كاتب ساخر ولكنه لا يبتسم إلا قليلا، يبدع في أعماله الكوميدية على الشاشة الفضية التي قدم لها أجمل ما تم إنتاجه من أعمال فيها الكثير من الكوميديا الناقدة والرزينة والتي تعد رائدة وقيمة إبداعية مضافة، إنه الكاتب الدكتور ممدوح حمادة الذي يحمل في داخله مشروعات كثيرة في عالم الأدب والدراما وأدب الأطفال.

كاتب يعيش هاجس القلق ويكتب دون خوف، يدرك أن الكتابة فيها الكثير من السمو الإبداعي، درس الإخراج لكي يزيد من معرفته في عالم الدراما أكثر، كانت بداياته مع «عيلة ست نجوم» ثم توالت الأعمال، إلى أن وصل إلى العمل الذي لاقى استحسانا وقبولا واسعين وهو ضيعة ضايعة والخربة.

غاب عن الساحة الدرامية لسنوات ولكنه سيعود إليها من جديد، يتميز ببساطته وعفويته في الحديث، استضفناه في هذه المساحة ليتحدث عن مجمل تجربته الأدبية والدرامية.

لماذا أنت غائب عن الساحة الدرامية، متى سنراك تعود إليها؟

هي استراحة قليلا لصفاء الروح، وإن شاء الله سأعود للشاشة وقريبا جدا، لدي أكثر من عمل أحده دراما اجتماعية وفيه مسحة كوميدية، والثاني قريب من التاريخ.

قدمت عمل «ضبو الشناتي» كيف كانت ظروف العمل؟

عندما قدمت العمل كنص كان هناك رأيان واحد متحمس، والثاني رافض له، وعلى صعيد الرقابة كان شبه مرفوض، والأوضاع كانت صعبة لأني في «ضبو الشناتي» تكلمت عن كل الفئات، وللأسف عانيت كثيرا بسببه، الحلقة التي تتكلم عن المعارضة يتم اتهامي أني مع السلطة، وأنني مكلف بكتابة العمل من قبل جهات ما، اتهام بمنتهى السذاجة، والحلقات التي تتحدث عن الموالاة يقولون عنك كلام معاكس وأنني إرهابي مثلا، وهذه التهم توجه علنا على السوشال ميديا، لذا هذه الأعمال فيها صعوبة ودائما تجد فئة من الجمهور تحس أنها هي المستهدفة بكلامك، فمثلا تتكلم عن شخص متدين لكنه منافق، فتوجه إليك تهم أنك تهاجم الدين، وهناك نوع من التنمر مسيء لي، عانيت الأمرين ولكن لم أتمرغ بالوحل حتى أرد عليهم. أنا قدمت رؤية وجدانية وصادقة فيها الكثير من الواقع والكوميديا السوداء.

كيف استوحيت فكرة عمل «ضيعة ضايعة»؟

لم تكن فكرة موحدة هي قصص كتبتها من قبل كانت بعيدة عن ضيعة ضايعة، لكنني قربتها لها بالضرورة الدرامية، وأغلبها خارج المنطقة الجغرافية لضيعة ضايعة، وكنت أريد تقديمها ضمن قصص ألف شاردة وواردة لكني قدمتها كأفكار وأعمال في ضيعة ضايعة وبقعة ضوء والخربة وأعمال أخرى خارج سورية.

نجاح الأعمال التي قدمتها إلى أي مدى حملك مسؤولية أن تقدم شيئا مميزا؟

أصبحت عبئا بالنسبة، وأحاكم بسببها، لأن الآخرين يقدمون أحيانا أعمالا تافهة لكن الجمهور يستوعبها ويتفاعل معها، لكن الجمهور يطالبني بأن أكون دائما بمستوى ضيعة ضايعة أو أفضل، في الكوميديا ليس لديك معايير تعتمد عليها كي تصل للمشاهد، الذي لا يفهمك أحيانا، أو ينتظرون منك عملا على نمط ضيعة ضايعة وهذه أحد أسباب مشاكلي وتأخري في الكتابة، وأصبحت في حالة قلق، ولم يعد لدي خيارات، إما أن أقدم عملا خارقا، أو أن أكون فاشلا، النجاح أصبح الآن صعبا، لأن كل شيء أصبح يقارن بما قبله، قدمت أعمالا بعد ضيعة ضايعة كانت بالنسبة لي أحب لقلبي منه مثل الواق واق مثلا، لكنه قوبل بداية بالاستنكار، لكن بعد عرضه أكثر من مرة تفاعل معه جزء من العالم، ومنهم أناس انتقدوني في البداية ثم اعتذروا مني لاحقا، فالنجاح دائما عبئ على الشخص.

ضمن الأعمال التي قدمتها من هم الممثلون الذين شعرت أنهم يتقمصون الدور كما أنت كتبته وتشتهي أن يكون؟

في أغلب الأعمال التي قدمتها أغلب الممثلين أدوا أدوارهم بشكل متألق، مثلا في ضيعة ضايعة كانوا جميعهم نجوما وقدموا الكثير وأسهموا بنجاح الشخصية والعمل ككل.

ككاتب هل يمكن أن تصنف نفسك بأنك من كتاب الأدب الساخر؟

غالبية أعمالي قدمت فيها أدبا ينتمي في معظمه إلى الأدب الساخر، لكن هذا لا يمنع أنني أكتب بصنوف الأنواع الأخرى من الأدب، ويمكنني القول في أحيان كثيرة أن كتاباتي تنتمي للواقعية بمجملها أو لتسميات أدبية أخرى.

تابعنا لك مجموعة من القصص وأطلقت عليها مشروع كتابي، إلى أين يمتد هذا المشروع، وما فحواه؟

هذا المشروع القصصي كنت أجهزه تحت عنوان «ألف شاردة وواردة» على نمط ألف ليلة وليلة، وكان المفروض أن يحتوي على ألف قصة وقصة، ولكونه يحتاج إلى وقت طويل لإنجازه، فاتفقنا ودار النشر على إصداره على شكل مجموعات قصصية تحت عنوان «دفاتر ممدوح حمادة» لأنها كلها مكتوبة فعلا وموجودة على دفاتر قديمة كتبتها سابقا، عندي «دفتر الأباطرة» أبطاله كلهم أباطرة و«دفتر الحرب» كلها قصص وقعت في الحرب، و«دفتر الحب» قصص تتعلق بحكايا المحبين، كل كتاب تحت عنوان، وأصبح عددها ثماني دفاتر، وهو مشروع سيمتد إن شاء الله طويلا ولا يزال عندي مجموعات غير مكتملة نستطيع أن نتحدث فيها عن موضوعات أخرى مهمة من الحياة، وأتفرغ لإكمالها كي يبقى مشروع الدفاتر قائما.

لك روايتان منها رواية «جلنار» ورواية «المحطة الأخيرة»؟جلنار قدمت بطبعة ثانية وقد تحولت إلى عمل تلفزيوني اسمه «صراع الزمن» وفيها مقولة وحدة وهي «الاستماتة عند الكهولة في البحث عن الشباب»، المقولة باختصار ما فقدته بشبابك لا يمكن أن تسترده بكهولتك كعمرك وأحلامك، والأحلام والطموحات تصغر كلما كبر الشخص فمن الصعب أن تسترد شبابك في الكهولة.

أعمالك الدرامية لاقت حضورا واسعا وانتشارا كبيرا ربما أكثر من أعمالك القصصية والروائية، لماذا تفضل الكتابة الأدبية أكثر من الدراما التلفزيونية؟

بالنسبة لي كلها ينتمي إلى الكتابة وقريبة لبعضها البعض، لكن شخصيا أميل للقصة أو الرواية لأنها كاملة صناعتي، أما السيناريو فستكون فيه أيد أخرى وأحيانا يتعرض لتغيير يؤدي الفكرة كاملة فأنا أميل للكتابة الأدبية أكثر، لأن التغييرات قد تؤدي أحيانا لتغيير الفكرة التي أطرحها فليس كل طاقم العمل أمناء وأحيانا يدمرون العمل هناك غياب ضمير وأخلاق وغرور ومن الممكن أن يتم تشويه العمل، وقد حدثت معي كثيرا فيتم إضافة فكرة أو اثنين ويتم تغيير الهدف تماما، ويصبح بعكس ما كنت أهدف إليه.

هذا يعني أنك تعاني من التدخلات في نصوصك المكتوبة؟

لست أنا وحدي بل كل كاتب سيناريو يعاني منها، التدخلات تأتي بحكم وجود شركاء معك في العمل حتى لو كانت إيجابية فإنها تحد من طرح الفكرة، ناهيك عن الرقابة التي قد تمنع العمل برمته، أما في القصة فإذا منعت من الرقابة يمكنك نشرها في بلد آخر، وإذا منعت في كل البلدان يمكنك نشرها في الإنترنت، ففيها حرية أكثر، الدراما يمكن أن تتجه بهذا الاتجاه مع انتشار السوشال ميديا، لكنها ستبقى محدودة.

قدمت أعمالا باللهجة المحكية إلى أي حد يمكنك توظيف اللهجة لنجاح العمل؟

برأيي اللهجة ليس لها أي دور في نجاح العمل، بل على العكس يمكن أن تحد من انتشاره، سبب انتشار أعمالي التي فيها لهجات هي الموضوعات المطروحة، أما اللهجة فتأتي في المرتبة الثالثة بتأثيرها على انتشار العمل بعد النص والإخراج والأداء التمثيلي، فاللهجة كانت من باب التعريف باللهجة فقط، وهذا كان مشروعا طويلا لكن بسبب الحرب أصبح مستحيلا إلى أجل غير مسمى، ومن المحتمل إذا استقرت الأمور نكمل مشروع هذه الأعمال المحكية.

هناك من يقول استعمال اللهجة المحلية تؤدي إلى فهم خاطئ للعمل، ولا تخدم الدراما كما اللهجة البيضاء التي يفهمها الجميع؟الحقائق تدحض هذا لأن أكثر عمل انتشر هو عمل باللهجة المحكية على نطاق المحافظات السورية وهو مسلسل «الخربة» و«ضيعة ضايعة» هذان العملان كانا مشربين ومغرقين باللهجات المحلية، ومع ذلك حققا انتشارا واسعا، فأعتقد أن موضوع اللهجات لا يؤثر بشكل سلبي على العمل الفني.

هل أثرت دراستك للإخراج على أعمالك الدرامية؟

طبعا لكني درست الإخراج بفترة متأخرة، ومعظم أعمالي كتبتها قبل ذلك، لكني استفدت من دراستي وطورت عملي وتقنياتي لتصبح أفضل، وأصبح لدي علم وأعتمد على الدراسة الأكاديمية، عندما تتلقى التعليم تستبعد الكثير من الخطوات غير المفيدة.

هناك من يقول إن الدراما السورية تعاني من أزمة نص وهو الخاصرة الرخوة للدراما السورية، هل هذا صحيح؟كل الدراما العربية تعاني من ذلك، وربما السورية أقل تعرضا لها مقارنة بالدول الأخرى، لدينا جامعات تدرس مخرجين وممثلين لكن ليس لدينا جامعات تعليمية تدرس مادة السيناريو إلا على شكل كورسات وليس لها مفعول قوي، كما أن عدد الكتاب قليل جدا، وهناك الكثير من المتطفلين على المهنة وكلهم يعملون، حتى أن بعض شركات الإنتاج تقوم بتشغيل عديمي المواهب وتستغني عن الكتاب المحترفين من أجل التوفير، لأن الشخص عندما يبدأ بالكتابة يكون مستعدا للدفع حتى يروج عمله ويتم تصويره، فلذلك أجورهم قليلة، وأغلب المنتجين الآن ليس لديهم فكر واستراتيجية في موضوع الدراما وهم مقلدون، لدرجة أننا أصبحنا نرى رواج الأعمال التركية المدبلجة والمصورة في مواقع التصوير نفسها لكن بممثلين عرب، لذلك هناك أزمة نص، وستصبح أكثر وأسوأ لأن الاتجاه الآن نحو عملية «التتريك» يقضي تقنيا على فئة الكتاب، حيث الاتجاه إلى ورشات الكتاب، ونبذ الكاتب الفرد، وهذا لا يوجِد كاتبا، بل تقتل مواهبه. سابقا كانت لدينا كوادر بسبب تراكم الخبرة وتقديم أعمال كثيرة، فأصبح لدينا فئة مصورين وفئات مختصين بكل ما يخص الدراما، وأصبح هناك طلب على النصوص، وظهرت النصوص الجميلة، الآن غالبية عناصر العمل متطفلون على المهنة لم نعد نرى وجوها مهتمة، بالنسبة لجيلنا عندما كنا نقدم عملا كان بالنسبة لنا مشروعا وليس مجرد عمل نقدمه، ولهذا يكون متميزا وكل شخص يقدم بتخصصه ماهو مميز، ولا يعملون فقط من أجل المال، فأزمة النص سترافقنا لفترة طويلة بسبب دخول متطفلين على العمل الفني من كل الاختصاصات.

قد يفسر هذا الكلام أنكم تقفون بوجه جيل جديد يكتب ما هو مميز من باب الغيرة المهنية..؟

أتحدت بشكل عام، وهناك تفاصيل يمكن أن نعتبرها استثناء والأمر لا يخلو من المواهب، ولكن أتحدث بصراحة عن مشروع يتم فيه قتل الدراما، ومع مرور الزمن وإن استمر الوضع هكذا حتى هؤلاء الشباب سيعانون ولن نراهم، ولا أتكلم عن الأجيال الشابة بأنهم متطفلون، فهناك بعض كتاب جيلي أيضا متطفلون.

ككاتب كيف ترى واقع الدراما وما يطرح فيها بعد ١٣ سنة من الحرب؟

بشكل عام بعيدا عن الحرب يجب أن تتطور الدراما دائما، ولا يجب أن يكون هناك تكرار للموضوعات المطروحة، فإذا قدمنا عملا ونجح يجب أن نقدم عملا ينجح أكثر منه، ولا ندور حول الفكرة ذاتها، فعملية التطور والتغيير يجب أن تستمر للانهاية، خذ مثالا عندما نجح مسلسل ضيعة ضايعة، هناك من عمِل أعمالا مشابهة ولكن لم تنجح، وبعد الكارثة السورية يفترض أن نرجع بشكل أقوى من ذي قبل بالدراما.

كيف يمكن أن نعود أقوى وماهو المطلوب طرحه..؟

الدراما دائما انعكاس للواقع، فيفترض أن ندرس واقعنا، ونقدم موضوعات لها علاقة بالظرف السوري، طبعا سواء داخل سوريا أو خارجها، لأن شعبنا انقسم كثيرا، سوريون في الشتات وسوريون في الوطن، كلاهما فئات من الشعب السوري، فأصبح لدينا تنوع كبير يمكننا مثلا أن نكتب عن السوريين في ألمانيا أو النرويج أو لبنان وتركيا وغيرها أو عن حياة اللاجئين في المخيمات وكل لديه الكثير من المشاكل والنجاحات والمعاناة، وهناك الكثير مما يمكن أن يقدم بدراما مميزة.

بين الكوميديا السوداء والأدب الساخر وأعمال التهريج وغيرها من الفكاهة، ما الذي يعبر أكثر عن المشاعر؟التهريج أحد الأنواع الصعبة من الكوميديا لأنه يعتمد على حركات الجسم، فكل نوع له ظرفه وله مقوماته، مثلا إذا كتبنا الكوميديا السوداء في بلد مثل ألمانيا أو غيرها من دول أوروبا لديها رخاء في الظرف الحالي لا يمكن أن تقدم هذا النوع فيها، يمكن أن تقدم كوميديا سياسية وتنتقد الأحزاب مثلا ويكون المرح هو الهدف الأساسي للكوميديا، بينما مثلا في الاتحاد السوفييتي كان هناك سلطة مستبدة ولم يكن كل شيء متوفر فتجد أسماء مثل زوشينكا وبتروف قدموا كوميديا ساخرة من السلطة، فكان هناك ظرف ملائم ومهمة الكاتب أن يشير إلى هذه الموضوعات، وللسخرية أيضا تصنيفات مثل الهجاء والتهكم وغيرها، فالظرف والحالة ووضع الجمهور المتلقي يحدد نوع الكوميديا التي يتقبلها، مثلا الكوميديا الناقدة في سورية لا معنى لها، بسبب الوضع، وبحاجة إلى كوميديا تضرب في العمق، فبعد أن نتجاوز مرحلة الترفيه والفكاهة هناك مرحلة النقد الذي يدعو إلى الإصلاح، بعدها مرحلة التحريض على تغيير وكراهية الفساد، وهناك نقد هدفه تدميري، فموضوع النقد مستويات تفرضها الظروف.

شاركت في بقعة ضوء هل يمكن أن تعيد تجربتها؟

طبعا أحب كتابة اللوحات، ولدي عمل قادم عبارة عن لوحات ولا أعرف متى يرى النور وبانتظار أن تتبناه شركة إنتاج.

هل هناك مخرج معين يستهويك وتشعر أنه الأقدر على تجسيد نصوصك؟

تعاملت مع عدد من المخرجين، هناك اثنين استمرت تجربتي معهما، أولهم هشام شربجي عملنا سبعة أعمال مشتركة وبعدها فرقتنا الظروف، ففي الدراما إذا اختل توقيتك مع الشخص الآخر فمن الصعب أن يعود، أنا أبدأ عملا وهو ينهي عملا، التجربة الأميز كانت مع ليث حجو أغلب أعمالنا نالت أصداء جيدة وانتشارا واسعا مثل ضيعة ضايعة الخربة ضبو الشناتي والواق واق، فالمخرج الذي تنجح معه يصبح شريكك.

من الذي يطلب الآخر؟

أنا وليث حجو أصدقاء نتفق على تقديم العمل شفهيا، فأقدم له العمل وهو يقدمه للشركة، لأني لست موجودا على الساحة، بينما هو لديه علاقات وتواصل مع الشركات المنتجة، وهكذا نتفق دون تكلف.

هل تكتب تحت الطلب؟

لا..أنا اكتب على مدار ٢٤ ساعة باليوم، لكن إن كنت تقصد يتم تكليفي بالكتابة، فنعم، هناك نوع من البرامج والدراما لا تكوّن فكرتك، مثلا أنا قدمت عددا من الأعمال وبرامج الكرتون على شكل تكليف، لأنها برامج للأطفال وتحتاج لجهد كبير وحجم واسع من المعلومات مثل برنامج «مدينة المعلومات» فيه تخصصات كثيرة والفكرة مطروحة من الشركة وأنا قمت بالكتابة، وقدمت برنامجا آخر اسمه «بيتي العربي» مدينة المعلومات، وكتبت تحت الطلب كليلة ودمنة، وأتمنى أن يُطلب مني هكذا أعمال حيث كتبت كليلة ودمنة بكل ما عندي من شغف وإبهار.

مالذي أخذك للكتابة للأطفال؟

أنا أكتب قصصا ومسرحيات للأطفال منذ زمن بعيد، صحيح أن العمل متعب قليلا لأنك لا تستطيع أن تحتال على الطفل، فهو يواجهك بكل صراحة، ويحتاج معاملة خاصة، لدي قرب من موضوع الأطفال بناء على دراستي، فموضوع الضحك عندهم يكون حسب الفئة العمرية، بالبداية يكون بصريا، مثلا تصور له شخصا يتزحلق بموزة فيضحك كثيرا، بعدها يبدأ يشعر بالمتعة نحو الاكتشاف والمعلومات بالطريقة التي تقدمها، بعضها كوميدي وبعضها غنائي، حيث أقوم بتوظيف المعلومات ضمن القالب المطلوب والمناسب، هناك فقرات درامية تعمل على الكوميديا وهي مستخدمة كثيرا في برامج الأطفال.

هل كتبت للمسرح؟

كتبت مسرحيتين واحدة للأطفال بعنوان «صانع الفراء» ومسرحية للكبار «الجلاد المتقاعد» وهي مسرحية فيها طرح سياسي، وبين يدي مشروع مسرح غنائي لا أعلم إذا كنت سأنجزه.

هل تطعمك الكتابة خبزا؟

قطعا الكتابة الأدبية لا تطعم خبزا عندنا، فهناك الكثير من الكتاب وخاصة الشباب هم من يدفعون ثمن طباعة كتبهم، وأنا شخصيا لا أستفيد ماديا من كتابة الأدب ربما آخذ الشيء القليل، ولكن الأجور في السيناريو أفضل، فكتابة عمل تلفزيوني تعتاش من خلاله لمدة سنة وأنت مرتاح، لكن المشكلة أن المستفيد من هذه الميزة هم الكتاب الذين يكتبون كل يوم سيناريو لا أكثر، ولكن أنت كصاحب مشروع إذا عملت عملا وفشل ستحتاج إلى سنتين حتى تخرج من الصدمة، وتكون قد صرفت كل ما عندك حتى تستكمل حياتك، حتى تكمل حياتك بكرامة.

إلى أي حد يعيش الكاتب مع القلق؟

القلق دائما يأتيك من عدة مصادر، الإنسان الذي لا يعمل في المجال الإبداعي لا يعرف معاناة الفشل، ولا يعرف ردود الأفعال، أحيانا يكون الكاتب ناجح ولا يسلم من الأذى والتعليقات السلبية ولا الانتقادات، وأحيانا يتناول موضوعا ويتمنى لو أنه لم يكتبه، لكن خلال الكتابة كان يراها بمنظور آخر، هذا يسمى القلق الإبداعي، من لا يقلق لا يبدع.

والخوف..؟

الكاتب يجب ألا يخاف في طرح أي موضوع إذا كان يريد أن تكون له مكانة مميزة في عالم الأدب مهما كان الموضوع حساس، وهو شرط من شروط تطور العمل الإبداعي ووصوله إلى الناس وتحقيق أهدافه.

ككاتب كوميديا، هل أنت سعيد؟

كان هناك طبيب نفسي روسي جاءه مريض يشعر بالاكتئاب فكتب له في الورقة اقرأ «زوشنكه» وهو كاتب ساخر، فكتب على الورقة أنا زوشنكه، فطبعا معظم الكتاب الساخرين يكون وضعهم في الحياة مختلف، بعضهم مروا بمعاناة، وأنا لا أعتبر نفسي سعيدا لأني قضيت عمري مشردا، وكان حلمي أن أعيش في البلد، وهذا التناقض يسبب لي حالة من عدم السعادة، توفيت والدتي وثلاثة من إخوتي وأنا غائب عنهم، عندما خرجت كان عمر أخي عشر سنوات، والآن أصبح جدا، ولا أعرف أبناءه، يتملكني شقاء كبير والكاتب الكوميدي غالبا ليس سعيدا، على الأقل من ضمن الذين أعرفهم لا أحد منهم سعيد.

اللهجة المحكية تسهم في انتشار الأعمال الدرامية والنجاح يتعلق بالموضوعات المطروحة

مشروعي الأدبي

مستمر .. وسأعود للدراما قريبا

من أعماله:

1- عيلة ست نجوم

2- عيلة سبع نجوم

3- عيلة ثمان نجوم

5- صراع الزمن

6- قانون ولكن -

7- بقعة ضوء 2 في عدة أجزاء

12- عالمكشوف

13 - شو هالحكي (الأردن)

14- مبروك

15- مرزوق على جميع الجبهات

16- مدرسة الأستاذ بهجت (الأردن)

17- مدينة المعلومات جزأين

19- بيتي العربي (برنامج أطفال)

20- كليلة ودمنة (مسلسل كرتوني).21- كليلة ودمنة (فلم)

22- ضيعة ضايعة

24- الخربة

25 - ضبو الشناتي

26 - أهل الغرام خماسية يا جارة الوادي

27 - مشاريع صغيرة

28- الواق واق

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکومیدیا السوداء کلیلة ودمنة الکثیر من کان هناک التی قد أکثر من یمکن أن یجب أن إلى أی

إقرأ أيضاً:

"عام المجتمع"..رؤية إماراتية لمجتمع أكثر تلاحماً

يحمل عام 2025 رؤية جديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أنه سيكون "عام المجتمع"، في خطوة تعكس التزام القيادة الراسخ بتعزيز التلاحم الاجتماعي وترسيخ القيم الإنسانية التي قامت عليها الدولة منذ تأسيسها. ويأتي هذا الإعلان استمراراً لنهج الإمارات في تخصيص أعوام وطنية تحمل رسائل عميقة تعزز الهوية الوطنية وتقوي أواصر العلاقات بين أفراد المجتمع.
يتميز المجتمع الإماراتي بتماسكه الذي بُني على أسس من القيم الإنسانية والهوية الوطنية، وهو ما حرص عليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ تأسيس الاتحاد. لقد كان الإيمان بأهمية ترابط المجتمع الإماراتي حاضراً في كل السياسات والمبادرات، ما جعل الدولة نموذجاً عالمياً في التعايش المشترك. ومع تطورات العصر ومتغيراته، أصبح تعزيز التفاعل المجتمعي ضرورة أساسية، وهذا ما يسعى "عام المجتمع" إلى تحقيقه من خلال مبادرات وطنية تهدف إلى تعزيز الوعي بالقيم المجتمعية، وتقوية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، ودعم المبادرات التي تعزز العمل التطوعي والتفاعل الإيجابي بين أفراد المجتمع.
إن إعلان عام 2025 "عام المجتمع" يحمل في جوهره رؤية طموحة تهدف إلى تحقيق التكافل والتلاحم بين مختلف فئات المجتمع، إذ يهدف إلى تقوية الروابط الأسرية وتعزيز القيم المجتمعية التي كانت ولا تزال ركيزة أساسية في بناء الدولة، إلى جانب تشجيع العمل التطوعي، لما له من دور كبير في تعزيز روح المسؤولية والمشاركة الفاعلة في تنمية المجتمع، حيث يُعد التطوع قيمة أصيلة في الثقافة الإماراتية ويساهم في نشر ثقافة العطاء والتكاتف بين الأفراد.
ويمثل الشباب عنصراً أساسياً في رؤية "عام المجتمع"، ويتم التركيز على إشراكهم في المبادرات الاجتماعية وتعزيز دورهم في التنمية المستدامة. وتدرك دولة الإمارات جيداً أن الشباب هم القوة الدافعة نحو المستقبل، ولذلك فإن تمكينهم وتحفيزهم على المشاركة في الأنشطة المجتمعية سيساهم في بناء جيل أكثر وعياً بأهمية العمل الجماعي والمسؤولية المجتمعية. ويعزز هذا التوجه قيم الولاء والانتماء، ويجعل من الشباب جزءاً فاعلاً في صياغة مستقبل الإمارات.
وفي إطار "عام المجتمع"، يُتوقع إطلاق العديد من المبادرات التي تخدم الأهداف المرجوة، حيث ستنظَّم حملات وطنية لتعزيز الوعي بالقيم المجتمعية، وستقام فعاليات ثقافية وتراثية تسلط الضوء على الهوية الوطنية وتعزز التلاحم بين مكونات المجتمع. إضافة إلى ذلك، سيتم التركيز على دعم الأسر، إذ تلعب الأسرة دوراً محورياً في ترسيخ المبادئ والقيم الأخلاقية، وسيتم العمل على مبادرات تدعم استقرارها وتعزز دورها في المجتمع.
يعتمد نجاح "عام المجتمع" على تكامل الأدوار بين الحكومة والمؤسسات الخاصة والمجتمع المدني، حيث تتطلب المبادرة جهوداً جماعية لضمان تحقيق أهدافها. ولعلنا نستذكر هنا رؤية الشيخ زايد، رحمه الله، لأهمية مشاركة الجميع في بناء المجتمع حين أكّد "أن عملية التنمية والبناء والتطوير لا تعتمد على من هم في مواقع المسؤولية فقط". فالمؤسسات الحكومية ستكون مسؤولة عن توفير الدعم اللازم، بينما يُسهم القطاع الخاص في تمويل المشاريع المجتمعية وتشجيع موظفيه على الانخراط في العمل التطوعي. كما أن دور الأفراد لا يقل أهمية، فهم الأساس في إنجاح هذه المبادرة، سواء من خلال التطوع، أو المشاركة في الفعاليات، أو حتى تقديم أفكار تساعد في تعزيز التلاحم الاجتماعي.
ويشكل "عام المجتمع" محطة بارزة في مسيرة التنمية الاجتماعية لدولة الإمارات. فمن خلال هذه المبادرة، ستواصل تعزيز مكانتها كنموذج عالمي في التعايش والتآخي، وسيكون هذا العام نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر استدامة وتعاوناً بين جميع أفراد المجتمع. وتعكس رؤية القيادة الرشيدة في هذا الصدد إيمانها العميق بأن قوة الدولة تكمن في تماسك مجتمعها، وأن بناء الإنسان هو أساس أي نهضة حقيقية.
إن "عام المجتمع" ليس مجرد شعار أو عنوان لعام جديد، بل هو رؤية استراتيجية تهدف إلى إرساء دعائم مجتمع أكثر ترابطاً وانسجاماً. ومن خلال تعزيز ثقافة العطاء والانتماء والمسؤولية المشتركة، ستكون الإمارات قادرة على مواجهة التحديات، وبناء مستقبل أكثر إشراقاً لأجيالها القادمة، مستندة إلى إرثها العريق وقيمها الثابتة التي جعلتها نموذجاً عالمياً في التنمية والتلاحم الاجتماعي

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من محمد رمضان على فيديو خالد سرحان الساخر
  • "عام المجتمع"..رؤية إماراتية لمجتمع أكثر تلاحماً
  • البحيرة.. ضبط مخبزين لتصرفهم في 49 جوال دقيق مدعم بكوم حمادة
  • «برنامج أنتمي».. نموذج للابتكار في مختبر التاريخ الوطني
  • «حكاية أفريقيا» تستقبل 10 آلاف زائر في «الشارقة للأدب الأفريقي»
  • يونيسيف: أرسلنا أكثر من 350 شاحنة مساعدات لغزة لتلبية احتياجات الأطفال هناك
  • هل المزاح مع الزميلات في العمل جائز شرعًا؟ الإفتاء توضح
  • الحقيل يوضح أكثر المناطق التي ستشهد الضباب
  • الشرقية تحتفل بيوم البيئة الوطني وتكرّم فرق العمل المواجهة للسحابة السوداء
  • نجيب محفوظ وفن الكوميكس.. هل يفتح الفن التاسع آفاقا جديدة للأدب العربي؟