لبنان ٢٤:
2025-01-22@00:20:37 GMT

مواجهة المسيحيين بالديموغرافيا وقانون الانتخاب

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

مواجهة المسيحيين بالديموغرافيا وقانون الانتخاب

كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": ثمّة شعور دفين بأن ما طُبّق بعد الطائف من ممارسة نُسبت إلى النظام السوري وحده، لا يزال يشكل - بعد 19 عاماً على خروج الجيش السوري - نموذجاً يعتمده الثنائي، ومعه - في مفاصل أساسية - القوى السنية، ويتقاطع معه وليد جنبلاط بحسب الملفات التي لا تسبب حساسيات فاقعة مع القوى المسيحية حفاظاً على الواقع في الجبل.

تطبيق الطائف بمعناه السوري، لم يعد حكراً على السوريين، صار جزءاً لا يتجزأ من تعامل القوى غير المسيحية مع المسيحيين، وبتغطية من حلفاء مسيحيين، موارنة وأرثوذكس وأقليات تعيش في الفلك نفسه.
لم يكن فتح السجال حول قانون الانتخاب على لسان الرئيس نبيه بري الشرارة التي أطلقت النقاش حول ما لا يريد الآخرون إعطاءه للمسيحيين، بعدما «ضاقت عينهم بقانون ارتضاه المسيحيون وتوافقوا عليه، فأرادوا اليوم تغييره». هذا الموقف سبقه كلام نسبه نواب في التيار الوطني إلى الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، قبل مدة، يقول فيه إن المستقبل توافق مع بري وجنبلاط على تغيير قانون الانتخاب، ما أثار حينها نقزة لدى نواب مسيحيين اعتبروا أن الحريري يرمي هذه العبارة قبل سنتين من موعد الانتخابات لتهيئة الأجواء لمعركة حول القانون، يتوافق فيها المسلمون في وجه القوى المسيحية التي قبلت النسبية والقانون المُعتمد، وحين أظهرت نتائجه خروج المسيحيين من عباءة بقية القوى السياسية، أرادوا تغييره.
اليوم، يتحوّل قانون الانتخاب إلى واحد من الأسلحة التي يراد منها سحب المزيد مما لا يزال يمثّل الرافعة التي يستطيع المسيحيون التمسّك بها من داخل النظام.
وثمة أسئلة يمكن التوقف عندها في سياق مراجعة ما يراه المسيحيون في حقيقة تفكيرهم:
أولاً، من المفيد التذكير بأن ثائرة القوى السنية كانت تثور لدى أي التباس يتعلق بالاستشارات لتسمية رئيس الحكومة وصلاحياته، وحين تتأخّر تسميته من القصر الجمهوري، وحين يغمز أي سياسي من قناة رئيس الحكومة أياً كان اسمه، فتنعقد فوراً لقاءات رؤساء الحكومات السابقين لتسجيل موقف اعتراضي. اليوم، يقارب الشغور الرئاسي عامه الثاني، وكرسي الرئاسة الماروني فارغ، ولا أحد يبدي امتعاضه من هذا الغياب. وكل ما يقوله المسيحيون من مواقع سياسية ودينية لا يؤخذ به. ورغم كل الاختلافات التي تُسجل بين الثنائي والقوى السنية، ولا سيما المعارضة منها لحزب الله، تبقى هناك دائماً مساحة للالتقاء حول ملفات تكرّست بفعل ممارسات ما بعد الطائف. وحتى تخطّي مبدأ انعقاد جلسات مجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية أصبح مكرّساً وكأنه عرف يؤخذ به، من دون الرجوع إلى أي مسلّمات أساسية تحكم الأخذ بموقع رئاسة الجمهورية وعدم القفز فوقه وكأن لا ضرورة له.ثمّة شعور دفين بأن ما طُبّق بعد الطائف من ممارسة نُسبت إلى النظام السوري وحده، لا يزال يشكل - بعد 19 عاماً على خروج الجيش السوري - نموذجاً يعتمده الثنائي، ومعه - في مفاصل أساسية - القوى السنية، ويتقاطع معه وليد جنبلاط بحسب الملفات التي لا تسبب حساسيات فاقعة مع القوى المسيحية حفاظاً على الواقع في الجبل. تطبيق الطائف بمعناه السوري، لم يعد حكراً على السوريين، صار جزءاً لا يتجزأ من تعامل القوى غير المسيحية مع المسيحيين، وبتغطية من حلفاء مسيحيين، موارنة وأرثوذكس وأقليات تعيش في الفلك نفسه.
لم يكن فتح السجال حول قانون الانتخاب على لسان الرئيس نبيه بري الشرارة التي أطلقت النقاش حول ما لا يريد الآخرون إعطاءه للمسيحيين، بعدما «ضاقت عينهم بقانون ارتضاه المسيحيون وتوافقوا عليه، فأرادوا اليوم تغييره». هذا الموقف سبقه كلام نسبه نواب في التيار الوطني إلى الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، قبل مدة، يقول فيه إن المستقبل توافق مع بري وجنبلاط على تغيير قانون الانتخاب، ما أثار حينها نقزة لدى نواب مسيحيين اعتبروا أن الحريري يرمي هذه العبارة قبل سنتين من موعد الانتخابات لتهيئة الأجواء لمعركة حول القانون، يتوافق فيها المسلمون في وجه القوى المسيحية التي قبلت النسبية والقانون المُعتمد، وحين أظهرت نتائجه خروج المسيحيين من عباءة بقية القوى السياسية، أرادوا تغييره.
اليوم، يتحوّل قانون الانتخاب إلى واحد من الأسلحة التي يراد منها سحب المزيد مما لا يزال يمثّل الرافعة التي يستطيع المسيحيون التمسّك بها من داخل النظام.
وثمة أسئلة يمكن التوقف عندها في سياق مراجعة ما يراه المسيحيون في حقيقة تفكيرهم:
أولاً، من المفيد التذكير بأن ثائرة القوى السنية كانت تثور لدى أي التباس يتعلق بالاستشارات لتسمية رئيس الحكومة وصلاحياته، وحين تتأخّر تسميته من القصر الجمهوري، وحين يغمز أي سياسي من قناة رئيس الحكومة أياً كان اسمه، فتنعقد فوراً لقاءات رؤساء الحكومات السابقين لتسجيل موقف اعتراضي. اليوم، يقارب الشغور الرئاسي عامه الثاني، وكرسي الرئاسة الماروني فارغ، ولا أحد يبدي امتعاضه من هذا الغياب. وكل ما يقوله المسيحيون من مواقع سياسية ودينية لا يؤخذ به. ورغم كل الاختلافات التي تُسجل بين الثنائي والقوى السنية، ولا سيما المعارضة منها لحزب الله، تبقى هناك دائماً مساحة للالتقاء حول ملفات تكرّست بفعل ممارسات ما بعد الطائف. وحتى تخطّي مبدأ انعقاد جلسات مجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية أصبح مكرّساً وكأنه عرف يؤخذ به، من دون الرجوع إلى أي مسلّمات أساسية تحكم الأخذ بموقع رئاسة الجمهورية وعدم القفز فوقه وكأن لا ضرورة له.
ثانياً، جاء توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة ليشرّع الباب على تساؤلات (لا تتعلق بممارساته الفعلية التي غطّى بموجبها ارتكابات كل الطبقة السياسية) حول الذهاب المستدام في كل مرة إلى مساءلة قيادات مسيحية، بدءاً مما حصل مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بعد الطائف وصولاً إلى توقيفات 7 آب، إلى انفجار مرفأ بيروت وتعطيل القضاء للتحقيق فيه، والتي لا يظهر فيها سوى استهداف للمسيحيين، مرتكبين أم أبرياء، من دون الالتفات إلى أيّ من التجاوزات التي تحصل في بيئات أخرى.
ثالثاً، حين أطل الوزير السابق الياس المر من عين التينة، وقبل الثنائي بعدها بتسليم المديرية العامة للأمن العام إلى العميد الياس البيسري، كان ذلك بداية عودة التركيبة السابقة إلى لعب أدوار داخل البيئة السياسية المسيحية. الإشادات المتبادلة بين المر ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ومحاولة استقطاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إليه، تعادل كذلك استقطاب الأخير لشخصيات سياسية مناطقية تدور في فلك الثنائي وسوريا. في المقابل جاءت استقالة النواب الأربعة من التيار لتثير تساؤلات حول الأدوار التي يمكن أن يستفيد منها الثنائي في إطار تأكيد الحضور داخل المجتمع نفسه الذي يحتفظ بعلاقة سويّة مع قيادة التيار إياها. لكنه، في المحصّلة، يبقي نفسه مؤثّراً فاعلاً بينهما في انتظار الانتخابات المقبلة.
رابعاً، وأخيراً، لم يعد تكرار الكلام عن التركيبة الديموغرافية ليثير أي التباسات أو نقزات جديدة داخل القوى المسيحية. فالتهويل المتكرر أفرغ الكلام الحقيقي من مضمونه، ولم يعد يشكل سيفاً فوق رؤوس المسيحيين، لذا كان الانتقال إلى مرحلة قانون الانتخاب لأنه يسحب فعلياً البساط من تحت المسيحيين. ثمة سقف هو اتفاق الطائف يحمي التركيبة اللبنانية. المشكلة في حال التخلي عنه تكمن في خلق رؤى سياسية أخرى، والكلام هنا لا يتعلق فقط بالمطالبة بالفيدرالية، بل بعمق النظرة التي تتكرّس حيال العيش تحت سقف واحد.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ل قانون الانتخاب القوى المسیحیة القوى السنیة رئیس الحکومة بعد الطائف لا یزال لم یعد

إقرأ أيضاً:

علي خضران القرني سيرة حياة حافلة بالعطاء

كانت الطائف وستظل، جارة الوادي، وعروس المصائف والورود، وهي كذلك مدينة الشعر والشعراء منذ قديم الزمان وحتى اليوم، يشهد لها بذلك {سوق عكاظ } الذي كان الشعراء يتحلقون حول المحكّمين ليعرضوا عليهم قصائدهم التي يتناقلها الرواة وتسير بها الركبان في أرجاء شبه الجزيرة العربية وأنجادها، وتلهج بها الألسن في الحواضر والبوادي.

في مدينة الطائف مدينة الورد والسحر والجمال والعطاء الثقافي والأدبي والتفاعلات الاجتماعية، عاش ألاستاذ
علي خضران القرني مراحل طفولته، وبدأ حياته الدراسية متنقلا بين مكة المكرمة ليتلقى العلم على يد مشايخها الثقات في رحاب الحرم المكي الشريف وفي الطائف حيث مسجد ابن العباس ودار التوحيد و من هذه الدروس انسكب في ذاته حب المعرفة الثقافة والأدب والكتابة.

يقول من يعرفونه منذ بداياته الأولى: نشأ آلاستاذ- علي بن خضران القرني رحمه الله، عصامياً يترقى في مجالات الفكر والأدب، ويتكون ثقافياً، ومنذ منتصف السبعينات الهجرية، بدأ خطواته الأولى في مجال الأدب في الشعر والقصة والدراسة الأدبية والمقالة الاجتماعية، ونشر محاولاته في الصحف والمجلات المحلية، التي وجد في ساحتها ميداناً لقلمه المبدع ورأيه الاجتماعي، وكان ينشر مقالاته في صحف البلاد و المدينة و الندوة الجزيرة وفي مجلة المنهل التي فتح له صاحبها الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري صفحاتها ليكتب شعراً ونقداً ورأياً ثقافياً.

وفي مجال العمل الوظيفي العام، ترك الأستاذ علي خضران في مجال التعليم، بصمة لن تنسى من خلال مسيرته التعليمية في الرئاسة العامة لتعليم البنات، يوم كان نائبا لمدير إدارتها بالطائف، حيث أعطى لهذه المسؤولية كل طاقاته ووظَّف في سبيلها جهده الثقافي والإداري والتربوي، فكانت ثمرة جهوده الايجابية، وزملاؤه، النهوض، والارتقاء بتعليم بتعليم البنات بالطائف عبر أكثر من ثلاثين عاما قضاها في هذه المهمة.

ويوم تنادي شعراء الطائف وأدباؤها ومثقفوها لتأسيس ناديهم الأدبي الثقافي، كان الأستاذ- علي بن
خضران القرني، أحد أوائل المشاركين في وضع اللبنات الأولى في تأسيسه قبل 50 عاما، وكان أول من تم اختياره ليكون نائبا لرفيق دربه الأستاذ حمّاد السّالمي، الذي رشح ليكون رئيسًا للنادي.

وفي شهادة تعبر عن تقدير واحترام وخلق رفيع، كتب الدكتور هلال محمد الحارثي مقالا في جريدتنا البلاد الغراء بتاريخ 7 ذي الحجه 1443 بعنوان[ علي خضران القرني.. المثقف،المسؤول والإنسان]

يقول فيه: “في مساء أحد أيام صيف الطائف بعد انقطاعي عن النادي الأدبي لبضع سنوات بسبب سفري للعمل خارج المملكة، زرت النادي ولم أكن وقتها أعرف الأديب علي بن خضران القرني، إلّا من خلال صفحات الجرائد والمجلات المحلية التي كان يكتب فيها بعض المقالات الأدبية والاجتماعية والنقدية، وبعض القصائد التي كان ينشرها بين الفينة والأخرى. في مكتبه بالطابق الثاني بالنادي الأدبي، كنت أتأمل كيف يتحلّق حوله المحبون، ويلتقي المختلفون والمتفقون، والمتخاصمون والمتحابون، ففي هدوئه يحلو الحديث، وفي حضرته تتألق النفوس، وفي نقاشاته تلتقي الأفكار، لا يعلو صوته على أحد حتى لو اختلفت معه، ولا يبين غضبه إذا غضب، ولا يطفو على السطح عتبه. إن زرته مرة واحدة، فستزوره مرارًا، لما يتصف به من سمو الخلق، ونبل الصفات، رجل شهم كريم، ذو أدب جم ومروءة، وخصال حسنة، إن تحدثت إليه، وجدته منصتًا جيدًا، وإن تحدث إليك، وجدته ملمًا محيطًا بحديثه، صادقًا فيما يطرحه، يجمع بين الثقافة والأدب ومهارات الإدارة الناجحة، ومع ذلك فهو لا يقصي أحدًا، ولا ينتقم لنفسه من خصومه، بل تراه دائمًا مع الجميع، وفي مصلحة الجميع، إن اختلف معك، فالغاية من اختلافه بغية الكمال، وإن عاتبك، فعتبه بغية المصلحة، وهذا ما جعل معارفه يتفقون على أنّه رجل يستحقّ الاحترام والتقدير والثناء. “صدر للاستاذ علي خضران القرني عدة مؤلفات منها كتابه:صور من المجتمع والحياة الذي أصدره في عام 1397هـ وكتاب: قراءات عابرة – ودراسات أدبية، الصادر عام 1424 هـ وكتابه الهام والمميز قراءة في الأعمال الشعرية للأديب الشاعر د. سعيد عطية الغامدي. وصدر له عن نادي الطائف الأدبي كتابه الموسوعي الرائد معجم «من أدباء الطائف المعاصرين» الذي تضم صفحاته ألتي تزيد عن “800” صفحة، بطباعة فاخرة ومحتوى غني، تراجم 115 أديبًا، مع نماذج أدبية مختارة من إنتاجهم، والتعريف بهم، ومن بين تلك الشخصيات الأدبية والفكرية (10) سيدات مبدعات وأديبات.

وكما تقول مقدمة الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عام 1410هـ والثانية عام 1434هـ ، فإن الكتاب صدر مبدئياً في صورة بحث مصغر بطلب من مجلة المنهل التي أصر صاحبها الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله أن يتولى أحد أدباء الطائف التعريف بأدبائها في ملامح وجيزة لنشرها في العدد السنوي الممتاز من مجلة المنهل الشهرية، فتصدَّى الأستاذ علي خضران القرني – لتلك المهمة، وأصبح الكتاب، مرجعاً مهماً في تاريخ الطائف الأدبي الحديث، يستفيد منه الباحثون والدارسون. رحم الله الأستاذ الكبير علي خضران القرني الذي تعلَّم منه كل من عرفه واقترب منه، معاني الصبر والهدوء والرزانة وتحمل المسؤولية.

مقالات مشابهة

  • علي خضران القرني سيرة حياة حافلة بالعطاء
  • توزير القوى المسيحية.. مؤشر على الازمة خلال العهد
  • بلاوي السودان كلها في العنصرية البغيضة وقانون الوجوه الغريبة!
  • عن أي فصل بين النيابة والوزارة يتحدثون؟
  • حزب الله يبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل القوى التي ساندت غزة الانتصار الكبير
  • رئيس وزراء فرنسا: أوروبا قد “تُسحق” إذا لم تفعل شيئا في مواجهة ترامب
  • ثالث أهم الاعياد المسيحية.. لقان وقداس الغطاس في باريس | صور
  • تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة اليوم .. ما أبرز القرارات التي وعد بها؟
  • الحداد يلتقي رئيس وأعضاء اللجنة المشتركة لتنظيم واستيعاب القوى المساندة
  • رئيس الوزراء يطلع على أوضاع المنشآت النفطية والغازية التي استهدفها العدوان في الحديدة