تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خطوة علمية رائدة، تمكن علماء الأعصاب من تتبع التغيرات التي تطرأ على دماغ المرأة خلال فترة الحمل، وهو اكتشاف يعد الأول من نوعه، حيث تشير الأبحاث إلى أن الحمل يؤدي إلى تغييرات ملموسة في بنية الدماغ، مما يعزز الفهم العلمي لكيفية تفاعل الدماغ مع التغيرات الهرمونية والجسدية التي تصاحب هذه المرحلة، وهذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لفهم دور الجهاز العصبي في تمكين المرأة من التكيف مع تحديات الأمومة وتربية الأطفال، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة "تاس".

من جانبها، أظهرت الدراسات التي أجراها فريق من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، أن الحمل يتسبب في انخفاض حجم المادة الرمادية وزيادة مؤقتة في حجم المادة البيضاء في دماغ المرأة، وقد تم رصد هذه التغيرات من خلال دراسة حالة امرأة تبلغ من العمر 38 عامًا خضعت للتلقيح الصناعي، ووصفت “إميلي جاكوبس”، الباحثة الرئيسية في الدراسة، هذا الاكتشاف بأنه يمثل أول مرة يتم فيها مراقبة هذه التغيرات على مستوى بنية دماغ المرأة الحامل.

كما أكدت "جاكوبس"، أن دماغ المرأة يتمتع بقدرة كبيرة على التكيف، وهو ما يعرف باللدونة العصبية، وكشفت أن هذه القدرة تساعد النساء على مواجهة التحديات العديدة التي تصاحب فترة الحمل ورعاية الأطفال، ومن خلال فهم هذه التغيرات، يأمل الباحثون في توضيح كيف يمكن أن تسهم التغيرات الهيكلية في الدماغ في تعزيز القدرة على الأمومة.

وخلال الدراسة، فقد استخدم العلماء التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص بنية دماغ المرأة في مراحل مختلفة من الحمل، وكذلك خلال العامين الأولين بعد الولادة، كما  أظهرت النتائج انخفاضًا في حجم المادة الرمادية بنسبة تتراوح بين 2-5% في بعض مناطق الدماغ المرتبطة بالانتباه والعواطف، بينما لوحظت زيادة مؤقتة في حجم المادة البيضاء خلال مراحل الحمل المتقدمة، مما يشير إلى تغييرات واضحة في كيفية معالجة الدماغ للمعلومات والتفاعل مع التحديات الجديدة.

ويأمل العلماء أن تساهم هذه الدراسات في تقديم فهم أعمق لتأثير الهرمونات على ما يعرف بـ"برنامج الأمومة" في دماغ المرأة، كما يتطلع الباحثون إلى تسليط الضوء على أسباب اكتئاب ما بعد الولادة الذي تعاني منه بعض النساء، وهو حالة تتطلب رعاية واهتمامًا خاصين،  ففهم هذه العلاقة بين التغيرات الهيكلية في الدماغ والتأثيرات النفسية يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات فعالة لدعم الأمهات الجدد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اكتئاب ما بعد الولادة اثناء الحمل التغيرات الهرمونية الجهاز العصبي الرنين المغناطيسي المادة الرمادية تربية الأطفال علماء الأعصاب فترة الحمل دماغ المرأة حجم المادة

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف كيفية وصول الإغوانا إلى فيجي قبل 34 مليون سنة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منذ حوالي 34 مليون سنة، شرع أسلاف الإغوانا الحديثة في واحدة من أطول الرحلات عبر المياه التي قام بها أي نوع من الفقاريات البرية غير البشرية التي تعيش على اليابسة.

أظهرت دراسة جديدة أن هذه الرحلة الملحمية بدأت من الساحل الغربي لأمريكا الشمالية، حيث قطعت سحالي الإغوانا مسافة نحو 8 آلاف كيلومتر، أي ما يعادل خمس مساحة محيط الأرض، عبر المحيط الهادئ، قبل أن تصل في النهاية إلى فيجي.

باستخدام الأدلة الجينية، يقترح الباحثون أن الإغوانا قامت بهذه الرحلة الاستثنائية عن طريق الطفو على نباتات عائمة، ربما تتكونّ من أشجار أو نباتات مُقتلعة.

ذكر المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور سايمون سكاربيتا، وهو الأستاذ المساعد في جامعة سان فرانسيسكو، أنه لطالما دار جدل بين العلماء حول كيفية وصول الإغوانا إلى فيجي. حيث أشارت نظريات سابقة إلى أن نوعًا من الإغوانا المنقرضة قد عبر المحيط من الأمريكتين على طوافات نباتية من دون تحديد إطار زمني واضح، بينما اقترحت نظريات أخرى أن السحالي هاجرت عبر اليابسة من آسيا أو أستراليا.

وقد أجرى سكاربيتا هذا البحث خلال زمالة ما بعد الدكتوراه الممولة من المؤسسة الوطنية للعلوم في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وكذلك في منصبه الحالي.

تساعد هذه النتائج، التي نُشرت بدورية "Proceedings of the National Academy of Sciences"، في إلقاء الضوء على هذا اللغز القديم حول كيفية وصول هذه الزواحف إلى تلك الجزر النائية.

وأراد سكاربيتا وفريقه اختبار كل من نظريتي التجديف عبر المياه واليابسة، بالإضافة إلى فرضيات أخرى بشأن الأصل البيوجغرافي للسحالي أي الإيغوانا الفيجية، بما في ذلك التشتت عبر القارة القطبية الجنوبية أو عبر جسر بيرينغ البري.

وأضاف سكاربيتا أن فهم هذا النوع من التشتت عبر المياه قد يقدم رؤى جديدة حول كيفية استعمار الأنواع الأخرى للمناطق المعزولة مع مرور الوقت.

تتبع الجينات

أظهرت الإيغوانا بالفعل قدرتها على البقاء أثناء السفر لمسافات طويلة عبر المحيط، وفقًا لدراسة أُجريت في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1998. 

في عام 1995، ظهرت ما لا يقل عن 15 سحلية إيغوانا خضراء على شواطئ أنغويلا في منطقة الكاريبي، على طوافات مصنوعة من الأشجار المقلوعة.

وخلص الباحثون إلى أن هذه السحالي ربما قامت بالطفو على بُعد حوالي 322 كيلومترًا من غوادلوب عقب أحد الأعاصير.

أشار سكاربيتا إلى أن هذا النوع من التجديف عبر المياه يوصف غالبًا بالتشتت "الذي يشبه اليانصيب"، وهو حدث نادر يسمح للأنواع بالاستعمار في منطقة يصعب الوصول إليها. ويمكن للأحداث الجوية الكبرى، مثل الأعاصير أو الفيضانات، أن تقتلع النباتات وتحمل الحيوانات معها.

وبهدف تحديد الوقت الذي وصلت فيه الإيغوانا إلى فيجي، قام الباحثون بتحليل جينات 14 نوعًا حيًا من الإيغوانا. ووجد الفريق أن أقرب قريب حي لسحالي الإيغوانا الفيجية هو نوع Dipsosaurus، أي نوع من سحالي الصحراء الأصلية في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب المكسيك.

أوضح سكاربيتا أن هذه الأدلة الأحفورية تدعم الفكرة القائلة إن هذه الإيغوانا نشأت في أمريكا الشمالية، حيث لم يتم العثور على أحافير للسحالي الصحراوية في أي مكان آخر بالعالم.

وأشارت التحليلات أيضًا إلى أن الإيغوانا الفيجية انحرفت عن أسلافها الأمريكيين لفترة تتراوح بين 34 مليون و30 مليون سنة مضت، واستقرت تقريبًا في الوقت ذاته الذي حدثت فيه التكوينات البركانية لأرخبيل فيجي.

يتحدى هذا الجدول الزمني النظريات السابقة التي تفترض أن الإغوانا قد قامت برحلة معقدة عبر اليابسة من أمريكا الجنوبية عبر القارة القطبية الجنوبية، وهو ما كان سيحدث في وقت لاحق في التاريخ، حسبما ذكره الدكتور جيمي ماكغواير، وهو أستاذ البيولوجيا التكاملية في جامعة كاليفورنيا، والمؤلف المشارك للدراسة.

وقال الدكتور شين كامبل-ستاتون، وهو أستاذ مساعد في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة برينستون، والذي لم يكن مشاركًا في الدراسة: "في التحليلات الفيلوجينية، هناك دائمًا درجة من عدم اليقين عند محاولة التنبؤ بتوقيت أحداث التباين بين الأنواع". 

وأضاف: "في هذه الحالة، كان المؤلفون يتحلون بدقة كبيرة في جمع أنواع مختلفة من البيانات الجينية واستخدام نماذج مختلفة لاختبار فرضيتهم، حيث وجدوا أن غالبية النتائج تتفق إلى حد كبير".

مقالات مشابهة

  • دراسة حديثة: تناول الطعام الصحي في منتصف العمر يرتبط بشيخوخة صحية
  • دراسة: ذكريات الطفولة المبكرة تبقى مخزنة في الدماغ
  • دراسة جديدة تكشف وهمًا غير مألوف قد يساعد في تخفيف الألم
  • دراسة تكشف سر الطفولة الضائعة.. لماذا تختفي ذكرياتنا الأولى؟
  • احذر مخالفة مرورية.. هل يعاقب القانون مرتكب جريمة القتل أثناء استخراج الرخصة؟
  • دراسة تكشف كيفية وصول الإغوانا إلى فيجي قبل 34 مليون سنة
  • دراسة جديدة تكشف عن سبب عدم قدرتك على استرجاع ذكريات الطفولة
  • دراسة صادمة: أدمغتنا تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة!
  • علماء روس يطورون ذكاء اصطناعيا لمراقبة الحمل وحماية الأمهات
  • أفضل طريقة لعلاج آلام الظهر… دراسة حديثة تفاجئ الجميع