بعض الإضافات الغذائية تؤثر سلبًا على الأطفال.. الأغذية المصنعة.. مدخل للأمراض المزمنة
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
تحتل الأغذية المصّنعة حيزاً كبيراً من اقتصاد الدول الكبرى، حيث تعتبر من القطاعات الأكثر ربحية، غير أن الدراسات العلمية أثبتت في السنوات الأخيرة وجود علاقة بين درجة معالجتها وتأثيرها على الصحة. وقال عدد من المختصين لـ”البلاد” إن أضرار هذه الأغذية على الصحة كبيرة، لذلك ينبغي تجنبها قدر الإمكان.
في البداية، يقول مستشار الإعلام الصحي الصيدلي الدكتور صبحي الحداد: تُعرِّف وزارة الزراعة الأمريكية الطعامَ المُصنَّع بأنه أيِّ سلعةٍ زراعيَّة خام كانت عرضةً للغسل، أو التنظيف، أو الطحن، أو القطع، أو التقطيع، أو التدفئة، أو البسترة، أو الطَّهي، والتعليب والتَّجميد والتجفيف والخلط والتعبئة أو غيرها من الإجراءات التي تغيِّر الطعام من حالته الطبيعية. واستنادًا إلى هذا التعريف، فإن جميع الأطعمة هي أطعمة مصنعة إلى حدٍّ ما. ولكن بعض طرق تصنيع الطعام الحديثة تنزع المغذيات، وعلى سبيل المثال، يُزيل الطحن النخالة والقشرة من الحبوب، وبذلك يُزيل الألياف، والحديد، والعديد من فيتامين (ب) منها، كما تضيف المعالجة مواد إضافية مثل المواد الحافظة (البنزوات، والسوربات، والنتريت، والسلفيت، وحامض الستريك)؛ والألوان الاصطناعية، والنكهات، والمحليات؛ والمثبتات؛ والمستحلبات؛ والفيتامينات والمعادن الاصطناعية والمضافات الأخرى بما في ذلك الملح، وغلوتامات أحادي الصوديوم (MSG)، والسكر، والدهون، والزيوت المكررة.
ويؤكد د. الحداد أنه يمكن لبعض الإضافات الغذائية أن تؤثر سلبًا على الأطفال بشكل خاص، حيث أصبحت الأطعمة فائقة المعالجة (على سبيل المثال، الحلوى، والوجبات الخفيفة المالحة، والمشروبات المحلاة بالسكر، والوجبات الجاهزة للأكل، والوجبات السريعة) شائعة بشكل متزايد، وتشكل ما يقرب من نصف الإمدادات الغذائية في العديد من البلدان.
وأضاف: تكون هذه الأغذية مصنوعة من مُكَوِّنات غير مكلفة -بما في ذلك الدهون غير الصحية، والحبوب المحسنة، والنشاء، والسكر والملح المضافين- التي غالبًا ما تترافق مع الإضافات الغذائية (الألوان الاصطناعية، والنكهات، والمواد الحافظة) لجعلها غير مكلفة ولذيذة بشكلٍ استثنائي وإطالة مدة صلاحيتها.
وأشار إلى أن هذه الأطعمة تتسبب في زيادة الوزن وقلة وارد العناصر الغذائية القيِّمة، مما يزيد من خطر مقاومة الأنسولين وربما اضطرابات أخرى (مثل داء الشريان التاجي، والإكتئاب ومتلازمة الأمعاء المتهيجة، والسرطان، وحتى الوفاة المبكرة).
وتعرّف استاذة الغذاء والتغذية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة جميلة بنت محمد هاشمي الأغذية المصنعة بقولها: هي أغذية تم تصنيعها باستخدام طرق تصنيع مختلفة مع استخدام تكنولوجيا الغذاء في محاولة للحفاظ على جودة الغذاء المصنع وحفظه لمدة طويله دون ان يتعرض للتلف. وعادة ما تحتوي هذه الأطعمة على كميات كبيره من الملح أو السكر أو الدهون، وهذا بدوره يزيد من السعرات الحرارية المستهلكة.
وأضافت: من الأمثلة الشائعة على الأغذية المصنعة الوجبات السريعة، حبوب الافطار السريعة التجهيز، المشروبات الغازية، الزيوت النباتية خاصة زيت الذرة ودوار الشمس المعدلة جينياً، وزيت الكانولا… إلخ، أيضا الدهون المهدرجة والتي يتم فيها تحويل الزيت السائل إلى دهن صلب بإضافة غاز الهيدروجين، واللحوم المصنعة مثل النقانق، المرتديلا والتي يضاف لها أملاح النترات والنتريت لتحسن لونها وكمادة حافظة صناعية، كذلك تستخدم الألوان ومواد حافظة كيماوية في عمليات التصنيع.
وتؤكد بروف جميلة أن استهلاك مثل هذه الأطعمة يضر بالصحة، خاصة إذا تم استهلاكها بصورة مستمرة ولأكثر من مرة في اليوم الواحد. فقد أثبتت بعض الدراسات أن إستهلاك الوجبات السريعة والدهون المهدرجة قديتتسبب في الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. ومضت قائلة: زيادة استهلاك هذه الأطعمة تؤدي إلى السمنة وما يرتبط بها من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. كما أن احتواء هذه الأغذية المصنعة على كميات كبيرة من الملح أو السكر أو الدهون (وهذه الثلاثة هي المسؤولة عن إعطاء الطعم واللذة للطعام)، فإن ذلك قد يؤدي الى الإدمان عليها وطلب المزيد والمزيد منها، هنا تصبح كالإدمان على التدخين والمخدرات وغيرها من أنواع الإدمان، لذلك وجب رفع وعي المستهلك بضرر هذا النوع من الأغذية المصنعة واستبدالها بأخرى طبيعية لضمان صحة أفضل.
وتؤكد أخصائية الغذاء والتغذية هند مجدي أبو يونس، بأن توافر وسرعة الأغذية فائقة المعالجة والاستهلاك الفوري يشجعان الاستهلاك في شكل “وجبات خفيفة” وليس كجزء من وجبة منظمة (مثل الوجبات الخفيفة والحبوب والمشروبات المحلاة والأطباق الشخصية السريعة التحضير والحساء الفوري وما إلى ذلك)، قد تكون الأطعمة فائقة المعالجة أرخص من الأطعمة الطازجة ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى الكثير من الاستهلاك.
وتشير الإخصائية هند إلى أن الدراسات العلمية أثبتت في السنوات الأخيرة وجود علاقة بين درجة معالجة الأطعمة الأخرى وتأثيرها على الصحة. حيث تم استنتاج أن الزيادة في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة على حساب المنتجات الغذائية الأخرى مرتبطة بحالات مثل زيادة السمنة وزيادة الوزن، وزيادة الأمراض المزمنة، وزيادة مخاطر (10٪ على الأقل) الإصابة بأمراض في أنواع مختلفة من السرطان، وتغير في الميكروبيوم (تكوين البكتيريا في الجهاز الهضمي)، وزيادة في مؤشرات الالتهاب في الجسم، وزيادة الأمراض والشيخوخة المبكرة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الأغذیة المصنعة فائقة المعالجة هذه الأطعمة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال ينصب بوابة حديدية على مدخل جنين.. واعتقالات واسعة بالضفة
نصب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بوابة حديدية على المدخل الغربي لمخيم جنين، فيما شن حملة مداهمات واعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وذكر شهود عيان أنّ آليات عسكرية إسرائيلية عملت على نصب بوابة حديدية، على المدخل الغربي لمخيم جنين للاجئين، مشيرين إلى أن "الآليات تعمل على تجريف الموقع، وسط إطلاق قنابل دخانية وغازية".
ومنذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مخيم جنين، قبل أن يوسعها إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.
بدورها، قالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين في بيان لها اليوم الأربعاء، إنّ "قوات الاحتلال صعّدت من وتيرة جرائمها في مدينة ومخيم جنين خلال عدوانها الوحشي المستمر منذ 93 يوما"، منوها إلى أن الاحتلال ينفذ عمليات تجريف وإحراق واسعة لمنازل المواطنين، ويحوّل عدد منها إلى ثكنات عسكرية.
وذكرت اللجنة أن قوات الاحتلال تفرض تعتيما كاملا على جرائمها، تزامنا مع تواصل عمليات الهدم داخل مخيم جنين والتي طالت نحو 600 منزل بشكل كامل، إضافة إلى الأضرار الجزئية في كافة بيوت ومنازل المخيم، والتي أصبحت غير صالحة للسكن.
وأشارت إلى أنه "خلال اجتياح الاحتلال لمدينة ومخيم جنين استشهد 40 مواطنا، فيما شهد العدوان اقتحاما للدبابات وذلك لأول مرة منذ عام 2002، إضافة إلى نزوح نحو 21 ألف فلسطيني من المخيم نتيجة العمليات العسكرية، أي ما يقارب 90 بالمئة من سكان المخيم نزحوا قسرا".
وأوضحت أن "الاحتلال دمر 3250 وحدة سكنية بشكل كامل أو جزئي أو تم حرقها، إلى جانب 93 مبنى سكني ينوي الاحتلال هدمه، ويضم نحو 300 وحدة سكنية"، مضيفة أن "عدوان الاحتلال تسبب في انقطاع المياه والكهرباء ونقص حاد في الطعام والاحتياجات الأساسية للأطفال في مخيم جنين".
دعوة لإيواء النازحين
وتابعت: "توقفت المدارس والخدمات الصحية في مخيم جنين، فيما اعتقلت قوات الاحتلال منذ بداية العدوان 318 فلسطينيا من جنين ومخيمها، إضافة إلى إخضاع العشرات للتحقيق الميداني، بينما نفذت قوات الاحتلال نحو 829 عملية مداهمة، و15 عملية قصف جوي لأهداف مختلفة".
وأهابت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، بضرورة العمل بشكل حثيث للمساعدة في إيواء النازحين من جنين، وتوفير المنازل المتنقلة بشكل مؤقت لهم، وتلبية احتياجاتهم الأساسية والعاجلة.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 955 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وفي سياق متصل، شنت قوات الاحتلال فجر اليوم، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وتركزت في بلدتي كوبر شمال غرب رام الله وسلواد شمال شرق رام الله.
واعتقلت قوات الاحتلال 16 مواطنا خلال اقتحامها قرية كوبر شمال رام الله، بينهم الأسيرة المحررة حنان البرغوثي، وعاصف البرغوثي.
اعتقالات في بلدة كوبر
وطالت اعتقالات الاحتلال عددا من أهالي بلدة كوبر، وذلك خلال الاقتحام الذي استمر لساعات، فيما احتجزت العشرات من الشبان، وقامت باستجوابهم بعد أن حولت منزل الأسير المحرر نائل البرغوثي إلى مركز تحقيق ميداني.
وفي سلواد، اعتقلت قوات الاحتلال المواطنين: رسلان احمد رسلان الطويل، وبراء جميل مرعي حامد، بعد مداهمة منزليهما والعبث بمحتوياتهما.
في غضون ذلك، داهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين في بلدة العيساوية شرق مدينة القدس المحتلة، واعتقلت الشاب رضا عبيد.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وداهمت منزل الأسير المحرر بشار فارس نصاصرة واعتلقت نجله ليث (24 عاما)، إضافة إلى اعتقال الشاب فؤاد زياد نصاصرة (18 عاما)، بعد مداهمة وتفتيش منزل ذويه والعبث بمحتوياته.
وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها العسكرية على الحواجز المنتشرة في محيط مدينة نابلس، وأجرت تفتيشا للمركبات.
وفي السياق ذاته، قامت قوات الاحتلال بتشديد إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا العسكري بالأغوار الشمالية، ما أعاق تنقلات المواطنين خاصة المتوجهين إلى الأغوار، وتسبب بأزمة مركبات وطابور على طول مئات الأمتار.
وداهمت قوات الاحتلال بلدة نحالين غرب بيت لحم، واعتقلت الأسير المحرر صالح محمود شكارنة، إلى جانب اعتقال عدد من الأطفال والشبان خلال اقتحام بلدة الخضر جنوب المدينة.
وتمركزت قوات الاحتلال في عدة مناطق، أهمها: البلدة القديمة، والبالوع، والجامع الكبير، والبوابة، وحارة ابو صرة، جبل ابو رمدان، وداهمت منازل المواطنين، وفتشتها، واعتقلت عددا من الأطفال والشبان، بعد التحقيق معهم ميدانيا.