"مليون امرأة عاملة فقط".. ما أسباب التراجع في إقبال النساء على العمل بالعراق؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
بدأت أغلب النساء في العراق يبحثن عن الوظيفة الحكومية أو إدارة أعمالهن الخاصة بعيداً عن إشراف الرجال في ظل ارتفاع حالات المضايقة والتحرش بهن سواء اللفظي أو الجسدي، فضلاً عن قلة الأجور وزيادة ساعات العمل وغيرها من الأسباب التي أدت إلى عزوف المرأة عن الدخول إلى سوق العمل في القطاع الخاص.
وبحسب إحصائيات منظمة العمل الدولية، فإن هناك 13 مليون امرأة في سن العمل في العراق، منهن مليون امرأة فقط من يمارسن العمل، و70% منهن يعلمن في القطاع الحكومي، وعدد النساء العاملات في القطاع الخاص لا يتجاوز 300 ألف امرأة، "وهو مؤشر خطير يجب على الجميع الانتباه إليه ومحاولة فهم أسباب عزوف المرأة عن الدخول إلى سوق العمل في القطاع الخاص"، وفق رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق الدكتور فاضل الغراوي.
ويشير الغراوي، إلى أن "أهم الانتهاكات المؤشرة هي قلة الأجور وزيادة ساعات العمل وتشغيل النساء في أعمال خطرة وخصوصاً في المصانع ووجود حالات تحرش أثناء العمل".
وهذا ما تؤكد عليه المواطنة أم شهد من بغداد، التي كشفت عن وجود تخوف لدى الكثير من النساء للانخراط في سوق العمل بالقطاع الخاص، مبينة، أن "بعض أصحاب العمل يقومون بابتزاز العاملات جنسياً مقابل قبولهن في الوظيفة وبأجور جيدة، وفي حال رفضهن يتم تقليل الراتب إلى النصف، وهذا ما حصل معي أيضاً".
وتضيف السيدة المنفصلة عن زوجها، "لذلك تركت العمل في القطاع الخاص لتجنب التحرش والكلام الجارح وغير ذلك، وبدأت العمل في داخل البيت بصناعة المعجنات والكيك والكليجة وغيرها وعرضها وبيعها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي".
وتلفت إلى أن "أغلب النساء يفضلن الوظيفة الحكومية نظراً لقلة وجود ابتزاز للنساء فيها، فضلاً عن المساواة في العمل والأجور ووجود قوانين تنظم سير العمل وتثبت حقوق الموظف".
بدورها، تشير المدير التنفيذي لجمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، ريا فائق، إلى أن "المرأة العاملة في العراق تواجه تحديات متعددة تشمل التمييز في بيئة العمل، وعدم المساواة في الأجور، وضعف فرص التدريب والتطوير المهني، فضلاً عن الضغوط الاجتماعية والثقافية التي تحد من مشاركتها الفعالة في سوق العمل".
وتؤكد فائق، أن "رغم الجهود المبذولة لتحسين أوضاع المرأة العاملة، لا تزال هذه التحديات تشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق التوازن بين الجنسين وتعزيز حقوق المرأة في المجتمع العراقي".
وتوضح، أن "تمكين المرأة العاملة يتطلب جهوداً جماعية تتضمن تحسين التشريعات والسياسات، وتعزيز وعي المجتمع بأهمية دور المرأة في جميع القطاعات".
وعن التحديات التي تواجهها المرأة العاملة، تذكر فائق، أن "المرأة قد تتعرض لمضايقات وتحرش جنسي في مكان العمل، مما يجعل البيئة غير آمنة ومريحة، بالإضافة إلى الفجوة في الأجور مقارنة بالرجال، حتى عند القيام بنفس المهام، وقد تجد المرأة صعوبة في الحصول على الترقيات بسبب التمييز أو تفضيل الرجال في المناصب القيادية".
وتتابع حديثها عن التحديات، أن "في بعض الأحيان، تكون عقود العمل في القطاع الخاص غير مستقرة، مما يعرض المرأة لخطر فقدان الوظيفة دون سبب واضح، إلى جانب عدم توافر الدعم للنساء الأمهات اللواتي قد يواجهن صعوبة في التوفيق بين العمل ورعاية الأطفال بسبب عدم وجود دعم كافٍ مثل إجازة الأمومة أو خدمات الرعاية".
أما فيما يخص الطرق القانونية لحماية المرأة العاملة، فتدعو فائق، إلى أن "تكون المرأة على دراية بقوانين مكافحة التحرش في العراق، مثل المواد التي تنص على معاقبة التحرش الجنسي، وإذا تعرضت للتحرش، يجب عليها الإبلاغ عنه فوراً للسلطات المختصة، مثل الشرطة أو الإدارة القانونية في مكان العمل، كما من المهم الاحتفاظ بأي أدلة مثل الرسائل أو الشهادات التي قد تدعم شكواها".
وعن حماية الحقوق المادية للمرأة، تؤكد فائق على ضرورة "التأكد من توقيع عقد عمل مكتوب يتضمن جميع الحقوق والواجبات، بما في ذلك الراتب والبدلات وساعات العمل، وفي حال تم انتهاك حقوقها المالية، يمكن للمرأة اللجوء إلى القضاء لرفع دعوى للمطالبة بحقوقها، وكذلك فيما يتعلق بالمساواة في الأجور إذا كانت تقوم بنفس العمل الذي يقوم به الرجل".
وتكمل في نصائحها: "وكذلك يمكن للمرأة أن تنضم إلى النقابات العمالية التي تعمل على حماية حقوق العمال وتقديم الدعم القانوني في حال حدوث أي انتهاك، كما من المهم الاستعانة بمحامي مختص بالقوانين العمالية للحصول على المشورة القانونية اللازمة والتوجيه في حالة حدوث أي انتهاك لحقوقها".
وتؤكد فائق في نهاية حديثها، أن "هذه الطرق تساعد المرأة على مواجهة التحديات في مكان العمل وحماية نفسها وحقوقها من أي انتهاكات".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار العمل فی القطاع الخاص المرأة العاملة فی العراق سوق العمل إلى أن
إقرأ أيضاً:
بطالة العمال في العراق.. أكثر من 20% بوجود مليون عامل أجنبي
الاقتصاد نيوز - بغداد
رغم أن بطالة العمال في العراق تزيد على 20%، وفقاً لاتحاد نقابات العمال، الا أن نحو مليون عامل أجنبي يعملون في البلاد، ما يلقي بآثار سلبية على وضعية العمال العراقيين.
تحتفل العديد من دول العالم في الأول من شهر أيار بـ"عيد العمال"، ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في أكثر من 100 دولة، ومنها العراق.
وقال رئيس اتحاد نقابات العمال ستار دنبوس، إن "أهم شيء هو تسجيل العامل تحت مظلة الضمان الاجتماعي، لكي يضمن حقه وحق عائلته في المستقبل".
وأوضح أنه "منذ 2003 وإلى 2010 تقريباً كان عدد المسجلين تحت مظلة الضمان الاجتماعي 350 ألف عامل فقط، وهذا رقم بسيط جداً بالنسبة للعراق الذي فيه أكثر من 15 مليون عامل".
أكثر من 850 ألف عامل تحت مظلة الضمان
واستدرك ستار دنبوس: "الان العدد في تصاعد ووصل الى أكثر من 850 ألف عامل تحت مظلة الضمان الاجتماعي، وهذا رقم جيد جداً بالنسبة للأرقام القديمة".
قانون العمل يحدد الفئة العمرية من 15 عاماً فصعوداً، أما دون ذلك فيحاسب عليه القانون، باستثناء الأب إذا يقوم بتعليم إبنه المهنة، وفقاً لستار دنبوس.
مليون عامل أجنبي في العراق
بخصوص أعداد اليد العاملة الأجنبية في العراق، رأى رئيس اتحاد نقابات العمال أن "الأرقام مخيفة جداً، وبحسب احصاءات وزارات العمل والتخطيط والداخلية هنالك أكثر من مليون عامل أجنبي في العراق، في وقت يعاني العراق أصلاً من البطالة".
وذكر أن "نسبة البطالة في الطبقة العمالية في العراق بحسب وزارتي التخطيط والعمل يقيمونها بحوالي 13%، ولكن أنا أعتقد أن النسبة هي أكثر من 20%، في ظل جيوش الخريجين من الجامعات والمعاهد والكليات، وفي ظل أن الدولة أعلنت قبل سنتين أنه الا توجد تعيينات، الا حسب حاجة الوزارات".
بشأن أجور العمال وتقاعدهم، قال ستار دنبوس: طعندما كانوا 350 الف عامل فقط مضمونين كانت الأجور للعامل المتقاعد 150-250 الف دينار، ويتسلمه بين شهر وآخر".
ولفت الى أنه "وبعد استثمار أموال الصندوق أصبح الحد الأدنى للأجور 350 ألف دينار وهو مبلغ جداً بسيط مقارنة بالأسعار السائدة في السوق"، منتقداً "قيام الوزارات، كالبلديات، ببخس حقوق العمال".
أجر العامل العراقي أقل من نظيره بدول العالم
مقارنة بأجور عمال التنظيف بين العراق ودول العالم، قال رئيس اتحاد نقابات العمال إن "عمال التنظيف والبلديات في دول العالم يتسلمون أجوراً مرتفعة، وفي كل سنة تعقد منظمة العمل الدولية مؤتمرها في جنيف، ونطّلع على أجور عمال التنظيف في دول العالم، حيث الحد الأدنى للأجر هو 3000 دولار، بينما أجر العامل العراقي هو 100 دولار تقريباً".
تقول منظمة العمل الدولية إن عدد العمال الذين يعيشون في فقر مدقع، والذين يكسبون أقل من 2.15 دولار في اليوم للشخص الواحد، ارتفع بنحو مليون شخص على مستوى العالم.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام