استراتيجيات لازمة لاستعادة تفاعل الشباب مع دور الحركات الإسلامية
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
حتى تتمكن الحركات الإسلامية من استعادة جاذبيتها للشباب وتفاعله، يجب أن تتبنى استراتيجيات تعكس فهما عميقا للتحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي شهدها العالم في العقود الأخيرة. هذه الاستراتيجيات تتطلب تجديدا وعصرنة في الخطاب الفكري والأنشطة العملية للحركات الإسلامية، بحيث تكون قادرة على التكيف مع التحديات المعاصرة ومتطلبات الشباب وتطلعاته، ومن ذلك:
أولا: يجب على الحركات الإسلامية تبني قضايا تهم الشباب المعاصر، مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وحماية البيئة.
ثانيا: تعزيز الشفافية والمساءلة داخل الحركات الإسلامية أمر بالغ الأهمية لجذب الشباب. يجب على هذه الحركات أن تكون شفافة في أنشطتها وممارساتها، وأن تتحمل المساءلة أمام أفرادها والمجتمع. تعزيز الشفافية والمساءلة يعزز من ثقة الشباب في الحركات الإسلامية ويشجعهم على المشاركة الفعالة.
قبول التعددية داخل الهياكل والمؤسسات الإسلامية ضرورة لتعزيز بيئة أكثر جذبا للشباب، فيجب أن تعترف الحركات الإسلامية بالاختلافات في الآراء والأفكار، مما يخلق بيئة تتسم بحرية التعبير والمشاركة
ثالثا: إشراك الشباب في صنع القرار والقيادة داخل الحركات الإسلامية يعزز من شعورهم بالمسؤولية والانتماء. يجب أن تتبنى هذه الحركات هيكلا تنظيميا مرنا يسمح بمشاركة الشباب في اتخاذ القرارات ويتيح لهم التعبير عن آرائهم بحرية. هذا يخلق بيئة تفاعلية تحفز على الابتكار والإبداع.
رابعا: قبول التعددية داخل الهياكل والمؤسسات الإسلامية ضرورة لتعزيز بيئة أكثر جذبا للشباب، فيجب أن تعترف الحركات الإسلامية بالاختلافات في الآراء والأفكار، مما يخلق بيئة تتسم بحرية التعبير والمشاركة، وهذه التعددية تسمح للشباب بالمشاركة الفعالة في صنع القرار، ما يعزز من شعورهم بالانتماء والمسؤولية تجاه الحركة.
خامسا: يجب على الحركات الإسلامية تعزيز دور المرأة والشباب في القيادة وصنع القرار، حيث يعكس ذلك التزام الحركات بقيم المساواة ويزيد من جاذبيتها للشباب الطامحين للتغيير.
سادسا: يجب على الحركات الإسلامية أن توازن بين النشاط السياسي والعمل المجتمعي، فالتركيز فقط على السياسة قد ينفر بعض الشباب الذين يرون في الحركات الإسلامية مجرد أدوات لتحقيق مصالح سياسية، وبدلا من ذلك، ينبغي للحركات الإسلامية أن تنخرط في قضايا التنمية والتعليم والصحة، مما يعزز من تأثيرها الاجتماعي ويجعلها أكثر جاذبية لشريحة أوسع من الشباب والمجتمع.
سابعا: الانخراط في العمل الاجتماعي المستمد من المفاهيم الإسلامية التي تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، بغض النظر عن العقيدة أو العرق أو اللون، وهو ما يعزز من صورة الحركات الإسلامية كشريك فعال في تحسين الحياة العامة. هذا النوع من العمل يعزز من تأثير الحركات الإسلامية ويجعلها أكثر قبولا وتأييدا من قِبَل المجتمع ككل.
الابتعاد عن التطرف والعنف الذي وإن كان جذابا للبعض في مراحل سابقة، فإنه قد أصبح من أهم الحواجز بين الحركات الإسلامية وبين الشباب، وهو ما يستلزم أيضا التوجه نحو الاعتدال والوسطية، الذي يمكن أن يكون مفتاحا لاستعادة ثقة الشباب
ثامنا: الابتعاد عن التطرف والعنف الذي وإن كان جذابا للبعض في مراحل سابقة، فإنه قد أصبح من أهم الحواجز بين الحركات الإسلامية وبين الشباب، وهو ما يستلزم أيضا التوجه نحو الاعتدال والوسطية، الذي يمكن أن يكون مفتاحا لاستعادة ثقة الشباب. وإذا كان في الماضي، تلجأ بعض الحركات الإسلامية إلى التطرف كرد فعل على الانكسارات والانحسارات التي شهدتها، لكن في العصر الحالي، يبحث الشباب عن خطاب ديني معتدل. هذا التوجه نحو الاعتدال يعزز من قدرة الحركات الإسلامية على الانفتاح على المجتمعات الإسلامية الأخرى، بل وحتى على الحضارات العالمية.
تاسعا: ينبغي على الحركات الإسلامية أن تنظم فعاليات وأنشطة تجمع بين الترفيه والتعليم لتعزيز ارتباط الشباب بالحركة. تشجيع الشباب على الابتكار والإبداع، وتقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق أفكارهم ومشاريعهم، يمكن أن يكون وسيلة فعالة لجذبهم.
عاشرا: على الحركات الإسلامية تطوير خطابها الفكري ليواكب التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها المجتمعات الإسلامية والعالمية، فيجب أن يركز هذا الخطاب على قضايا معاصرة مثل الحريات والعدالة الاجتماعية والتنمية البشرية، بحيث يربط بين المبادئ الإسلامية والاحتياجات العصرية. هذه القضايا تشكل هموما رئيسية للشباب اليوم، وبالتالي فإن تبنيها يعزز من جاذبية الحركات الإسلامية لديهم.
حادي عشر: التركيز على القيم الإنسانية المشتركة مثل العدالة والمساواة والتضامن يمكن أن يسهم في جذب الشباب الذين يبحثون عن حركات تعكس هذه القيم. هذه القيم ليست فقط جزءا من الإسلام، بل هي أيضا قيم عالمية تجذب فئات واسعة من الشباب الذين يسعون إلى تحقيق العدالة والعيش في مجتمع متوازن. هذا التوجه يتطلب مرونة في التفكير واستعدادا لتبني أساليب جديدة تتماشى مع طموحات وتطلعات الشباب.
التركيز على القيم الإنسانية المشتركة مثل العدالة والمساواة والتضامن يمكن أن يسهم في جذب الشباب الذين يبحثون عن حركات تعكس هذه القيم. هذه القيم ليست فقط جزءا من الإسلام، بل هي أيضا قيم عالمية
ثاني عشر: تحسين صورة الحركات الإسلامية على المستوى الدولي من خلال حوار حضاري مع الثقافات الأخرى؛ يمكن أن يخفف من التصورات السلبية التي ارتبطت بالحركات الإسلامية في العقدين الأخيرين. هذا الحوار يعزز من صورة الحركات الإسلامية كجزء من الحلول العالمية للتحديات المعاصرة، ويجعلها أكثر جاذبية للشباب الذين يهتمون بالعلاقات الدولية والتواصل مع الآخرين من مختلف الثقافات.
ثالث عشر: استخدام استراتيجيات تسويقية حديثة لجذب الشباب، مثل الإعلانات الرقمية والمحتوى البصري الإبداعي على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يسهم في جذبهم واهتمامهم. هذه الاستراتيجيات يجب أن تكون واضحة وجذابة، وتتناسب مع اهتمامات واحتياجات الجيل الجديد.
رابع عشر: الحركات الإسلامية بحاجة إلى الاستفادة من الفضاء الرقمي والتكنولوجيا للتواصل مع الشباب بطرق مبتكرة وجذابة. تطوير مواقع إلكترونية وتطبيقات ومنصات تفاعلية يمكن أن يسهم في تمكين الشباب من المشاركة بطرق تتناسب مع أساليب حياتهم الرقمية.
خامس عشر: تعزيز دور الفن والثقافة في نشر الرسائل الإسلامية بطرق جذابة؛ يمكن أن يسهم في تحسين صورة الحركات الإسلامية وجذب الشباب. دعم المشاريع الفنية مثل الشعر والأدب والمسرح والأفلام الوثائقية يمكن أن يكون وسيلة فعّالة للتأثير على الرأي العام.
بتطبيق هذه الاستراتيجيات بشكل تفاعلي متكامل، يمكن للحركات الإسلامية أن تستعيد جاذبيتها وتفاعل الشباب معها ومن ثمّ استعادة تأثيرها، مما يسهم في بناء جيل ملتزم بالقيم الإسلامية وفي ذات الوقت قادر على التعامل مع تحديات العصر بكفاءة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه استراتيجيات الشباب تفاعلية الشباب الحركات الاسلامية استراتيجيات تفاعل سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الحرکات الإسلامیة یمکن أن یسهم فی الشباب الذین الإسلامیة أن یمکن أن یکون هذه القیم الشباب فی یعزز من یجب على یجب أن
إقرأ أيضاً:
مكتب الجنوب العالمي يحتفل بيوم الشباب الافريقي
نظم نموذج محاكاة الاتحاد الأفريقي - مكتب شباب الجنوب العالمي بوزارة الشباب والرياضة، احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للشباب الأفريقي، بحضور نخبة من القيادات الشبابية والباحثين والكوادر الطلابية من مختلف الجامعات المصرية، خاصة كليات اللغات والترجمة والعلوم السياسية.
شهدت فعاليات الحفل جلسة تعريفية بميثاق الشباب الأفريقي، قدمها الباحث الأنثروبولوجي حسن غزالي مدير مكتب شباب الجنوب العالمي بوزارة الشباب والرياضة ومؤسس نموذج المحاكاة. بالاضافة إلي حلقة نقاشية حول المهارات الحياتية قدمتها نرڤانا فاضل منسق عام مكتب فن إدارة الحياة التابع للإدارة المركزية لشؤون مكتب وزير الشباب والرياضة، إلي جانب ورشة عمل حول أساسيات كتابة أوراق السياسات، أدارتها الباحثة مي عجلان المتخصصة في شؤون المرأة والسلام والأمن.
بدأ غزالي فعاليات الاحتفال بكلمة ترحيب حارة بالحضور والمتحدثين نقل خلالها تحيات وزير الشباب والرياضة الذي منعه الحضور إلتزامه خارج القاهرة الكبري، وسلط غزالي الضوء على الشعار الذي اختاره الاتحاد الأفريقي لهذا العام ٢٠٢٤، والذي يؤكد على الأهمية البالغة للتعليم في بناء مستقبل قارتنا الأفريقية، وموضحاً ماهية اليوم الأفريقي للشباب والأسباب التي تدعونا للاحتفال به.
وصرّح غزالي، بأن "ميثاق الشباب الأفريقي يُعدّ إنجازاً قانونياً هاماً يعكس التزام الاتحاد الأفريقي بتمكين الشباب ودعم حقوقهم في مختلف المجالات". موضحاً أن الميثاق، الذي تم اعتماده عام ٢٠٠٦ ودخل حيز التنفيذ في ٢٠٠٩، يمثل إطاراً حيوياً لدعم مشاركة الشباب في التنمية المستدامة، وتعزيز دورهم في قضايا الحوكمة والسلام والأمن على مستوى القارة.
وأشار غزالي، إلي أن الميثاق يتناول قضايا محورية للشباب، مثل التعليم، والتوظيف، والصحة، والمشاركة السياسية، مؤكداً أن الميثاق يسعى لخلق بيئة تضمن فرصاً متكافئة للشباب وتساعدهم على إطلاق إمكاناتهم. لافتاً أن الوثيقة تدعو إلى وضع سياسات وطنية شاملة تستجيب لاحتياجات الشباب وتطلعاتهم، وتضمن التزام الحكومات بحماية حقوقهم.
ومن جانبها شاركت نرڤانا فاضل، منسق عام مكتب "فن إدارة الحياة" في جلسة حوارية تناولت خلالها مجموعة من المفاهيم الجوهرية في علم النفس الإيجابي، شملت الدعم النفس، إضافة إلى تأثير الاتجاهات السائدة (التريندات) وما يرافقها من عدوى تفكيرية على الأفراد والمجتمع. وشددت فاضل على ضرورة بذل الجهد المستمر والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف المنشودة، مؤكدة على أهمية مراجعة الأفكار بانتظام وتقييمها بعناية، لضمان التقدم والاستفادة من هذا الإطار النفسي في بناء حياة متوازنة وصحية.
وفي سياق متصل، قدمت عجلان ورشة عمل ثرية حول السياسات العامة والأوراق البحثية المتعلقة بها، تناولت خلالها مجموعة من المفاهيم والمبادئ الأساسية في هذا المجال. وقد بحثت الجلسة في أعماق مفاهيم السياسة والسياسات العامة وأنواعها المختلفة، مثل السياسات الخاصة، والسياسات التوزيعية، وسياسات إعادة التوزيع، كما استعرضت خصائص السياسات العامة وأكدت على ضرورة أن تكون واقعية وقابلة للتطبيق في ظل الموارد المتاحة.
وخلال الورشة، أوضحت عجلان دور المؤسسات البحثية في دعم عملية صناعة السياسات العامة، مشيرةً إلى أهمية إنتاج الأوراق البحثية ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، لما تحمله من تأثير فعّال في تشكيل الرأي العام وصناعة القرار. كما استعرضت الباحثة الدورة الحياتية للسياسات العامة، بدءاً من صياغتها، مروراً بمرحلة التنفيذ، وصولاً إلى تقييم نتائجها.
وفي الجزء الثاني من الجلسة، قدمت عجلان توجيهات عملية لكتابة ورقة سياسات موصية، مركّزةً على ضرورة الإيجاز والابتعاد عن الإسهاب في طرح الحلول، ومشددةً على ألا تتجاوز عدد التوصيات أربعاً، مع تقديم عرض واضح لمزايا وعيوب كل توصية على حدة، لضمان تقديم خيارات موضوعية تدعم اتخاذ القرار.
واختتم غزالي، مؤكداً سعي نموذج محاكاة الاتحاد الأفريقي في تفعيل ميثاق الشباب الأفريقي بوصفه أداةً لمراجعة الدول الأعضاء حول تنفيذ سياسات حقيقية للشباب، تتماشى مع رؤية أفريقيا 2063 وأهداف التنمية المستدامة، بما يعزز من فرص التقدم الشامل لشباب القارة.