يمن مونيتور/ترجمة خاصة

قال الأدميرال البحري ديفيد مخونتو، المدير العام للاستراتيجية البحرية في البحرية الجنوب أفريقية، إن الاستخدام الأخير للطائرات البحرية بدون طيار أو السفن السطحية غير المأهولة يشكل تحديًا جديدًا للبحرية.

ووفقا لهيئة الإذاعة الجنوب أفريقية قدم مكونتو ورقة بحثية نيابة عن قائد البحرية في مؤتمر أفريقيا للطيران والدفاع في قاعدة ووتركلوف الجوية، مؤكداً على أهمية الأمن البحري.

وأشار إلى أنه منذ بدء هجمات الحوثيين، انخفضت حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر بنسبة 45%، في حين زادت حركة الملاحة البحرية حول رأس الرجاء الصالح بنحو 70%. وقال إن هذا يمثل تحديات وفرصًا لجنوب أفريقيا.

وتابع: لقد هددت هجمات المتمردين الحوثيين المستمرة على السفن التجارية وغيرها في البحر الأحمر الأمن البحري وفرضت تحديات طويلة الأمد على دول العالم، بما في ذلك جنوب أفريقيا.

وأكد أنه يتم نقل أكثر من 80 في المائة من حجم التجارة العالمية – وهو ما يمثل أكثر من 50 في المائة من القيمة – عبر الطرق البحرية.

وفي يونيو/حزيران من هذا العام، استخدم الحوثيون في اليمن قاربا بدون طيار في هجوم على سفينة شحن في البحر الأحمر. وفي البحر الأسود، لعبت الطائرات بدون طيار التابعة للبحرية الأوكرانية دورا محوريا في إعادة تشكيل الصراع هناك. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، اخترقت طائرات بدون طيار صغيرة الدفاعات الروسية واخترقت ميناء سيفاستوبول، مما أنذر بمرحلة جديدة في الحرب.

وفي إشارة إلى هذه التطورات التكنولوجية، أشار مخونتو إلى أنها تقدم فرصًا وتحديات في الوقت نفسه. وقال: “إن الأنظمة البحرية غير المأهولة أو الطائرات بدون طيار لا تشير فقط إلى تقدم تكنولوجي، بل إنها أيضًا تطور مثير في الحرب البحرية.

وقال إنها تثير إمكانيات جديدة في تشكيل دور السفن السطحية في نفس الوقت الذي تكون فيه مستعدة لتحويل العناصر الأساسية للاستراتيجية البحرية. إن مستقبل الحرب البحرية هو توازن مثير بين القوة البحرية التقليدية والإمكانات الإبداعية للأنظمة غير المأهولة”.

وأكد مخونتو على الصلة الوثيقة بين العولمة والأمن البحري، وقال: “يعتمد النظام البحري على حماية خطوط الاتصالات البحرية والسيطرة على نقاط الاختناق.

وقال: لقد حان الوقت لتخصيص المزيد من الموارد والتفاعل، حيث لا يمكن لأي دولة بمفردها حماية النظام. يجب على وكالات الأمن البحري وخفر السواحل ومرافق أمن الموانئ وقادتنا جميعًا أن يلعبوا دورًا حاسمًا”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: السمن جنوب أفريقيا فی البحر الأحمر بدون طیار

إقرأ أيضاً:

اعترافات أمريكية متتالية: ترامب يُقر بتطور الصواريخ اليمنية وقائد البحرية يعلن المأزق في البحر الأحمر

يمانيون../
في مؤشر على تفاقم الأزمة العسكرية والسياسية التي تواجهها الولايات المتحدة في البحر الأحمر، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفشل العدوان الأمريكي على اليمن، معترفاً بشكل مباشر بتطور القدرات العسكرية اليمنية، وواصفاً ما تصنعه صنعاء من صواريخ بأنه “متقدم ومتقن”.

تصريح ترامب الذي نقلته مجلة نيوزويك الأمريكية جاء في وقت حساس، إذ قال حرفياً: “اليمنيون يصنعون الصواريخ بالفعل، لم يخطر ببال أحد. إنهم يصنعون الصواريخ، وهي متطورة للغاية ومتينة للغاية. إنها تكنولوجيا متطورة وهم أقوياء جداً.”

هذا الاعتراف يُعد تحولاً لافتاً في الخطاب الأمريكي الذي لطالما روج لنجاح الغارات الجوية في تحجيم قدرات صنعاء. لكن الإحاطات السرية المقدمة للبنتاغون كشفت خلاف ذلك، حيث أكدت فشل القوات الأمريكية في تدمير الترسانة اليمنية، وهو ما وضع البيت الأبيض في موقف محرج أمام الداخل الأمريكي وحلفائه الغربيين.

وفي تقرير موسع لصحيفة نيويورك تايمز، نقلت الصحيفة عن مصادر من داخل الكونغرس أن هناك خشية كبيرة من أن تؤدي الحرب في اليمن إلى استنزاف الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية، خصوصاً تلك التي كان يُفترض أن تُخصص لردع الصين في منطقة المحيط الهادئ. وقد بدأ البنتاغون فعلياً بإعادة تقييم توزيع ترسانته العسكرية في ظل الحاجة الطارئة لتعزيز الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط لمواجهة تصاعد العمليات اليمنية.

في الوقت نفسه، نُقل عن مسؤولين عسكريين أمريكيين أن نجاح الولايات المتحدة في تدمير الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية محدود جداً، رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء العدوان المباشر ضد اليمن.

أما على صعيد القيادة البحرية، فقد كشفت قناة فوكس نيوز عن تصريحات صادمة لقائد البحرية الأمريكية الذي اعترف بفشل الاستراتيجية المتبعة حتى الآن، قائلاً إن استخدام صواريخ أمريكية باهظة الثمن لاعتراض طائرات مسيرة يمنية زهيدة الكلفة كان “خاطئاً وغير فعال”. وأضاف القائد بأن القوات البحرية تواجه مأزقاً حقيقياً في البحر الأحمر، مشيراً إلى الحاجة لإيجاد حلول دفاعية مبتكرة وأقل كلفة.

وأكد أن استمرار هذا الصراع قد يؤدي إلى نقص حاد في الذخائر، داعياً إلى رفع مستوى الإنتاج العسكري الأمريكي بما يتناسب مع حجم التحديات الجديدة.

هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة أزمة داخلية تتعلق بشرعية الحرب على اليمن، لا سيما وأن العدوان تم دون موافقة من الكونغرس، في مخالفة واضحة للدستور الأمريكي. وقد لاقى ذلك انتقادات متزايدة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، التي رأت في الحرب على اليمن خدمة مباشرة للكيان الصهيوني، خاصة وأن العمليات اليمنية في البحر الأحمر جاءت رداً مباشراً على المجازر الصهيونية المرتكبة بحق المدنيين في غزة.

وتكشف تقارير استخباراتية أمريكية أن الحافز الرئيسي لتصعيد إدارة ترامب ضد اليمن ليس فقط الدفاع عن مصالح الملاحة، بل تلبية لصفقة سياسية سرية مع قادة الكيان الصهيوني، تقضي بدعم ترمب في تعديل الدستور الأمريكي بما يسمح له بخوض الانتخابات الرئاسية مجدداً عام 2028، في مقابل خوض حروب بالوكالة عن الكيان ودعمه عسكرياً بلا حدود.

هذا الانكشاف السياسي والعسكري المتزامن يأتي في ظل تغيرات عميقة يشهدها النظام العالمي، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بعالم متعدد الأقطاب، وترتفع كلفة الهيمنة الأمريكية في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وفيما تتحرك الصين وروسيا لبناء تحالفات استراتيجية تضعف من النفوذ الأمريكي، تقف واشنطن اليوم في البحر الأحمر أمام معادلة يمنية جديدة تقلب موازين الردع، وتعيد الاعتبار إلى محور المقاومة في وقت خذل فيه النظام الرسمي العربي القضية الفلسطينية بشكل لم يسبق له مثيل.

وفي مقابل صمت عربي رسمي مخز، تواصل صنعاء تأكيد حضورها الفاعل في معادلة الإقليم، من خلال عمليات نوعية أربكت تحالف العدوان، وفرضت على الأمريكي التفكير مرتين قبل الاستمرار في مغامراته العسكرية، التي قد تكون شرارة النهاية لحلمه الإمبراطوري المتآكل.

هل ترغب أن نرفق مع التقرير فقرة تحليلية عن مستقبل الدور الأمريكي في المنطقة في ضوء هذه الاعترافات؟

قراءة في مستقبل الدور الأمريكي في المنطقة
تعكس الاعترافات الأمريكية الأخيرة من أعلى مستويات السلطة، بدءًا من الرئيس ترامب وصولاً إلى القيادات العسكرية، حالة من التراجع الاستراتيجي الواضح في قدرة واشنطن على فرض هيمنتها التقليدية في المنطقة. فالعجز أمام الصواريخ اليمنية، والتكلفة الباهظة التي تدفعها القوات الأمريكية في البحر الأحمر دون نتائج ملموسة، لا يشير فقط إلى فشل عسكري، بل إلى بداية أفول المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط.

فالمعادلة التي لطالما حكمت المنطقة لعقود، والقائمة على الردع الأمريكي والاحتواء العسكري السريع لأي تهديد لمصالح واشنطن أو حلفائها، تبدو اليوم غير فعّالة أمام فاعلين جدد يصنعون أسلحتهم بأنفسهم، ويخوضون مواجهات مفتوحة بإرادة مستقلة ودافع أخلاقي وإنساني نابع من الانتصار للقضية الفلسطينية.

إن ما يحدث اليوم في البحر الأحمر هو أكثر من مجرد مواجهة عسكرية محدودة، بل هو تعبير صارخ عن انتقال مركز الثقل في معادلة القوة. اليمن، بقواه الوطنية والمستقلة، يفرض واقعًا جديدًا لم تشهده المنطقة منذ عقود، ويبعث برسائل عميقة إلى شعوبها قبل حكامها: أن السيادة لا تُمنح، بل تُنتزع بإرادة المواجهة.

في المقابل، يبدو أن رهان أمريكا على أنظمة عربية تابعة وممولة لم يعد كافيًا لضمان تفوقها. بل إن هذا التبعية المطلقة من قبل بعض الأنظمة الخليجية التي تكفلت بتمويل الحرب على اليمن، لم تُنقذ واشنطن من الورطة، بل عمّقت المأزق الأخلاقي والسياسي الذي تواجهه أمام شعوب العالم.

ومع استمرار العمليات اليمنية وتوسعها، وتزايد السخط الداخلي الأمريكي على كلفة هذه الحروب، فإن المشروع الأمريكي يبدو مهددًا ليس فقط في البحر الأحمر، بل في كامل جغرافيا الهيمنة التقليدية، مما يُنذر بولادة نظام عالمي جديد تتراجع فيه أحادية القطبية لصالح قوى ناشئة تملك قرارها وتحدد أهدافها بعيداً عن الهيمنة الأمريكية الصهيونية.

مقالات مشابهة

  • إعادة فتح موانئ السويس البحرية وانتظام الحركة الملاحية بالبحر الأحمر
  • إغلاق موانئ السويس البحرية لسوء الأحوال الجوية
  • إغلاق مواني السويس البحري لسوء الأحوال الجوية
  • «سنتكوم»: مزاعم «الحوثيين» بضرب حاملة «ترومان» ادعاءات فارغة
  • اعترافات أمريكية متتالية: ترامب يُقر بتطور الصواريخ اليمنية وقائد البحرية يعلن المأزق في البحر الأحمر
  • واشنطن تكشف حقيقة تعرض حاملة الطائرات الأمريكية ''ترومان'' لهجمات الحوثيين
  • إعادة فتح ميناء الغردقة البحري صباح اليوم بعد تحسن الأحوال الجوية
  • واشنطن: ملتزمون باستعادة أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر
  • ترامب: اليمنيون يصنعون صواريخ متطورة.. وقائد البحرية يتحدث عن مأزق في البحر الأحمر
  • أمريكا تبحث مع مجلس التعاون الخليجي تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر