اللغة هي أحد العناوين الرئيسة لثقافات الشعوب المختلفة، ومن نعم الله علينا أن لغتنا العربية اكتسبت فخرا وعزا ومجدا لم يحصل لأي لغة في العالم، لارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي والقرآن الكريم، فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم، ولتنزل بها الرسالة الخاتمة، قال تعالى:”إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون”، ومن هذا المنطلق، ندرك عميق الصلة بين العربية والإسلام، كما أن الله تكفَّل الله بحفظ هذه اللغة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”.
ما نشاهده اليوم من تهميش للغتنا العربية سواء في التعاملات اليومية أو في أسماء المحالّ والأنشطة التجارية اليومية، يدعو للحزن، فهل يعقل أن نكون في مهبط الوحي الذي نزل بلغة عربية على رسول عربي وأسماء المحالّ بلغة أجنبية، والمتحدث معك بلغة أجنبية؟ وممّا زاد الطين بِلّة أن حتى سيارات أجهزتنا الأمنية المختلفة، أصبحت تكتب باللغة الإنجليزية دون كتابة اللغة العربية، وهذا الأمر يدعو للتساؤل والحيرة والاستغراب والتعجُّب وكل علامات الاستفهام.
أنا أتفهم أننا اليوم نسعى أن نكون وجهة سياحية عالمية، ويقصدها الكثير من دول العالم، وهذا يجعلنا فخورين بهذه الإنجازات والطموحات التي تحققت على أرض الواقع، وأتفهم أن اللغة الإنجليزية لغة عالمية، لكن أن نلغي استخدام لغتنا العربية لمصلحة لغة أخرى، فهذا أمر غير مفهوم، وأنا أتحدى أن نشاهد هذا الأمر في أي مكان في العالم، فمثلاً هل نتوقع أن بريطانيا أو أمريكا أو أستراليا سوف تكتب أسماء محالّها وسيارات أجهزتها المختلفة باللغة العربية عوضاً عن اللغة الإنجليزية، وهذا يعتبر مخالف للعديد من الأوامر الملكية التي صدرت بالتشديد على استخدام حروف اللغة العربية في أسماء المحال حتى لو كانت مسمياتها أجنبية، كلي أمل بأن تجد هذه الظاهرة الاهتمام والعناية من الجهات المعنية، وتكون لغتنا العربية، الأولى في استخداماتنا اليومية، وكلنا في خدمة الوطن.
naifalbrgani@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: لغتنا العربیة
إقرأ أيضاً:
وهب روميًة.. رحيل هادئ لأديب أثرى اللغة العربية
فقد المشهد الثقافي العربي، الثلاثاء الماضي، باحثاً وناقداً، عرفه المثقفون والأدباء من خلال مؤلفاته القيَمة، التي غلبت عليها الجدة، وتميزت بالعمق، واشتهر لدى الشارع العربي، في عام 2024 عضو لجنة تحكيم برنامج "أمير الشعراء" بموسمه الـ11.. إنه الأديب السوري وهب أحمد رُومِيَّة.
توفي روميًة عن عمر ناهز 81 عامًا، ونعاه مجمع اللغة العربية بدمشق، الذي كان عضوا فيه، وهو من مواليد اللاذقية عام 1944، وحصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق عام 1967، ثم تابع دراسته في جامعة القاهرة بمصر، وحصل على ماجستير في الدراسات الأدبية، ثم نال درجة الدكتوراة في ا لأدب القديم من نفس الجامعة، عام 1977، بمرتبة الشرف.ولدى عودته من مصر عمل مدرِّسًا للأدب القديم في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دمشق عام 1978، كما عمل أستاذًا أكاديميا في عدة جهات، منها معهد اللغات الأول في بكين، بالصين، وجامعة قسنطينة بالجزائر، وجامعة صنعاء باليمن، كما عمل في الكويت كأستاذ مشارك بقسم اللغة العربية.
وعمل أيضا بجامعة دمشق، أستاذًا للأدب القديم، وعُيِّن عميدًا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة، عام 2009، كما درَّس في رحلته التعليمية عددًا من المقرَّرات: الأدب الجاهلي، والأدب الأموي، والأدب العباسي، وعلم الأسلوب، وأدب الطفل، والدراسات الفنية والجمالية.
وأثناء عمله الأكاديمي أشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة دمشق، وشارك في مناقشة عدد من الرسائل والأطروحات في جامعة دمشق، وجامعة حلب، وجامعة اللاذقية، وجامعة قسنطينة بالجزائر.
قدم رومية خدمات جليلة للثقافة وللغة العربية فقد كان عضوا بمجمع اللغة العربية بدمشق منذ 2016، كما عمل رئيس تحرير مجلة جامعة دمشق للعلوم الإنسانية، وعضو هيئة تحرير مجلة التراث العربي، في اتحاد الكتَّاب العرب، وعضو لجنة الترقية العلمية في: جامعة دمشق، وجامعة اللاذقية، وجامعة مؤتة بالأردن، أيضا كان باحثا محكَّما في: (سلسلة عالم المعرفة - الكويت)، و(مؤسسة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري - الكويت)، و(حوليات كلية الآداب - الكويت)، و(مجلة الدراسات العربية والإسلامية - الإمارات)، و(مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية)، و(مجلة بحوث جامعة حلب) وغيرها.
وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الأدبية محليا، ودوليا، كما تم انتخابه عضوًا عاملًا في مجمع اللغة العربية بدمشق في 2016، خلَفًا للشاعر سليمان العيسى، وشارك الدكتور رومية في أعمال عدد من لجان المجمع، منها: لجنة اللغة العربية وعلومها، ولجنة مجلة المجمع، ولجنة النشاط الثقافي، ولجنة المخطوطات وإحياء التراث، ولجنة المكتبة.
وصدرت له عدة مؤلفات، منها (قصيدة المدح حتى نهاية العصر الأموي بين الأصول والإحياء والتجديد) و(الرحلة في القصيدة الجاهلية) و (بنية القصيدة العربية) و(شعرنا القديم والنقد الجديد)، و(الشعر والناقد: من التشكيل إلى الرؤيا) و(الذاكرة: التناصُّ بين الشعر العربي في القرن العشرين والشعر الجاهلي)، و (من قضايا الثقافة).
وكان رومية نشيطاً في كتابة البحوث والمقالات، فكتب مجموعة من البحوث والمقالات في نقد الأدب العربي القديم والمعاصر في الدوريات الأدبية والثقافية، وعدد من المجلات؛ منها: (مجلة إبداع- القاهرة)، و(مجلة التراث العربي- دمشق)، و(مجلة المعرفة- دمشق)، و(مجلة فصول- القاهرة)، وغيرها.
وبفضل جهوده المتميزة نال رومية جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، عن كتابه شعرنا القديم والنقد الجديد، عام 2007، وجائزة الدولة التقديرية في مجال النقد من وِزارة الثقافة السورية، عام 2020، وجائزة مؤسسة البابطين الثقافية للإبداع الشعري الدورة 19، ثم جائزة الإبداع في نقد الشعر، عن كتابه "الشعر والذاكرة: التناصُّ بين الشعر العربي في القرن العشرين والشعر الجاهلي".