لجريدة عمان:
2025-02-07@12:17:01 GMT

الإعلام الأمريكي يخفي الفظائع الحقيقية في غزة

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

ترجمة: أحمد بن عبدالله الكلباني

مع دخولنا الشهر الثاني عشر على بداية الحرب في غزة دون أي ملامح لنهاية قريبة لها، تتواصل «الفظائع» في الظهور على وسائل الإعلام الأمريكية وعلى الشأن السياسي فيها، بل أصبحت هذه «الفظائع» مع مرور الوقت عملية روتينية، إلى الحد الذي يجعلنا لا ندرك مدى الإهمال من أصحاب القرار في الشأن الفلسطيني منذ بداية الأحداث في أكتوبر الماضي.

بطبيعة الحال، لا يمكننا أن ننكر أن وسائل الإعلام الأمريكية بشكل عام قد تناولت ما يحدث في غزة، بل هو محور اهتمام كبير، ولكن ما مدى صحة ما نقله الإعلام الأمريكي؟ إن ما نقلته تلك الوسائل عن الحقائق الإنسانية مختلف بشكل كبير عن الواقع، والقائمون على تلك الوسائل الإعلامية افترضوا أن متابعيهم اعتبروا ما يقدمونه لهم هو الحقيقة المطلقة.

ولكن الواقع عكس ذلك تمامًا، فما افترضته وسائل الإعلام الأمريكية والقائمون عليها غير صحيح مطلقًا، بل حدث عكس ذلك وعكس ما تصوروه، فالجمهور اليوم لديه من الوسائل الكثير ما يمكنه من رؤية الصورة من أكثر من زاوية وأكثر من وسيلة إعلامية. لذلك، طال الإعلام الأمريكي اتهامات كثيرة من جمهور واسع بمحاولة حجب الحقائق بشكل أكبر، وإلى جانب ذلك تضاعفت القيود على الصحافة الأمريكية وقُيِّدت الحريات بسبب التحيز الأمريكي لصالح إسرائيل.

وفي تحليل عميق للمشهد الإعلامي الأمريكي ومحتواه، قام به موقع «ذا إنترسبت»، اتضح أن التغطيات الصحفية التي قامت بها كل من «نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست»، و«لوس أنجلوس تايمز» في الأسابيع الستة الأولى من الحرب كانت تميل إلى الجانب الإسرائيلي، وجاء في التحليل «أظهرت تحيزًا ثابتًا ضد الفلسطينيين».

كما أظهر التحليل أن هذه الصحف الأمريكية الثلاث قد ركزت على عدد القتلى الإسرائيليين بشكل كبير وغير متوازن، إلى جانب استخدامها «لغة عاطفية» في وصف القتلى الإسرائيليين، وهو ما لم تستعمله في وصف الضحايا الفلسطينيين.

وجاءت في التحليل مقارنات لبعض أمثلة الكلمات المستخدمة، منها كلمة «مذبحة» التي استخدمت 60 مرة في وصف ما قامت به حماس، مقابل استخدامها مرة واحدة في وصف ما قامت به إسرائيل ضد الفلسطينيين -في الأسابيع الستة الأولى-. كما استخدمت كلمة «مجزرة» 125 مرة في وصف ما قامت به حماس، مقابل استخدامها مرتين في وصف الأفعال الإسرائيلية. واستخدمت كلمة «مروع» 36 مرة في وصف الأضرار على الجانب الإسرائيلي، في حين استخدمت الكلمة أربع مرات في وصف أضرار غزة.

وخلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب في غزة، استخدمت كل من «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» و«واشنطن بوست» كلمة «وحشي» أو الكلمات المرادفة لها في وصف أفعال الفلسطينيين، وذلك بنسبة 77 بالمائة، في حين استخدمت تلك الكلمات في وصف أعمال الجانب الإسرائيلي بنسبة 23 بالمائة.

وقد أشارت النتائج التي توصلت إليها دراسة أجرتها مؤسسة «النزاهة والدقة في الإعلام (FAIR)» إلى خلل في التوازن بالتغطية، رغم أن العنف الإسرائيلي تسبب في خسائر بشرية تزيد بأكثر من 20 ضعفًا.

ولم تختلف مقالات الرأي عن الأخبار العادية، فقد كان معدل استخدام كلمة «وحشي» في مقالات الرأي لوصف الفلسطينيين مقارنة بالإسرائيليين مساويًا تمامًا لما ورد في الأخبار التي يُفترض أنها «موضوعية».

ورغم بعض التغطيات الاستثنائية في أوقات معينة، إلا أن ما كان أكثر أهمية بشأن الحرب في غزة «التجربة الإنسانية المرعبة من قتل وتشويه وصدمات نفسية» بقي تقريبًا خارج إطار الرؤية الإعلامية.

وبشكل تدريجي، أصبحت التقارير السطحية التي تصل إلى الجمهور الأمريكي تبدو متكررة وطبيعية، ومع استمرار ارتفاع عدد القتلى ومرور الشهور، تراجع اهتمام وسائل الإعلام بموضوع الحرب في غزة، ونادرًا ما تم تناولها في البرامج الحوارية.

واتسعت الفجوة بين التغطية الإعلامية القياسية وبين الواقع الإنساني المتدهور، فقد أفادت الأمم المتحدة في منتصف يناير 2024 بأن «80 بالمائة من جميع الأشخاص الذين يواجهون المجاعة أو الجوع الكارثي على مستوى العالم هم من غزة!»، ما يشير إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة في القطاع مع استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.

ونقلت الأمم المتحدة عن خبراء قولهم: «حاليًا كل فرد في غزة يعاني من الجوع، وربع السكان يعانون من المجاعة ويكافحون للحصول على الغذاء والماء الصالح للشرب، والمجاعة وشيكة».

وفي أواخر فبراير، جسد الرئيس الأمريكي جو بايدن الفجوة بين منطقة الحرب في غزة والمنطقة السياسية في الولايات المتحدة عندما تحدث للصحفيين عن احتمالية «وقف إطلاق النار» -الذي لم يحدث- وهو يحمل بيده مخروط آيس كريم بنكهة الفانيليا.

قال بايدن: «أخبرني مستشاري للأمن القومي بأننا قريبون، قريبون، ولكن لم ننتهِ بعد»، قبل أن يغادر المكان بخطى واثقة.

وفي اليوم نفسه الذي التُقطت فيه صورة لبايدن في محل آيس كريم بالقرب من مركز روكفلر بعد تصوير مقابلة له في برنامج «لات نايت» مع الكوميدي «سيث مايرز» على قناة «إن بي سي»، كانت الأمم المتحدة تعبر عن أسفها لأن «القليل جدًا من المساعدات الإنسانية قد دخلت غزة المحاصرة هذا الشهر، حيث انخفضت بنسبة 50 بالمائة مقارنة بشهر يناير».

وكانت إسرائيل توقف قوافل المساعدات التي تستعد للدخول عبر المعابر الحدودية، وقد قُتل 10 من رجال الشرطة الذين كانوا يؤمنون تلك الشاحنات عمدًا على يد الجيش الإسرائيلي، وكانت العواقب الكارثية واضحة.

أفادت «واشنطن بوست» بأن «حجم المساعدات التي تم تسليمها إلى غزة قد انهار في الأسابيع الأخيرة مع استهداف الضربات الجوية الإسرائيلية لضباط الشرطة الذين يحمون القوافل، ما يعرضها للنهب من قبل العصابات الإجرامية والمدنيين اليائسين».

وبمتوسط 62 شاحنة فقط تدخل غزة يوميًا خلال الأسبوعين الماضيين، وفقًا لأرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية -وهو أقل بكثير من الـ200 شاحنة يوميًا التي تعهدت إسرائيل بتسهيل دخولها- في يومين فقط هذا الأسبوع، عبرت 4 شاحنات، وقدرت منظمات الإغاثة، التي حذرت من مجاعة وشيكة، «أن هناك حاجة إلى حوالي 500 شاحنة يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية للناس».

وبينما كانت هذه الأرقام تتخلل الأخبار، بقيت العديد من الفظائع الحقيقية التي تحدث في الحياة اليومية خارج نطاق التغطية الإعلامية، ما يترك الناس في معاناة وألم كبيرين. ورغم أن التغطية الإعلامية الكبرى تضمنت بعض التقارير الإنسانية والتحقيقات المتميزة حول المآسي الفردية في غزة، إلا أنها لم تكن كافية لنقل حجم الكارثة التي تتسع يوميًا.

وحتى في أفضل حالاتها، لم تساهم تلك الصحافة كثيرًا في تقديم حجم وعمق الكارثة المتزايدة، وكانت الروايات عن الكارثة تفتقر إلى الرغبة في استكشاف الأسباب، خاصة عندما تقود التحقيقات إلى مؤسسة «الأمن القومي» الأمريكية.

ونادرًا ما تناولت الوسائل الإعلامية الأمريكية التي تصور معاناة الضحايا الفلسطينيين أولئك المتسببين في معاناتهم من واشنطن، وكان كبار المسؤولين الحكوميين يُعربون عن أسف «سطحي» لخسائر الأرواح المأساوية، بينما يستمرون في تمهيد الطريق أمام المزيد من الموت والدمار.

نورمان سولومون من مؤسسي منظمة «روتس أكشن» المعنية بالدفاع عن الصحفيين ومديرة تنفيذية لمعهد الدقة العامة.

عن آسيا تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإعلام الأمریکی وسائل الإعلام الأمم المتحدة الحرب فی غزة فی وصف یومی ا

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: العالم يرفض المشروع الأمريكي الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين

قال اللواء الدكتور محمد صالح حربي، المحلل السياسي والاستراتيجي، إن بيان المملكة العربية السعودية يوضح الموقف الممتد لدعمهم للقضية الفلسطينية وأن القدس هي العاصمة الرسمية لفلسطين، مشيرًا إلى المشروع الأمريكي الإسرائيلي بالتهجير بمثابة قنبلة لا يمكن تنفيذها برفض من الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي.

محاولة إنقاذ نتنياهو

وأضاف «حربي» خلال مداخلة هاتفية مع الاعلامي محمد مصطفى شردي، ببرنامج «الحياة اليوم» المذاع على قناة «الحياة»، أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي وسيلة للضغط السياسي والاقتصادي لإنقاذ وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثل في بتسلئيل سموتريش.

وأوضح أن فكرة التهجير كانت لدى ترامب منذ شهرين وأطلقها للمقربين في حكومته قبل إذاعته، قائلًا إنه إذا أراد ترامب التهجير فعليه أن يهجر 500 ألف مستوطن إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

العالم يرفض المشروع الأمريكي الإسرائيلي

وشدد على أن موقف المملكة ودول العالم العربية والأوروبية مثل بريطانيا وغيرها برفض المشروع الأمريكي الإسرائيلي عن تهجيرالفلسطينيين.

 

 

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي يرصد رفض الفلسطينيين للمخطط الأمريكي الإسرائيلي: لن نترك أرضنا
  • محلل سياسي: المشروع الأمريكي الإسرائيلي بشأن غزة صدمة عالمية
  • نواب أمريكيون يرفضون خطة تهجير الفلسطينيين.. «ستار» يخفي تفكيك الحكومة الأمريكية!
  • كاتب إسرائيلي حول رؤية ترامب لقطاع غزة: ستار يخفي تفكيك الحكومة الأمريكية
  • البيت الأبيض يتراجع عن تصريحات «المشروع الأمريكي الإسرائيلي» لتهجير الفلسطينيين
  • محلل سياسي: العالم يرفض المشروع الأمريكي الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين
  • مسؤولة أممية: المشروع الأمريكي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من غزة غير منطقي
  • خطابات أبي عبيدة وكسب المعركة الإعلامية
  • عضو «الحوار الوطني» يرفض المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين
  • الإعلام الإسرائيلي يكشف تفاصيل لقاء نتنياهو مع المبعوث الأمريكي