"المتانزا: تقنية تسعى لتغيير أساليب الصيد في إيطاليا
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
في جزر إيطاليا الواقعة قبالة الساحل الشرقي لجزيرة صقلية، يحرص الصيادون على الحفاظ على تقليد قديم يدمج بين الطقوس الموسيقية والصيد. يُعرف هذا التقليد باسم "المتانزا"، الذي يعني "المذبحة"، وهو يعكس علاقة خاصة بين الإنسان والبحر من خلال أغاني تقليدية تُغنى أثناء صيد سمك التونة. إلى جانب الجمال الفني لهذه الأغاني، تحمل هذه الطقوس القديمة رسائل بيئية تدعو إلى استدامة الموارد البحرية.
تُعد جزيرة فافينانا، الأكبر بين جزر إيجدية، مسرحًا لهذا الطقس الذي كان يُمارس سنويًا في فصل الربيع حتى عام 2019. كانت هذه الطقوس رمزًا لتواصل الصيادين مع الطبيعة، لكن التراجع الحاد في مخزون سمك التونة، نتيجة طرق الصيد الحديثة والطلب العالمي المتزايد، أدى إلى إنهاء هذا التقليد. يقول سلفاتوري سباتارو، آخر قائد لهذه الطقوس: "المتانزا كانت جزءًا لا يتجزأ من حياتي منذ طفولتي"، حيث قاد الصيادين مستخدمًا شبكة "التونارا" التي كانت تتيح للتونة استعادة مخزونها الطبيعي بعد الصيد.
أصول تاريخية تمتد لآلاف السنينيعود تاريخ صيد التونة في هذه الجزر إلى آلاف السنين. فقد اكتشفت رسومات كهوف تعود إلى العصر الحجري، توثق وجود سمك التونة ضمن النظام الغذائي لسكان المنطقة. يرى بعض الخبراء أن "المتانزا" قد تعكس ممارسات صيد قديمة تعود لعصور ما قبل التاريخ، بينما يعتقد آخرون أنها نشأت في عهد الفينيقيين، مما يبرز تداخل الثقافات في منطقة البحر المتوسط.
تأثير بيئي وصيد مستدامعلى الرغم من الطبيعة الدموية للمتانزا، إلا أنها كانت تُعتبر طريقة صيد مستدامة تتيح للمخزون البحري من سمك التونة الاستمرار والتجدد. ولكن في القرن العشرين، أدى التوسع في التجارة العالمية إلى استخدام طرق صيد مكثفة تسببت في انخفاض حاد بمخزون التونة. بين عامي 1996 و2006، شهدت أعداد التونة تراجعًا بنسبة 85%.
إحياء التراث في مواجهة التحديات الاقتصاديةبالرغم من الجهود الدولية لاستعادة مخزون سمك التونة، بما في ذلك تحديد حصص الصيد، إلا أن إحياء تقليد "المتانزا" يواجه تحديات اقتصادية. فالصيادون التقليديون لا يستطيعون منافسة الصناعات الكبرى. لكن يرى بعض الخبراء إمكانية إعادة إحياء هذه الطقوس في سياق ثقافي وسياحي، حيث يمكن أن يجذب التقليد اهتمام المطاعم الفاخرة التي تقدر التراث.
استمرار الأغاني: رابط بين الماضي والحاضرفي الوقت الحالي، يبقى تقليد "المتانزا" حيًا فقط من خلال الأغاني التي لا يزال سلفاتوري سباتارو وسكان الجزيرة يغنونها. هذه الأغاني تحتفل بتراث الجزيرة البحري الذي شكل حياتهم عبر الأجيال، ومعها تستمر آمالهم في أن تعود هذه الممارسات القديمة للحياة مجددًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصيد سمک التونة هذه الطقوس
إقرأ أيضاً:
بشير عبدالفتاح: الدول الغربية تسعى لدعم سوريا رغم الإرهاب
قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الكاتب والباحث السياسي بالأهرام، إن غالبية الدول، سواء المجاورة لسوريا أو الغربية، تحاول مد جسور الحوار مع الإدارة الانتقالية الحالية في دمشق، وتأمل هذه الدول في تعظيم مكاسبها والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، علاوة على تقديم الدعم لسوريا الجديدة، والحيلولة دون تحولها إلى بؤرة للتوتر في الشرق الأوسط تؤثر على مصالح تلك الدول.
وأوضح الدكتور عبدالفتاح، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية" أن الدول الغربية، رغم إدراجها جبهة تحرير الشام على قائمة المنظمات الإرهابية وزعيمها أحمد الشرع، إلا أن الوفود تتقاطر واللقاءات تجري مع الشرع، وتستمر المباحثات، وقد فعلت الولايات المتحدة ذلك، وكذلك بريطانيا وألمانيا، كما أن تركيا تُعد صاحبة أكبر عدد من الزيارات حتى الآن بعد سقوط الأسد.
الرئيس التركي أردوغانطارق فهمي: التواجد الأمريكي في سوريا يزيد ولن يقل كما يدعي البعضوزير خارجية تركيا يكشف الملفات التي ناقشها مع الشرع في سوريارسالة الرئيس السيسي لـ المصريين .. مخططهم كسر تماسكنا ومهمتهم في سوريا خلصتأحمد موسى يحذر: بعد سقوط سوريا هناك تركيز على إسقاط الدولة المصريةوزير الخارجية ونظيره الروسي يتوافقان على أهمية دعم سوريا واحترام سيادتها
وأشار الدكتور عبدالفتاح إلى أن هناك أنباء تفيد بأن الرئيس التركي أردوغان سيزور سوريا في غضون أسابيع قليلة، لافتًا أن الهدف من هذه الزيارات هو حماية مصالح هذه الدول ودعم سوريا، وذلك لضمان عدم تحولها إلى بؤرة للتوتر.
وأضاف الدكتور عبدالفتاح أن هذه الدول الغربية، التي تعتبر إسرائيل من حلفائها الرئيسيين منذ تأسيسها عام 1948، تسعى إلى ضمان أمن إسرائيل في المنطقة، كما أن هناك أنباء عن تهديدين داخل سوريا يشملان داعش واحتمالات عودتها، بالإضافة إلى وجود أسلحة كيماوية في الأراضي السورية.