كشفت الكاتبة سهير عبدالحميد، مؤلفة كتاب «ناحوم أفندي»، كواليس كتابة أحدث مؤلفاتها، ودوافع العمل على الكتاب، وظروف نشأة الحركة الصهيونية، وموقف اليهود المصريين والحاخام الإسرائيلى من هذه الحركة. وتحدثت «عبدالحميد»، فى حوارها لـ«الوطن»، عن الكتاب باعتباره جزءاً من مشروعها فى الكتابة التاريخية، والمنهج المتبع فى هذه الكتابات، وأبرز المعايير المتبعة عند الكتابة، وكيفية انتقاء المصادر والمراجع العلمية التى تستعين بها.

سهير عبدالحميد: الكتاب يتتبع الحركة الصهيونية وليس لتبييض وجه اليهود 

  ما دوافع تأليف كتابك «ناحوم أفندى»؟

- لأن ناحوم أفندى شخصية دينية وسياسية محورية فى النصف الأول من القرن العشرين؛ حيث تولى منصب الحاخام الأكبر لليهود المصريين «1925-1960» فى فترة تاريخية حرجة شهدت تصاعد المد الصهيونى، وكان ضالعاً فى الأحداث بشكل أو بآخر، ومع هذا لم يتم التعرض لسيرته بشكل موسع من جانب الكُتاب المهتمين بتاريخ الصهيونية واليهود المصريين. وحاولت عبر الكتاب إلقاء الضوء على قيادته الدينية والروحية لليهود المصريين فى هذا الوقت وكيفية تعاطيه مع السلطة، وحقيقة دوره فى تجنيد اليهود المصريين فى الحركة الصهيونية.

   اليهود المصريون لم يكونوا جميعاً صهاينة.. وحرصت على أن يعيش القارئ الخلفية التاريخية والسياسية للأحداث

من عنوان الكتاب قد يُفهم أنه سيرة لناحوم أفندى.

- بالفعل اعتقد البعض أن الكتاب مجرد سيرة ذاتية عن الرجل، لكن «ناحوم» هنا هو بطل الحكاية، وقد اتخذته مدخلاً وتتبعت عبر مراحل حياته ومواقفه المختلفة قصة نشأة الصهيونية وتوغلها، بداية من نشأته كمواطن تركى فى الدولة العثمانية التى توغلت الصهيونية فى كل الولايات التابعة لها، وحقيقة دوره فى خلع السلطان عبدالحميد الثانى، وإنشاء المستوطنات اليهودية فى فلسطين، ثم موقفه فى مصر من الدولة ومن المنظمات الصهيونية، ليعيش القارئ الخلفية التاريخية والسياسية للأحداث التى ما زلنا نعيش تداعياتها.

ما موقف يهود مصر من الحركة الصهيونية فى بدايتها؟

- اليهود المصريون لم يكونوا جميعاً مع الصهيونية، بل كان منهم من خرج للتظاهر ضدها، ومنهم يوسف درويش وشحاتة هارون، والد ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر حالياً، ومنهم من تبرع للمجهود الحربى فى العدوان الثلاثى، ومنهم من آثر البقاء فى مصر حتى غادرها مضطراً مطلع الستينات، ولذا حاولت إزالة اللبس بين مفهومى الصهيونية واليهودية بسبب صورة ذهنية مغلوطة تم الترويج لها فى الأدب والإعلام بعد حروبنا مع إسرائيل.

ما موقف العرب من الصهيونية؟

- معظم المفكرين المصريين والعرب لم يتنبهوا إلى مخاطر الصهيونية، إلا بعد ثورة البراق 1929، والانتفاضة الفلسطينية الكبرى «1936-1939»، لما خرج الفلسطينيون للتظاهر ضد الصهونية. قبل ذلك التاريخ كانت مصر نفسها تتعامل مع المنظمات الصهيونية بوصفها، كما روّج دعاة الصهيونية، منظمات تدعو للسلام والوئام بين العرب واليهود فى فلسطين، حتى إنها أوفدت أحمد لطفى السيد، مدير الجامعة المصرية، لحضور حفل افتتاح الجامعة العبرية فى القدس 1925، مما أثار استياء أهالى فلسطين.

ما أسباب توغل الحركة الصهيونية؟

- الدعاية المنظمة والتحالف المبكر مع الحركة الماسونية والظرف الزمنى المربك للعالم العربى الواقع تحت الاحتلال الذى دفعه للانشغال بالشأن الداخلى.

أحرص على كتابة تاريخ لا يكذب ولا يتجمل.. وأتبع منهج «ابن خلدون» فى البحث

قد يُفهم من الكلام أن الكتاب يتضمن تبييض وجه اليهود.

- على الإطلاق.. إننى حريصة على تقديم تاريخ لا يكذب ولا يتجمل، فالتزمت بالحيادية التامة وقواعد البحث العلمى فى الطرح وتقديم التاريخ كما حدث بالفعل، وحرصت على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والآراء والتفسيرات المتباينة للأحداث ومواقف الأشخاص وتركتها بين يدى القارئ ليستخلص منها رأيه الخاص.

كيف رصدت الموقف الفلسطينى من الصهيونية خلال تلك الفترة الحرجة؟

- الفلسطينيون كانوا أكثر إدراكاً للخطر الصهيونى منا لأنهم عايشوه على الأرض، وقد خاطب زعماؤهم السلطان العثمانى أكثر من مرة لاتخاذ إجراءات حاسمة لمنع توافد اليهود على أرض فلسطين والتحايل لامتلاك أرضها، وهو بالفعل اتخذ مجموعة إجراءات، منها إصدار الجواز الأحمر لليهود، الذى يحول دون الإقامة الطويلة للوافدين اليهود فى فلسطين آنذاك. ولذا سخر منه اليهود وأطلقوا عليه «السلطان الأحمر»، ولقد قاوم الفلسطينيون بكل الأشكال الممكنة ومبكراً الاستيطان اليهودى، فهم لم يبيعوا ولم يفرطوا على الإطلاق.

كيف يمكن توظيف ما ورد فى الكتاب لدعم القضية الفلسطينية الآن؟

- أعتقد أنه مصدر من مصادر فهم ما نعايشه حالياً من تداعيات لنشأة وتوغل الصهيونية فى الشرق الأوسط، وإدراك أن الصهيونية بُنيت على الأساطير والدعاية المضللة والتأكيد على أن فلسطين دولة ذات حضارة وتراث وتراكم ثقافى سبق وجود إسرائيل بكثير، فقد عاش فيها الكنعانيون قبل نزول التوراة على النبى موسى، وأن أرض الميعاد مجرد أكذوبة سياسية صنعها بعض الحاخامات، بدليل أنه كان من ضمن الخيارات المطروحة فى البداية إقامة دولة لليهود فى أوغندا، وكانت سيناء أيضاً من ضمن البدائل، أى أن فلسطين لم تكن المكان المقترح الوحيد كوطن.

ما الوقت الذى استغرقتِه فى تجهيز الكتاب؟

- تفرغت للكتاب لمدة سنة ونصف ما بين جمع المادة وترتيبها، خصوصاً مع صعوبة الحصول على مصادر حول ناحوم أفندى تحديداً. كذلك استغرقتنى عملية الكتابة حتى إننى أعدت كتابة الكتاب حوالى عشر مرات لرغبتى الشديدة فى الحفاظ على التوازن فى الطرح والتزام الموضوعية.

ما أبرز المصادر التى اعتمدتِ عليها؟

- تنوعت المصادر بين مراجع عربية وأجنبية، إضافة إلى أهم الصحف التى صدرت فى مصر من العشرينات وحتى الستينات، خصوصاً الصحافة اليهودية المصرية.

ما الصعوبات التى واجهتك خلال مرحلة الإعداد؟

- عملية البحث عن المعلومات لم تكن سهلة لأن كتاب ناحوم أفندى يُعتبر مرجعاً أصيلاً لأنه أول ما كُتب عن «ناحوم» كشخصية دينية وسياسية قادت اليهود المصريين وكان له علاقات بالقصر الملكى ورجال الدولة، إضافة إلى علاقاته بالوزارات المختلفة فى مصر كعلاقته بوزير التموين لتوفير الدقيق اللازم لعمل فطير الفصح أو توفير الزيت لإشعال القناديل فى المعابد وغيرها.

كيف تختارين مصادرك؟

- لا بد للباحث التاريخى أن يمتلك عقلية نقدية وقدرة على التفسير والتحليل، وهى الشروط التى وضعها ابن خلدون للمنهج التاريخى، ولذلك لا أتعامل مع ما تتضمنه المراجع على أنه حقيقة مطلقة، لكن لا بد من التحليل والمقارنة، مع ضرورة الاطلاع على مصادر متنوعة المضمون ومتباينة المشارب، وفى هذا الكتاب جمعت كل ما قيل عن ناحوم ووضعت رؤيتى وتساؤلاتى، منها مثلاً هل «ناحوم» استقر فى مصر حباً فيها أم لأنه كان مريضاً فى الـ13 سنة الأخيرة من حياته، أم أنه كان يؤدى دوراً ما هنا فى مصر لخدمة الصهيونية؟ ثم تركت للقارئ حرية إصدار الأحكام.

لماذا اخترتِ ماجدة هارون لكى تكتب مقدمة الكتاب؟

- ليس فقط لأنها رئيسة الطائفة اليهودية المصرية، لكنها شاهد عيان على ما حدث من تطور فى نظرة المجتمع لليهود المصريين، بمعنى أنها عاشت الفترة الذهبية التى كان فيها اليهود المصريون يتمتعون بكافة حقوق وواجبات المواطنة، حيث عاشت الديانات الثلاث تحت سقف واحد، ثم كانت أيضاً شاهد عيان على التغير الذى حدث مع تغير النظرة لليهود المصريين، مما اضطرهم للرحيل. إضافة إلى ذلك هى ابنة المناضل شحاتة هارون الذى ماتت ابنته لإصراره على عدم الخروج من مصر.

 أسس الكتابة التاريخيةالحفاظ على قواعد البحث العلمى يقتضى كتابة التاريخ كما هو دون حذف أو إضافة، وإلا وقعنا فى إشكالية تزوير التاريخ، وهى مشكلة أزلية نعانى منها كما نعانى من خطأ الأسطورية فى التعامل مع الشخصيات التاريخية فهم إما ملائكة أو شياطين وهذا خطأ فادح. ولأنى أتوجه فى كتاباتى للباحث وللقارئ غير المتخصص فى الوقت ذاته، تكمن الإشكالية فى أن أحافظ على العمق فى التناول والبساطة فى الطرح، وهو ما أحاول تحقيقه مستخدمة أسلوب الحكى الروائى بعيداً عن اللغة الجافة المليئة بالأرقام والتواريخ، فأنا حريصة على أن أقدم للقارئ تاريخاً من دم ولحم. وأتمنى أن أضع حجراً فى مدرسة الكتابة الصحفية للتاريخ التى سبقنا إليها أساتذة عظام مثل، أحمد بهاء الدين وصلاح عيسى ومحمود السعدنى وغيرهم، ولدىّ مشروع لكتابة ما تم تسطيحه وتجاهله أو تشويهه من تاريخنا، وقدمت حتى الآن 6 كتب فى هذا المجال.أحرص على كتابة تاريخ لا يكذب ولا يتجمل.. وأتبع منهج «ابن خلدون» فى البحث

 

ما دوافع تأليف كتابك «ناحوم أفندى»؟

- لأن ناحوم أفندى شخصية دينية وسياسية محورية فى النصف الأول من القرن العشرين؛ حيث تولى منصب الحاخام الأكبر لليهود المصريين «1925-1960» فى فترة تاريخية حرجة شهدت تصاعد المد الصهيونى، وكان ضالعاً فى الأحداث بشكل أو بآخر، ومع هذا لم يتم التعرض لسيرته بشكل موسع من جانب الكُتاب المهتمين بتاريخ الصهيونية واليهود المصريين. وحاولت عبر الكتاب إلقاء الضوء على قيادته الدينية والروحية لليهود المصريين فى هذا الوقت وكيفية تعاطيه مع السلطة، وحقيقة دوره فى تجنيد اليهود المصريين فى الحركة الصهيونية.

من عنوان الكتاب قد يُفهم أنه سيرة لناحوم أفندى.

- بالفعل اعتقد البعض أن الكتاب مجرد سيرة ذاتية عن الرجل، لكن «ناحوم» هنا هو بطل الحكاية، وقد اتخذته مدخلاً وتتبعت عبر مراحل حياته ومواقفه المختلفة قصة نشأة الصهيونية وتوغلها، بداية من نشأته كمواطن تركى فى الدولة العثمانية التى توغلت الصهيونية فى كل الولايات التابعة لها، وحقيقة دوره فى خلع السلطان عبدالحميد الثانى، وإنشاء المستوطنات اليهودية فى فلسطين، ثم موقفه فى مصر من الدولة ومن المنظمات الصهيونية، ليعيش القارئ الخلفية التاريخية والسياسية للأحداث التى ما زلنا نعيش تداعياتها.

ما موقف يهود مصر من الحركة الصهيونية فى بدايتها؟

- اليهود المصريون لم يكونوا جميعاً مع الصهيونية، بل كان منهم من خرج للتظاهر ضدها، ومنهم يوسف درويش وشحاتة هارون، والد ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر حالياً، ومنهم من تبرع للمجهود الحربى فى العدوان الثلاثى، ومنهم من آثر البقاء فى مصر حتى غادرها مضطراً مطلع الستينات، ولذا حاولت إزالة اللبس بين مفهومى الصهيونية واليهودية بسبب صورة ذهنية مغلوطة تم الترويج لها فى الأدب والإعلام بعد حروبنا مع إسرائيل.

ما موقف العرب من الصهيونية؟

- معظم المفكرين المصريين والعرب لم يتنبهوا إلى مخاطر الصهيونية، إلا بعد ثورة البراق 1929، والانتفاضة الفلسطينية الكبرى «1936-1939»، لما خرج الفلسطينيون للتظاهر ضد الصهونية. قبل ذلك التاريخ كانت مصر نفسها تتعامل مع المنظمات الصهيونية بوصفها، كما روّج دعاة الصهيونية، منظمات تدعو للسلام والوئام بين العرب واليهود فى فلسطين، حتى إنها أوفدت أحمد لطفى السيد، مدير الجامعة المصرية، لحضور حفل افتتاح الجامعة العبرية فى القدس 1925، مما أثار استياء أهالى فلسطين.

ما أسباب توغل الحركة الصهيونية؟

- الدعاية المنظمة والتحالف المبكر مع الحركة الماسونية والظرف الزمنى المربك للعالم العربى الواقع تحت الاحتلال الذى دفعه للانشغال بالشأن الداخلى.

قد يُفهم من الكلام أن الكتاب يتضمن تبييض وجه اليهود.

- على الإطلاق.. إننى حريصة على تقديم تاريخ لا يكذب ولا يتجمل، فالتزمت بالحيادية التامة وقواعد البحث العلمى فى الطرح وتقديم التاريخ كما حدث بالفعل، وحرصت على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والآراء والتفسيرات المتباينة للأحداث ومواقف الأشخاص وتركتها بين يدى القارئ ليستخلص منها رأيه الخاص.

كيف رصدت الموقف الفلسطينى من الصهيونية خلال تلك الفترة الحرجة؟

- الفلسطينيون كانوا أكثر إدراكاً للخطر الصهيونى منا لأنهم عايشوه على الأرض، وقد خاطب زعماؤهم السلطان العثمانى أكثر من مرة لاتخاذ إجراءات حاسمة لمنع توافد اليهود على أرض فلسطين والتحايل لامتلاك أرضها، وهو بالفعل اتخذ مجموعة إجراءات، منها إصدار الجواز الأحمر لليهود، الذى يحول دون الإقامة الطويلة للوافدين اليهود فى فلسطين آنذاك. ولذا سخر منه اليهود وأطلقوا عليه «السلطان الأحمر»، ولقد قاوم الفلسطينيون بكل الأشكال الممكنة ومبكراً الاستيطان اليهودى، فهم لم يبيعوا ولم يفرطوا على الإطلاق.

كيف يمكن توظيف ما ورد فى الكتاب لدعم القضية الفلسطينية الآن؟

- أعتقد أنه مصدر من مصادر فهم ما نعايشه حالياً من تداعيات لنشأة وتوغل الصهيونية فى الشرق الأوسط، وإدراك أن الصهيونية بُنيت على الأساطير والدعاية المضللة والتأكيد على أن فلسطين دولة ذات حضارة وتراث وتراكم ثقافى سبق وجود إسرائيل بكثير، فقد عاش فيها الكنعانيون قبل نزول التوراة على النبى موسى، وأن أرض الميعاد مجرد أكذوبة سياسية صنعها بعض الحاخامات، بدليل أنه كان من ضمن الخيارات المطروحة فى البداية إقامة دولة لليهود فى أوغندا، وكانت سيناء أيضاً من ضمن البدائل، أى أن فلسطين لم تكن المكان المقترح الوحيد كوطن.

ما الوقت الذى استغرقتِه فى تجهيز الكتاب؟

- تفرغت للكتاب لمدة سنة ونصف ما بين جمع المادة وترتيبها، خصوصاً مع صعوبة الحصول على مصادر حول ناحوم أفندى تحديداً. كذلك استغرقتنى عملية الكتابة حتى إننى أعدت كتابة الكتاب حوالى عشر مرات لرغبتى الشديدة فى الحفاظ على التوازن فى الطرح والتزام الموضوعية.

ما أبرز المصادر التى اعتمدتِ عليها؟

- تنوعت المصادر بين مراجع عربية وأجنبية، إضافة إلى أهم الصحف التى صدرت فى مصر من العشرينات وحتى الستينات، خصوصاً الصحافة اليهودية المصرية.

ما الصعوبات التى واجهتك خلال مرحلة الإعداد؟

- عملية البحث عن المعلومات لم تكن سهلة لأن كتاب ناحوم أفندى يُعتبر مرجعاً أصيلاً لأنه أول ما كُتب عن «ناحوم» كشخصية دينية وسياسية قادت اليهود المصريين وكان له علاقات بالقصر الملكى ورجال الدولة، إضافة إلى علاقاته بالوزارات المختلفة فى مصر كعلاقته بوزير التموين لتوفير الدقيق اللازم لعمل فطير الفصح أو توفير الزيت لإشعال القناديل فى المعابد وغيرها.

كيف تختارين مصادرك؟

- لا بد للباحث التاريخى أن يمتلك عقلية نقدية وقدرة على التفسير والتحليل، وهى الشروط التى وضعها ابن خلدون للمنهج التاريخى، ولذلك لا أتعامل مع ما تتضمنه المراجع على أنه حقيقة مطلقة، لكن لا بد من التحليل والمقارنة، مع ضرورة الاطلاع على مصادر متنوعة المضمون ومتباينة المشارب، وفى هذا الكتاب جمعت كل ما قيل عن ناحوم ووضعت رؤيتى وتساؤلاتى، منها مثلاً هل «ناحوم» استقر فى مصر حباً فيها أم لأنه كان مريضاً فى الـ13 سنة الأخيرة من حياته، أم أنه كان يؤدى دوراً ما هنا فى مصر لخدمة الصهيونية؟ ثم تركت للقارئ حرية إصدار الأحكام.

لماذا اخترتِ ماجدة هارون لكى تكتب مقدمة الكتاب؟

- ليس فقط لأنها رئيسة الطائفة اليهودية المصرية، لكنها شاهد عيان على ما حدث من تطور فى نظرة المجتمع لليهود المصريين، بمعنى أنها عاشت الفترة الذهبية التى كان فيها اليهود المصريون يتمتعون بكافة حقوق وواجبات المواطنة، حيث عاشت الديانات الثلاث تحت سقف واحد، ثم كانت أيضاً شاهد عيان على التغير الذى حدث مع تغير النظرة لليهود المصريين، مما اضطرهم للرحيل. إضافة إلى ذلك هى ابنة المناضل شحاتة هارون الذى ماتت ابنته لإصراره على عدم الخروج من مصر.

 أسس الكتابة التاريخية

الحفاظ على قواعد البحث العلمى يقتضى كتابة التاريخ كما هو دون حذف أو إضافة، وإلا وقعنا فى إشكالية تزوير التاريخ، وهى مشكلة أزلية نعانى منها كما نعانى من خطأ الأسطورية فى التعامل مع الشخصيات التاريخية فهم إما ملائكة أو شياطين وهذا خطأ فادح. ولأنى أتوجه فى كتاباتى للباحث وللقارئ غير المتخصص فى الوقت ذاته، تكمن الإشكالية فى أن أحافظ على العمق فى التناول والبساطة فى الطرح، وهو ما أحاول تحقيقه مستخدمة أسلوب الحكى الروائى بعيداً عن اللغة الجافة المليئة بالأرقام والتواريخ، فأنا حريصة على أن أقدم للقارئ تاريخاً من دم ولحم. وأتمنى أن أضع حجراً فى مدرسة الكتابة الصحفية للتاريخ التى سبقنا إليها أساتذة عظام مثل، أحمد بهاء الدين وصلاح عيسى ومحمود السعدنى وغيرهم، ولدىّ مشروع لكتابة ما تم تسطيحه وتجاهله أو تشويهه من تاريخنا، وقدمت حتى الآن 6 كتب فى هذا المجال.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاقتصاد القوى الاستعمارية المنظمات الصهیونیة الحرکة الصهیونیة الیهود فى فلسطین الیهود المصریین کتابة التاریخ شاهد عیان على البحث العلمى الصهیونیة فى من الصهیونیة على الإطلاق التاریخ کما الیهودیة فى المصریین فى أن الکتاب أن فلسطین إضافة إلى على مصادر حریصة على ابن خلدون فى مصر من ومنهم من قد ی فهم أنه کان ما موقف من ضمن کان من ما حدث لم تکن على أن فى هذا

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: 4050 عملية بتر جراء حرب الإبادة الصهيونية على غزة

الثورة نت/..

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم السبت، أن عدد عمليات البتر في قطاع غزة جراء حرب الإبادة الصهيونية الظالمة وصل إلى 4050 عملية.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها: “إن عدد عمليات بتر الأطراف في غزة بفعل الحرب بلغت ما بين 3105 و4050 عملية”.

جدير ذكره أن العدو الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة للشهر الـ12 على التوالي، فيما تخطى عدد الشهداء 40 ألف، والإصابات نحو 100 ألف مصاب عدد كبير منها عانى من بتر الأطراف.

مقالات مشابهة

  • أبرز النجوم الذين تعرضوا للنصب عن طريق المنتجين(تقرير)
  • مفاجأة بشأن دراسة السنوار تاريخ اليهود.. تعلم كل شيء عنهم وحصد الدرجات النهائية
  • عطية الله: دوري الأبطال أصبح صعبًا.. وأسعى لحصد كل الألقاب مع الأهلي
  • الصحة العالمية: 4050 عملية بتر جراء حرب الإبادة الصهيونية على غزة
  • “هواوي” تطرح هاتفا قابلا للطي 3 مرات
  • ترامب يُنذر اليهود الأميركيين: إذا لم أفز بالرئاسة ستنتهي إسرائيل
  • شعلة دورة الألعاب السعودية 2024 تصل نيوم
  • مخرج مسلسل "عمر أفندي" يكشف عن سبب اختيار فترة الأربعينيات (فيديو)
  • مصطفى أبو سريع يعلق على نجاح دور “دياسطي” بمسلسل "عمر أفندي" (فيديو)
  • رئيس شعبة المستلزمات الطبية: اعتماد أسلوب الكتاب المفتوح في المناقصات العامة أسهم بتوفير مليارات الجنيهات