إدارة الوقت.. وسيلة لتحسين جودة الحياة
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
خولة علي (دبي)
أخبار ذات صلةإدراك قيمة الوقت وإدارته واستثماره بشكل صحيح، تساعد في تحقيق الأهداف وزيادة الإنتاجية، وتقليل التوتر وتحسين جودة الحياة، فمازال الكثيرون يعانون مشكلة هدر الوقت وعدم قدرتهم على ضبطه والتعامل معه بذكاء، وبالتالي لا يحققون أهدافهم ولو حتى البسيطة منها، نتيجة كثرة المهام وزيادة الأعباء اليومية وغيرها من الملهيات، لذا أسهم الكثيرون من المتخصصين في مجال التطوير والإدارة، في وضع بعض الأسس والأنظمة التي يمكن أن تساعد الفرد في التعامل مع وقته بفعالية لضمان الوصول إلى أهدافه.
نظام «البومودور»
ترى د. منيرة الرحماني، مستشارة تطوير ذات، أنه في الوقت الراهن وبزيادة المهام والأعباء على الفرد، يتشتت التركيز وتقل جودة أداء المهام المنجزة، وعليه نجد معظم البشر يعانون عدم تحقيق إنجازاتهم أو مهامهم في الوقت المحدد، وذلك لأسباب عدة، أهمها التهاون في تحقيق الإنجاز، والعمل بمقولة «ما عندي وقت!»، ما ينعكس سلباً على التعامل مع الأولويات في حياة المرء. وتذكر الرحماني أن أحد أبسط الأدوات لإدارة الوقت، هو نظام «البومودور» الذي يعمل على تعزيز التركيز والانتباه، فاستخدام هذه الطريقة يمكّن الفرد من تحديد وقت معين لأداء مهمة محددة، مع التركيز على هذه المهمة من دون أن تتداخل مع مهام أخرى.
3 مهام
وتشير الرحماني إلى أمثلة عدة لهذا النظام من خلال اختيار 3 مهام هي: «كتابة يومياتي، قراءة الورد اليومي، زيارة المدرسة لمناقشة موضوع محدد»، ويتم تحديد 20 دقيقة لكل مهمة والتركيز فقط على هذا الهدف حتى الانتهاء منه، وهنا يتحدى المرء نفسه في تحقيق الهدف قبل انتهاء الوقت المحدد، وبعد الانتهاء من المهمة يمكنه أخذ قسط من الراحة لا تتجاوز عشر دقائق لاسترجاع الطاقة والتهيؤ لإنجاز جديد، ثم ينتقل للمهمة الأخرى، وفي حال الإخفاق يتوجب عليه دراسة الأسباب والعوائق التي حالت من دون إنجاز المهمة، لتفادي حصولها في المرات القادمة.
خريطة ذهنية
وتنصح الرحماني لكل من لا يجيد إدارة وقته، أن يطلب المساعدة من مختصين، ليحدد غاياته المرجوة التي يود تحقيقها، ويضع الوقت الكافي لإنجاز أهدافه، من ثَم يطوّر ذاته من خلال البحث والقراءة والمعرفة، وتحث الرحماني، كونها أول مدربة إماراتية معتمدة في مجال الخرائط الذهنية من مخترع الخرائط الذهنية «توني بوزان»، على أهمية تعلم مهارات الخرائط الذهنية وتطبيقها، حيث إنها تساعد على ترتيب الذهن وتدريبه على تحديد الأولويات، بهدف تقسيم الوقت واستثمار الطاقة في إنجاز المهام ذات الأولوية القصوى بأسهل وأسرع الطرق.
خطط فعّالة
ويكمن الفارق الحقيقي بين النجاح والفشل في كيفية إدارة الوقت، فالقدرة على استثمار كل لحظة من الوقت بشكل فعّال مهارة حاسمة لتحقيق الإنتاجية وتحقيق الأهداف بنجاح، هذا ما أشار إليه عبدالرحمن العمري، مدرب مهارات شخصية، قائلاً «لن تكون إدارة الوقت فعالة دون وضع أهداف واضحة، مع وضع خطط فعّالة لتحقيقها، ثم تحديد الأهداف الكبيرة وتفكيكها إلى أهداف أصغر قابلة للإنجاز يومياً، لافتاً إلى أهميّة تنظيم الوقت لتحقيق الأهداف والطموحات التي ترتقي بالمجتمع وتسهم في ازدهاره».
ويوضح العمري أن تنظيم الوقت يسهم في إنجاز الأعمال في وقت قصير، ليتوفر لدينا متسع لإنجاز غيرها، فإدارة الوقت أهم داعم لحل المشكلات، لما توفره من صفاء الذهن والتفكير الصحيح والشعور بالسعادة، التي يلمسها المرء عند إتمام المهام.
قصيرة وبعيدة المدى
توصي د. منيرة الرحماني بضرورة تقسيم الوقت حسب المهام المراد إنجازها، وتحديد أولويات الحياة لاستغلال الوقت بالشكل الأمثل، كما أن تحديد الأهداف القصيرة والبعيدة المدى، يساعد على تنظيم الوقت حسب خطوات الإنجاز، ويمكن الجزم بأن الأفراد الذين ليست لهم أهداف واضحة في الحياة، يضيع مجمل وقتهم في أمور غير مهمة ولا تعود عليهم بالنفع.
نصائح
أكد عبدالرحمن العمري، مدرب مهارات شخصية، أهمية التخلص من الطاقة السلبية التي تهدر طاقة الفرد، وطرد مشاعر الحزن والكآبة والقلق، لخلق حافز يشجع على المزيد من العمل والإبداع، ومن أبرز النصائح التي يقدمها العمري، التخطيط اليومي لتنظيم الوقت، وتدوين الخطط والأهداف من دون الاكتفاء بحفظها في الذاكرة، ووضع خطط قابلة للتعديل، مع اكتساب مهارة المقارنة وتحديد الأولويات، والاستفادة من التقنيات والأجهزة الحديثة في تنظيم الوقت، مع توافر عامل المرونة خلال السير نحو الهدف.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إدارة الوقت المدرسة إدارة الوقت تنظیم الوقت
إقرأ أيضاً:
معهد بحوث وقاية النباتات يستضيف خبراء إيطاليين لتعزيز إدارة آفات النحل
استضاف معهد بحوث وقاية النباتات الخبيرين الدوليين الدكتور فرانكو موتينيللي والدكتور جيوفاني فرماتو، وهما من أبرز خبراء منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وأساتذة النحل بمعهد الصحة الحيوانية الإيطالي، والمسؤولين عن سلامة منتجات النحل لدى الحكومة الإيطالية. جاءت هذه الزيارة ضمن برنامج تدريبي مكثف استمر لمدة خمسة أيام، بهدف التبادل العلمي والفني في برامج الإدارة المتكاملة لآفات وأمراض النحل، وتقييم ومراقبة جودة منتجاته. يأتي ذلك في إطار توجيهات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، بالاهتمام بتطوير البحث العلمي التطبيقي وتعزيز التعاون الدولي ، وذلك في إطار جهوده لتعزيز الاستدامة الزراعية ودعم الأمن الغذائي
صرح الدكتور أحمد عبدالمجيد، مدير المعهد، يعد هذا البرنامج التدريبي الدولي فرصة لتبادل الخبرات وتطبيق المعرفة في مجال تربية النحل، فهو يأتي في إطار برامج التوأمة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون العلمي بين الجانبين. وأضاف، يركز البرنامج على تبادل الخبرات التقنية المتقدمة في مجال المكافحة البيولوجية لأمراض النحل والآفات (الإدارة المتكاملة للآفات IPM) وتقييم جودة منتجات نحل العسل. تم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع معهد علم الحيوان التجريبي في لاتسيو توسكانا (IZSLT) ومعهد علم الحيوان التجريبي في البندقية (IZSVe)، وهما من أبرز المؤسسات البحثية في إيطاليا، بالإضافة إلى منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
و ذكرت الدكتورة أسماء أنور رئيس قسم بحوث النحل، أن البرنامج المصري-الإيطالي تضمن سلسلة من المحاضرات، ناقش خلالها الخبراء أهم الأمراض والآفات التي تصيب النحل وتأثيرها على إنتاجيته وسلامته، وكيفية التغلب عليها بطرق آمنة وفعالة. كما تم تقديم استراتيجيات لتحسين جودة العسل والمنتجات الأخرى بالتوافق مع المعايير الدولية، وأحدث التقنيات المستخدمة في تحسين إدارة المناحل وزيادة الإنتاجية.
و على هامش البرنامج قام الخبراء الإيطاليون بجولة تفقدية لمعمل افات و امراض نحل العسل و معمل تحليل منتجات نحل العسل بقسم بحوث نحل العسل بالمعهد حيث استعرض أهداف المعامل و أجهزتها و دورها الهام في تطوير برامج الرقابة على جودة منتجات النحل للتحقق من مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية والتشخيص المبكر لأمراض النحل ومكافحة الآفات التي تؤثر على النحل وتهدد استدامته. و على صعيد متصل زار الخبراء معمل إنتاج العوامل الحيوية لمكافحة آفات المزارع العضوية و مُكون مكافحة الآفات الاقتصادية بالجاذبات، و قد أبدى الوفد اهتمامًا كبيرًا بالتقنيات المستخدمة للسيطرة على الآفات النباتية بطرق طبيعية لتعزيز الإنتاج الزراعي وحماية البيئة بدلاً من الاعتماد على المبيدات الكيميائية التقليدية. و المتحف المصري المرجعي للحشرات بقسم بحوث الحصر و التصنيف كقاعدة بيانات رئيسية للحشرات في الشرق الأوسط و افريقيا، و معمل التصنيف المرئي الدقيق بالقسم للتعرف على دوره في تعريف الحشرات لحماية المزروعات من الآفات المحلية أو الغازية أو الوافدة نتيجة التبادل التجاري.
تستهدف هذه الزيارة وضع أسس قوية للتعاون العلمي المستدام، مما يسهم في مواجهة تحديات تربية النحل ويعزز من استدامة القطاع الزراعي. و الاستفادة من الخبرات المكتسبة ليكون لها أثر إيجابي على قطاع النحل في مصر، انطلاقًا من رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة.