من يلاحق ناهبي الأموال العمومية بعد منع جمعيات حماية المال العام ببلادنا؟
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - بدر هيكل
أضحى حجم الفساد المالي بالمغرب وما ينتج عنه من نهب للمال العام في ظل غياب استراتيجية وآليات واضحة وفعالة لاستئصال منظومة الفساد المتغلغلة، مسألة مثيرة للجدل.
ومع شيوع قضايا الفساد ونهب المال العام ومتابعة مسؤولين بالبلاد أمام القضاء، انتفضت جمعيات الدفاع عن المال العام، معبرة عن رفضها للمادة الـثالثة من مشروع قانون المسطرة الجنائية، التي جاء بها وزير العدل عبد اللطيف وهبي، لتحجيم دور المجتمع المدني في هذا الإطار.
وجاء في المادة المثيرة للجدل، أنه “لا يمكن إجراء الأبحاث وإقامة الدعوى العمومية في شأن الجرائم الماسة بالمال العام، إلا بطلب من الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة بناء على إحالة من المجلس الأعلى للحسابات، أو بناء على طلب مشفوع بتقرير من المفتشية العامة للمالية أو المفتشية العامة للإدارة الترابية أو المفتشيات العامة للوزارات أو من الإدارات المعنية، أو بناء على إحالة من الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها أو كل هيئة يمنحها القانون صراحة ذلك”.
هذه المادة التي منعت جمعيات حماية المال العام من القيام بأي إجراء من شأنه تحريك الدعاوى ضد أي جهة, فقد حددت المادة المذكورة الجهات التي يحق لها إحالة شكاية أو طلب إجراء البحث وإقامة الدعوى العمومية في شأن الجرائم الماسة بالمال العام، وهو الأمر الذي كان قد توعدها به وزير العدل، في لقاء داخل لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب.
وكان وزير العدل عبد اللطيف وهبي، قد هاجم في وقت سابق جمعيات حماية المال العام، وذلك بعد الإنتقادات التي وجهتها إليه، حيث قال خلال مقابلة مع القناة الثانية، بأن هذه الجمعيات تمارس الإبتزاز و النصب ، وتضع الشكايات الكيدية لابتزاز المنتخبين.
وفي هذا الصدد، قال القيادي بنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، هشام أيت ادرى، أن هذا التعديل إن تم تمريره سيتم القضاء على ما بقي من مجال محاربة الفساد ونهب المال العام.
هذا، ويرى محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن "هناك توجها يدفع باتجاه تحجيم أدوار المجتمع المدني والحقوقي"، مضيفا في نفس السياق أنه "للأسف، مع هذه المادة، اتضح أن التوجه أو الجهات المستفيدة من واقع الريع والفساد والرشوة هي الجهات نفسها التي دفعت باتجاه إقبار قانون الإثراء غير المشروع”.
وأكد الغلوسي أن التضييق على المجتمع المدني في هذا الإطار يأتي من أجل “الحفاظ على مواقع ومراكز تضخ مصالح ومنافع وامتيازات على هؤلاء الأشخاص، بعد متابعة مجموعة من المنتخبين والبرلمانيين أمام القضاء”.
وفي سياق متصل، قال محمد المسكاوي، رئيس الشبكة المغربية لحماية المال العام، في منشور على صفحته الرسمية بالفايسبوك، أن جمعيته ستعد مذكرة سترفع إلى الفرق البرلمانية بخصوص المادة المتعلقة بمنع المجتمع المدني من تقديم شكايات إلى النيابة العامة، بعد الإحالة على مجلس النواب”.
وقد علمت "أخبارنا" من مصادرها، أن العديد من جمعيات حماية المال العام، تعمل على التواصل مع فرق برلمانية، من أجل تعديل المواد التي تحرم الجمعيات من تقديم شكاياتها ضد المتورطين في قضايا تبديد المال العام، وذلك في الوقت الذي قال فيه "الغلوسي" بأن المؤسسة التشريعية تواجه اليوم مأزق.. من أجل تمرير نص قانوني يوفر الحماية والحصانة لهؤلاء من جهة، ويقوض من جهة ثانية التزامات المغرب الدولية في مجال مكافحة الفساد”.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: جمعیات حمایة المال العام المجتمع المدنی
إقرأ أيضاً:
المهندسين تعقد جمعيتها العمومية .. وهذه أبرز الموضوعات
عقدت جمعية المهندسين المصرية، جمعيتها العمومية، وذلك بمقر الجمعية وبرئاسة المهندس أسامة كمال رئيس الجمعية ووزير البترول الأسبق وبحضور نخبة من الأعضاء والمهتمين، فيما افتتح رئيس الجمعية الجلسة بكلمة ترحيبية أشاد فيها بدور الجمعية في مواجهة التحديات الراهنة.
وأعلن رئيس الجمعية عن تأسيس لجنة خاصة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بهدف تعزيز الصناعة الوطنية في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الدولة المصرية.، لافتا إلى أن أن هذه المشروعات ستُنفذ برأس مال محلي دون الحاجة إلى أموال خارجية، مما يعكس إصرار الجمعية على الاعتماد على الموارد المحلية لتحقيق التنمية.
وأوضح "رئيس الجمعية" أن اللجنة ستعمل بالتنسيق مع اللجان المماثلة في الأحزاب السياسية واتحاد الصناعات المصري، مستشهدًا بنجاح تجربة دولة سنغافورة التي استطاعت تحقيق نمو اقتصادي هائل من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، على الرغم من قلة عدد سكانها الذي يبلغ نحو 6 ملايين نسمة، ليصل ناتجها القومي إلى أكثر من ثلاثة أضعاف الناتج القومي المصري.
كما أعلن " كمال "عن إنشاء نادٍ خاص بأعضاء الجمعية بهدف تعزيز النشاط الاجتماعي، مع التوسع في الأنشطة الثقافية، بما يسهم في تقوية الروابط بين الأعضاء وتطوير العمل المشترك داخل الجمعية.
وذكر "رئيس الجمعية " أن الجمعية تسعى من خلال هذه المبادرات إلى تقديم حلول عملية وفعالة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها مصر، مع تعزيز دورها كمنصة لدعم المهندسين والمساهمة في بناء مستقبل أفضل.
بعد ذلك، قدم المهندس فاروق الحكيم الأمين العام للجمعية كلمته، حيث استعرض تقريرًا شاملاً حول الأنشطة والبرامج التي نظمتها الجمعية خلال العام الماضي ، والتي عكست الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الجمعية وتعزيز خدماتها المقدمة لأعضائها.
أوضح الأمين العام ، أن الجمعية نظمت العديد من الندوات العلمية والدورات التدريبية وورش العمل ومؤتمرات علمية هدفت إلى تعزيز قدرات المهندسين وتحديث معارفهم ، موضحاً أن هذه الفعاليات العلمية استقطبت حضوراً كبيراً من المهندسين من مختلف التخصصات، وساهمت في رفع كفاءة الأعضاء وتعزيز تبادل الخبرات.
وأشار "الحكيم " إلى مشروع تطوير مبنى الجمعية المتهالك، والذي كان أحد التحديات الكبرى التي واجهتها الإدارة الحالية ، مؤكداً أن أعمال التطوير تمت وفق خطط هندسية مدروسة، حيث تم تحسين البنية التحتية وتجديد المرافق، مما وفر بيئة عمل مريحة للأعضاء وزوار الجمعية.
ونوه" الأمين العام" إلى أن عدد أعضاء الجمعية شهد زيادة ملحوظة، حيث بلغ 4437 عضواً بعدما نجحت في استقطاب نحو 73 عضواً جديداً من فئات العضوية المختلفة، مما يعكس الثقة المتزايدة في أنشطة الجمعية ودورها في تطوير المهنة.
كما تطرق "الحكيم " للحديث عن أهمية إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد للجمعية والذي جاء ضمن الجهود الرامية إلى تحسين الخدمات الرقمية بهدف تسهيل التواصل مع الأعضاء وتوفير خدمات رقمية مبتكرة، موضحاً أن الموقع يحتوي على قاعدة بيانات شاملة، ومواعيد الفعاليات والندوات، إضافة إلى بوابة إلكترونية لتقديم المقترحات والاستفسارات ودفع اشتراكات الأعضاء .
واختتم الأمين العام للجمعية كلمته بالتأكيد على التزام الإدارة بمواصلة العمل لتحقيق المزيد من الإنجازات، مشدداً على أهمية التعاون بين جميع الأعضاء للنهوض بالمهنة وتعزيز مكانة الجمعية كمنبر للابتكار والتطور الهندسي.
تم استعراض تقرير مراقب الحسابات بشأن الميزانية والحساب الختامي للسنة المالية المنتهية في 30 يونيو 2024 ، وتمت مناقشة التقرير من قبل أعضاء الجمعية العمومية الذين أثنوا على شفافية الإدارة المالية، وفي ختام المناقشات وافقت الجمعية العمومية بالإجماع على اعتماد الميزانية والحساب الختامي للسنة المالية المنتهية.
وكانت الجمعية العمومية العادية قد اختتمت بتوجيه الشكر لجميع أعضاء الجمعية على دعمهم المستمر، مع التأكيد على مواصلة العمل لتحقيق مزيد من الإنجازات التي تخدم المهندسين وتساهم في تطوير القطاع الهندسي في مصر.