يخبرني أحد الإخوة بأنه دخل ذات يوم مجلس صديق له، وكان المجلس عامرًا بالأصدقاء وكانوا منهمكين فـي لعب الورق (الكوتشينة) يتعالى صراخهم وضحكهم بينما فـي الجانب الآخر من المجلس تقبع شاشة كبيرة معلقة على الحائط تبث نقلًا مباشرًا لصور المذابح والدمار والقتل والأشلاء المتناثرة والدماء التي تغطي الشوارع وصياح الأمهات الثكلى! والعجيب أنه لا أحد من الجالسين يلتفت لما تحمله الشاشة من مآسٍ وأذى وجرائم ترتكبها إسرائيل وكأن الأمر عادي ومعتاد، ولا شيء جديد.
هل هذا التبلد فـي المشاعر هو مرض نفسي ناتج عن توالي الصدمات أم هو تكرار الصورة يوميا أو أننا لم نعد نكترث بالإنسانية والأخلاق والسمو أم قلوبنا تحجرت وقست وأصبحت أقسى من الحجارة! أو لم نعد أولئك المؤمنين الذين وصفهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- فـي توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. ليس لدينا إلا القلق هو سيد موقفنا وذخيرة أيامنا، مع حفظ المقام لسيد القلق العظيم (بان كي مون).
إن ما أصاب ذلك القوم أصحاب المجلس وما أصابنا ويصيبنا أصبح للأسف شيئا عاديا وأعدنا برمجة سلوكنا لنتعود ونتأقلم عليه بشكل عادي ومقبول، وقد يكون ذلك ديدن البشر بشكل عام وسمة غالبة. لكن واقعنا نحن معشر العرب أكثر إيلاما، معنيين مباشرة بالأذى والجرائم التي ترتكبها إسرائيل فـي حقنا وحق أهلنا بغزة.
يخبرنا علماء النفس وفـي مقدمتهم (سيجموند فرويد) بأن الإنسان يستطيع أن يتجاوز مرحلة الألم ويوطن نفسه مع ذلك، وأن العقل البشري يميل عادة إلى ابتكار وسائل دفاعية ليعيد برمجة سلوكه ليجعله قادرًا على التأقلم مع الأذى والشعور بالخذلان، وأن ذلك يولد لدينا ما يسمى بـ(آلية العاطفة اللاواعية) المرتبطة بالنسيان وهي مرحلة يتدخل فـيها العقل البشري عندما يشعر بالأذى والخذلان من شيء معين متكرر يقوم العقل بشحذ أسلحته حين يقرر الدماغ بأنه ملزم بالنسيان وتجاهل تلك المشاهد المؤلمة ليتمكن من التأقلم والتعايش مع الألم والأذى وهي آلية دفاعية يتبناها الدماغ البشري لقمع الأفكار المؤذية والمؤلمة. بحيث نغدو قادرين على تجاوز الألم والتعايش معه وعدم التعاطف ونفقد القدرة على الشعور والتفاعل ونفقد بموجبه المسؤولية وعدم القدرة على إحداث أي تغيير وببساطة ندخل فـي مرحلة التبلد العاطفـي.
إن صور الدمار والأشلاء تتسارع أمامنا وهي تقطر دمًا، شيء مذهل بالتأكيد، ما حصل فـي ذلك المجلس فـي الحقيقية ليس غريبا ولا مستغربا؛ إذ يمكن أن يتكرر فـي حياتنا اليومية إذ أصبحت مناظر القتل والمذابح لا تثير مشاعرنا ولا تحرك فـينا شعرة كما يقال، والحقيقة المرة أن تلك الحالة اللاشعورية ليست جديدة ولا وليدة حرب غزة فتلك الحالة تلازمنا وقد يبدو أننا أخذنا مناعة منذ زمن طويل إذ أصبحت كل تلك الحروب التي تشنها ضدنا أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والغرب لا يحرك فـينا شيء وأصبحنا نتعامل مع هذه الأوضاع بشكل عادي وكأنها جزء من نسيج حياتنا اليومية. لا شيء يحركنا لا المشاهد اليومية التي يكسوها اللون الأحمر القاني المتدفق، ولا الغبار المتصاعد من المنازل التي تفجر وتسقط على رؤوس ساكنيها والمستشفـيات التي تفخخ وتتناثر حجارتها ولا الأجساد المتناثرة التي مزقها القصف المركز والممنهج فـي أنحاء القطاع ولا الجثث التي تنتشل من تحت الركام، لا صيحات (الله أكبر) تنفع ولا ارتجاف الأطفال ورعبهم ولا الأمهات اللواتي يتعالى نواحهن ونحيبهن، كل تلك الصور ونحن صامدون لا يتحرك فـينا ساكن، فواجع ومذابح وكوارث لم يشهدها العالم وقلوب فطرت على ما فقدت من عزيز، يحدث ذلك بتواطؤ من المجتمع الدولي الذي يتحمل المسؤولية المباشرة عن جرائم الصهاينة ودولتهم المجرمة.
إن الصورة المكررة واليومية التي تكاد لا تمر ثانية إلا وشاهدناها وترسخت فـي وعينا واللاوعي. أصبحنا لا نشعر وتولد لدينا حالة اللاشعور واللاقلق والاعتياد، وصبغ حياتنا بالعادية والمستساغ. نجحت الصورة فـي ممارسة قدرتها على الترويض والتطويع والعادية والمبتذلة.
للأسف وصلنا إلى تلك المرحلة من التخدير واللاشعور وتبلد المشاعر، وكأن الذين يقتلون ليسوا منا وفـينا وليسوا من جلودنا وليسوا من دمائنا وكأن لا شيء يجمعنا معهم مثل اللغة والدين والتاريخ والجغرافـيا، يقتلون ويذبحون وتنتهك أعراضهم وتدمر منازلهم ومدارسهم ومستشفـياتهم وتجرف طرقهم ونحن فـي منتهى الأريحية مشغولون بحياتنا بشكل طبيعي جدًا.
بلا شك ذلك ما تسعى إليه إسرائيل والغرب ينشر صور المذابح والأشلاء والدمار وفق خطة ممنهجة ومرسومة تعمل على اصطيادنا وإعادة تشكيل وعينا وشعورنا. بعبارة أخرى نجح الغرب وإسرائيل فـي ترسيخ صورة العادي والاعتيادي واللاشعور لدينا. ويبدو أنهم راهنوا على التعود على صور القتل والمذابح لدرجة أصبحت تلك المشاهد وكأنها ضمن الاعتياد اليومي فـي الحياة، فليس مستغربا أن ننهض فـي الصباح على مشاهد الذبح والقتل والدمار وتستمر الحياة بشكل عادي ويمارس الناس حياتهم الطبيعية، تلك الصورة المراد تكريسها فـي الوعي العالمي والعربي لربما نجحت أو يراد لها أن تنجح فتتوارى مجازر غزة وتتراجع عن صدارتها وتطغى عليها أخبار أخرى تصطنع ومشاهد تمثيلية. يصبح قتل شعب أعزل وتدمير منازله شيئا عاديا وروتينيا. يراد لنا أن نتكيف مع تلك المجازر ونعتاد عليها، فـي الوقت ذاته تكرس إسرائيل همجيتها وغطرستها وعنفها بشكل هستيري وقرع طبول حروبها غير مبالية بأي شيء وإنها على استعداد لارتكاب أعتى الجرائم دون أن يردعها أحد.
المراهنة على المعتاد والاعتيادي وبث تلك الصورة المركزة المحتوية على جرعات زائدة من البشاعة والفظاعة وتكرارها يوميًا دون حدوث تغير أو شيء يردع ذلك أو تغيير جوهري يوقف تلك المذابح والإبادة وتكرارها يوميًا يؤدي على المدى الطويل إلى التبلد واللاشعور وقد يتأقلم معها السلوك البشري. إن سريان الأوضاع العادية وتوالي تكرار الصورة البشعة وتدفق صور المذابح والأشلاء الممزقة بلا شك تؤدي إلى أضرار نفسية وتصيبنا بالإحباط وعدم القدرة على فعل شيء وقلة الحيلة والشعور باليأس والخذلان والعجز. وأمام ذلك قد يجد الإنسان نفسه فـي ظل هذه الأوضاع الاعتيادية أمام خيارات للتعامل مع الصورة وأغلب تلك الخيارات تدخل فـي اللاوعي، فنجد مثلا صعوبة فـي متابعة الصور المتدفقة وبالتالي صعوبة فـي متابعتها وقد نلجأ إلى الابتعاد أو الانزواء بعيدًا وعدم التحمل فـي مشاهدتها والأجدى به الانصراف إلى الأعمال المعتادة يوميا وقد نوطن أنفسنا معها والتعايش معها، وكل ذلك يؤثر بلا شك على النظام العاطفـي معنا ويصيبه بالتبلد.
إننا ببساطة نتلقى الصدمة الأولى ونتجاوزها بمزيد من التنفس وقد تعبر عن ذلك بالمظاهرات والاحتجاجات والإدانات والاجتماعات ثم تخفت تلك الصدمة إلى أن تتلاشى وتنتهي دون إحداث تغيير، فكلنا شاهدنا تلك التحركات المتسارعة على مستوى الجماهير وبعض الحكومات التي أعقبت المذبحة الإسرائيلية الأولى، الآن يبدو ذلك انتهى دون ردة فعل قوية وذلك هو المقصود تمامًا خفت كل شيء وانتهت الهبة واستمرت المجازر والإبادات والقتل.
إن توطين صورة القتل والدمار وقتل الأطفال والشيوخ وهدم المساجد وجرف الأسواق والطرق والمباني تتكرر يوميًا أمامنا دون أن نحرك ساكنا وبمرور الوقت يصبح ذلك عاديًا وكأنه ضمن الحياة اليومية بل الأدهى من ذلك وكأنه ضرورة لتستمر الحياة بشكل آخر فـي مكان آخر. لكي تعيش تلك الزمرة القاتلة فـي إسرائيل لابد أن تقتل الفلسطينيين وكأنها قربان يقدم لرفاهية وعيش آخر. فقد نجحت الصورة المكثفة التي تترسخ يوميًا فـي عقولنا ونفوسنا فـي إصابتنا جميعًا بالتراجع العاطفـي وتبلد مشاعرنا وعدم انفعالنا وموت إحساسنا، وهو مؤشر خطير وينعكس على موقفنا تجاه القضايا المصيرية والوجودية التي تهمنا. للأسف حصل ذلك فنجد أن دولا كثيرة عربية أو إسلامية أو أفرادا سرعان ما تأقلموا مع الصور المتدفقة من غزة وتبلدت مشاعرهم وتفكيرهم وانصرفوا إلى معاش يومهم وذلك باللجوء إلى بث صور معاكسة ومختلفة تماما تعبر عن جمود مشاعرهم وعدم مبالاتهم ودخلوا فـي مرحلة التبلد الشعوري والعاطفـي لذلك لا ترى إلا الترويج للصخب وخلق مزيد من الصور المبتذلة، إمّا على شكل مهرجانات احتفالية منفصلة بذلك عن الواقع المرير وكأنهم يعيشون فـي كوكب آخر أو لا مبالاة تجاه الصور البشعة. والأدهى من ذلك الترويج العكسي والمضاد لتلك الصورة، والحديث عن أن ذلك غير صحيح وغير مستحب ولا يستجيب للدين والشرع، بل والتعاطف مع الجزّارين والمجرمين على حساب الضحايا المضطهدين.
ما العمل تجاه ذلك، ما الذي يجب أن نفعله حتى لا يتسع الخرق ويصعب الرتق على الراتق. قد تكون المهمة صعبة، لكن ذلك يفرض علينا مواجهة هذا الانفلات فـي المشاعر. حتى لا يأتي يوم نجد أنفسنا خارج السياق لا نمد للكوكب الأرضي بأي انتماء. علينا أن نستحضر مآسينا وخيباتنا وألا تغيب عن بالنا ويجب علينا أن نستمر فـي الضخ الأخلاقي والمثل الدينية الحقة، وأن نسخر الإعلام خدمة لذلك، وأن تتداعى كل إمكانياتنا لخدمة قضايانا المصيرية، أن نعمل على فضح سياسة العدو الصهيوني وداعميه وتكثيف العمل فـي وسائل الإعلامي الرسمي والإعلام البديل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات وألا نكتفـي بخبر عاجل فقط سرعان ما يتوارى خلف الأخبار الاستهلاكية اليومية، يجب أن نقوم بعملية تعبوية شاملة وتثوير العقول والنفوس ووضع خطط إستراتيجية لمواجهة هذا التدفق العدواني البشع وأن يكون عنوان كل مراحلنا فلسطين وتحريرها بعيدا عن المزايدات والاستغلال وأن نبتكر آلية تتصدى لكل خائن مطبع، لتبقى غزة وفلسطين وأهلها هي عنوان صمودنا وتحررنا من الهيمنة الغربية الكولونيالية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تلک الصور یومی ا
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود الدولة في توطين صناعة الدواء
أشاد الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات، بجهود الدولة المصرية بقيادة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، نحو الاهتمام بالصحة العامة للمواطنين في مختلف محافظات الجمهورية.
شيخ الأزهر يستقبل وزير السياحة والآثار السابق مفتي الجمهورية ضيف شرف مؤتمر كلية طب الأسنان جامعة الأزهرجاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الأول الذي تنظمه كلية طب الأسنان بنين جامعة الأزهر بالقاهرة، تحت عنوان: (ماض عريق وحاضر رائد ومستقبل مشرق) برئاسة الدكتور وائل المهندس، عميد الكلية رئيس المؤتمر، والدكتور معتز الخواص، سكرتير عام المؤتمر، والدكتور أيمن حجاب مقرر عام المؤتمر.
ورحَّب نائب رئيس الجامعة لفرع البنات بالحضور جميعًا في المؤتمر من داخل جمهورية مصر العربية ومن مختلف أنحاء العالم.
ونقل للحضور تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
وعبر نائب رئيس الجامعة عن سعادته بهذا التجمع العلمي الكبير، الذي يُعد ثمرة لجهود مخلصة تهدف إلى تعزيز البحث العلمي وتطوير مهنة طب الأسنان، وتحقيق التواصل بين الخبراء والباحثين من مختلف أنحاء العالم، موضحًا أن تخصص طب الأسنان ليس مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية تهدف إلى تحسين جودة حياة الناس، لافتًا أن هذا المؤتمر يعكس إيمان جامعة الأزهر العميق بأهمية البحث العلمي والتطور المهني المستمر الذي يدعونا جميعًا للبقاء على اطلاع دائم بكل ما هو جديد وحديث.
وبيَّن نائب رئيس الجامعة أنه انطلاقًا من رسالة الطب فإن هناك قولًا مأثورًا يقول: إن (الطب بلا إنسانية كالصلاة بلا وضوء) مؤكدًا أن هذا المؤتمر ليس فقط فرصة لاستعراض أحدث ما توصل إليه العلم في مجالات طب الأسنان، بل هو أيضًا منصة لتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات العلمية محليًّا ودوليًّا، نهدف من خلاله لتمكين أطباء الأسنان من الشباب، وتعزيز مهاراتهم ومعارفهم، بما ينعكس إيجابيًّا على مجتمعاتنا، مضيفًا أن المؤتمر ليس مجرد مناسبة علمية عابرة، بل فرصة حقيقية لالتقاء العقول، وتلاقح الأفكار، وابتكار الحلول.
لحظة تاريخيةوبيَّن أننا اليوم أمام لحظة تاريخية تؤكد التزام كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر بمواكبة التطور العلمي المستمر، وسعيها الحثيث إلى الريادة في التعليم والبحث وخدمة المجتمع، واستعرض فضيلته رؤية جامعة الأزهر في تحقيق التميز من خلال الجمع بين الأصالة والحداثة، بين إرثنا العلمي العريق وقيمنا الراسخة وأحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا؛ ولهذا جاء شعار مؤتمرنا معبرًا بصدق عن رسالتنا السامية، التي نطمح من خلالها إلى بناء جيل جديد من أطباء الأسنان، يمتلكون العلم والكفاءة، ويتمسكون بالقيم الأخلاقية والإنسانية.
وأكد نائب رئيس الجامعة على أهمية خلق بيئة تفاعلية ومثمرة تتيح أمام الجميع فرصًا للتعلم والتطور والتي من شأنها أن تسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية التي نقدمها لمرضانا، وليس هذا فحسب بل يعد فرصة ذهبية لتبادل الخبرات،
وأوضح أن بناء شبكات مهنية قوية يعتبر من أهم أهداف هذا الحدث؛ حيث يمكنكم التفاعل مع رواد المجال واستكشاف فرص التعاون وتبادل الأفكار التي تسهم في نمو وتطور مهنتنا، وإتاحة الفرصة للتبادل العلمي والمعرفي والتطوير المهني؛ وكذا التواصل والتعاون بين المهنيين الأكاديميين، والصناعيين لفتح آفاق جديدة للتعاون و تسليط الضوء على أحدث التطورات التكنولوجية في مجال طب الأسنان وكيفية تطبيقها لتحسين ممارساتنا، وبين أن مشاركتكم في هذا المؤتمر ليست فقط إضافة علمية قيمة، بل هي دعم لرؤيتنا المشتركة نحو النهوض بمهنة طب الأسنان، وتعزيز دورها في خدمة المجتمع وتخفيف معاناة المرضى.
ووجه نائب رئيس الجامعة الشكر الجزيل لمعالي نائب رئيس الوزراء الدكتور خالد عبد الغفار؛ لنشاطه الكبير واهتمامه بإنشاء مصانع لخامات وأدوات طب الأسنان، وهذا الحديث ليس منا ببعيد حيث افتتاح مصنع لغرسات الأسنان، وكذلك ايضًا أشكره على اهتمامه وتشجيعه للأساتذة في هذا المجال، وأشاد بالجهود العلمية التي نتج عنها كتاب الدكتور إبراهيم القلا، أستاذ طب الأسنان، لاستصدار كتابه: (حقوق الانسان الصحية)، وكتاب: (أخلاقيات طب الأسنان) وهما يقدمان المبادئ الأساسية للقيم الأخلاقية وتطبيقاتها والعلاقة بين المبادئ الأخلاقية وإتقان العمل ومبادئ البحث العلمي وحقوق الإنسان.
كما أشاد نائب رئيس الجامعة لفرع البنات بدعم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف حفظه الله، لهذا المؤتمر، مؤكدًا أنه يعكس رؤيته العميقة لدور العلم في بناء المجتمعات وخدمة الإنسانية، وفى هذا رسالة واضحة من فضيلته تؤكد على أهمية الدور الذي يلعبه الأزهر الشريف في توجيه العالم الإسلامي نحو العلم والمعرفة، وفي بناء جسور التعاون الدولي لخدمة الإنسانية جمعاء، واستثمار العلم في خدمة القيم الإنسانية، وتعزيز مكانة مصر كقلب العالم الإسلامي وموطن العلم والمعرفة.
وأوضح نائب رئيس الجامعة أن التحديات التي نواجهها في مجال طب الأسنان تتطلب منا التعاون والعمل المشترك، ولهذا فإن هذا المؤتمر يمثل فرصة ثمينة لتعزيز بناء جسور التعاون بيننا، ونأمل أن يكون هذا اللقاء مثمرًا ومليئًا بالتجارب القيمة والنقاشات البناءة، وأن تعودوا إلى ممارساتكم محملين بأفكار جديدة وأساليب مبتكرة لتحسين صحة الفم والأسنان لمرضانا.