُعتقد أن ستة على الأقل من طلاب توهتي، أيضا حُكِم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاث سنوات ونصف وثماني سنوات في عام 2014، استنادا إلى وثيقة سُرِبَت إلى قاعدة بيانات ضحايا شينغيانغ.
ومن غير الواضح ما إذا كان قد تم إطلاق سراحهم عندما انتهت أحكامهم، بحسب المنظمة.
وتقول المنظمة إن الحكومة الصينية أطلقت حملة صارمة ضد ما اعتبرته "الإرهاب العنيف" في شينغيانغ عام 2014.
ومنذ أواخر عام 2016، زادت السلطات الصينية بشكل كبير من قمعها في المنطقة، مستهدفة الأويغور وغيرهم من المسلمين الأتراك الذين يعيشون هناك بسياسات ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وتشمل هذه السياسات الاحتجاز الجماعي والتعسفي، والسجن لفترات طويلة ظالمة، والعمل القسري، وانفصال الأسرة، وانتهاك الحقوق الإنجابية، والتعذيب، واستخدام القمع العابر للحدود.
وفي عام 2022، أصدر مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقريرا خلص إلى أن هذه الانتهاكات "قد تشكل جرائم ضد الإنسانية".
وتشمل حملة القمع القاسية التي تشنها الحكومة الصينية على الأويغور الاعتقال الجماعي وسجن المثقفين، العمود الفقري للثقافة والمجتمع الأويغوري. وهم من بين أكثر من نصف مليون من الأويغور الذين حُكم عليهم بين عامي 2017 و2021 بالسجن دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحکومة الصینیة فی عام
إقرأ أيضاً:
المسيّرات الإستراتيجية.. تصعيد عسكري جديد في الذكرى الثانية لحرب السودان
الخرطوم- شنت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات المتتالية بالطائرات المسيّرة لضرب البنية التحتية وتدمير منشآت الطاقة بالسودان خلال الأيام الماضية.
وأعلنت شركة كهرباء السودان، أمس الاثنين، انقطاع التيار الكهربائي عن مدينتي عطبرة والدامر بولاية نهر النيل شمالا؛ بعد استهداف مسيّرة مجهولة المصدر محطة كهرباء بمدينة عطبرة شمالي البلاد.
واعتبرت قيادات عسكرية رفيعة تحدثت للجزيرة نت استخدام "المسيرات" بكثافة تطورا خطيرا في مسار الحرب السودانية، بالتزامن مع الذكرى الثانية لاندلاعها في 15 أبريل/نيسان 2023.
ويأتي هجوم قوات الدعم السريع المتكرر بالطيران المُسيّر لتعويض ما فقدته من مكاسب على "الأرض" بضربات من "الجو" بعد تراجعها المستمر بمحاور القتال المختلفة إثر اتساع رقعة سيطرة الجيش السوداني المباغتة على عدد من المدن والولايات.
وتداولت الأوساط السودانية عقب توالي قصف المسيرات لسد مروي في الولاية الشمالية -الذي يعتبر المصدر الأهم لتوليد الطاقة الكهربائية في السودان- بشأن نوعية المسيّرات المستخدمة والمناطق التي تنطلق منها وإمكانية تحييدها بعد تسببها في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من البلاد.
إعلان تطور خطيروقال المحلل العسكري العميد جمال الشهيد -للجزيرة نت- إن استخدام مليشيا الدعم السريع للطيران المسيّر الإستراتيجي يُعد تطورا بالغ الخطورة في المشهد السوداني الراهن، وعدّه تحديا جديدا في مسار المعركة التي تدور حاليا جاء بعد تصدي الجيش السوداني لعدد كبير من المسيّرات الانتحارية التقليدية منذ بدء الحرب.
وأفاد الشهيد بأن استهداف المرافق الحيوية مثل محطات الكهرباء وشبكات المياه ومخازن الوقود والمستشفيات جزءٌ من حرب ممنهجة تستهدف إنهاك الدولة وشل الحياة في المناطق التي لا تسيطر عليها المليشيا بهدف الضغط على الحكومة والمواطنين، وزعزعة الاستقرار.
وأشار إلى أن الدفاعات الأرضية التابعة للجيش السوداني تمكنت من التصدي لعدد كبير من هذه المسيرات خاصة التقليدية، ولكن يبقى التحدي الأكبر هو كيفية التعامل مع المسيّرات الإستراتيجية التي فاقمت من معاناة المواطنين.
وقال العميد بالجيش السوداني عمر عبد الرحمن باشري -للجزيرة نت- إن لجوء مليشيا الدعم السريع إلى استخدام المسيّرات سببه فشلها في تحقيق نصر على الأرض بعد خسارتها خلال العامين الماضيين لقوتها الصلبة والمدربة التي تقدّر بأكثر من 100 ألف مقاتل.
وأوضح باشري أن تدمير القوة الصلبة لقوات الدعم السريع جعلهم يستعينون باللصوص وقطاع الطرق في بوادي كردفان ودارفور الذين أصبحوا يُعرفون في الأوساط الشعبية بـ"الشفشافة" حيث تم حشدهم واستنفارهم من الحواضن القبلية من دون انضباط أو تدريب عسكري على فنون الحرب، لذلك انسحبوا بمسروقاتهم في الأيام الأخيرة من ميادين القتال.
وأفاد بأن استخدام قوات الدعم السريع لسلاح المسيّرات أمر مزعج ولكنه ليس حاسما، وفقا لتعبيره، مشيرا إلى أن الحروب عبر التاريخ القديم والممتد لا تحسمها المسيّرات، بل المشاة والقوات البرية على الأرض، كما حدث منذ التسعينيات في حروب العراق وأفغانستان واليمن.
إعلانوأثَّرت الهجمات الأخيرة للطائرات المسيّرة (الدرونز) -التي يُعتقد أنها تنطلق من مناطق بدارفور وكردفان ومن تشاد أحيانا- في حياة الناس بشكل مباشر بعد إصابتها لمحطات الكهرباء في أم دباكر والشواك ودنقلا وسد مروي مرات عدة، مما تسبب في انعدام المياه وأحدث شللا متكررا في خدمات المستشفيات وشبكات الاتصال المختلفة.
منظومة الدفاعوأوضح اللواء المتقاعد بالجيش السوداني أسامة محمد أحمد عبد السلام -للجزيرة نت- أن الدعم السريع سبق الجيش بالبدء باستخدام المسيّرات الانتحارية في الأيام الأولى للحرب، وظل يستخدمها في ضرب أهداف في مدن كنانة وربك وشندي، وحاول ضرب مدينة كوستي.
وقال عبد السلام إن هناك نوعين من المسيّرات تستخدمها مليشيا الدعم السريع، الأولى انتحارية وهي تنفذ مهمة لمرة واحدة وتحمل دانات مدفعية "هاوزر أو هاون 120" تصيب الهدف وتتفجر بعده كأنها مدفعية بعيدة المدى، وهذا النوع من الطائرات يُرى بالعين المجردة، وهذه الطائرات بطيئة في السرعة ويمكن إسقاطها بأي سلاح أرضي، وهي من المسيّرات التي استهدفت الرئيس عبد الفتاح البرهان في منطقة جبيت.
والثانية هي المسيّرة الإستراتيجية، وتحمل صواريخ وتحلّق على علو مرتفع جدا، وتنفذ مهمتها ثم تعود من حيث أتت كأنها طائرة عادية، لذلك من الصعب جدا التعامل معها بمضادات أرضية، فهي تحتاج إلى نظام دفاع جوي متكامل.
وأشار إلى أن منظومة الدفاع الجوي المطلوبة لإيقاف المسيّرات الإستراتيجية وحماية المنشآت الحيوية هي أشبه بفكرة القبة الحديدية، وتحتوي على كواشف (رادارات) تغطي محيط المنشأة المراد حمايتها لكشف الأهداف من مسافات بعيدة والتعامل معها بصواريخ مضادة للطائرات تُفجِّرها في الجو.