أسبوع نيويورك للموضة يروج لحقبة الستينيات بتقنيات التفريغ والكروشية (صور)
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
بلمسة ناعمة وفريدة من نوعها من عصر الستينيات توجت عروض الأزياء في أسبوع نيويورك للموضة بتصاميم اعادة استقطاب الماركات التي انتقلت من نيويورك إلى باريس أو ميلانو، وقد بدأت البوادر بالظهور بدليل عودة ميزون علايا للعرض في نيويورك.
وبعد جائحة كورونا خسرت نيويورك قليلاً من وهجها وهذا ما دفع مجلس المصممين الأمريكيين في الرغبة لعودة الأمور إلى نصابها في السنوات اللاحقة، في ظل المساعي مستمرة للتعويض عن الخسارة.
وجاءت العروض متنوعة مستوحاه من طابع حقبة الستينيات التي اتسمت بالرقي والأناقة وهذا ما عكس خلال عروض أسبوع نيويورك للموضة التي انعكست خلاله تصاميم الأزياء بتقنيات الكروشيه فنفذت الفساتين والتنانير المحبوكة من الكروشيه، واستوحت من طبعات الورود والبتلات أحمل التصاميم، المنسقة مع سترات أو قمصان قطنية.
ولاحظنا في عرض دار سيرجيو هدسون Sergio Hudson سيطرة حقبة الستينيات في تصميم البدلات المخططة والتاييرات المزدوجة الأزرار بألوان الباتسيل والكحلي لإضفاء الرقي على الأزياء النهارية، وفي المساء حصرت الدار اهتمامها بطابع الباييت فنفذت من الترتر أجمل الفساتين والجمبسوتات الخالية من الأكمام بألوان الأزرق بكافة تدريجاته اللونية.
واستوحت اغلب العروض من رمال الصحراء ألوان الكاميل التي شكلت ركيزة المجموعة وأدخلت الحزام العريض على الفساتين المصنوعة من الحبال المجدولة أو من الجلد بطراز قبلي تراثي مع نفحة عصرية في طريقة التنسيق وتركيب الألوان وكأنها لوحة فنية بديعة يمتزج فيها ألوان الزهري والكرزي والبني والبنفسجي معاً، ولم يغب الطابع القبلي عن العروض فركزت دار كيم تشوي Kim Shui على البليزرات وبرابال على الفساتين المزخرفة بأشجار النخيل والكثبان الرملية.
وسيطرت تقنيه الكورشية وتفريغ القماش على دار دار برابال غورونغ Pabal Gurung لتتطور هذة التقنيه بأسلوب يواكب هذا الموسم وذوق فتيات وسيدات هذا العصر.
لذا لاحظناها منذ اليوم الأول ولكنها استعانت بنقاء اللون الأبيض فحاكت فساتين من الكروشيه الأبيض على قاعدة شفافة أو تنانير من الكروشيه الأسود على بطانة شفافة أو بيضاء لتخلق مظهراً أنثوياً وتحمل خداعاً بصرياً محبباً للعيون.
لقد حفل عروض أسبوع نيويورك الموضة بالمصممين الذين عرضوا ضمن الجدول الرسمي أو خارجه، ومن أبزر العروض التي أحببناها لصيف 2025 نذكر برابال غورونغ وكيم تشوي وكوستو برشلونة وتيبي وسيمخاي.
وقد برع المصمم الإسباني كوستو برشلونة بتقديم أزياء مستوحاة من البوب آرت من فساتين أو بلوزات مع تنانير أو سراويل تزدان برسوم كاريكاتورية أو تصويرية وتزدان بألوان حية تناسب حرارة الصيف المقبل.
ما لا شك فيه ان لا ننسى النظارات الكبيرة التي تعيدنا إلى الستينيات والسبعينيات وتجعلنا نستعيد تصاميم توم فورد لدى غوتشي، ومن جهته حصرت دار سيمخاي Simkhai اهتمامها بنقاء الأبيض فابتكرت فساتين من الكروشيه المفرغة والتي تلبس القوام وتزيده جاذبية، ونسقت التنانير الكروشيه نصف المبطنة مع قمصان بيضاء في قالب عصري لا يخلو من الكلاسيكية.
وأحدث عرض سيرجيو هدسون ضجة واسعه لانه أعادنا إلى قالب الستينيات بالفساتين الترتر البراقة والجمبسوتات والبدلات المخططة العملية والتي تليق بسيدات الأعمال؛ ليكشف لنا عن جانب مزدوج من شخصية المرأة التي تطل في النهار ببدلات بقصات متقنة لتستبدلها بالترتر والطابع الأنثوي الرقيق في الليل والمناسبات الهامة، لقد حاول المصمم من خلال مجموعته اختصار نبض المرأة العصرية التي تحاول مواكبة إيقاع الشارع من دون أن تفقد أنوثتها.
إعادة تفكيك للكورسيه ضمن إطار Revisited Trends
كما لفتنا لدى كيم تشوي Kim Shui لصيف 2025، إعادة تفكيك الكورسيه وتصميمه على شكل أكتاف منسدلة منسقة مع قماش فوقه وتنورة بقصات مزمومة، أو بأطراف غير متجانسة، وذلك تلبية لموجة متصاعدة من الصيحات التي يتم إعادة استنساخها وتطويرها بمواد معالجة وتقنيات مختلفة. ويصب في هذا الإطار الأزياء القبلية التي نفذتها دار برابال غورونغ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نيويورك باريس ميلانو جائحة كورونا أسبوع نیویورک من الکروشیه
إقرأ أيضاً:
"نيويورك تايمز": ترامب أجج انعدام الثقة ودفع حلفاء الولايات المتحدة بعيدا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بالنسبة للعديد من الدول المتمسكة بالولايات المتحدة الأمريكية، أكدت تصريحات سابقة للرئيس دونالد ترامب والتي أشار فيها إلى أن بعض من الحلفاء الدوليين للولايات المتحدة " قد لا يصبحون حلفاءنا يوما ما"، استنتاجًا مفاده أنه: لم يعد بالإمكان الوثوق بأمريكا، حتى الدول التي لم تتأثر بشكل مباشر بعد، تستطيع أن ترى إلى أين تتجه الأمور، حيث يهدد ترامب اقتصادات حلفائه وشراكاتهم الدفاعية، وحتى سيادتهم.
وقالت الصحيفة في تحليل لها اليوم الإثنين، ترصد فيه مدى ابتعاد حلفاء واشنطن بعيدا وحجم عدم الثقة في ترامب إنه في الوقت الحالي، يتفاوض الحلفاء لتقليل وطأة الضربة تلو الأخرى، بما في ذلك جولة واسعة من الرسوم الجمركية المتوقعة في أبريل المقبل، غير أنهم في الوقت نفسه يتراجعون، وذلك استعدادا لأن يصبح الترهيب سمة دائمة للعلاقات الأمريكية، فيما تحاول هذه الدول اتباع نهجها الخاص.
ودلل التحليل ببعض الأمثلة على ذلك إذ: أبرمت كندا صفقة بقيمة 4.2 مليار دولار مع أستراليا هذا الشهر لتطوير رادار متطور، وأعلنت أنها تجري محادثات للمشاركة في التعزيزات العسكرية للاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت ذاته تُعيد البرتغال ودول أخرى في حلف الناتو النظر في خطط شراء طائرات إف-35، خشية سيطرة أمريكا على قطع الغيار والبرمجيات، بينما تسارعت وتيرة المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة والتكنولوجيا بين الاتحاد الأوروبي والهند فجأة بعد سنوات من التأخير، في حين لا تعزز البرازيل تجارتها مع الصين فحسب، بل وتجريها بالعملة الصينية، مهمشة بذلك الدولار.
وأضافت الصحيفة أنه في العديد من الدول بما في ذلك بولندا وكوريا الجنوبية وأستراليا أصبحت المناقشات حول بناء أو تأمين الوصول إلى الأسلحة النووية أمرا شائعا.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه كان هناك بالفعل نوع من التباعد عن الولايات المتحدة، حيث أصبحت دول أخرى أكثر ثراء وقدرة وأقل اقتناعا بأن الدور الأمريكي المحوري سيكون دائما. لكن الأشهر القليلة الماضية من عهد ترامب الثاني قد عززت هذه العملية.
ومضت الصحيفة تقول إن التاريخ وعلم النفس يساعدان في تفسير السبب، فقد أفسد انعدام الثقة مرارا وتكرارا المفاوضات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأبقى على توترات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مشتعلة لعقود.
ورأت الصحيفة أن ترامب قد أثار أكثر من مجرد شكوك حذرة، فقد قوبل انعدام ثقته بحلفائه، والذي يتجلى في اعتقاده بأن مكاسب الآخرين خسائر لأمريكا، بالمثل وتمخض ذلك عن دوامة انعدام الثقة.
واستشهدت الصحيفة بما كتبه بول سلوفيك، وهو عالم النفس بجامعة أوريجون، في دراسة رائدة حول المخاطرة والثقة والديمقراطية إذ قال: "الثقة هشة، فهي عادة ما تبنى ببطء، ولكن يمكن تدميرها في لحظة - بحادث أو خطأ واحد".
وأضافت أنه في حالة ترامب، يشير حلفاؤه إلى هجوم مستمر، لافتة إلى أن رسوم ترامب الجمركية على الواردات من المكسيك وكندا -والتي تجاهلت اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية التي وقعها خلال ولايته الأولى- قد أذهلت جيران أمريكا.
وفي السياق ذاته، قالت الصحيفة إن تهديدات الرئيس الأمريكي بجعل كندا ولاية أمريكية وإرسال الجيش الأمريكي إلى المكسيك لملاحقة عصابات المخدرات تدخلات سافرة في السيادة، وهي لا تختلف عن مطالبه بجرينلاند وقناة بنما، مشيرة إلى أن إلقاء اللوم على أوكرانيا في الحرب التي أشعلتها روسيا زاد من نفور الحلفاء.
وأضافت الصحيفة أنه ربما لا توجد دولة أكثر صدمة من كندا، فهي تشترك مع الولايات المتحدة في أكبر حدود غير محمية في العالم، على الرغم من التفاوت الكبير في القوة العسكرية بينهما وذلك لأن الكنديين كانوا يثقون بأمريكا، أما الآن، فقد فقدوا ثقتهم إلى حد كبير.
ونقلت الصحيفة عن مارك كارني، رئيس وزراء كندا، قوله يوم /الخميس/ الماضي إن علاقة بلاده التقليدية بالولايات المتحدة قد "انتهت".
ومن جانبه، قال برايان راثبون، أستاذ الشئون العالمية بجامعة تورنتو: "لقد انتهك ترامب الافتراض الراسخ في السياسة الخارجية الكندية بأن الولايات المتحدة دولة جديرة بالثقة بطبيعتها"، هذا يهدد بشدة المصالح الكندية الأساسية في التجارة والأمن، مما يدفعها إلى البحث عن بدائل.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن أوروبا متقدمة أكثر في هذه النهج، فبعد الانتخابات الأمريكية، أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقية تجارية مع دول أمريكا الجنوبية لإنشاء واحدة من أكبر المناطق التجارية في العالم وسعى إلى توثيق العلاقات التجارية مع الهند وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية والمكسيك.
كما تُعطي اليابان -الحليف الأكبر لأمريكا في آسيا- أولوية للأسواق الجديدة في دول الجنوب العالمي، حيث تقدم الاقتصادات سريعة النمو، مثل فيتنام، عملاء جدد.
وفي الشأن الدفاعي، قالت الصحيفة إن العديد من شركاء أمريكا يعملون الآن معا دون مشاركة الولايات المتحدة، ويوقعون اتفاقيات وصول متبادلة لقوات بعضهم البعض ويبنون تحالفات جديدة لردع الصين قدر الإمكان، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرا عن خطط لزيادة الإنفاق العسكري، ويشمل ذلك برنامج قروض بقيمة 150 مليار يورو لتمويل الاستثمار الدفاعي، كما يتعاون الاتحاد الأوروبي، المؤلف من 27 دولة، بشكل متزايد مع دولتين غير عضوين -هما بريطانيا والنرويج- في الدفاع عن أوكرانيا وغيرها من الأولويات الدفاعية الاستراتيجية.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تحليلها لتنسب إلى الخبراء قولهم " إن الأمر سيستغرق سنوات وسلسلة من جهود بناء الثقة المكلفة لجمع أمريكا مع حلفائها الجدد والقدامى، على المدى الطويل ".
وقالت ديبورا ويلش لارسون، وهي عالمة السياسة في جامعة كاليفورنيا، والتي ألفت كتابً عن دور انعدام الثقة خلال الحرب الباردة: "من الصعب بناء الثقة ومن السهل فقدانها".
وأضافت: "إن انعدام الثقة في نوايا الولايات المتحدة ودوافعها يتزايد يوما بعد يوم".