العُمانية: أكّد عدد من الأكاديميين والمختصين أن استخدام الذّكاء الاصطناعي يُسهم بشكل كبير في تحسين جودة وتقدم العملية التعليمية في المرحلة الجامعية مع ضرورة مراجعة مجموعة من معايير الجودة التي تضمن فاعلية وملاءمة احتياجات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لتحقيق أقصى استفادة عند استخدامها في مرحلة التعليم الجامعي.

وقالت الدكتورة فاطمة بنت عبدالله المقبالية عميدة الدراسات العليا بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن أبرز المحددات التي يمكن أن يستخدمها الطالب الجامعي لتطبيقات الذّكاء الاصطناعي في العملية التعليمية: تحديد الأهداف التعليمية التي يرغب الطالب في تحقيقها مثل تحسين المهارات الدراسية، أو اكتساب معرفة جديدة، أو تعزيز التعلم الذاتي.

وأضافت أنّ اختيار التخصُّص الأكاديمي الذي يناسب الطالب ويخدمه، مثل التطبيقات الخاصة بالبرمجة بشتى أنواعها ولغاتها، والتفاعلية والتخصيص كالبحث عن تطبيقات تقدم تجربة تعليمية تفاعلية قادرة على تدقيق المحتوى وفقًا لمستوى الطالب واحتياجاته التعليمية من ضمن المحددات التي يمكن للطالب أن يستخدمها.

وبينت أنّ تطبيقات الذّكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدمها الطالب للتأكد من جودة المحتوى بهدف تقديم محتوى تعليمي موثوق ومدقق ومتوافق مع المعايير الأكاديمية إضافة إلى التحليل الفوري والتغذية الراجعة التي توفر تحليلاً فوريًا للأداء وتغذية راجعة تساعد في تحسين التعلم وفهم الأخطاء.

وأفادت بأنّ تكلفة التطبيق وسهولة الاستخدام أبرز ما يميزان اختيار التطبيقات، لتجنب إضاعة الوقت مع أهمية التأكد أن التطبيق يحافظ على أمان البيانات الشخصية ولا ينتهك الخصوصية.

وذكرت أنّ بعض التطبيقات توفر الموارد التي تتطلب موارد إضافية ويمكن للطالب اختيارها واستخدامها بطريقة تدعم تعلمه الأكاديمي وتساعده على تحقيق أهدافه التعليمية لتحقيق تقدم ملحوظ في مستوى المعرفة والاطلاع بشكل عام.

وفيما يتعلق بالتحدّيات الأخلاقية في استعمال أدوات الذّكاء الاصطناعي في مجال التعليم، وتأثيره على هوية المتعلم، أوضحت أن الخصوصية وسرية المعلومات تعدان أبرزها، حيث إن جمع البيانات الشخصية للمتعلمين وتحليلها بواسطة أنظمة الذّكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى مخاطر تتعلق بالخصوصية وسرية المعلومات يُمكن أن تتعرض للانتهاك أو الاستخدام غير القانوني من قبل مزودي الخدمة سواءً كان بقصد أم بغير قصد، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الأمان.

وأشارت إلى أنّ تطبيقات الذّكاء الاصطناعي تعتمد على خوارزميات يمكن أن تكون متحيزة بناءً على البيانات، وتؤدي إلى نتائج ومخرجات غير عادلة أو غير متكافئة للمتعلمين مما قد تؤثر سلبًا على هوية المتعلم وثقته في النظام التعليمي.

وأفادت بأنّ الاعتماد المتزايد على الذّكاء الاصطناعي قد يقلل من التفاعل الإنساني بين المعلمين والطلاب، ويحدُّ من تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل، ويعمل على تكون فجوة في التواصل، تضعف الثقة بين المتعلم والطالب أو المنظومة التعليمية، مما يؤدي إلى شعور المتعلمين بالعزلة وفقدان التوجيه الشخصي، ويؤثر على تطورهم العاطفي والاجتماعي.

وذكرت أنّه من الصعب تحديد المسؤولية عندما تتخذ أنظمة الذّكاء الاصطناعي قرارات تؤثر على التعليم بحيث تكون الخوارزميات غير شفافة، ويجعل من الصعب على المتعلمين والمعلمين فهم كيفية اتخاذ القرارات.

وبينت أنّ استخدام الذّكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الأنماط التعليمية القائمة على مقاييس موحدة أو متحيزة، مما يقلل من إبداعية المتعلمين ويملي عليهم طرقًا نمطية للتعلم وقد يشعر المتعلمون بفقدان هويتهم الفردية ويقل اهتمامهم بالاستكشاف والتعلم الإبداعي، مما يؤثر على تطوير هويتهم التعليمية والشخصية.

وأشارت إلى أنّ عدم توفر التكنولوجيا اللازمة أو قلة الوصول إلى أنظمة الذّكاء الاصطناعي للمتعلمين /الطلاب يمكن أن يسهم في زيادة الفجوة بين المتعلمين الذين لديهم موارد تكنولوجية وأولئك الذين يفتقرون إليها ويؤدي إلى تفاوتات في فرص التعلم، مما يؤثر على هوية المتعلم ويعزز الشعور بالظلم الاجتماعي.

ووضحت أن الاعتماد المفرط على الذّكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل من قدرة المتعلمين على التفكير النقدي وحل المشكلات بشكل مستقل وقد يؤدي ذلك إلى تراجع في قدرات المتعلم العقلية والإبداعية، مما يؤثر على تطوره الشخصي والمهني.

وأكّدت على أنّ استخدام الذّكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم وتقدمه، ولتحقيق ذلك، يجب أن يعتمد على مجموعة من معايير الجودة التي تضمن فعاليته وملاءمته لاحتياجات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من ضمنها الدقة والموثوقية واعتمادها على بيانات صحيحة ومحدثة، وتكون قادرة على التكيف مع احتياجات الطلاب المختلفة وأنماط تعلمهم تلبي احتياجات كل طالب وتقديم محتوى تعليمي يتناسب مع مستواه وسرعته في التعلم.

وأضافت أنّ التطبيقات يجب أن تتسم بالتفاعلية وسهولة الاستخدام بحيث يمكن للطلاب والمعلمين التعامل معها دون صعوبة وذات واجهات مستخدم بسيطة وسهلة الفهم، مع أدوات تفاعلية تشجع على المشاركة وتزيد من اندماج الطلاب في عملية التعلم.

وأفادت بأن أنظمة الذّكاء الاصطناعي يجب أن تحتوي على عملية التقييم المستمر وتقديم التغذية الراجعة الفورية التي تساعد في تحسين أداء الطلاب وتوفر تقارير أداء دورية وتوصيات مخصصة لكل طالب بناءً على أدائه الفعلي، فيما تعد الشفافية والمساءلة ضرورة لتكون قرارات الذّكاء الاصطناعي شفافة ويمكن تتبعها، مع وجود آليات للمساءلة في حال حدوث أخطاء أو نتائج غير متوقعة.

ولفتت إلى أنّ أنظمة الذّكاء الاصطناعي يجب أن تكون قادرة على التكامل مع نظم إدارة التعلم والمناهج الدراسية الأخرى بشكل سلس، توافق النظام مع منصات التعليم الإلكتروني الأخرى واستخدام معايير مفتوحة تسهل التكامل، مشيرة إلى أنها يجب أن تراعي احتياجات الطلاب من حيث التنوع وشاملة لكافة فئات الطلاب، وتراعي الفروق الثقافية واللغوية بين الطلاب، وتقدم دعمًا خاصًا للطلاب ذوي الإعاقة.

وبينت أنّ الأنظمة تكون قادرة على التحسين المستمر بناءً على التغذية الراجعة من المستخدمين وتطورات التكنولوجيا وتتضمن تحديثات منتظمة وتحسينات دورية للنظام بناءً على ملاحظات المستخدمين، وتعمل وفقًا للقيم الأخلاقية والتعليمية المتعارف عليها لكل منطقه، بحيث لا تتعارض مع المبادئ الأكاديمية أو الأخلاقية.

من جانبه قال الدكتور معمر بن علي التوبي أكاديمي متخصّص في الذّكاء الاصطناعي: إنّ هناك تحدّيات جديدة مصاحبة للعصر الرقمي من بينها زحف أنظمة الذّكاء الاصطناعي وتطبيقاتها إلى جميع قطاعات حياتنا بما فيها قطاع التعليم.

وأضاف أنّ العملية التعليمية ومؤسساتها واجهت تحديات تتعلق بأخلاقيات العملية التعليمية منذ بداية عصر الإنترنت في بدايات تسعينيات القرن المنّصرم، كآلية البحث المعرفي الذي لم تعدْ حكرًا على المصادر الورقية التقليدية، التي مكنت الطالب الجامعي أن يبحر في شبكة الإنترنت بحثا عن المعرفة مما شكل تحديًا يخصُّ الأمانة العلمية والترسيخ المعرفي الذي رآه البعض في تلك الحقبة تسطيحًا معرفيًا لا يسهم في بناء العمق العلمي.

وأشار إلى أنّ واقعنا الرقمي الحالي يعجُّ بتطبيقات ذكية مثل "الذّكاء الاصطناعي التوليدي" الذي دخل معترك الحياة التعليمية في الجامعات مساهما بفوائده ومؤثرًا بمخاطره التي يراها بعض الأكاديميين تجاوزًا لأخلاقيات التعليم، وتبرز تحدّياتها في صناعة المحتوى المعرفي الذي احتدم جدل القانون في قضية من صاحب حقوق هذا المحتوى.

وبيّن أنّ هذه التحدّيات بدأت تتقلص بعد مرحلة من التفاعل التي أنتجت خبرة تمخّضت بتحديد آليات أخلاقية لاستعمال أنظمة الذّكاء الاصطناعي خصوصا التوليدية مثل "شات جي بي تي" منها اعتبار هذه الأنظمة جزءا من الأدوات المساعدة للعملية التعليمية مثلها مثل محركات البحث وبرامج التعليم الكثيرة، ولكن لابد من وضع أبجديات للجودة التعليمية بوجود هذه الأنظمة الذكية، وترسيخ معايير تعليمية صارمة تعيد الحقل التعليمي الجامعي إلى أطره الأخلاقية الصُلبة.

ولفت إلى ضرورة تفاعل المؤسسات التعليمية بشكل إيجابي مع هذه التطبيقات عبر عدة خطوات منها: السماح للطالب أن يستعملها وفق ضوابط أخلاقية مشابهة للضوابط الممارسة في عمليات البحث الاعتيادية، وذلك بأسلوب الحوار العلمي الذي ينتج عنه نصوص علمية يحتاج الطالب بعدها إلى إعادة صياغتها وفقَ أسلوبه الخاص مع إيضاح جلّي للمصدر الرئيس الذي اعتمد عليه في توليد هذه النصوص.

وفي السياق ذاته أوضح الدكتور علي بن سعيد المطري مدرس رياضيات بمركز اللغة والدراسات التأسيسية بجامعة الشرقية أنّ الغش الأكاديمي يعد من أبرز التحدّيات التي يمكن أن تمر بها العملية التعليمية الجامعية عند استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي من خلال استخدامها لإنشاء محتوى أو إجابات جاهزة على الواجبات والاختبارات، مما يزيد من صعوبة التحقق من أصالة العمل الأكاديمي.

ورأى بأنّ الاعتماد الزائد على الذّكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تقليل قدرة الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات بشكل مستقل، مما يضعف من مهاراتهم التحليلية والإبداعية، بالإضافة إلى أنها قد تجعل الطلاب غير قادرين على أداء المهام الأساسية مما يقلل من قدرتهم على التعلم العميق والفهم الشامل.وأنّ بعض التطبيقات قد تحتوي على تحيزات في الخوارزميات، مما يؤثر على جودة التعليم والتقييم إلى جانب أنها تثير قضايا أخلاقية متعلقة بالخصوصية وسرية البيانات، مما قد يشكل تحديًا في كيفية حماية بيانات الطلاب وضمان استخدامها بشكل مسؤول.

وأكّد أنّ الهيئة التدريسية تحتاج إلى تطوير أساليب جديدة لتقييم أداء الطلاب تأخذ بعين الاعتبار إمكانية استخدام الذّكاء الاصطناعي، وذلك لتقييم المهارات الفعلية للطلاب بشكل أدق، مشيرًا إلى أهمية مواكبة التطور السريع للتقنيات والتعامل بفعالية مع الطلاب الذين يستخدمون هذه الأدوات عبر تبني استراتيجيات تعليمية جديدة، وتوعية الطلاب حول الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، وتطوير سياسات تضمن التوازن بين الاستفادة من الذّكاء الاصطناعي والحفاظ على النزاهة الأكاديمية.

وشدد على ضرورة تعزيز الفهم والتعلم الذاتي عند استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي لتحسين الفهم الشخصي للمادة، مثل استخدام تطبيقات التعلم التكيفي التي تقدم شروحات مخصصة بناءً على مستوى فهم الطالب، مشيرًا إلى إمكانية تنظيم وإدارة الوقت بشكل أكثر فعالية، والاستفادة منها لتحليل البيانات لأغراض البحث العلمي.

وقال: إنّ تطبيقات الذّكاء الاصطناعي تستخدم في تحسين المهارات اللغوية أو التقنية، التي تقدم تجارب تفاعلية وموجهة، وفي عملية البحث عن المصادر الأكاديمية، واقتراح الأفكار، أو تحسين أسلوب الكتابة، مع التأكد من مراجعة العمل والتحقق من أصالته.

وأضاف أنه يمكن استخدامها في المراجعة والتحضير لاختبارات محاكاة وتقييم الأداء بشكل دوري والتعلم المستمر للوصول إلى موارد تعليمية متقدمة خارج المنهج الدراسي التقليدي، لتطوير وإكساب مهارات جديدة، بالإضافة إلى استخدامها في تحفيز الإبداع من خلال أدوات تصميم مبتكرة أو تطبيقات توليد الأفكار.

ولفت إلى وجوب التزام الطالب بالمعايير الأخلاقية عند استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي بشكل يتماشى مع السياسات الأخلاقية والنزاهة الأكاديمية، وتجنب الاعتماد عليها في الغش أو تقديم أعمال غير أصلية.

ووضّح أنّ هناك تحدّيات أخلاقية يمكن أن تؤثر على هوية المتعلم عند استخدام الذّكاء الاصطناعي في مجال التعليم أبرزها: جمع وتحليل البيانات الشخصية للطلاب من قبل تطبيقات الذّكاء الاصطناعي والتحيز الخوارزمي إذ تحتوي على تحيزات غير مقصودة تؤدي إلى تقديم تجارب تعليمية غير عادلة لبعض الطلاب.

وأفاد بأنّ الذّكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر بعمق على هوية المتعلم من خلال تشكيل طرق جديدة للتفاعل مع المعرفة والآخرين. من خلال استخدامه بشكل غير متوازن، قد يؤدي إلى تكون هوية غير مكتملة أو تعتمد بشكل مفرط على التكنولوجيا.

وقال إنّ هناك معايير جودة يمكن للذكاء الاصطناعي العمل عليها في التعليم الجامعي منها التخصيص والتكيف بتقديم تجارب تعليمية مخصصة قادرًا على تحليل بيانات الطلاب بشكل دقيق لتقديم محتوى تعليمي مخصص يتناسب مع مستوى كل طالب واحتياجاته الفردية والقدرة على تعديل المحتوى وأساليب التدريس بناءً على تقدم الطالب وتطوره الأكاديمي.

وأضاف أنّ النزاهة الأكاديمية التي تتمثل في رصد ومنع الغش والتحقق من الأصالة والدقة والتحيُّز وتحليل البيانات بدقة والفعالية التعليمية وتحسين مخرجات التعلم ودعم التفاعل بين الطلاب وسهولة استخدام الطلاب والمعلمين لأدوات الذّكاء الاصطناعي من الجوانب التي تسهم في التأثير على هوية المتعلم.

وحثّ على ضرورة توفير برامج تدريبية للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية على كيفية استخدام هذه الأدوات بشكل فاعل والتكيُّف مع التغيُّرات في المناهج الدراسية أو احتياجات الطلاب بشكل سلس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذ کاء الاصطناعی فی العملیة التعلیمیة احتیاجات الطلاب استخدام تطبیقات مما یؤثر على عند استخدام قادرة على یؤدی إلى فی تحسین من خلال یقلل من إلى أن فی الذ یجب أن

إقرأ أيضاً:

ما العوامل التي تجعل المريض يخسر وزنا أكبر عند استخدام أوزمبيك أو ساكسيندا؟

حددت دراسة أجرتها عيادة كليفلاند في الولايات المتحدة العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على فقدان الوزن على المدى الطويل لدى المرضى المصابين بالسمنة والذين تم وصف دواء سيماغلوتيد (أوزمبيك) أو دواء ليراغلوتيد (ساكسيندا) لهم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني أو السمنة.

شملت العوامل المرتبطة بشكل إيجابي بتحقيق انخفاض في الوزن بنسبة 10% على الأقل في السنة الأولى من تناول دواء سيماغلوتيد، السمنة كسبب للعلاج، والاستمرارية في تناول العلاج، والجرعة العالية منه، والجنس الأنثوي. وتم نشر نتائج الدراسة في مجلة "جاما نيتورك أوبن" (JAMA Network Open) في 13 سبتمبر/أيلول الجاري.

وقال الدكتور هاملت جاسويان، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في عيادة كليفلاند "في المرضى المصابين بالسمنة الذين تم علاجهم باستخدام سيماغلوتيد أو ليراغلوتيد، وجدنا أن فقدان الوزن على المدى الطويل اختلف بشكل كبير بناء على المادة الفعالة في الدواء، سبب العلاج، الجرعة، والاستمرارية في تناول الدواء".

أدوية السكري الخافضة للوزن

يُباع سيماغلوتيد تحت أسماء العلامات التجارية "ويغوفي" و "أوزمبيك"، ويباع دواء ليراغلوتيد تحت أسماء العلامات التجارية "ساكسيندا" و "فيكتوزا"، وهما من ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1. وهذه الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية تساعد في خفض مستويات السكر في الدم وتعزز فقدان الوزن.

السمنة هي مرض مزمن معقد يؤثر على أكثر من 41% من البالغين في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن التجارب السريرية (على البشر) أظهرت فعالية الأدوية المضادة للسمنة، فإن البيانات المتوفرة في البيئات الواقعية حول العوامل المرتبطة بتغير الوزن على المدى الطويل وفقدان الوزن بشكل كبير سريريا محدودة.

في هذه الدراسة، حدد الباحثون العوامل الرئيسية التي ارتبطت بفقدان الوزن على المدى الطويل لدى المرضى المصابين بالسمنة. كما أشاروا إلى العناصر التي ترتبط بفرصة تحقيق فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر.

الدراسة

شملت هذه الدراسة 3389 مريضا بالغا يعانون من السمنة وبدؤوا العلاج باستخدام سيماغلوتيد أو ليراغلوتيد بين الأول من يوليو/تموز 2015 و30 يونيو/حزيران 2022. انتهت المتابعة في يوليو/تموز 2023.

وفي بداية الدراسة، كان متوسط مؤشر كتلة الجسم الأساسي للمشاركين 38.5، وكان 82.2% منهم يعانون من السكري من النوع الثاني كسبب للعلاج. وكان أكثر من نصف المشاركين من الإناث (54.7%). بشكل عام، تم وصف سيماغلوتيد بنسبة 39.6% لعلاج مرض السكري، و42.6% ليراغلوتيد لعلاج السكري، و11.1% سيماغلوتيد لعلاج السمنة، و6.7% ليراغلوتيد لعلاج السمنة.

العوامل المرتبطة بتغير الوزن

أظهرت النتائج أن التغير في الوزن بعد عام من بدء وصفة الدواء ارتبط بالعوامل التالية:

العامل الفعال في الدواء: في المتوسط، كان فقدان الوزن 5.1% مع سيماغلوتيد مقابل 2.2% مع ليراغلوتيد. الجرعة: شهد المرضى فقدانا في الوزن بمتوسط 3.5% مع جرعة منخفضة مقابل 6.6% مع جرعة عالية. سبب العلاج: المرضى الذين تلقوا الأدوية لعلاج السكري من النوع الثاني شهدوا فقدانا في الوزن بنسبة 3.2% مقارنة بـ5.9% لعلاج السمنة. الاستمرارية في تناول الدواء: في المتوسط، المرضى الذين استمروا في تناول الدواء لمدة عام شهدوا فقدانا في الوزن بنسبة 5.5% مقابل 2.8% بين المرضى الذين كان لديهم تغطية دوائية بين 90-275 يوما في السنة الأولى و1.8% بين أولئك الذين كان لديهم أقل من 90 يوما من التغطية.

وأظهرت الدراسة أن 40.7% من المرضى كانوا مستمرين في تناول أدويتهم بعد عام واحد من بدء العلاج. وكان معدل الاستمرارية أعلى بين المرضى الذين تناولوا سيماغلوتيد (45.8%) مقارنة بالمرضى الذين تناولوا ليراغلوتيد (%35.6).

وبين المرضى الذين استمروا في تناول أدويتهم لمدة 12 شهرا، كان متوسط فقدان الوزن 12.9% مع سيماغلوتيد لعلاج السمنة، مقارنة بـ5.9% مع سيماغلوتيد لعلاج السكري من النوع الثاني. وكان فقدان الوزن 5.6% مع ليراغلوتيد لعلاج السمنة مقارنة بـ3.1% مع ليراغلوتيد لعلاج السكري من النوع الثاني.

العوامل المرتبطة بزيادة احتمالية تحقيق فقدان وزن بنسبة 10%:

أظهرت الدراسات أن تحقيق فقدان وزن مستدام بنسبة 10% أو أكثر يوفر فوائد صحية مهمة. بناء على ذلك، نظر الدكتور جاسويان وزملاؤه في نسبة المرضى الذين حققوا فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر. ليجدوا أن:

المرضى الذين استخدموا دواء سيماغلوتيد كانت احتمالية تحقيق فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر بعد عام واحد من بدء العلاج أكبر من الذين تناولوا دواء ليراغلوتيد. المرضى الذين استخدموا جرعة عالية من الدواء كانت احتمالية تحقيق فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر بعد عام واحد من بدء العلاج أكبر من الذين تناولوا جرعة منخفضة. السمنة كسبب للعلاج جعل احتمالية تحقيق فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر بعد عام واحد من بدء العلاج أكبر من الذين تناولوا أدويتهم لعلاج السكري من النوع الثاني. المرضى الذين استمروا في تناول الدواء خلال السنة الأولى أو كان تلقوا العلاج بين 90-275 يوما مقابل أقل من 90 يوما من تلقي العلاج. المرضى الذين كان لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى كانت احتمالية تحقيق فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر بعد عام واحد من بدء العلاج. المريضات من الإناث كانت احتمالية تحقيق فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر بعد عام واحد من بدء العلاج مقارنة بالمرضى الذكور.

حقق 37.4% من المرضى الذين تلقوا سيماغلوتيد لعلاج السمنة فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر، مقارنة بـ16.6% من المرضى الذين تلقوا سيماغلوتيد لعلاج السكري من النوع الثاني. مقارنة بذلك، حقق 14.5% من المرضى الذين تلقوا ليراغلوتيد لعلاج السمنة فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر، مقابل 9.3% من الذين تلقوا ليراغلوتيد لعلاج السكري من النوع الثاني.

من بين المرضى الذين استمروا في تناول أدويتهم بعد عام واحد، كانت نسبة الذين حققوا فقدان وزن بنسبة 10% أو أكثر 61% مع سيماغلوتيد لعلاج السمنة، و23.1% مع سيماغلوتيد لعلاج السكري من النوع الثاني، و28.6% مع ليراغلوتيد لعلاج السمنة، و12.3% مع ليراغلوتيد لعلاج السكري من النوع الثاني.

قال الدكتور جاسويان -وفقا لموقع يوريك أليرت- "يمكن أن تساعد نتائجنا في توجيه المرضى ومقدمي الرعاية حول بعض العوامل الرئيسية التي ترتبط بفرصة تحقيق فقدان وزن مستدام بما يكفي لتقديم فوائد صحية كبيرة، قد تساعد البيانات الواقعية في إدارة التوقعات المتعلقة بفقدان الوزن باستخدام أدوية ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1، وتعزيز فكرة أن الاستمرارية هي المفتاح لتحقيق نتائج ملموسة".

مقالات مشابهة

  • 3 أدوار وحظر استخدام ”الأسبستوس“ .. اشتراطات جديدة للمباني التعليمية الخاصة/عاجل
  • وزير العدل يدعو إلى ضرورة الالتزام بالمعايير القانونية والإنسانية في إدارة السجون
  • الرواحي لـ"الرؤية": "النقل والاتصالات" تقود جهود الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة الاقتصاد الرقمي
  • حماس: تجنيد جيش الاحتلال طالبي اللجوء الأفارقة للقتال بغزة تأكيدٌ على عمق الأزمة الأخلاقية التي يعيشها
  • ما العوامل التي تجعل المريض يخسر وزنا أكبر عند استخدام أوزمبيك أو ساكسيندا؟
  • مليشيا الحوثي تعطل العملية التعليمية في جامعة إب تزامنًا مع المولد
  • عمليات بغداد تصدر 6 توجيهات للجماهير التي ستحضر مباراة الشرطة والنصر
  • كيف يمكن لصبغة الشعر أن تسبب العمى؟… علماء يكشفون تفاصيل مهمة
  • التعليم: 6 منصات رقمية وتطبيقات ذكية تدعم مسيرة الطلاب التعليمية
  • الشعر الخفيف: أسبابه وطرق تكثيفه بشكل طبيعي