"هل يحبني حقا أم إن الأمر مجرد وهم؟ هل ستأتي اللحظة التي يشعر فيها بالملل ويرغب في التخلي عني؟ هل ستنهار هذه العلاقة بالكامل يومًا ما؟". إذا كنت مرتبطًا بعلاقة عاطفية، ووجدت نفسك تطرح هذه الأسئلة باستمرار، أو لاحظت أن المشاعر السلبية تسيطر عليك أثناء التفكير في علاقتك ومستقبلها، أو تفسر تصرفات شريكك وتحاول معرفة مقدار محبته لك، فلا بد لك من أن تتعرف على ما يُسمى "قلق العلاقات".

القلق قد يدفع البعض إلى إنهاء علاقاتهم

من الطبيعي الشعور ببعض القلق إذا كنت في بداية علاقة عاطفية جديدة؛ فقد تسأل نفسك: هل هذا هو الشخص المناسب؟ هل هذه العلاقة قابلة للاستمرار؟ هذا النوع من القلق طبيعي ومفهوم، لكن في بعض الحالات قد يصبح مفرطًا ويمنع العلاقة من النمو والازدهار، بل قد يعوق انطلاق العلاقة من الأساس.

المقصود بقلق العلاقات هو المشاعر السلبية المستمرة التي تسيطر على الشخص بشأن علاقاته، خاصة العاطفية. وتتضمن هذه المشاعر السلبية الشك، أو الخوف، أو توقع الأسوأ. ويحتاج الأشخاص الذين يُعانون من قلق العلاقات إلى طمأنة مستمرة، وقد يدفعهم خوفهم الشديد من فقدان الشريك إلى تجاهل احتياجاتهم الشخصية، وقد تسيطر عليهم رغبة شديدة فقط في إرضاء الشريك دومًا.

قد يتشابه قلق العلاقات في بعض السمات مع اضطراب القلق الاجتماعي، والشيء المشترك الأساسي بين الحالتين هو القلق المفرط والخوف الشديد من الرفض والترك.

ومن الأفكار والأسئلة والتصرفات التي يتضمنها قلق العلاقات:

التفكير في أن شريكك لن يفتقدك كثيرًا إذا لم تكن موجودًا. الشك في أن شريكك قد لا يقدم لك المساعدة أو الدعم إذا حدث لك أي شيء خطير. الشك في أن شريكك يريد فقط أن يكون معك بسبب ما تفعله من أجله. الرغبة المستمرة في الوجود حول شريكك والتشبث به في معظم المواقف. المبالغة في تحليل الكلمات والأفعال البسيطة بحثًا عن أي علامة تدل على وجود مشكلة.

وفي بعض الأحيان، قد يُنهي الأشخاص المصابون بهذا النوع من القلق علاقاتهم لأنهم قد لا يتحملون هذه الدرجة الشديدة من القلق والتوتر والخوف.

ويُشير موقع "هيلث لاين" إلى أنه بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي القلق في العلاقات إلى:

حدوث ضائقة عاطفية. نقص الدافع للاستمرار في العلاقة. الشعور بالتعب أو الإرهاق العاطفي. اضطرابات المعدة ومشكلات جسدية أخرى. بخلاف اضطراب التعلق فإن التجارب السلبية السابقة تعد من أسباب قلق العلاقات (غيتي إيميجز) لماذا يعاني البعض من قلق العلاقات؟

يعد اضطراب التعلق من الأسباب الأساسية وراء حدوث حالة قلق العلاقات، ويحدث هذا الاضطراب بشكل أساسي عندما لا يتمكن الطفل خلال سنوات عمره الأولى من تكوين علاقة صحية مع مقدمي الرعاية له بسبب إهماله.

فإذا كان الأبوان أو مقدمو الرعاية دائمي إظهار الحب والعاطفة، فهذا يُجنبه الشعور بالاضطراب. أما إذا كانوا يُظهرون الحب والرعاية في بعض المواقف، ثم القسوة والتخلي في مواقف أخرى، فقد يكون هذا سببًا أساسيا في الإصابة باضطراب التعلق.

وعندما يفشل الطفل في تكوين علاقة صحية مع والديه، أو يتشكك بمشاعرهما تجاهه، فقد يعجز لاحقًا عن الثقة بمشاعر أي شخص آخر تجاهه. ويكون الأشخاص الذين عانوا من اضطراب التعلق خلال مرحلة البلوغ حذرين ويترقبون دومًا حدوث أي علامة قد تشير إلى أن شركاءهم قد يملّون منهم أو يفقدون الاهتمام بهم.

وبخلاف اضطراب التعلق، تعد التجارب السلبية السابقة من أسباب قلق العلاقات، فإذا تعرض الشخص للرفض أو خاض علاقة عاش خلالها التشكيك في قيمته الذاتية ومقدار جاذبيته، فقد يخلق هذا بداخله خوفًا شديدًا من مواجهة مثل هذا الأذى مرة أخرى.

كذلك يشكو بعض الناس من قلق العلاقات إذا كانوا يعانون من انخفاض احترام الذات، وهي حالة تخلق العديد من الأزمات، منها شعور الشخص بأنه لا يستحق الحب، وهو ما قد يجعله يشك تمامًا في صحة مشاعر شريكه أو أنه يستحق هذه المشاعر.

المبالغة في تحليل الكلمات والأفعال البسيطة بحثًا عن علامة تدل على وجود مشكلة قد يكون مؤشرا لقلق العلاقات (غيتي إيميجز) كيفية التعامل

بحسب الخبيرة الاجتماعية الدكتورة آليشا باول، يُمكن التعامل مع قلق العلاقات من خلال القيام بالخطوات التالية:

تعرّف أكثر على قلقك: عليك هنا إدراك ما تُعاني منه بدقة، من المهم أيضًا أن تحدد الأعراض أو المشكلات التي تُسببها هذه الحالة في علاقتك أو أثناء تعاملك مع شريكك. فمثلًا، إذا كنت تسعى إلى إرضاء شريكك بشكل مبالغ فيه وشبه مرضي، في مقابل إهمالك لنفسك واحتياجاتك بشكل تام، فلا تُطلق على هذا اسم "الحب"، لأن هذا التصرف قد يكون نابعًا من القلق وليس الحب. هذا الإدراك والوعي الذاتي من شأنه أن يساعدك بشدة على التعامل بفاعلية مع الأمر. حاول تحديد السبب: خلال الخطوة الثانية، سيكون عليك أن تحدد السبب الذي يدفعك إلى الشعور بالقلق. هل هو الخوف؟ أم تدنّي احترام الذات؟ أم مشكلات الطفولة؟ تحديد السبب من شأنه أن يؤدي إلى زيادة وعيك بمشكلتك وحجمها وأبعادها، وسيجعلك تتعرف على نفسك بدرجة أكثر عمقًا. تحدث إلى شريكك: بعدئذ، سيكون عليك أن تكون منفتحًا وصادقًا مع شريكك، لأنه من المحتمل أن يكون قادرًا على مساعدتك في تهدئة قلقك ومخاوفك، وقد يساعدك على أن تشعر بمزيد من الأمان. وقد يكون عليك هنا ممارسة الاستماع النشط، بإعطاء شريكك كامل انتباهك واهتمامك عندما يتحدث. اطرح أسئلة توضيحية، وأعد صياغة ما قاله للتأكد مما فهمته. سيساعدك ذلك على التعرف على شريكك بشكل أفضل، وسيُجنبك الاستنتاجات الوهمية أو الخيالية. أعد صياغة أفكارك السلبية: عليك أيضًا ألا تتعامل مع الأفكار الناتجة عن القلق على أنها مسلمات أو حقائق، فهي على الأغلب ليست كذلك، حاول إعادة صياغة أفكارك السلبية بشكل أكثر إيجابية، وركز على نقاط قوتك وصفاتك الإيجابية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قلق العلاقات من القلق قد یکون فی بعض

إقرأ أيضاً:

التعليقات الإسرائيلية على الهجوم الصاروخي اليمني في “تل أبيب”: صواريخ الحوثيين تصل إلى عمق “إسرائيل” بنجاح كبير وفشل الدفاعات يثير القلق

الجديد برس:

علقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على العملية النوعية التي نفذتها قوات صنعاء واستهدفت “تل أبيب”، اليوم الأحد، وفشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ اليمني، مؤكدة أن ما جرى “نجاح مقلق”.

وفي هذا السياق، أكد موقع “عنيان مركزي” أن “الحوثيين يسجلون لأنفسهم نجاحاً ثالثاً خلال الحرب عندما نجحوا في إصابة قاعدة إيلات، وإصابة تل أبيب بطائرة مسيّرة، والآن كان مطار بن غوريون الهدف.. في موازاة ذلك، يواصل الحوثيون ضرب حرية الملاحة في المنطقة”.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن “الجيش الإسرائيلي تفاجأ صباح اليوم بالصاروخ اليمني والقوات الجوية لم ترَ ولم تعرف ولم تسمع”، بينما كان “رئيس وحدة أمان الجديد نائماً لدى سقوط الصاروخ”، واصفةً المتحدث باسم جيش الاحتلال بأنه “غير جدير بالثقة ولم يعد يقنع أحداً”.

بدورها، وصفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الحدث بأنه “دراماتيكي وغير عادي”، لافتةً إلى أن الصاروخ سقط على مسافة عدة كيلومترات من مطار “بن غوريون”.

مستشار الشؤون الاستراتيجية في القناة “الـ 12″، باراك ساري، قال بدوره، إنه “بعد الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن، توعد المسؤولون الحوثيون أن هناك مفاجآت لإسرائيل وصباح اليوم تحققت المفاجأة الأولى”.

وفي هذا السياق، تحدث موقع “سروغيم” عن تهديد إضافي لـ“إسرائيل” من اليمن، مفاده بأنها “ستتلقى مفاجآت إضافية قريباً”.

وتعليقاً على الحادثة، قال رئيس أركان الاحتلال السابق، غادي آيزنكوت، إن “الواقع تغيّر بشكلٍ دراماتيكي”، مشيراً إلى أن المشكلة المركزية هي غياب الصلة بين أهداف الحرب وبين الواقع الاستراتيجي والاستراتيجية المطلوبة.

وتابع قائلاً: علقنا مع الأهداف الستة نفسها في الأسبوع الأول من الحرب”.

فيما تساءل رئيس “أمان” السابق، اللواء احتياط عاموس يادلين، عن احتمالية “أن تكون استراتيجية إسرائيل العامة تدار بشكل صحيح بعد 11 شهراً”.

من جهته قال قائد الدفاع الجوي سابقاً العميد احتياط، تسيفيكا حايموفيتش، إن “الصاروخ المقبل من اليمن هو الأطول الذي شهدناه حتى الآن من حيث المدى”.

وأضاف: “هم يحافظون على ساحة ناشطة تقلق إسرائيل تستوجب الآن الانتباه”، لافتاً إلى أن الحوثيين لديهم قدرات كافية للاستمرار في هذا الأسلوب لمدة طويلة.

هذا ويتزايد السخط الإسرائيلي والإحباط لدى مستوطني الجليل والجولان بسبب التمييز الذي تعتمده حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على خلفية طريقة تعاطي جيش الاحتلال والساسة هناك مع وابل الصواريخ والمسيّرات التي تُطلق على الشمال وبين ردة الفعل تجاه الصاروخ اليمني الذي سقط في الوسط.

وعبّر مستوطنو الشمال عن إحباطهم العميق لعدم الاهتمام بوضعهم: “هناك منطقة كاملة تتخلى عنها إسرائيل”، وأكدوا وجود حقيقة واحدة وهي أن “هناك دماء أقل قيمة”.

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس الجولان الإقليمي، أوري كالنر: “صفارات الإنذار في الوسط هي مثال صغير لكيف هي حياة الآلاف في  الشمال”، ولكن المفارقة أن “هكذا تبدو حياتنا في الشمال كل يوم، منذ عام كامل، ليس مرة واحدة كل بضعة أشهر”.

وكانت قوات صنعاء أعلنت، اليوم الأحد، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا (تل أبيب) بفلسطين المحتلة، وذلك في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد.

وذكر المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان متلفز، أن “القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية نفذت، بعون الله تعالى، عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة”.

وأضاف سريع: “تم تنفيذ العملية باستخدام صاروخ باليستي جديد فرط صوتي، نجح بعون الله في الوصول إلى هدفه، وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له”.

وأشار إلى أن “الصاروخ قطع مسافة تقدر بـ2040 كيلومتراً في غضون 11 دقيقة ونصف، وتسبب في حالة من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة، حيث توجه أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ، وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي”.

وأكد أن “هذه العملية تأتي في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، وتتويجاً لجهود أبطال القوة الصاروخية الذين بذلوا جهوداً جبارة في تطوير التقنية الصاروخية حتى تستجيب لمتطلبات المعركة وتحدياتها مع العدو الصهيوني وتنجح في الوصول إلى أهدافها وتتجاوز كافة العوائق والمنظومات الاعتراضية، في البر والبحر، منها الأمريكية والإسرائيلية وغير ذلك”.

وشدد سريع على أن “عوائق الجغرافيا والعدوان الأمريكي البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني”.

وأضاف أن “على العدو الإسرائيلي أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة، ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر المباركة، منها الرد على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم”.

مقالات مشابهة

  • طبيب أعصاب يحذر من آثار تناول القهوة
  • أشياء تسبب الطاقة السلبية في المنزل.. تخلصي منها قبل دخول الشتاء
  • عاجل.. السجن 5 سنوات لأحد المتهمين بقضية الجوكر
  • وصفة سحرية: أطعمة طبيعية تعالج كبدك وتنقيه
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: هاريس تطمئن على حالة ترامب بعد حادث إطلاق النار
  • هيدي كرم: أتجاهل التعليقات السلبية وممكن أكون جريئة لبعض الناس
  • أخصائية نفسية توضح الفرق بين القلق الطبيعي والزائد للأم تجاه طفلها
  • التعليقات الإسرائيلية على الهجوم الصاروخي اليمني في “تل أبيب”: صواريخ الحوثيين تصل إلى عمق “إسرائيل” بنجاح كبير وفشل الدفاعات يثير القلق
  • كيف اكتشف إدوارد سنودن برنامج رئاسي للمراقبة؟ عادل حمودة يُجيب (فيديو)
  • يوفنتوس.. «السلبية الثانية»