الإمارات تمكّن الشباب في بناء عالم مستدام
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
شروق عوض (دبي)
أخبار ذات صلة شباب الإمارات.. إنجازات وطموح «كوب 28».. دعم إنشاء أنظمة «الإنذار المبكر»تشارك الإمارات دول العالم احتفالها بـ «اليوم العالمي للشباب»، اليوم السبت (12 أغسطس)، وذلك تأكيداً على دورها المحوري بدعم وتمكين الشباب وتطوير مهاراتهم، والارتقاء بأدواتهم الإبداعية، وتفعيل دورهم في بناء عالم مستدام، بيئياً وصديقاً للمناخ.
وتسلط احتفالية «اليوم العالمي للشباب» هذا العام الضوء على أهمية تنمية مهارات الشباب المناسبة للاقتصاد الأخضر في تحقيق عالم مستدام، وسط ما يشهده العالم من الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، حيث أصبح التحول نحو عالم مستدام بيئياً وصديقاً للمناخ عبر التركيز على اقتصاد منخفض الكربون، وكفاءة استخدام الموارد الطبيعية، أمراً بالغ الأهمية ليس فقط للاستجابة لأزمة المناخ العالمية، ولكن أيضاً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تشجيع الابتكار
وتعد مشاركة الإمارات في الاحتفالية نتيجة حتمية لدورها الريادي والسبّاق على مستوى العالم في تسريع مسيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتعزيز أجندة الاستدامة، عبر التركيز على محاور عدة، كالطاقة والتمويل والأمن الغذائي والحد من الانبعاثات الكربونية، والشباب والابتكار، والممارسات البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات والتقنيات الجديدة والذكية، وحشد الجهود العالمية لتعزيز العمل المناخي ومواجهة تحديات الاستدامة، بالإضافة إلى دعمها للجهود العالمية الرامية إلى تبني حلول خضراء مبتكرة وتشجيع الابتكار لدعم التنمية المستدامة، فضلاً عن تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية ورسم ملامح مستقبل مستدام، قادر على تحويل التحديات إلى فرص تتواءم مع بنود اتفاق باريس للتغير المناخي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030.
فعاليات متنوعة
تشارك الإمارات في الاحتفالية بإطلاق العديد من الفعاليات في مختلف مناطق الدولة، كالحلقات النقاشية الموسعة والجلسات الحوارية وورش العمل واللقاءات المفتوحة للشباب مع عدد من الرواد أصحاب البصمة في المجال البيئي والمناخي وعدد من الشخصيات المؤثرة للتحدث عن تجربتهم في حماية البيئة، بالإضافة إلى الجلسات الشبابية الخاصة بمناقشة أهم الموضوعات المعنية بهم وتطلعاتهم وتحدياتهم وتبادل الأفكار والرؤى المستقبلية، والخروج بحلول عملية وأفكار وسياسات مبتكرة وفعالة للحد من تحديات تغير المناخ، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر لبناء عالم بيئي مستدام.
وتعد دولة الإمارات من الدول المتفوقة في تمكين الشباب وتعزيز تواجدهم، خاصة في دائرة صناع القرار، والدليل على ذلك ضم حكومة دولة الإمارات في كادرها خلال الفترة الممتدة ما بين فبراير 2016 حتى فبراير 2023، أصغر وزيرة في العالم عند تعيينها وهي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، تلاها بعد ذلك تعيين معالي سالم بن خالد القاسمي وزيراً للثقافة والشباب، وهو مؤشر على ثقة الحكومة بالشباب، حيث تؤمن قيادة الدولة الرشيدة أن الشباب هم حجر الأساس في تطور الأمم وبناء الحضارات، وأن التنمية المستدامة لا تتحقق دون الأخذ بعين الاعتبار أهمية إشراكهم في صنع القرار ومنحهم الدعم الكامل لتحقيق الإنجازات محلياً وعالمياً.
ورغم تحدث العالم أيضاً بشغف وجدية عن الحاجة الملحة لحماية الكوكب من أزمة التغير المناخي العالمية التي تشكل أيضاً تحدياً هائلاً أمام البشرية، فلقد واجهت دولة الإمارات هذه الحاجة بإرادة حقيقية واضحة، من خلال التركيز على الشباب كونهم الفئة الأساسية لتشكيل ثقافة الوعي البيئي وتحقيق الاستدامة لدى أفراد المجتمع.
جهود دؤوبة
وتجسد رؤية الدولة وجهودها الدؤوبة في بناء بيئة مستدامة وصديقة للمناخ، من خلال التركيز على تنمية مهارات الشباب البيئية التي تعد أحد أهم الأسس التي تساعد على حماية البيئة والحفاظ عليها للأجيال المقبلة، ومن أبرز العوامل التي تؤثر في تكوين هذه المهارات، إشراكهم في جلسات بيئية نقاشية، حيث يعد العامل الأساسي الذي يسهم في تشكيل ثقافة الشباب، وذلك من خلال عكس هذه المفاهيم في سلوكياتهم اليومية، بما يسهم في نشر الوعي البيئي وتحقيق الاستدامة.
وتعد المناسبة فرصة لتسليط الضوء على تجربة الإمارات الرائدة عالمياً في مجال تمكين الشباب، حيث وضعت الخطط والاستراتيجيات لتطوير إمكانيات الشباب وتأهيلهم للاستفادة من طاقاتهم في مختلف المجالات، علاوة على شغل ما يزيد على 600 شاب وشابة في الوقت الراهن مناصب قيادية في مختلف الجهات الحكومية الاتحادية، الأمر الذي يدل على تصدر الإمارات في تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في كافة المسارات التنموية للدولة.
روح القيادة
لتفعيل مشاركة الشباب وتعزيز روح القيادة لديهم، فإن دولة الإمارات اتخذت خلال السنوات الماضية مجموعة من الخطوات وفي مقدمتها إنشاء مجلس الإمارات للشباب في عام 2016 وإنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب في عام 2018، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب، وإصدار قراراً بإلزامية إشراك أعضاء من فئة الشباب الإماراتي في مجالس إدارات الجهات والمؤسسات والشركات الحكومية في 2019، واختيار 33 من الشباب المتقدمين في عضوية مجالس إدارات الجهات الاتحادية في 2020 وغيرها الكثير من المنجزات.
مركز إقليمي
لم يقتصر اهتمام الإمارات بالشباب على الجانب المحلي، بل تعداه الأمر إلى المستوى العربي، ففي2017 خلال أعمال القمة العالمية للحكومات، حيث أعلنت الإمارات عن إطلاق مركز الشباب العربي، الذي يمثل مركزاً إقليمياً للشباب في الدولة ويساعد على تطوير قدراتهم ويدعم الابتكار والإبداع في العالم العربي، كما استحدثت خلال العام الجاري 2023 دور «رائد المناخ للشباب»، لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف منذ انطلاقته الأولى، يضع الشباب في قلب الحدث ويقدّم النموذج الإماراتي الذي يمكّنهم من قيادة العمل المناخي للعالم.
دور محوري
نظراً لإيمان القيادة الرشيدة للإمارات بأن للشباب دوراً محورياً في العمل المناخي العالمي، فلقد وجّهت بأن يوفر مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه الدولة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023 في مدينة إكسبو دبي، المساحات والفرص لإيصال أصوات الشباب في العمل المناخي وتقديم رؤاهم المبتكرة من زوايا جديدة لإيجاد الحلول لمواجهة التغير المناخي الذي يشكل تحدياً متعدد الأوجه للبشرية، قبل وأثناء وبعد انعقاده، حيث ستكون كل أصوات الشباب مسموعة في المؤتمر الذي يرحّب بالجميع من على أرض الإمارات.
وتيرة متسارعة
بالرغم مما وفرته التنمية التي شهدت تسارعاً في وتيرتها على مستوى العالم في العقود الأخيرة من القرن العشرين، من مزايا اقتصادية ومستويات عالية من الرفاهية، إلاّ أنها أفرزت العديد من التأثيرات السلبية التي انعكست في بروز وتفاقم العديد من المشكلات البيئية كتغير المناخ، والتلوث، وخسارة التنوع البيولوجي، واستنزاف الموارد.
وجاء اعتماد مفهوم الاقتصاد الأخضر ليشكل أداة مهمة لضبط النمو الاقتصادي وتوجيهه نحو الاستدامة، من خلال إيلاء البعد البيئي قدراً أكبر من الاهتمام في سياسات التنمية الاقتصادية، وقد تبنت الإمارات هذا النهج في عام 2012 من خلال استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء، التي تستهدف تحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد أخضر منخفض الكربون يعتمد بصورة أساسية على التقنيات الحديثة والمعرفة والابتكار.
وتعمل وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص، على تنفيذ البرامج الوطنية المحددة في الأجندة الوطنية الخضراء 2015-2030 التي اعتمدها مجلس الوزراء في عام 2015 كخارطة طريق لتحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء، وتحديد ومراقبة سير المشاريع التي يجري تنفيذها بموجب تلك البرامج.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشباب اليوم العالمي للشباب شباب الإمارات الإمارات الشباب الإماراتي التنمیة المستدامة الاقتصاد الأخضر العمل المناخی دولة الإمارات الترکیز على الإمارات فی من خلال فی عام
إقرأ أيضاً:
2024.. عام تجاوز فيه كوكب الأرض عتبة الخطر المناخي وفقاً للعلماء
أظهرت بيانات جديدة أن عام 2024 سيكون الأكثر حرارة في التاريخ المسجل، متجاوزاً لأول مرة عتبة 1.5 درجة مئوية من ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، وهو ما يُعد أول إنذار حقيقي لتجاوز الهدف الذي حذر منه العلماء في اتفاق باريس للمناخ. هذه النتائج تأتي في وقت يشهد فيه العالم زيادة في حدة الكوارث الطبيعية بسبب التغير المناخي، في وقت حساس على الساحة السياسية العالمية، خصوصًا في الولايات المتحدة.
وزيرة البيئة تستعرض تجربة مصر في دمج ملف تغير المناخ في المجتمعات العمرانية الجديدة تقرير الأمم المتحدة الأخير يطالب بخفض غير مسبوق للانبعاثات لإنقاذ أهداف المناخاتفاق باريس، الذي وقعت عليه غالبية الدول في 2015، يهدف إلى الحد من الاحترار العالمي ليبقى تحت 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. وفقًا للعلماء، فإن تجاوز هذه العتبة سيؤدي إلى آثار بيئية مدمرة، مثل الجفاف، الحرائق، العواصف المدمرة، وارتفاع مستويات البحار، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للبشرية والنظم البيئية على حد سواء. وتشير البيانات الصادرة عن خدمة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ إلى أن 2024 من "المحتمل جدًا" أن يتجاوز هذه العتبة الحرارية، مما يضع العالم على شفا أزمة مناخية غير مسبوقة.
من ناحية أخرى، يزداد القلق بشأن التأثيرات السلبية لهذه الأزمة على الدول الأكثر تأثرًا، مثل الولايات المتحدة الأمريكية. ففي سبتمبر 2024، ضرب الإعصار هيلين ولاية كارولينا الشمالية، مسببًا فيضانات مدمرة أودت بحياة العديد من الأشخاص وتسببت في خسائر مالية ضخمة. في ذات الوقت، كانت حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا تلتهم الأراضي، مما أجبر السلطات على إجلاء الآلاف من السكان.
لكن التأثيرات المناخية لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط. في إسبانيا، شهدت البلاد فيضانات مفاجئة خلفت أكثر من 200 قتيل، وفي اليابان، كانت هناك علامة مناخية مقلقة للغاية حيث سجل جبل فوجي، لأول مرة في 130 عامًا، عدم وجود ثلوج على قمته، ما يعد دليلاً آخر على التغيرات المناخية المتسارعة. كما أن العديد من الدول حول العالم، من جنوب شرق آسيا إلى أمريكا اللاتينية، عانت من موجات حر شديدة، أعاصير، وجفاف طويل الأمد خلال الأشهر الماضية.
هذه الظواهر المناخية تتفاقم في وقت تتزايد فيه التوترات السياسية، خصوصًا في الولايات المتحدة. الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي سبق له أن سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس خلال ولايته الأولى، تعهد مرة أخرى في حملته الانتخابية بإلغاء جميع السياسات البيئية، مما يهدد بتحقيق انتكاسة كبيرة في جهود محاربة التغير المناخي على المستوى الدولي.
الولايات المتحدة، باعتبارها أحد أكبر مصادر الانبعاثات العالمية، تلعب دورًا محوريًا في المفاوضات المناخية الدولية. ومع عودة ترامب إلى الساحة السياسية، يواجه العالم مجددًا خطر تراجع الجهود الجماعية لمكافحة الأزمة البيئية، في وقت يحتاج فيه التعاون الدولي أكثر من أي وقت مضى.
في المقابل، يرى الخبراء أن الدول الكبرى الأخرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي ستضطر إلى تكثيف جهودها لمكافحة التغير المناخي في غياب القيادة الأمريكية، لكن هناك مخاوف من أن بعض الدول قد تستخدم مواقف ترامب المناهضة للمناخ كذريعة لتقليص التزاماتها البيئية.
في الختام، تواصل درجات الحرارة العالمية ارتفاعها، مع تحقيق الشهر الماضي ثاني أحر أكتوبر مسجل على الإطلاق، ما يضيف المزيد من الضغوط على الحكومات للاتخاذ إجراءات فورية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة. أليك سكوت، الاستراتيجي في مجال الدبلوماسية المناخية، شدد على أن "الوقت ليس في صالحنا"، محذرًا من أن أي تأخير في اتخاذ إجراءات من قبل الاقتصادات الكبرى سيؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل أسرع.