«مجموعات التقوية» تنافس «الدروس الخصوصية»
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
الوزارة تحول مدارسها إلى مراكز للدروس الخصوصية المقننة .. أولياء الأمور يؤكدون: «السناتر» أرخص
أصدر محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم الفنى قرارا بتنظيم مجموعات التقوية فى المدارس والتى أطلق عليها مسمى مجموعات التقوية والدعم التعليمى لتنافس المدارس الدروس الخصوصية بقوة، حيث حدد وزير التعليم الحصة الواحدة فى المجموعة بألا تزيد على 100 جنيه، وهو ما يجعلها أعلى من أسعار الدروس الخصوصية فى العيد من الأماكن.
هذا القرار يأتى ضمن قرارات الوزير المثيرة للجدل وهو ما أكده الخبراء الذين أكدوا أن هذا القرار سيحول المدارس إلى مراكز للدروس الخصوصية، ويقضى على دورها تماما فى التعليم والتربية.
وكان الوزير قد أكد أن الوزارة تهدف من وراء هذا القرار لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية، وذلك فى إطار حزمة متكاملة من الآليات التى تنتهجها الوزارة مع بداية العام الدراسى الجديد لتقديم منظومة تعليمية أفضل جودة للطلاب، بداية من تغيير المسمى من مجموعات الدعم المدرسى إلى (مجموعات التقوية والدعم التعليمى)، وأن تكون اختيارية فى المواد الدراسية لجميع صفوف النقل والشهادتين الاعدادية والثانوية العامة؛ كما تختص إدارة المدرسة بتحديد العدد الإجمالى للطلاب فى المجموعة الواحدة، وتحديد قيمة الاشتراك لكل مجموعة، على ألا يتجاوز عدد الطلاب – فى المجموعة– (٢٥) طالبًا، كما يختص مجلس إدارة المدرسة بتحديد قيمة مبلغ الاشتراك مقابل حصة واحدة وليس بالشهر، ويعتمد مجلس الأمناء والآباء والمعلمين بالمدرسة قيمة مبلغ اشتراك الحصة، على ألا يتجاوز 100 جنيه فى الحصة، مع مراعاة الوضع الاقتصادى والظروف الاجتماعية لغالبية طلاب المدرسة عند تحديد قيمة الاشتراك.
وفور صدور القرار تقدمت النائبة إيرين سعيد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بسؤال موجه لرئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم الفنى، بشأن القرار، والذى ينص على إعادة فصول التقوية.
وقالت «سعيد» فى سؤالها: «إن تسعيرة الحصة الواحدة بحد أقصى 100 جنيه، وتصل إلى 150 جنيها فى حال المجموعة المتميزة»، متسائلة: «أين دعم ولى الأمر والطالب من هذه التسعيرة؟، وهل تم دراسة القدرة المادية لأولياء الأمور بالمدارس الحكومية وقدرتهم على دفع 400 جنيه للمادة الواحدة شهريا؟، فأين الدعم الذى تتحدث عنه الوزارة؟».
وأكدت عضو مجلس النواب فى سؤالها أنه فى الأماكن الشعبية أسعار الحصص فى «السنتر» أرخص من الأسعار التى أعلنتها الوزارة. وتساءلت: «أين ذهب تطبيق مدرستى الذى عملت عليه الوزارة من فترة والذى كان يقدم دروسا مجانية، يتم شرحها اون لاين لأكثر من مدرس بأكثر من طريقة، هل بهذا القرار تم تقنين الدروس الخصوصية لتصبح برعاية الوزارة؟ مؤكدة «أن التسعيرة لا تراعى البسطاء وليس بها أى نوع من الدعم ولا تتناسب مع الشريحة التى تخدمها».
وفى نفس الإطار، تحدثت جهاد محمود أستاذ مناهج وطرق تدريس اللغة العربية، قائلة: إن هذه المجموعات يتم عملها لمواجهة الدروس الخصوصية والمراكز ولربط المتعلمين بالمدرسة، ودعم العملية التعليمية من عوائد هذه المجموعات، ولكن كانت الصدمة الكبرى لكثير من أولياء الأمور عندما أعلنت الوزارة أن سعر الحصة الواحدة للطالب لن تزيد على ١٠٠ جنيه، وهذا السعر مبالغ فيه؛ لأن أسعار الدروس الخصوصية فى بعض «السناتر» الخارجية لا تصل إلى هذا المبلغ، فهذا القرار قد أزعج أولياء الأمور لأن هذا السعر مبالغ فيه، وغير مقبول لأنه من المفترض أن تعمل الوزارة جاهدة على محاربة الدروس الخصوصية، فكيف لها أن تحول المدرسة إلى بؤرة للدروس الخصوصية المقننة داخل جدران المدرسة؟!
وتابعت «جهاد»، إذا كان أمر الالتحاق بمجموعات التقوية والدعم التعليمى ليس إجباريا على المتعلمين، فلا مشكلة فى الأسعار لأن الأمر متروك فى النهاية للمتعلم وولى الأمر بالموافقة أو الرفض، ولكن المشكلة إذا كانت هذه المجموعات إجبارية على الطلاب، أو فيها ربط بين درجاتهم والتحاقهم بها؛ لأن بعض أولياء الأمور حالتهم المادية لا تتحمل أعباء هذه المجموعات كما لا تتحمل أعباء الدروس الخصوصية.
وقالت: أخشى أن يكون هذا القرار ليس فى محله؛ لأن أولياء الأمور سيلجأون إلى معلمى الدروس الخصوصية والسناتر الأقل سعرا، وأضافت: «فى الختام لا نستطيع أن نحكم على قرار بشكل قاطع من حيث فائدته أو عدمه إلا بالتجريب ووضع آليات إنسانية وموضوعية لتطبيقه مع مراعاة ظروف الطلاب وأولياء أمورهم، فلا نريد أن نضع المتعلم وولى أمره بين خيارين يختار بينهما على أساس الأقل سعرا وربما الأقل جودة؛ نظرا لأن الظروف الاقتصادية على دفع مائة جنيه للحصة الواحدة، فالتعليم يجب ألا يتحول لسلعة رخيصة.
وفى سياق آخر، أكدت داليا الحزاوى مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، أن مجموعات الدعم المدرسية، سوف تسهم بشكل كبير فى تقديم خدمة تعليمية مميزة من خلال جذب المعلمين الأكفاء والمتميزين الحريصين على الاهتمام بنواتج التعليم والمؤهلين، لافتة إلى أن حرص الوزارة الإعلان مبكرًا عن تطبيق مجموعات الدعم المدرسية يعد من الأمور الجيدة التى طالما طالبنا بها فى السنوات السابقة.
وطالبت «الحزاوى» بأن يتناسب مقابل الحصة الواحدة مع الوضع الاقتصادى والظروف الاجتماعية للطلاب، وأن يكون سعر الحصة تنافسيا بحيث يقبل الطلاب على مجموعات الدعم بدلًا من الذهاب لـ«السناتر» والدروس الخصوصية، ففى ظل الوضع الاقتصادى الراهن سوف يذهب ولى الأمر للمكان الذى يقدم له سعرا افضل، فولى الأمر لديه أكثر من طالب، كما أن سر نجاح مجموعات الدعم هو سعر الحصة ومتابعة الأداء.
ومن جانبها، قالت منى أبو غالى ولية أمر إن الوزارة تعمل على محاربة الدروس الخصوصية، والقضاء عليها واغلاق «السناتر»، ولكن أسعار حصص المجموعات المدرسية مرتفعة فى حين أن «السناتر» أقل سعرا، وولى الأمر سيختار الأقل سعرا طبعا، وهو ما سيشجع الكثيرين على التوجه لمراكز الدروس الخصوصية أكثر.
وتساءلت أبو غالى من هم الخبراء الذين يفكرون ويخرجون علينا بقرارات غير منطقية، لافتة إلى أن ما يحدث يجعل الأسر المصرية تذهب بكامل إرادتها إلى «السناتر»، ويزيد الفجوة والثقة بين الأهالى والوزارة أكثر.
وتابعت «غالى»، نعلم جميعًا ان المجموعات المدرسية ما هى الا دخل للمدرسة والمعلم وربما للإدارات، مطالبة بضرورة عودة دور المدرسة وشرح الدروس فى الفصول وزيادة التفاعل بين المعلم والطلاب، وايجاد حلول لمشاكل المعلمين المادية لكى يقوموا بواجبهم على أكمل وجه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجموعات التقوية الدروس الخصوصية وزير التربية والتعليم الفنى مجموعات التقویة الدروس الخصوصیة مجموعات الدعم هذه المجموعات أولیاء الأمور هذا القرار الدعم ا
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يناقش الدروس المستفادة من الهجرة إلى الحبشة
عقد الجامع الأزهر الشريف، الندوة الثانية من البرنامج الحادي والعشرين من برامجه الموجهة إلى المرأة، بعنوان "الهجرة الأولى إلى الحبشة.. دروس وعبر"، وذلك بحضور كل من الدكتور لمياء متولي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتور منى صلاح، مدرس الحديث بجامعة الأزهر، والدكتور سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
واستهلت الدكتورة لمياء متولي، حديثها ببيان أن هجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة كانت فِي شَهْرِ رَجَبَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ مِن بعثة المصطفى ﷺ، وهي هجرة دينية عقَدية ليست اقتصادية ولا تعليمية وكانت خيرًا للمسلمين وفتحًا جديدًا للإسلام، كما بينت أسبابها، وأوضحت لماذا اختار رسول الله ﷺ الحبشة بالذات دون غيرها، ولماذا هاجر الأشراف دون البسطاء؟ كما ذكرت أستاذ الفقه العديد من الدروس المستفادة من الهجرة الأولى والتي من أهمها: أن العدل أساس الملك، والنجاشي كان ملكًا عادلا، قال عنه رَسُولُ اللهِ ﷺ "إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَلِكًا لَا يُظْلَمُ أَحَدٌ عِنْدَهُ، فَالْحَقُوا بِبِلَادِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ لَكُمْ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ" .
من جانبها تحدثت الدكتورة منى صلاح، عن أخلاق المؤمنين المهاجرين إلى الحبشة، وأوضحت كيف كان ردُّ سيدنا جعفر بن أبي طالب على أسئلة النَّجاشيِّ في غاية الذَّكاء، وقِمَّة المهارة السياسية والإعلاميَّة والدَّعويَّة والعقديَّة، حيث عدَّد سيدنا جعفر عيوب الجاهليَّة، وعرضها بصورةٍ تنفِّر السَّامع، ثم عرض شخصيَّة الرَّسول ﷺ، وبين كيف كان بعيدًا عن النَّقائص كلِّها، معروفاً بنسبه وصدقه وأمانته وعفافه، ثم عرض محاسن الإسلام وتعاليمه وأخلاقياته الَّتي تتَّفق مع أخلاقيَّات دعوات الأنبياء، وأحسن الثَّناء على النَّجاشيِّ بما هو أهله.
وخلال اللقاء أوضحت الدكتورة سناء السيد، أن الإسلام أقرَّ الهجرةَ في سبيل الله قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ﴾، كما بينت العديد من الدروس المستفادة من الهجرة الأولى؛ ومنها أنه يجوز للمسلمين أن يدخلوا في حماية غير المسلمين إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وأن الاعْتصَامَ بالكِتاب والسُّنةِ حَبلُ النَّجَاةِ، وضرورة التمسك بالدِّين في بلاد المَهجر، وأن أهل الحق لا يتقاضون رشوةً لإبطالِ حقٍّ أو إحقاقِ باطلٍ، أو ظلمِ أحدٍ، ولذا رفض النَّجاشي الرشوة وردَّها وقال : "رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا، فَلَا حَاجَةَ لي بهَا".