الذكاء الاصطناعي وقدرته على تعزيز الذكاء البشري.. قراءة في كتاب
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
الكتاب: صناعة العقول ـ إبداع ابتكار تجديد الذكاء الاصطناعي
الكاتب: د.عصام شيخ الأرض
الناشر: تموز ـ ديموزي للطباعة والنشر والتوزيع،الطبعة الأولى 2024،(160 صفحة من القطع الكبير)
في سياق الثورات التكنولوجية والصناعية المتلاحقة، بدأ المبدعون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لأداء المهام التي يتم تنفيذها يدويًا بكفاءة أكبر، والتواصل مع العملاء، وتحديد الأنماط، وحل المشكلات.
فالمبدأ الرئيسي للذكاء الاصطناعي هو أن يحاكي ويتخطى الطريقة التي يستوعب ويتفاعل بها البشر مع العالم من حولنا، الأمر الذي أصبح سريعًا الركيزة الأساسية لتحقيق الابتكاروالإبداع. بعد أن أصبحت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعمل على تحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها عن طريق أتمتة العمليات أو المهام التي كانت تتطلب القوة البشرية فيما مضى. كما يمكن للذكاء الاصطناعي فهم البيانات على نطاق واسع لا يمكن لأي إنسان تحقيقه. وهذه القدرة يمكن أن تعود بمزايا كبيرة على الأعمال.
التنمية الإبداعية هنا تتمثل في قدرتنا على التخيل والحلم. والإبداع توجه أكثر منه عملاً، وأن التنمية الإبداعية تسير عكس تيار المعارف التقليدية. ليس علينا أن نصبح أكثر (خبرة) في المجال ولا أن نحشد المزيد من الحقائق حول التفكير الإبداعي وحل المشكلات، إنما علينا أن نعرف كيف ننفتح على أفكار واحتمالات جديدة، وكيف نستغل ونسخر الفضول الفطري الذي تولد به.لا يمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي من دون التفكير الإبداعي بوصفه آلية ضرورية عبر التاريخ لتحسين نوعية الحياة. لكنَّ منذ سنوات، أصبح الإبداع والابتكار مرتبطين بشكل أساسي بعالم المؤسسات التكنولوجية و الصناعية العملاقة العاملة في ظل هذه العولمة الرأسمالية الليبرالية. ويمكن ملاحظة ذلك في تقرير حول مستقبل العمل نشره المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2016، اعتبر الإبداع فيه من بين أهم ثلاث مهارات مطلوبة لعام2020. وهذا يمثل مطلباً جاداً على المؤسسات أن تكون مبتكرة لقدرتها التنافسية في سياقالعولمة الرأسمالية المتوحشة .
الإبداع أمر حاسم فيما يتعلق بمستويات القدرة التنافسية في الشركات والقطاعات وكذلك في اقتصاد البلدان في مجال الأعمال اليوم، يجب على المديرين التنفيذيين والمؤسسات المضي قدماً في إدارة الإبداع المهني في سياقهم الخاص. يجب على كل مؤسسة أو رائد أعمال أن يصمم أعماله في تركيبة فريدة تسمح لهم باكتشاف فرص الابتكار وقدرات التنفيذ الناجحة.
عندما سئل أينشتاين ذات مرة عن الفرق بينه وبين الإنسان العادي، قال: (الإنسان العادي إذا طلبت منه أن يبحث عن إبرة في كومة قش، فإنه بمجرد أن يعثر على الإبرة فسوف يتوقف عن البحث فوراً، أما أنا فسوف استمر في البحث والتنقيب في كومة القش بحثاً عن احتمال وجود إبر أخرى).
فالتنمية الإبداعية هنا تتمثل في قدرتنا على التخيل والحلم. والإبداع توجه أكثر منه عملاً، وأن التنمية الإبداعية تسير عكس تيار المعارف التقليدية. ليس علينا أن نصبح أكثر (خبرة) في المجال ولا أن نحشد المزيد من الحقائق حول التفكير الإبداعي وحل المشكلات، إنما علينا أن نعرف كيف ننفتح على أفكار واحتمالات جديدة، وكيف نستغل ونسخر الفضول الفطري الذي تولد به.
في هذا الكتاب الجديد، الذي يحمل العنوان التالي: "صناعة العقول ـ إبداع ابتكار تجديد الذ كاء الاصطناعي" المتكون من مقدمة وأربعة فصول، ويتضمن حوالي 160 صفحة من القطع الكبير،و الصادر عن دار تموز للنشر في عام 2024، لمؤلفه الدكتور عصام شيخ الأرض، عضو التحاد الكتاب العرب، والذي درَّس العلاقات الدولية في عدة جامعات لبنانية وسورية خلال الأعوام 2004 ـ 2005 ـ 2006، ويشغل منصب رئيس تحرير مجلة اقتصاديات منذ عام 2003 ولغاية الآن، في هذا الكتاب يحاول فيد الدكتور عصام تقديم الإابة عن كثير من التساؤلات التي تدور حول مصطلح الإبداع والابتكار كمفهوم وعملية إنتاج لأفكار والفروقات بينهما، ورفد المعرفة وفواعل العقل البشري وتطويرها، وكذلك يسبر شمولية الذكاء الاصطناعي إمكانية محاكاته لأخلاق الإنسان وتأثيره عليه بشكل يتسم بالشفافية.
ماهو الإبداع؟
في الفصل الأول يتناول الدكتور عصام ماهية التفكير والإبداع، ويركز على موضوع الإبداع بوصفه روحاً حرة إضافية تضاف إلى مكنون الإنسان تجعله يقضي الساعات الطوال بسعادة في أحلامه التي لا تنتهي، فالإبداع لا يتقيد بروتين وقيود وعراقيل إدارية، ولا يتقوقع داخل توقعات وقوالب ثابتة، الإبداع يصارع دائماً لكسر القيود، والبحث عن الفرصة الذهبية للظهور والتحليق. وحين تضع القيود والعراقيل أمامه يقتل الإبداع..
والتفكير الإبداعي هو الوسيلة للحصول على حلول للمشاكل الموجودة بطرق ابداعية ابتكارية. ومن خلال هذا التفكير الإبداعي نتعلم كيف نتأقلم من أجل أن نتمكن من التعامل مع المستقبل، بدونه سنبقى دائماً عالقين في الماضي ولن نتمكن من البقاء في خضم العلوم والابتكارات السريعة التي يعيشها العالم اليوم.
ويقدم الباحث عصام تعريفات محدّدة للمصطلحات الإبداع، الابتكار، التجديد، حيث من الممكن أن تكون لهذه الكلمات مترادفة فيما بينها بالمعنى، ولكن فعلياً، هي مختلفة فيما بينها بالمطلوب منها، فهي تعطي معاني متعددة لمفهوم واحد.
الإبداع: جاء معنى الإبداع في اللغة على النحو التالي: أصل الكلمة في المعجم بدع الشيء يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه: أنشأه وبدأه وعند الفلاسفة: إيجاد الشيء من عدم.
وفي مختار الصحاح: ابتدع الشيء أو ابتدع في الشيء: بدعه، ابتكره واستحدثه، أنشأه على غير مثال سابق. ومثال على ذلك: ابتدع الطب أسلوباً جديداً في تشخيص الأمراض، يبتدع الرسامون طرائق جديدة في الرسم، ابتدع آلة أو نظاماً: اخترع، ابتكر، هو مبتدع وليس مقلداً.
الابتكار: تأتي من كلمة بكر أي إيجاد شيء لأول مرة غير مسبوق الوجود.
التجديد: وهي إعادة عمل الأمور القديمة بطريقة جديدة مستحدثة وتسمى أيضاً التطوير الابتكاري. ويطلق عليها حديثاً مصطلح إعادة التدوير.
يقول الدكتور عصام: "معظمنا يخلط بين الكلمات الثلاثة المذكورة وغالباً ما نراها مترادفة حتى في القواميس، ولكن في الواقع العملي هي متباينة فيما بينها، ومعرفة هذا التباين أساسي لمعرفة وتطوير المهارات الابداعية في حياتنا.وهنا يمكننا تعريف الإبداع بأنه القدرة على الخروج بأفكار من لا شيء بعد إطلاق العنان لكل الإمكانيات الموجودة لدينا. وينحصر الابداع بالفكر ومن هنا يأتي مصطلح (الفكر الإبداعي) والذي يتولد من الأفكار الجديدة.
في كثير من الأحيان تبقى هذه الأفكار سجينة الأذهان ولا تتحول إلى شيء ملموس في الحياة. والأفكار التي يولدها الإبداع ممكن أن تكون مفيداً جداً في حل المشاكل الابداع تعبير الفرد منا عن نفسه من خلال خلق شيء جديد، هكذا ببساطة يرتبط مفهوم الإبداع بالخلق والإنتاج، قد يكون المنتج سيمفونية أو قصيدة شعر أو رسم أو نحت أو معادلة كيميائية أو منهجية تساعد الناس على التفكير بشكل أفضل"(ص 12).
يحدِّد الباحث عصام الأساليب اللازمة لتنمية التفكير الإبداعي في العمل ومنها:
1 ـ التفكير بشكل متناظر، وهذا يقتضي الابتعاد عن عن الأجهزة الالكترونية قدر الإمكان والتوجه نحو التفكير الإبداعي المتناظر كالقيام بالأعمال الموكلة إلينا بفكر متيقظ. ذلك أنَّ الأجهزة الذكية الحديثة قد تبقين مستمتعين ومشغولين لساعات وقد يبدو هذا رائعاً، إلى أن ندرك أنه بمجرد القيام بذلك طوعاً سيقل معدل تركيزنا بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى إعاقة التفكير الإبداعي. وتظهر الأبحاث أنه عندما نسمح لأنفسنا بالمشاركة في مهام مكررة روتينية تتطلب وظائف تنفيذية قليلة، فسوف ينعكس ذلك سلباً على عقولنا وسنكون قد قضينا على عمليات التفكير الإبداعي. لذلك فمن الأفضل الابتعاد
2 ـ مرِّن نفسك على التفكير بطرق إبداعية:تُعَدُّ هذه الطريقة مؤكدة لتعزيز التفكير الإبداعي، فلا يصنع الإبداع في جزء سحري في الدماغ. إذ يستخدم التفكير الإبداعي الأدوات نفسها التي تعمل على فعل أي شيء آخر، ولكن تطبيق هذه الأدوات يكون بطرق خاصة بالإبداع.
وتظهر الأبحاث أنه من الممكن أن يحاول الناس التفكير بشكل أكثر إلهاماً، وهذه التأثيرات كبيرة ويمكن تكرارها، وهنالك قول مأثور قديم في علم الأعصاب (الخلايا التي تعمل معاً ترتبط معاً). أي أنه كلما استخدمت عقلك لفعل شيء ما، أصبحت الروابط بين الخلايا المعنية أقوى ولكن مفتاح ذلك يكمن في تخصيص مزيد من الوقت في يومك للتفكير بنشاط، وهو ما يعني عادة إلغاء الوسائط الاجتماعية وغيرها.
3 ـ استخدم يديك: يحدث التفكير الإبداعي بشكل رئيس في الدماغ، فعندما تتدرب على مهارة تتطلب تنسيقاً مكثفاً بين اليد والعين فإن ذلك يساعد على تجديد نشاط الشبكة العصبية.
4 ـ قدر إبداع الآخرين: أشبع تفكيرك الإبداعي جيداً من خلال استيعاب الأعمال الإبداعية للأشخاص الآخرين، وتقترح جوليا كاميرون خبيرة الإبداع المشهورة ومؤلفة كتاب."The Artist's Way" القيام بهذا أسبوعياً وتطلق على ذلك اسم (موعد الفنان) كالذهاب مثلاً لمشاهدة فيلم في سينما للفنون الشعبية لم تشاهد مثله من قبل، أو المشاركة في معرض في متحف لم تزره مسبقاً، أو قراءة رواية إذا كنت عادة تقرأ كتب ريادة الأعمال (أو العكس)، أو خذ كراسة رسم وأقلام رصاص واذهب إلى الحديقة وارسم ما تراه.
كما أن هناك طريقة أخرى لتطبيق هذه النصيحة وهي تحديد نقطة للبحث عن المهارات الإبداعية لصنع القرار لدى الآخرين، كالطريقة التي يتعامل بها شخص ما مع زميله ضمن العمل أو إعلان شراكة عمل جديدة في جريدتك المحلية لم تكن تتوقعها أبداً، فقد يزودك ذلك بالكثير من التغذية الفكرية الإبداعية.
5 ـ ممارسة التأمل بانتظام:سواء كنت تمارس التأمل بشكل ثابت أو تقوم به للوصول إلى العصف الذهني والتفكير بشكل إبداعي، فمن المهم تخصيص بعض الوقت للتأمل، إذا كنت ترغب في الحفاظ على قدراتك الإبداعية.بالتأكيد سوف يجذب انتباهك تلك البقرة البنفسجية اللون، هذا ما يعني أن كل ما هو فريد، ومبدع، وجديد يؤثر بشكل كبير على الانتباه للفكرة التي تقدمها.
ثم يتطرق الباحث عصام إلى النظريات المختلفة للإبداع، فيستعرض عددًا منها:
1 ـ نظرية (March & Simon: 1958):
فسرت هذه النظرية الإبداع من خلال معالجة المشكلات التي تعترض فتحاول من خلال عملية البحث خلق بدائل، فعملية الإبداع تمر بعدة مراحل هي المنظمات إذ تواجه بعض المنظمات فجوة بين ما تقوم به وما يفترض أن تقوم به، فجوة أداء، عدم رخاء، بحث ووعي، وبدائل، ثم إبداع حيث عزيا الفجوة الأدائية إلى عوامل خارجية (التغير في الطلب أو تغيرات في البيئة الخارجية أو داخلية.
2 ـ نظرية (Burns & Stalker; 1961):
وكانا أول من أكدا على أن التراكيب والهياكل التنظيمية المختلفة تكون فاعلة في حالات مختلفة، فمن خلال ما توصلوا إليه من أن الهياكل الأكثر ملائمة هي التي تسهم في تطبيق الإبداع في المنظمات من خلال النمط الآلي الذي يلائم بيئة العمل المستقرة والنمط العضوي الذي يلائم البيئات سريعة التغير، كما أن النمط العضوي يقوم عن طريق مشاركة أعضاء التنظيم باتخاذ القرارات، فهو يسهل عملية جمع البيانات والمعلومات ومعالجتها.
3 ـ نظرية (Wilson; 1966):
قد بين عملية الإبداع من خلال ثلاثة مراحل هدفت إلى إدخال تغيرات في المنظمة وهي: إدراك التغير، اقتراح التغير، وتبني التغير وتطبيقه، ويكون بإدراك الحاجة أو الوعي بالتغير المطلوب ثم توليد المقترحات وتطبيقها، فافترضت نسبة الإبداع في هذه المراحل الثلاث متباينة بسبب عدة عوامل منها التعقيد في المهام (البيروقراطية) وتنوع نظام الحفظ، وكلما زاد عدد المهمات المختلفة كلما ازدادت المهمات غير الروتينية مما يسهل إدراك الإبداع، بصورة جماعية وعدم ظهور صراعات، كما أن الحوافز لها تأثير إيجابي لتوليد الاقتراحات وتزيد من مساهمة أغلب أعضاء المنظمة.
4 ـ نظرية (Harvey of Mill; 1970):
قد استفاد مما قدمه كلاً من (March & Simon) و(Burns& Stalker)، فانصب تركيزهم على فهم الإبداع من خلال مدى استخدام الأنظمة للحلول الروتينية - الإبداعية لما يعرف بالحالة والحلول، فقد وصفوا أنواع المشكلات التي تواجهها المنظمات وأنواع الحلول التي قد تطبقها من خلال إدراك القضية (المشكلة) عن طريق ما تحتاجه من فعل المجابهتها أو بلورتها (أي كيفية استجابة المنظمة) أو البحث بهدف تقدير أي الأفعال المحتملة التي قد تتخذها المنظمة أو اختيار الحل (انتقاء البديل الأمثل أو إعادة التعريف بمعنى استلام معلومات ذات تغذية عكسية حول الحل الأنسب، إذ تسعى المنظمة إلى وضع حلول روتينية لمعالجة حالات أو مشكلات تم التصدي لهما سابقاً الخبرات السابقة بينما تسعى لاستحضار حلول إبداعية لم يتم استخدامها من قبل لمعالجة المشكلات غير الروتينية أو الاستثنائية بتبني الهياكل التنظيمية والميكانيكية والعضوية.(صص 59 ـ 60).
اكتشاف الحل الفريد الإبداعي
يمرُّالتفكير الإبداعي بعدة مراحل لتصل الفكرة إلى التنفيذ، ومن هنا نرى مجموعة من المقولات الشعبية التي تؤكد مراحل الإبداع، مثلاً: (الحاجة أم الاختراع) فنرى أن الشخص يبدأ بالتفكير بالمشكلة، ينتقل إلى تبني الفكرة، ليصل إلى ايجاد فكرة الحل، ومنها يصل إلى ايجاد أدوات الحل، وفترة التحقق والوصول لنتائج عمله، وانتهاء بالحالة الأخيرة وهي النتيجة النهائية التي وصل إليها. وفي ضوء المحاولات التي يقوم بها المبدع للوصول إلى النتيجة التي يرجوها، يقوم بإعادة صياغة المشكلة والغوص في أعماقها بما يتوافق ما مشاهداته التي قام بها بالمرحلة التي سبقت من التفكير والتحليل، ليصل إلى أبعاد المشكلة الأساسية وجذورها وأصولها، مما يساعده على اكتشاف الحل الفريد لها.
ويقول تشارلز داروين في هذا الصدد بأنه عاش أعواماً عدة يجمع المعلومات حتى تكتمل الرؤية الإبداعية التي يعمل عليها، قبل أن يلهم نظريته في تطور الأنواع، حيث يقول في هذا (إنني أذكر بكل دقة ذلك الموقع من الطريق، وأنا مستلق في عربتي عندما قفز الحل إلى ذهني، وقد تملكتني ساعتها نشوة غامرة).
الربط بين المعلومات والعصف الذهني (القدرة العقلية):
العمل على تجميع مفردات الحل بالكامل، من بيانات ومعلومات لضبط الحل المناسب، وذلك عن طريق ربط المعلومات الذهنية والعصف الذهني في عملية الحل. إن على قدراتنا العقلية من ذكاء وحكم وتقييم، أن تأخذ دورها بجوار فاعلية الخيال الملهم، يقول هنري أيرنج: (ليس الإبداع مجرد لمحة حدس مفردة إنما هو تدريب على التحليل الدائم لعزل العوامل الهامة من العوامل العارضة).
يقول الباحث عصام بشأن تحقيق الفكرة الإبداعية:" تدخل العملية الإبداعية طورها النهائي في هذه المرحلة، حيث أنه أمكن من خلال الإلهام وضع الفكرة الأولى في صياغة محددة المعالم نسبياً، أما تحول تلك المادة إلى أشكال متكاملة ونهائية، فهذا من شأن ما يقوم به المبدع في هذه المرحلة أي مرحلة الصقل، والتعديل وتحقيق الفكرة، أو وضع العمل الإبداعي في صورته النهائية. ويعتبر داروين نموذجاً لهذا النموذج فقد قضى السنوات تلو السنوات، وهو يعدل من إلهاماته ويجمع الشواهد والأدلة قبل أن يجرؤ على نشر بحوثه الأولى"(ص 66)..
أما التداخل بين المراحل الإبداعية للوصول للشكل النهائي، فيتوقف على الربط بين البدائل والحل النهائي، وهي من الأمور الصعبة التي يجب العمل عليها، وتعتبر مهارات القدرة على التخيل والتصور والتوقع والمزج والربط بين الأدوات الرئيسية والمشكلة لإيجاد أفضل النتائج واستحداث أكبر قدر ممكن من البدائل على أن تكون بدائل ابداعية فريدة.
في النهاية الأمر، سنتمكن من التمسك بالأفكار التي ثبت بالتجربة الواقعية جدواها وفعاليتها، وسوف نستبعد مجموعة من الأفكار الأخرى حتى وإن كانت جديدة أو مبتكرة، لأنها لا تلبي حاجتنا الحالية فربما تكون الفكرة الحل رائداً أو جديداً ومبتكراً ولكنه غير مجد للمشكلة التي نحن بصدد التفكير بشأنها.
ويجب التنويه إلى أن هذه المراحل الإبداعية هي مراحلة مرتبطة بالشخص المبدع فأسلوب عمله وتحضيره يختلف بين شخص وآخر، وما يصلح لشخص مبدع قد لا يصلح لآخر، فالأسلوب الذي يعمل به له الأثر الكبير على تكوير الحالة الإبداعية التي تتولد من هذا العمل. فالعملية بحد ذاتها بالكامل هي عملية شخصية بحتا لا ترتبط بقواعد دقيقة وثابتة للجميع.
تواجه عملية الإبداع العديد من المعوقات والتي تؤثر على العملية الإبداعية في مضمونها الشكلي والفكري وأيضاً من قدرة المبدع على العطاء والإبداع وإمكانية استثمار قدراته وتقديم الفكرة الجديدة بقالب إبداعي مميز، فمعوقات الإبداع كثيرة، منها ما يكون من الإنسان نفسه ومنها ما يكون من الأخرين، علينا أن نستوعب نوعية هذه المعوقات لنتجنبها بقدر الإمكان في عملنا الإبداعي، لأن وجودها في حياة المبدع تقتل لديه روح الإبداع والثقة بما يقدمه.
معوقات الإبداع
يتطرق الباحث عصام في الفصل الثاني إلى الموانع التي تحول دون تحقيق الإبداع،ومنها الإحباط بوصفه عدوا للإبداع. ويؤكد الباحث على القيام بالمبادرة في إبداع شيء جديد لا أن نقوم بتجديد الموجود، فالتكرار في رفض أفكار الطفل وأجوبته واسئلته المحرجة يولد لديه نوع من التغيير الضار الحذر والذي يستمر مدى الحياة لأنه اكتسب هذه الصفة في سنة التعلم والتقليد والحفظ لكل شيء، مما يجعل الإبداع لديه في عقله الباطن منطقة غير مسموح الاقتراب والعمل بها.
لا يمكن الوصول إلى مرحلة الإبداع والابتكار والتجديد إلا عن طريق الإفراغ الذهني عندما نقوم بتفريغ دماغنا من الأمور القديمة والصلبة والسالبة، لذلك فالإبداع يبدأ عند وجود حيز له لدينا. وهنا يتولد الخوف من الفشل، والخوف من ارتكاب الأخطاء، يجب تغير منظورنا حول الفشل، بانه ليس خطأ فادح، وإنما هو مرحلة أولى من مراحل النجاح، فهل بالإمكان أن يكون الفشل جزءاً من مكونات النجاح. لا يمكن الوصول إلى مرحلة الإبداع والابتكار والتجديد إلا عن طريق الإفراغ الذهني عندما نقوم بتفريغ دماغنا من الأمور القديمة والصلبة والسالبة، لذلك فالإبداع يبدأ عند وجود حيز له لدينا.
عندما سأل الكاتب الأمريكي أرنست هيمنغواي الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عن أهمية الدافع للمال والأمان المادي بالنسبة للكاتب أو المفكر لم يتردد في الحديث عن أهمية الدافع المادي، ولكنه سرعان ما قال: (متى أصبحت الكتابة بليتك الكبرى ومتعتك الأكبر، فلن يوقفها منك إلا الموت). من هنا يشير إلى أن هناك دوافع أخرى تدفع بالكاتب إلى مواصلة العمل والعطاء، وهي عوامل أهم في نظره بكثير من أي دوافع أخرى في الحياة بما فيها المال والأمان المادي. وهو في هذا يتفق مع كثير من المعطيات المعاصرة في الدراسات السيكولوجية للمبدعين، خاصة ما يتعلق منها بدراسة الدوافع الشخصية التي تتصل بالإبداع.
وهناك أيضاً ما يشير إلى أن النشاط في بعض جوانب السلوك الإنساني يظل مستمراً حتى بعد إرضاء الحاجة التي يسعى للوصول إليها، وأن السلوك لا يضعف بمجرد تحقيق هذه الحاجة، بل إن تحقيقها يكون دافعاً لخلق أهداف وحاجات جديدة. ففي مجال الإبداع والابتكار لا يكاد يتحقق إنجاز هدف معين حتى تتفتح أمام المفكر الإبداعي آفاق أشد اتساعاً مما كان الأمر قبل ذلك.
يرى الباحث عصامى أنَّ مفاتيح الابتكار المستقبلي تكمن في قدرة المؤسسة على رعاية الإبداع، واتخاذ قرارات واختيارات على أساس استعدادها الجيد ومعرفتها واتصالاتها. وسينتج عن مصادر الأفكار المتعددة ـ الموظفين وأصحاب المشروعات وقسم البحث والتطوير والعملاء والموردين والجامعات ـ فرص للابتكار والإبداع باستمرار، ويكمن التحدي في تشجيع أفضلها، وانتقائها وتعديلها ولاستكشاف كيف يمكن للمؤسسات التعامل في المستقبل مع هذه التحديات، نلجأ إلى مثال شركة IBM العالمية للتكنولوجيا والحاسب الآلي (الكمبيوتر)، وهي شركة تستخدم عملية إبداع منتشرة على نطاق واسع، وتتهيأ لإحداث المزيد من التطوير في المستقبل. وقد اخترنا هذه الشركة لأنها - على عكس المؤسسات مثل مايكروسوفت وتويوتا، أو شركات تنظيم المشروعات الأصغر حجماً، تتمتع بتاريخ طويل من التغييرات التي أدخلتها على نظامها فواجهت شركة IBM تحديات مستمرة، بعضها من صنعها، والآخر فرض عليها، ويعتمد بقاؤها في المستقبل، كما كان في الماضي، على الاختراع والابتكار والإبداع في العمل(ص 84).
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب نشره لبنانية لبنان كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبداع والابتکار التفکیر الإبداعی الذکاء الاصطناعی الدکتور عصام التفکیر بشکل الإبداع فی علینا أن عن طریق لا یمکن أن تکون من خلال ـ نظریة إلى أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
الواقع والجمهورية في اليمن.. قراءة في كتاب عبدالله البردوني
بمقدور الكاتب أن يكون شاهداً على التاريخ إن كان أميناً، ذاكرة عصره الّتي توثق أعظم الانعطافات والتحوّلات والمفارقات، ليس في الشأن السياسي فحسب، بل في كل شؤون ومناحي الحياة، توصلت إلى هذه القناعة وهذا الاستنتاج بعد أن انهيت القراءة الفاحصة لكتاب اليمن الجمهوري للراحل عبدالله البردوني.
بتقادم السنوات تكتسب بعض الأعمال خلود، إذ أن الأحداث التي قالت تكتسب مغزي عصري وكتاب اليمن الجمهوري من هذا النوع، رغم مرور العقود عليه، ومروره بين ثورتين القديمة والجديدة إلاّ أننا نلحظ تلك الأحداث في واقعنا اليوم، وأخطاء الأمس تكررت بالفعل، وكذلك قابلة للتكرار في المستقبل إذا لم ننتبه لها ونعمل جاهدين على تفاديها.
الزمن لعب دوراً هاماً في الكتاب، فمن خلال الألمامة البعيد والأرومة يُبصّرنا البردوني بهذه الحقيقة؛ حقيقة زمن الفترة الذي يقاس بصناعة الأثر والإنجازات الّتي يحققها شعباً من الشعوب أو حضارةً من الحضارات، زمن السنين عندي البردوني هامشي ولايُبنى عليه شيء؛ لأن هذا الزمن الهامشي هو السرداب الذي يفضي منه رسوب أمةٍ ما في الحياة، فالأمة التي تستفيد من أخطاءها لسببٍ ما فإنها أمة ستظل في ذيل الأمة، كسيرة وكسيحة وعاجزة عن صناعة المصير لشعبها، تعاني من التشابه والتكرار، فالغد يعود إلى الأمس دائماً، فيما يحدث العكس مع الأمة التي تستفيد من أخطاء الأمس وتوظفه لصالحها.
الكتاب ذا سردية تأريخة، تم خروجه إلى الحياة 1997م، في، ٥٤٤ صفحة، مقسمة على 11 فصل..يبدأً بمقدمة الإلمامة من بعيد، حيث يستنهض فيها الأحداث الغافية في الحضارات اليمنية القديمة- السبئية والحميرية- مسلطاً الضوء على انهيار سد مأرب للمرة الخامسة على التوالي، حيث يعلل ذلك بضعف وهشاشة الدولة.
في الفصل الأول بعد الإلمامة تناول محفزات قيام الثورة اليمنية وأساس البحث عن الجمهورية من بدايتها، ثم تطرق إلى الدور المنوط بالإمام يحيى في توطيد المذهب الزيدي بعد دخول المذهب الهادوي إلى اليمن.
فيماتحدث في الفصل الثاني عن تفجرات المناطق القبلية التي كانت ترى التغيير إلى أن الإمام كان يخمدها فور اندلاعها، وتحدث هذا الفصل بشكل منصف عن ثورة المقاطرة التي تعد من أهم الثورات في التاريخ اليمني.
ويركز الكاتب إلى دور الثقافة في دعم الثورة، وقدرتها على رسم التاريخ إذ كتبت بإنصاف، ويستقرئ الكاتب دور الشعر في نقل المعارك التي خاضها الأئمة ضد الزرانيق والمقاطرة أو القبائل إذ أنها كانت تتسم بنوع من تمجيد القوي على الضعيف.
ويتحدث الفصل الثالث عن مسيرة الأحزاب في اليمن، وكيف بدأت بتنظيمات سرية، وبجهود بسيطة؛ سواء في الشطر الجنوبي الراغب في الانعتاق من الاحتلال البريطاني، أو الشطر الشمالي الرازح تحت وطأة الإمامية المستبدة؛ وينوه الكاتب بشكل منصف إلى دور الإمام يحيى ذي الثقافة الموسوعية إذ أن بفترته ازدهرت العلوم الدينية والأدبية على عكس فترة حكم ابنه أحمد.
ويحكي الفصل الرابع عن تنظيم الاتحاد اليمني؛ كيف بدأ كجمعية سميت بجمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهي وسيلة تتناسب مع تلك الفترة، إذ أنها طالبت بإصلاحات بسيطة تحت دعوى الشريعة وإن كانت تبطن انتقاد الإمام على سياسته المنغلقة وقتذاك.
ويؤرخ الكاتب التغيير في الوسيلة والخطاب لهذه الجمعية التي تعد أول تنظيم سياسي في عمر اليمن، واستمرت حركة الجمعية التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد اليمني حوالي 34 عامًا ؛ وانتهت عام 74 على يد حركة 13 يونيو، ومثل هذه التجربة الوليدة تستحق التأمل، متحدثاً عن دور الشرائح المهمة في المجتمع اليمني ويرصد دورها في تأجيج الثورة وقلب موازين المعادلات، حيث شارك الجنود في السقوط المبكر لحكومة 48؛ كما شاركوا في انقلاب 55، وانضموا للثوار والطلاب في 62.
فصيل الطلاب تحرك بشكل ملفت بعد أن انتشر الوعي قبل أحداث 62، والجميل في هذا الكتاب أنه لم يغفل دور المرأة اليمنية في صناعة الأحداث على مر التاريخ؛ إذ عدد مجموعة أسماء لأعلام من اليمنيات مثل: الملكة أروى بنت أحمد الصليحي. الشريفة دهماء، فقيهة. صفية بنت المرتضى، فقيهة. فاطمة بنت علي، مصلحة اجتماعية. زينب الشهارية، أديبة وسياسية. نخلة الحياسية. عوقت الجيش التركي مع بعض بنات صنعاء لمدة عشرين يومًا. ذكر أيضاً دور نساء المقاطرة اللاتي هاجمن حرس الإمام دفاعًا عن بلادهن مع أزواجهن.
أمّا الفصل السادس فيتحدث باستفاضة عن حركة 48 وأسباب سقوطها مبكرًا بعد قيامها بثلاثة أسابيع وحسب، وذلك لعدم إشراك الشعب فيها استنقاصًا لأهليته من قبل النخبة التي نفذت تلك الحركة.
على الضفة الأخرى سوء التخطيط وتقدير الأمور لعبا دورًا أساسيًا في شحة الموارد مبكرًا عن صنعاء مما أدى إلى سقوطها المدوي ما إن جاءها أحمد مستعينًا ببعض القبائل الموالية؛ كما تضارب رأي القيادة في الجنوب والشمال مؤثرا على تنفيذ الخطة المرسومة؛ فلم يكن من المخطط قتل الإمام أحمد وفوجئ بعض الثوار كالزبير ونعمان بذلك الخبر.
وتأثر مثقفو تلك الفترة بكتب محددة كانت متاحة لهم، أو كتب أخرى اتسمت بالثقافة التقليدية؛ غير أن ما دفعهم للخروج على الحاكم هو رغبتهم في تغيير الواقع
ويؤكد البردوني من خلال هذا الفصل على أن الثقافة المتفشية في تلك الفترة كانت ثقافة سلفية تمامًا كون الدين هو المعيار الأساسي لتقلد الوظائف بغض النظر عن الكفاءات، وأن الكتابات التي تناولت تلك الفترة لم تراعي حقيقة شحة الكتب، من ناحية أخرى تأثر مثقفو تلك الفترة بكتب محددة كانت متاحة لهم، أو كتب أخرى اتسمت بالثقافة التقليدية؛ غير أن ما دفعهم للخروج على الحاكم هو رغبتهم في تغيير الواقع.
ويسرد الكاتب في الفصل السابع مجموعة من الحركات الهامة والتي لم تدون ضمن كتب التاريخ كونها صنفت بأنها ثانوية أو ليست على قدر من الأهمية كونها لم تخلق حدثًا مباشرًا؛ لكن هذا لم يمنع البتة أنها شاركت في حدوث شرارات أدت إلى ثورة 62، ومن تلك الحركات حركة ذمار بقيادة عبد الله الديلمي الذي استفاد من سوء اختيار الإمام للعامل في ذمار ليبث سخطه على الإمام بالتملل من عامله في ذمار (علي الهمداني)؛ وكيف أن اليمن فوجئت بتلك الصرخة التي انبعثت من ذمار معقل الشيعة في اليمن.
يتحدث الفصل الثامن عن الازدواجية والثنائية في انقلاب مارس 55، والتي نفذها الإمام عبد الله بالتعاون مع الثلايا وفشل بسبب عدم التنسيق بين مختلف المعسكرات، ويشير الكاتب إلى الازدواجية في العقلية الثورية إذ أنها في مرحلة من المراحل زجت بنفسها في أتون الخصامات العائلية ووقفت مع إمام ضد آخر!
الفصل التاسع يتحدث عن ثورة 62 ويشرح الخطوط التي تدفق منها سبتمبر، ويتحدث عن تطور حركة القوى القبلية والعسكرية في اليمن؛ إذ أنها بدأت خصاماتها فيما بينها؛ ثم اتحدت ضد الأتراك، ثم اتحدث تحت لواء الإمامية، ثم استقلت بنفسها وصارت جزءًا من الشعب وذلك لارتفاع نسبة الوعي بين صفوفها.
الجمهورية الأولى بدأت منذ 62 وحدث فيها صراع بين الملكين والقوات المصرية التي جاءت لتساعد الجمهوريين في اليمن، والجمهورية الثانية قامت في 67ولكنها سقطت بسبب الخلافات المتفاقمة بين صفوف الثوار أنفسهم، الجمهورية الثالثة قامت في 77 وكافحت لتواصل جذوة الثورة اشتعالها، وذلك بعد أحداث 12 يونيو 74، وأشار الكاتب في نهاية هذا الفصل إلى مجموعة من الأخطاء التي وقع فيها الثوار في تلك الفترة لنقرأها ونستفيد منها؛ منها: ركزوا على الإمام ولم يركزوا على الوضع والبديل القادم.
وأكد على أن الثورة يجب أن تسير في خطين متوازيين؛ حرب الحرب؛ أي مقارعة القوى الظلامية؛ وإن تم التركيز على أحدهما وأهمل الآخر لم تنجح الثورة في شيء.
يتحدث الفصل العاشر عن مشاكل اليمن الجمهوري، منها ما هو أخطاء موروثة مثل الاتحاد على هدف واحد وهو إسقاط الغمام، وغياب الرؤية عن البديل الأنسب، والمعايير التي يجب أن تؤخذ في بناء الدولة الجديدة.
كما تحدث عن حقيقة أن الفساد استشرى في عهد الثورة مما قاد إلى تساؤل حول حقيقة أهمية الثورة من عدمها!
كما أكد هذا الفصل على أن تحقيق مرحلة التجاوز هو مسؤولية جماعية لا تقع على عاتق فئة دون أخرى، كما تساءل حول حقيقة استفادة البعثات الدراسية للطلاب اليمنيين في الخارج، وأهمية وجود الخبراء لحل المشاكل الوطنية! وذكر أن البعثات لا قيمة لها إن لم تنبع من احتياجات البلد نفسه؛ أما مشكلة الخبراء ستظل قائمة كونهم يفتقرون إلى الإدارة المحلية، وأكد على أن الاهتمام بقضية الأمن يأتي على رأس مطالب التنمية فلا قيمة لقطاع التنمية في التعليم والصحة طالما بقي عصب الأمن تالفًا!
وحمل هذا الفصل عنوانًا عريضًا؛ الديمقراطية بين الإعلان والممارسة، إذ أنها كانت عنوانًا فضفاضًا يستخدمه الساسة والمثقفون اليمنيون دون أن يتفقوا على معاييره، لهذا فشلت كثير من المحاولات للوصل إليها حتى اللحظة.
الفصل الحادي عشر تكلم باستفاضة عن الوحدة وكيف تمت؛ ثم تحدث عن رؤساء اليمن الجمهوري وسرد بعض سيرتهم ونضالهم الثوري، وأكد الكاتب ضمن سياق هذا الفصل على مفهوم الثائر من حقيقته إلى تحقيقه، فحقيقته لا تكفي وإنما تحتاج إلى معايير ليكون ثائرًا حقيقيًا؛ أبرز تلك المعايير هو أن يقدم مصلحة الوطن على مصلحة أي شيء.
يعد هذا الكتاب ضمن الكتب المهمة التي بإمكانها أن تشكل الوعي المجتمعي اليمني على يقظة لأهدافه ووجوده؛ كما أنه يعمل على خلق سلسلة متصلة من الوعي الثوري الذي بدأ منذ ثورة 62؛ بحيث ينقل خبرة الآباء للأبناء والأحفاد، ويذكرهم بالأخطاء التي وقعوا بها لنتنبه لها لا أن نسقط فيها ثم نلوم التاريخ أنه لم ينقل لنا تلك الأخطاء؛ والعيب هو أننا لم نقرأها بعين العظة والعبرة.
محمد العميسي7 يناير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام خبراء إسرائيليون: ضرب إيران الحل لوقف الحوثيين تليغراف: النظام الإيراني سينهار قريباً والحوثيون يوقعون حكم الإعدام مقالات ذات صلة البنتاغون يرسل 11 سجينا يمنيا من غوانتانامو إلى عُمان 7 يناير، 2025 متحدثة باسم المبعوث الأممي: زيارة صنعاء تمهد الأرض لإجراءات ملموسة 7 يناير، 2025 تليغراف: النظام الإيراني سينهار قريباً والحوثيون يوقعون حكم الإعدام 7 يناير، 2025 خبراء إسرائيليون: ضرب إيران الحل لوقف الحوثيين 7 يناير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة قلاع رملية.. المجلس الرئاسي الهش وصراع وحدة الصف 5 يناير، 2025 الأخبار الرئيسية البنتاغون يرسل 11 سجينا يمنيا من غوانتانامو إلى عُمان 7 يناير، 2025 متحدثة باسم المبعوث الأممي: زيارة صنعاء تمهد الأرض لإجراءات ملموسة 7 يناير، 2025 تليغراف: النظام الإيراني سينهار قريباً والحوثيون يوقعون حكم الإعدام 7 يناير، 2025 الواقع والجمهورية في اليمن.. قراءة في كتاب عبدالله البردوني 7 يناير، 2025 خبراء إسرائيليون: ضرب إيران الحل لوقف الحوثيين 7 يناير، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك قلاع رملية.. المجلس الرئاسي الهش وصراع وحدة الصف 5 يناير، 2025 سقطرى لا تشبهكم أيها الصهاينة 5 يناير، 2025 الأسم الورطة! 31 ديسمبر، 2024 برحيل الشاعر سلطان الصريمي… اليمن يخسر ربان الأغنية السياسية 31 ديسمبر، 2024 الحوثي وإسرائيل: هل يدفع اليمن الثمن؟ 30 ديسمبر، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 13 ℃ 21º - 11º 35% 0.92 كيلومتر/ساعة 21℃ الثلاثاء 21℃ الأربعاء 20℃ الخميس 22℃ الجمعة 22℃ السبت تصفح إيضاً البنتاغون يرسل 11 سجينا يمنيا من غوانتانامو إلى عُمان 7 يناير، 2025 متحدثة باسم المبعوث الأممي: زيارة صنعاء تمهد الأرض لإجراءات ملموسة 7 يناير، 2025 الأقسام أخبار محلية 28٬945 غير مصنف 24٬201 الأخبار الرئيسية 15٬431 عربي ودولي 7٬212 غزة 7 اخترنا لكم 7٬155 رياضة 2٬428 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬286 كتابات خاصة 2٬111 منوعات 2٬043 مجتمع 1٬863 تراجم وتحليلات 1٬855 ترجمة خاصة 120 تحليل 14 تقارير 1٬641 آراء ومواقف 1٬569 صحافة 1٬489 ميديا 1٬452 حقوق وحريات 1٬348 فكر وثقافة 922 تفاعل 825 فنون 490 الأرصاد 375 بورتريه 66 صورة وخبر 38 كاريكاتير 32 حصري 26 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات جمالاشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
عبدالله محمد عبداللهشجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...