نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للصحفية نسرين مالك تناول الاتهامات التي يتعرض لها المؤيدون للقضية الفلسطينية والمناهضة للعدوان.

وتطرح الكاتبة في بداية المقال السؤال: ما الذي يدور في ذهنك عندما تسمع عبارة "جنحة عنصرية عامة مشددة"؟

وتجيب قائلة: ربما يُطلق الاتهام على شخص قال كلمة "زنجي" أو كلمة "باكي" [التي يشار بها الى الآسيويين باحتقار].

أو ربما شخص بريء يتعرض للتهديد بالعنف أو الإساءة.

وأضافت، فهل تتشكل في ذهن القارئ صور لمرتكب جريمة غاضب ومهدد؟ هذه افتراضات معقولة. لكنني أراهن على أن تصور القارئ الذهني لا يتضمن صورة امرأة ملونة مبتسمة تحمل لافتة تصور شجرة جوز الهند، مع صور ريشي سوناك وسويلا برافرمان ملصقة عليها.

وتابعت، هذه المرأة هي ماريها حسين، وفي الأسبوع الماضي، مثلت أمام محكمة الصلح، بعد أن تم تداول صورة للافتة التي رفعتها في مسيرة مؤيدة لفلسطين العام الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحشد الأفراد والمنظمات عبر الإنترنت وخارج المحكمة المركزية في لندن دعما لماريها حسين، وأصدرت مجموعة من منظمات الشتات في جنوب آسيا بيانا يدعو إلى إسقاط التهم "المسَيّسَة".

وفي دفاعه عن ماريها حسين، زعم المستشار الملكي راجيف مينون أن اللافتة كانت "انتقادا سياسيا" لبرافرمان، التي "كانت تروج بطرق مختلفة لأجندة سياسية عنصرية، كما يتضح من سياسة رواندا، والخطاب العنصري الذي كانت تستخدمه حول القوارب الصغيرة"، وأن ريشي سوناك "كان إما مستسلما لها أو غير نشط" بحسب المقال.

وأوضحت نسرين، أنه حاليا قد لا يتفق القارئ مع وجهة النظر هذه عن برافرمان وسوناك، وقد تعتقد أنه حتى لو كان هذا الرأي عنهما دقيقا، فليس من اللطيف أن نتجول ونسمي الناس جوز الهند، ولكن الاعتقاد بأن تصرفات ماريها حسين قد استوفت الحد الأدنى للإجراء القانوني أمر مبالغ فيه.

وأردفت، أن "المحكمة برأت يوم الجمعة ماريها حسين، ولكن حقيقة أنها انتهت إلى المحكمة تخبرنا بشيء عن الطريقة التي تم بها تحريف مخاوف وحقائق العنصرية، وبيئة الشرطة المتحمسة التي تهيمن على هذا البلد".

ويشير مصطلح "جوز الهند" على نطاق واسع إلى شخص ينتمي إلى أقلية عرقية غير بيضاء، لكنه يتصرف بطرق تعتبر بيضاء، ويُطبق على أي شيء من التفضيلات الموسيقية إلى المواقف السياسية، وكحكم عرضي، يمكن أن يكون بغيضا ومؤذيا، مما يعني أنه لا يُسمح للناس إلا بطريقة معينة.

وتابعت، الأقليات العرقية ليست متجانسة وتتمتع بنفس الحرية التي يتمتع بها البيض في تبني الأذواق الثقافية أو السياسة القائمة ببساطة بناء على التفضيل الشخصي.

وأوضحت الكاتبة، "عند استخدامه في السياق السياسي المحدد على لافتة ماريها حسين، فإن المصطلح يصل إلى شيء ذي مغزى حول كيفية تصرف مجموعة من الساسة الملونين والسود اليمينيين الأقوياء في مناصبهم العليا".

وتتعرض هذه الشخصيات لانتقادات بسبب تواطؤها ضد أشخاص آخرين من ذوي البشرة الملونة، حيث يتم استخدام المصداقية الممنوحة لهم بسبب خلفياتهم العرقية لإضفاء الشرعية على السياسات التي تضر بالأقليات العرقية وتشويه مظالمهم، بحسب الكاتبة.

وقالت، إن ما يشترك فيه كيمي بادينوخ وسوناك وبرافرمان وبريتي باتيل هو أنهم في نقاط مختلفة من حياتهم المهنية، استعانوا بخلفياتهم كممثلين عرقيين، ولكن فقط في خدمة الترويج لسردية واحدة: أن بريطانيا لا تحتاج إلى المزيد من السياسات المناهضة للعنصرية.

وهذا على الرغم من حقيقة أن العنصرية البنيوية، الواضحة في عمل وزارة الداخلية، وفضيحة ويندراش، وعدم المساواة في الشرطة، ونتائج الصحة والوفيات بين المجتمعات السوداء والأقليات العرقية، لا تزال قائمة. ناهيك عن نوع العنصرية المباشرة غير البنيوية التي يبدو أنها لا تؤخذ على محمل الجد إلا عندما تنتشر في الشوارع.

وأضافت، أن هؤلاء السياسيين أحرار بالطبع في فعل ما يحلو لهم برأسمالهم العرقي. ولكن يُسمح أيضا لأولئك الذين يختلفون معهم بالإشارة إلى أفعالهم وانتقادها بلغتهم الساخرة.

وأكدت أن تجريم مثل هذا التعبير باعتباره عنصريا هو ببساطة خطأ تصنيفي، مبينة أن هذه اللافتة تظهر لنا كيف يتعارض مفهوم المساواة أمام القانون مع الواقع، مع عدم المساواة في الحياة بالنسبة للعديد من الناس في البلاد وإحباطهم إزاء كيفية محو تجاربهم من قبل قِلة قوية تدعي تمثيلهم في السياسة.

ولم تكن ماريها حسين تستهدف مجموعة عرقية محددة، بل كانت تطرح نقطة محددة حول سياسيين اثنين، بحسب المقال.



وبينت أن من الأسباب التي جعلت الحوار حول مصطلحات مثل هذه مشحونة هو أنها أصبحت ترمز إلى صراع بين معايير مجتمع الأقليات العرقية الداخلية والخارجية. بين أولئك الذين ربما شعروا بالإهانة من اللافتة وأولئك الذين رأوا مجرد نكتة تطرح نقطة سياسية مألوفة.

وقال المدعي العام إن مصطلح "جوز الهند" كان "إهانة عنصرية معروفة لها معنى واضح للغاية". ولكن السؤال هو، لمن؟ والأهم من ذلك، من الذي يحدد؟

وأشارت إلى أنه سؤال يصعب طرحه والإجابة عليه في وقت فظ ومحموم بشكل خاص فيما يتعلق بالخطاب العام حول العرق. لقد تكشفت قضية ماريها حسين في ظل حكومة محافظة ترأست تراجعا في التقدم العرقي.

وفي تقرير سيويل، ألقت الحكومة بكل ثقلها وراء إنكار العنصرية البنيوية. ونشرت إرشادات قالت إن الحركات الداعية إلى المساواة العرقية مثل حركة حياة السود مهمة "حزبية"، وبالتالي لا ينبغي "الترويج لها" في الفصول الدراسية.

كما اختارت معارك بارزة حول العرق، مثل تلك التي دارت مع فريق إنجلترا حول موقفه من المساواة العرقية.



وأوضحت، "ما زلنا نحصد حصاد تلك السنوات في مشهدنا السياسي والفكري - حيث لا يزال هناك غياب للتأمل الذاتي نيابة عن المحافظين أو محاولة أوسع لعكس الضرر، وحيث تمر امرأة تحمل لافتة ساخرة بالجحيم والإذلال".

ومن المهم أيضا أن نرى ما حدث لماريها حسين في سياق الخلفية التشريعية الأوسع حيث، تحت ستار حماية النظام العام، ضيق القانون نطاق المعارضة السياسية بعواقب قاسية، وكما في حالة ماريها حسين، أصبح إعطاء الشرطة المزيد من الصلاحيات، وقمع الاحتجاجات السلمية وفرض عقوبات طويلة هي القاعدة.

وختمت الكاتبة قائلة، "ينبغي أن يكون هذا مصدر قلق لنا جميعا. ففي ظل هذا النظام القانوني المتشدد، تعتبر كل لافتة مسمارا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية العنصرية بريطانيا بريطانيا تظاهرات غزة الاحتلال العنصرية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جوز الهند

إقرأ أيضاً:

منتدى اقتصادي عالمي يحقق مع مؤسسة لشبهة فساد

الاقتصاد نيوز - متابعة

أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي الأربعاء أنّه فتح تحقيقا بشأن مؤسسه كلاوس شفاب، بعدما أدّت اتهامات موجهة إليه في رسالة مجهولة المصدر إلى تنحّيه عن منصبه.

وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأربعاء، أنّ رسالة مجهولة المصدر أُرسلت الأسبوع الماضي إلى مجلس إدارة المؤسسة المرموقة، تتهم شفاب وزوجته هيلده بـ"خلط أعمالهما الشخصية بموارد المنتدى، من دون إشراف مناسب".

وردا على أسئلة الصحيفة، نفى متحدث باسم شفاب هذه الاتهامات.

ووفق الصحيفة التي تستند إلى مصادر مطّلعة لم تسمّها، دفعت هذه الرسالة التي أرسلها موظفون سابقون وحاليون مجهولو الهوية، مجلس الإدارة إلى عقد اجتماع عاجل "الأحد يوم عيد الفصح"، بينما "اختار شفاب الاستقالة الفورية" من منصبه كرئيس لمجلس الإدارة، "بدلا من البقاء لفترة انتقالية مطوّلة كما كان مخططا".

وتشمل الرسالة من بين أمور أخرى، اتهامات بأنّ شفاب مؤسس المنتدى الذي يعقد قمة سنوية للنُخب السياسية والاقتصادية في منتجع دافوس السويسري الفاخر، طلب من موظفين شباب سحب "آلاف الدولارات" من أجهزة الصرّاف الآلي نيابة عنه واستخدم أموال المنظمة لدفع ثمن جلسات تدليك أثناء الإقامة في فندق.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أكد المنتدى الاقتصادي العالمي إجراء تحقيق داخلي.

وقال في بيان إنّ مجلس الإدارة "دعم بالإجماع قرار لجنة التدقيق وقد يبدأ تحقيقا عقب رسالة من أحد المبلّغين تتضمّن اتهامات ضدّ رئيس مجلس الإدارة السابق كلاوس شفاب".

وأكد المنتدى أنّه "يأخذ هذه الاتهامات على محمل الجد"، رغم أنّها "غير مثبتة". ولذلك، لن يدلي بأي تعليقات أخرى بانتظار نتائج التحقيق. وتنحّى كلاوس شفاب البالغ 87 عاما، عن منصبه من دون تقديم أي تفاصيل بشأن أسباب ذلك، مكتفيا بالإشارة إلى كبر سنّه.

ونفى المتحدث باسمه الاتهامات الموجّهة إليه، موضحا أنّ شفاب يعتزم تقديم شكوى ضدّ أي شخص يقف وراء الرسالة المجهولة أو "أي شخص ينشر هذه الأكاذيب".

وقال إنّ النفقات التي دفعها مقابل جلسات تدليك أثناء سفره، كانت تُسدّد دائما. وأضاف أن شفاب دحض الاتهامات الموجّهة إليه وإلى زوجته بشأن القيام برحلات فاخرة وسحب الأموال من صرافات آلية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • باكستان ترد على الاتهامات الهندية بإجراءات دبلوماسية وأمنية صارمة
  • قصة التوتر التي تحدث الآن بين الهند وباكستان
  • مفاجأة في حفل زفاف ليلى زاهر وهشام جمال.. ما علاقة حسين الجسمي؟ (فيديو)
  • مصير طائرة طيران الهند التي بيعت العام الماضي بعد تلويحة الوداع.. فيديو
  • بعد تهديد واشنطن.. بريطانيا: أوكرانيا هي التي تقرّر مستقبلها.
  • منتدى اقتصادي عالمي يحقق مع مؤسسة لشبهة فساد
  • ممثل تركي شهير يفضح نفاق مؤيدي إمام أوغلو
  • الأزهر يرد على سعد الدين الهلالي في دعوى المساواة في الميراث
  • الإفتاء ترد على دعوة سعد الدين الهلالي بشأن المساواة في الميراث: "الثوابت الدينية ليست محل تصويت"
  • قرارات هدم معلقة لبنايات عشوائية شيدها حقوقيون تُحرج عمالة الحوز وتثير تساؤلات حول مبدأ المساواة أمام القانون