الثورة نت../

ظلت المخابرات الأمريكية على مدى نحو خمسة عقود، تبحث عن أدوات ووسائل لتدمير العملية التعليمية في الجمهورية اليمنية، مستغلة ضعف السلطات المتعاقبة وحاجتها المادية لتطوير التعليم وإحداث بنية تحتية لكافة مراحله.

وفي حين كانت المخابرات الأمريكية والغربية، تُدرك مدى احتياج اليمن لدعم جهوده في تحديث العملية التعليمية بمختلف مراحله الأساسية والثانوية والأكاديمية، بادرت بعرض تقديم دعم للتعليم في ظاهره الرحمة وباطنه العذاب من خلال استهداف المناهج التعليمية، وتضمينها مفاهيم دخيلة وتدمير وسائل القراءة والكتابة، وكذا استهداف التدريب التربوي.

المبادرات الأمريكية والغربية، تلك لم ولن تأتي من أجل مصلحة اليمن واليمنيين لكن غرضها تدمير التعليم واستهداف بنيته الأساسية وتوجيهه بما يخدم مصالح أمريكا والغرب، في محاولة لإفشال التعليم وحرفه عن مساره الصحيح في خدمة التنمية بمختلف مجالاتها.

ووفقاً لاعترافات خلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية فيما يتعلق بالاستراتيجية الأمريكية لضرب التعليم في اليمن، فإن الأهداف الخفية تتمثل في إضعاف التعليم والتدريب والإشراف التربوي وإيجاد بيئة طاردة للطلاب، وإدخال مصطلحات ومفاهيم غير لائقة في مناهج التعليم، وكذا إدخال رموز أجنبية واحتفال بالمناسبات والأعياد الخارجية، لإفساد الأجيال اليمنية.

ركزت المخابرات الأمريكية، في استهداف العملية التعليمية باليمن، عبر عملائها على الصفوف الأولى “1 – 3″، بهدف إيجاد مناهج تتضمن مفردات ومصطلحات ومفاهيم يصعب على الطلاب فهمها ووضع عراقيل أمامهم بغرض عزوفهم عن التعليم والاكتفاء بالمعلومات اليسيرة التي يتلقونها في المدارس نتيجة ضعف المناهج التعليمية.

وحسب اعترافات عناصر شبكة التجسس، فإن الوكالة الأمريكية للتنمية كان لها اليد الطولى في هذا الجانب باهتمامها بمناهج التعليم وتغييرها، خاصة القراءة والحساب لطلاب الصفوف “1 – 3 “، بدرجة رئيسية كون هذه الحلقة هي الأهم في التعليم وبناؤها بشكل صحيح يضمن مخرجات سليمة في بقية مراحل التعليم وصولاً إلى التعليم العالي.

وأكدت الاعترافات أن المخابرات الأمريكية، استهدفت معلمي وطلاب الصفوف الأولى عبر مشروع “اقرأ”، أو ما يسمى بـ”القراءة المبكرة” الذي يركز على معلمي وطلاب الصفوف الأول حتى الخامس، للتأثير على آلية ووسيلة نقل المعلم للمعلومة إلى الطالب بإدخال الطريقة الأمريكية التي يقوم الأستاذ من خلالها بتعليم الطالب بحجة إيصال المعلومة الصحيحة بطرق حديثة ومتطورة، هدفها ليس إيصال المعلومة، ولكن التأثير على أداء المعلمين في التدريس وفق الطريقة الأمريكية والعمل على فرض العادات والتقاليد الأمريكية في المدارس، فيما يتعلق باختلاط الطلاب والطالبات والتأثير على عقليتهم في سن مبكرة.

عملت المخابرات الأمريكية منذ سنوات طويلة على استهداف التعليم باليمن، كركيزة أساسية من ركائز النهوض الحضاري، وركزت على تغيير المناهج بالعمل تحت غطاء عدة مشاريع وعناوين متشابكة، وحرصت على إعداد مناهج تنتج أجيالاً معاقة لا تفقه في دينها ولا تمتلك العلم والمعرفة ولا الأخلاق ولا تستطيع حتى أن تقرأ أو تكتب كما ينبغي.

وكشفت اعترافات خلية التجسس عن وثيقة المناهج التي فرضتها المخابرات الأمريكية، الإسرائيلية على وزارة التربية والتعليم، والمتمثلة بالسياسات والأسس والمنطلقات والفلسفة التربوية، التي يتم على أساسها بناء مناهج المواد الدراسية للتعليم الأساسي والثانوي.

وبينت الاعترافات أن الوثيقة لم تتح لوزارة التربية والتعليم فرصة مراجعتها أو إبداء تعديلات عليها، وإنما تم فرضها كوثيقة نهائية، على ضوئها يتم اعتماد مناهج التعليم في اليمن، بما تتضمنه من أهداف خفية تتمثل باستمرار تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية لضرب التعليم وإفراغه من محتواه، واستهداف بقية جوانب العملية المتمثلة في الطالب والمعلم والمدرسة والوزارة، ومواصلة العمل في تغيير المناهج التعليمية بحسب توجيهات المخابرات الأمريكية، واستقطاب وتجنيد أكبر عدد من المسؤولين في الوزارة لتنفيذ الأجندة الأمريكية والغربية.

ووفقاً لاعترافات خلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية، فإن ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وضعت حداً للنفوذ الأمريكي والغربي والتدخل في مختلف المجالات بما فيها قطاع التعليم، والذي تم تقليص نفوذ المشاريع الأجنبية التآمرية بوزارة التربية والتعليم، ما دفع المخابرات الأمريكية للبحث عن بدائل للتحرك من خلالها في مختلف القطاعات لتنفيذ أجندة تخريبية سبق وأن وضعتها على قائمة أولوياتها.

أربعون عاماً من السيطرة الأمريكية على إعداد المناهج التعليمية في اليمن، كانت بمثابة دروس لليمنيين يتطلب استيعابها للحفاظ على الهوية اليمنية من خلال تضمين مناهج التعليم مفاهيم ومصطلحات تعزز من الولاء والانتماء الوطني في نفوس الأجيال وأهمية دورهم في تحمل مسؤولية مستقبل بناء اليمن الآمن والمستقر البعيد عن الوصاية والهيمنة الخارجية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المخابرات الأمریکیة المناهج التعلیمیة مناهج التعلیم فی الیمن

إقرأ أيضاً:

عملية مزعومة لـCIA لاغتيال مادورو.. فنزويلا تكشف تفاصيل وتعتقل عنصر بالبحرية الأمريكية

(CNN)-- قالت فنزويلا إنها ألقت القبض على 6 أجانب، من بينهم جندي في البحرية الأمريكية، بتهمة مؤامرة مزعومة لزعزعة استقرار البلاد التي تعاني من أزمة منذ الانتخابات المتنازع عليها في وقت سابق من هذا العام.

وادعى وزير الداخلية الفنزويلي، ديوسدادو كابيلو، أن المؤامرة المزعومة كانت بقيادة وكالة المخابرات المركزية "CIA"، وتهدف إلى اغتيال زعيم البلاد، نيكولاس مادورو، في حين رفضت وزارة الخارجية الأمريكية هذا الادعاء ووصفته بأنه "كاذب بشكل قاطع".

وفي مؤتمر صحفي، السبت، حدد كابيلو هوية جندي البحرية المزعوم بأنه ويليام جوزيف كاستانيدا غوميز، وادعى أنه كان قائد العملية، كما ذكر الوزير اسم اثنين آخرين من الأمريكيين المحتجزين: ديفيد إستريلا وآرون باريت لوجان.

وقال الوزير إنه بالإضافة إلى الأمريكيين، تم اعتقال مواطنين إسبانيين - خوسيه ماريا باسوا فالدوفينوس وأندريس مارتينيز أداسمي - ومواطن تشيكي واحد هو جان دارموفزال، مضيفا أن السلطات الفنزويلية صادرت أيضا 400 بندقية أمريكية مرتبطة بالمؤامرة المزعومة.

وقال كابيلو في المؤتمر الصحفي إن وكالة المخابرات المركزية في طليعة هذه العملية، مدعيا أن مركز المخابرات الوطنية الإسبانية متورطة أيضا. وأضاف: "هذا لا يفاجئنا على الإطلاق".

وزعم أن العملية كان لها "أهداف واضحة للغاية تتمثل في اغتيال الرئيس نيكولاس مادورو" وغيره من السياسيين الفنزويليين رفيعي المستوى بما في ذلك شخصه ونائب الرئيس.

من جهته نفت وزارة الخارجية الأمريكية هذه المزاعم. في حين أكد متحدث باسم الجيش، السبت، اعتقال عضو في الجيش الأمريكي في فنزويلا، وأن الوزارة “على علم بتقارير غير مؤكدة عن اعتقال مواطنين أمريكيين إضافيين” في البلاد.

ويأتي هذا الاتهام في الوقت الذي ترفض فيه المعارضة الفنزويلية والعديد من زعماء أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الاعتراف بفوز مادورو المثير للجدل في الانتخابات، والذي أعقبته احتجاجات دامية تم خلالها اعتقال الآلاف.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير التعليم: مواد المرحلة الثانوية أصبحت أقل وتم حذف الحشو
  • عملية مزعومة لـCIA لاغتيال مادورو.. فنزويلا تكشف تفاصيل وتعتقل عنصر بالبحرية الأمريكية
  • مليشيا الحوثي تعطل العملية التعليمية في جامعة إب تزامنًا مع المولد
  • أين وصلت مراجعة ساعات العمل بقطاع التعليم التي وعدت بها الوزارة كجزء من الاتفاق؟
  • التعليم: 6 منصات رقمية وتطبيقات ذكية تدعم مسيرة الطلاب التعليمية
  • التعليم العالي تستضيف الدورة الرابعة لـ اللجنة التعليمية المشتركة المصرية الكويتية
  • «الأرشيف الوطني» يضيء على تطور التعليم واستدامته في الإمارات
  • "الأرشيف والمكتبة الوطنية" يضيء على قفزات التعليم في الإمارات
  • تحقيق يفضح التحرش الجنسي في وكالة المخابرات الأمريكية
  • البرلمان العربي يدين استهداف الاحتلال مدرسة تابعة للأونروا بقطاع غزة