لا يأكل الناس فقط عند شعورهم بالجوع؛ إذ أفاد تقرير بأن البعض يأكل بسبب الملل، أو لتشتيت الانتباه، أو لنقص الأنشطة الممتعة أو التحفيز. فكيف يمكننا التخلص من هذه العادة؟
لقد مررنا جميعاً بهذه التجربة. أنت في المنزل بمفردك، تتصفح القنوات دون أن يلفت انتباهك أي شيء. أنت لست جائعاً حقاً، ولكن هناك شعور مستمر بالفراغ؛ حيث تتوجه إلى المطبخ وتمسك بيدك حفنة من رقائق البطاطس أو الحلوى، سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء.
يعمل تناول الطعام بسبب الملل على تشتيت الانتباه عن الشعور بأن الحياة تفتقر إلى المعنى بشكل مؤقت. وعلى عكس المشاعر غير المريحة الأخرى، مثل الحزن أو الغضب، يشير الملل إلى حاجة محددة لأنشطة أكثر جاذبية أو ذات مغزى.
وتتمثل إحدى الاستجابات الشائعة لهذا الشعور بالفراغ في الوصول إلى الطعام، وخصوصاً الطعام الذي يشعرك بالسعادة، والذي قد لا يكون جيداً لصحتك، مثل الإسباغيتي أو البطاطس المقلية، أو بعض الحلوى.
وفي الواقع، عندما نشعر بالملل، نكون أكثر عرضة بنسبة 37 في المائة للانخراط في الأكل العاطفي، مقارنة بوقتنا في غير حالة الملل، وفقاً لموقع «هيلث لاين».
ويسلط الموقع الضوء على كثير من الدوافع وراء تناول الطعام بسبب الملل، أبرزها: تحسين الحالة المزاجية، أو البحث عن أحاسيس جديدة، أو إشباع الرغبة في التجديد، وغالباً ما يرتبط هذا السلوك بالاندفاع والافتقار إلى ضبط النفس، مما يؤدي إلى اختيار الأطعمة السريعة أو غير الصحية.
الجوع العاطفي مقابل الجوع الحقيقي
إن إدراك الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي (الحقيقي) أمر بالغ الأهمية، فهو يضمن تلبية احتياجات جسمك الفعلية بدلاً من استخدام الطعام للتعامل مع المشاعر، وغالباً ما يؤدي الجوع العاطفي إلى عادات غذائية غير صحية وزيادة الوزن.
إليك كيفية التمييز بين الاثنين:
الجوع العاطفي: ينشأ الجوع العاطفي بسبب مشاعر، مثل التوتر أو الملل أو الحزن، وقد يؤدي إلى الشعور بالذنب بعد تناول الطعام. وغالباً ما يرتبط برغبات معينة (عادة للأطعمة السريعة).
الجوع الحقيقي: يعتمد الجوع الجسدي على الحاجة الفسيولوجية للطاقة. ويميل إلى التطور تدريجياً، ويمكن إشباعه بأي طعام. وعادة ما يُشعرك تناول الطعام استجابةً للجوع الجسدي بالرضا، ولا يسبب الشعور بالذنب عادة.
تأثير تناول الطعام بسبب الملل
يمكن أن يكون لتناول الطعام بسبب الملل آثار سلبية كبيرة على الصحة الجسدية والعاطفية. غالباً ما تؤدي هذه العادة إلى تناول أطعمة غير صحية وكثيفة السعرات الحرارية، وهي إدمانية بطبيعتها، ويمكن أن تساهم في زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض مزمنة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، بعد الانغماس في تناول الطعام بدافع الملل، يشعر كثير من الأشخاص بمشاعر الذنب والعار. يمكن أن تخلق هذه المشاعر حلقة مفرغة من الضيق العاطفي، وسلوكيات الأكل غير الصحية الأخرى.
ويمكن أن يؤدي تناول الطعام بدافع الملل إلى ما يلي:
السمنة: تُظهر الأبحاث أن تناول الطعام العاطفي مرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (بي إم آي) ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
مرض السكري: يؤدي تناول الأطعمة السكرية أو عالية الدهون بدافع الملل إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ضعف الصحة العقلية: تُظهر الأبحاث أن تناول كثير من الأطعمة غير الصحية يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب وزيادة التوتر، مما يؤثر سلباً على الصحة العقلية. وغالباً ما يؤدي الانغماس في تناول الطعام غير الضروري إلى الشعور بالذنب، مما قد يؤدي إلى تراجع الصحة العقلية.
آليات التكيف الضعيفة: إن تناول الطعام من أجل الراحة والشعور بعدم الملل، يمكن أن يعزز عادات الأكل العاطفية، مما يجعل من الصعب العثور على طرق أكثر صحة للتعامل مع التوتر والمشاعر السلبية.
استراتيجيات للتوقف عن تناول الطعام بسبب الملل
إليك عدة استراتيجيات تجب مراعاتها عندما تشعر بالرغبة في تناول الطعام بسبب الملل:
مارِس نشاطاً بدنياً: اذهب في نزهة، أو قم بتمارين سريعة، أو مارس «اليوغا». يمكن للنشاط البدني أن يحول تركيزك من الملل إلى اللياقة البدنية، ويعزز مزاجك.
ابحث عن منافذ إبداعية: حاول الرسم أو الكتابة أو الحرف اليدوية. مارس هوايات تحفز إبداعك وتشغل عقلك.
تواصل اجتماعياً: تواصل مع الأصدقاء أو العائلة للدردشة أو خطِّط للِّقاء. يمكن أن تقلل التفاعلات الاجتماعية من مشاعر العزلة وتوفر تشتيتاً بعيداً عن الملل.
نظِّم الفوضى وتخلص منها: رتب قسماً من منزلك، أو أعد ترتيب غرفة. استخدم الوقت لإنشاء بيئة معيشية أكثر تنظيماً ومتعة.
مارس اليقظة أو التأمل: خصص بضع دقائق كل يوم لليقظة أو التأمل. يمكن أن تساعد تقنيات مثل التنفس العميق أو التخيل الموجه، في إدارة الرغبة في تناول الطعام بسبب الملل.
طور روتيناً: أنشئ جدولاً يومياً يتضمن العمل والتمارين والهوايات والاسترخاء. يساعد اليوم المنظم على تقليل وقت الفراغ، ويقلل من الملل.
استكشف اهتمامات جديدة: جرّب أنشطة جديدة، مثل تعلّم لغة جديدة، أو تعلم آلة موسيقية، أو القراءة. إن إيجاد هوايات جديدة يمكن أن يبقيك منشغلاً ومتحمساً.
اقرأ أو استمع إلى الكتب الصوتية: انغمس في كتاب مقنع، أو استمع إلى كتاب صوتي أثناء القيام بالأعمال المنزلية. يمكن أن يوفر لك هذا مخرجاً، ويثري عقلك، مع إبقائك مشغولاً.
اخبز بمكونات صحية: خذ وقتاً للخبز باستخدام مكونات مغذية، مثل الحبوب الكاملة والفواكه والمكسرات. يمكن أن تكون عملية الخَبز مريحة ومجزية، والاستمتاع بالنتائج يمكن أن يوفر بديلاً صحياً لتناول الوجبات الخفيفة للتخلص من الملل.
شرب الماء: اشرب كوباً من الماء قبل الأكل، للتأكد من أنك لم تخطئ بين عطشك والجوع.
تناول وجبات خفيفة صحية: إذا فشل كل شيء آخر، فحاول تناول وجبات خفيفة صحية، مثل شرائح التفاح، أو الخضراوات مع الحمص، أو حفنة من المكسرات، أو وعاء صغير من الزبادي. هذه الخيارات مغذية وتساعد في كبح الرغبة الشديدة في تناول الطعام، دون سعرات حرارية مفرطة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجوع الملل الأنشطة الممتعة التحفيز القنوات الفراغ البطاطس بسبب الملل الطعام المشاعر فی تناول الطعام الملل إلى یؤدی إلى یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عادات سيئة يمكن تغييرها في شهر رمضان.. أبرز النصائح والاستراتيجيات!
المغرب – يعد شهر رمضان فرصة ذهبية للتخلص من العادات السلبية وإحداث تغيير إيجابي في الحياة الشخصية، حيث يتيح إمكانية بناء عادات جديدة تساهم في تحسين الحياة على المدى الطويل.
وفيما يلي أفضل الاستراتيجيات الإيجابية التي يمكن اتباعها على الصعيد الشخصي خلال شهر رمضان:
– وضع قائمة “ما يجب التخلص منه”قبل البدء في وضع أهداف رمضان، حاول أن تكتب قائمة بالأشياء التي تعيق تقدمك الروحي والشخصي، مثل الإفراط في تناول الطعام أو قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي أو الانشغال بأحاديث غير مفيدة.
– تحديد أهداف واقعية وقابلة للتحقيقغالبا ما يضع البعض أهدافا طموحة جدا في رمضان، ما يؤدي إلى الإحباط إذا لم يتمكنوا من تحقيقها. الأفضل هو تقسيم الأهداف إلى خطوات صغيرة يسهل الالتزام بها، مثل قراءة جزء واحد من القرآن يوميا بدلا من محاولة ختم المصحف عدة مرات.
– استخدام أسلوب تحفيزي في تحديد الأهداف
تؤثر الطريقة التي نصوغ بها أهدافنا على دافعيتنا لتحقيقها. فبدلا من أن تقول: “لا أريد أن أتأخر عن الصلاة”، قل: “سأستجيب لنداء الصلاة فور سماع الأذان”. فالصياغة الإيجابية تحفز العقل الباطن على التفاعل بشكل أفضل مع الهدف.
لا يعد التدخين مجرد عادة سيئة، بل هو إدمان يؤثر سلبا على الصحة الجسدية والنفسية. ولأن الصيام يجبر الشخص على الامتناع عن التدخين لساعات طويلة، فهو فرصة مثالية للحد منه أو التوقف عنه نهائيا.
كيف تتوقف عن التدخين خلال رمضان؟
استغلال فترة الصيام: عندما تصوم، تكون قد قطعت بالفعل جزءا كبيرا من يومك دون تدخين. حاول تمديد فترة الامتناع بعد الإفطار تدريجيا حتى يصبح يومك بالكامل خاليا من التدخين. استبداله بعادات صحية: عند الشعور بالرغبة في التدخين، اشغل نفسك بشيء آخر، مثل شرب الماء أو تناول الفواكه أو ممارسة تمارين التنفس العميق. الابتعاد عن المحفزات: إذا كنت تدخن بعد تناول القهوة أو بعد وجبة معينة، حاول تغيير هذه العادات حتى لا تربطها بالتدخين. طلب الدعم: أخبر عائلتك وأصدقاءك بنيتك التوقف عن التدخين، واطلب دعمهم، لأن التشجيع يساعد في الاستمرار. عادات الأكليستغل البعض الإفطار والسحور لتناول كميات كبيرة من الطعام غير الصحي، ما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي وزيادة الوزن. لذا يعد الصيام فرصة رائعة لتبني نظام غذائي أكثر توازنا.
كيف تتجنب الأكل غير الصحي؟
ابدأ الإفطار بشكل صحي: لا تبدأ الإفطار بالأطعمة الدسمة أو المقلية، بل تناول التمر مع الماء، ثم شوربة خفيفة وسلطة، قبل الانتقال إلى الوجبة الرئيسية. قلل من الحلويات والمقليات: الحلويات الشرقية مليئة بالسكريات والدهون، ما يؤدي إلى الخمول وزيادة الوزن. حاول استبدالها بالفواكه أو الحلويات الصحية مثل الشوفان بالعسل. اشرب الماء بكثرة: بعض الناس يركزون على المشروبات السكرية والعصائر المصنعة، لكن الماء هو الأفضل لترطيب الجسم ومنع الجفاف. تناول السحور الصحي: بدلا من الأطعمة المالحة والدسمة، تناول وجبة غنية بالبروتينات (كالبيض أو الزبادي) والكربوهيدرات المعقدة (كالشوفان أو الخبز الأسمر) للحفاظ على الطاقة خلال النهار. النوم غير المنتظميعاني كثير من الأشخاص من اضطراب النوم في رمضان، إما بسبب السهر الزائد أو النوم المتقطع. ومع ذلك، يمكن استغلال رمضان لتحسين نمط النوم وجعله أكثر انتظاما.
كيف تنظم نومك في رمضان؟
حاول النوم مبكرا: لا تبق مستيقظا حتى الفجر، بل نم لمدة 4-5 ساعات بعد التراويح، ثم أكمل نومك بعد الفجر. خذ قيلولة قصيرة: النوم لمدة 20-30 دقيقة خلال النهار يمكن أن يساعد في تعويض قلة النوم ليلا. تجنب الشاشات قبل النوم: يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من الهاتف والتلفاز على جودة النوم، لذا حاول إغلاق الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة. قلل من الكافيين: المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي يجب تناولها باعتدال، ويفضل تجنبها قبل النوم بساعات. نصائح إضافية للتخلص من العادات السيئة خلال رمضان– التدرج في التغيير: لا تحاول التوقف عن العادة السيئة (مهما كانت) دفعة واحدة، بل ضع خطة تدريجية.
– البحث عن شريك دعم: وجود شخص يشاركك رحلة التغيير يساعد في زيادة الالتزام.
– إيجاد بدائل إيجابية: استبدل العادات السيئة بأخرى مفيدة، مثل ممارسة الرياضة الخفيفة بدلا من مشاهدة التلفاز لساعات طويلة.
– الصبر والمثابرة: التغيير ليس سهلا، ولكن بالصبر والإصرار، يمكن لأي شخص أن يحول رمضان إلى نقطة انطلاق نحو حياة أفضل.
المصدر: RT