مؤلفة «ناحوم أفندي»: أعدتُ الصياغة 10 مرات.. وأسعى لتقديم منتج «من دم ولحم»
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
كشفت الكاتبة سهير عبدالحميد، مؤلفة كتاب «ناحوم أفندي»، كواليس كتابة أحدث مؤلفاتها، ودوافع العمل على الكتاب، وظروف نشأة الحركة الصهيونية، وموقف اليهود المصريين والحاخام الإسرائيلى من هذه الحركة. وتحدثت «عبدالحميد»، فى حوارها لـ«الوطن»، عن الكتاب باعتباره جزءاً من مشروعها فى الكتابة التاريخية، والمنهج المتبع فى هذه الكتابات، وأبرز المعايير المتبعة عند الكتابة، وكيفية انتقاء المصادر والمراجع العلمية التى تستعين بها.
ما دوافع تأليف كتابك «ناحوم أفندى»؟
- لأن ناحوم أفندى شخصية دينية وسياسية محورية فى النصف الأول من القرن العشرين؛ حيث تولى منصب الحاخام الأكبر لليهود المصريين «1925-1960» فى فترة تاريخية حرجة شهدت تصاعد المد الصهيونى، وكان ضالعاً فى الأحداث بشكل أو بآخر، ومع هذا لم يتم التعرض لسيرته بشكل موسع من جانب الكُتاب المهتمين بتاريخ الصهيونية واليهود المصريين. وحاولت عبر الكتاب إلقاء الضوء على قيادته الدينية والروحية لليهود المصريين فى هذا الوقت وكيفية تعاطيه مع السلطة، وحقيقة دوره فى تجنيد اليهود المصريين فى الحركة الصهيونية.
اليهود المصريون لم يكونوا جميعاً صهاينة.. وحرصت على أن يعيش القارئ الخلفية التاريخية والسياسية للأحداثمن عنوان الكتاب قد يُفهم أنه سيرة لناحوم أفندى.
- بالفعل اعتقد البعض أن الكتاب مجرد سيرة ذاتية عن الرجل، لكن «ناحوم» هنا هو بطل الحكاية، وقد اتخذته مدخلاً وتتبعت عبر مراحل حياته ومواقفه المختلفة قصة نشأة الصهيونية وتوغلها، بداية من نشأته كمواطن تركى فى الدولة العثمانية التى توغلت الصهيونية فى كل الولايات التابعة لها، وحقيقة دوره فى خلع السلطان عبدالحميد الثانى، وإنشاء المستوطنات اليهودية فى فلسطين، ثم موقفه فى مصر من الدولة ومن المنظمات الصهيونية، ليعيش القارئ الخلفية التاريخية والسياسية للأحداث التى ما زلنا نعيش تداعياتها.
ما موقف يهود مصر من الحركة الصهيونية فى بدايتها؟
- اليهود المصريون لم يكونوا جميعاً مع الصهيونية، بل كان منهم من خرج للتظاهر ضدها، ومنهم يوسف درويش وشحاتة هارون، والد ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر حالياً، ومنهم من تبرع للمجهود الحربى فى العدوان الثلاثى، ومنهم من آثر البقاء فى مصر حتى غادرها مضطراً مطلع الستينات، ولذا حاولت إزالة اللبس بين مفهومى الصهيونية واليهودية بسبب صورة ذهنية مغلوطة تم الترويج لها فى الأدب والإعلام بعد حروبنا مع إسرائيل.
ما موقف العرب من الصهيونية؟
- معظم المفكرين المصريين والعرب لم يتنبهوا إلى مخاطر الصهيونية، إلا بعد ثورة البراق 1929، والانتفاضة الفلسطينية الكبرى «1936-1939»، لما خرج الفلسطينيون للتظاهر ضد الصهونية. قبل ذلك التاريخ كانت مصر نفسها تتعامل مع المنظمات الصهيونية بوصفها، كما روّج دعاة الصهيونية، منظمات تدعو للسلام والوئام بين العرب واليهود فى فلسطين، حتى إنها أوفدت أحمد لطفى السيد، مدير الجامعة المصرية، لحضور حفل افتتاح الجامعة العبرية فى القدس 1925، مما أثار استياء أهالى فلسطين.
ما أسباب توغل الحركة الصهيونية؟
- الدعاية المنظمة والتحالف المبكر مع الحركة الماسونية والظرف الزمنى المربك للعالم العربى الواقع تحت الاحتلال الذى دفعه للانشغال بالشأن الداخلى.
أحرص على كتابة تاريخ لا يكذب ولا يتجمل.. وأتبع منهج «ابن خلدون» فى البحثقد يُفهم من الكلام أن الكتاب يتضمن تبييض وجه اليهود.
- على الإطلاق.. إننى حريصة على تقديم تاريخ لا يكذب ولا يتجمل، فالتزمت بالحيادية التامة وقواعد البحث العلمى فى الطرح وتقديم التاريخ كما حدث بالفعل، وحرصت على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والآراء والتفسيرات المتباينة للأحداث ومواقف الأشخاص وتركتها بين يدى القارئ ليستخلص منها رأيه الخاص.
كيف رصدت الموقف الفلسطينى من الصهيونية خلال تلك الفترة الحرجة؟
- الفلسطينيون كانوا أكثر إدراكاً للخطر الصهيونى منا لأنهم عايشوه على الأرض، وقد خاطب زعماؤهم السلطان العثمانى أكثر من مرة لاتخاذ إجراءات حاسمة لمنع توافد اليهود على أرض فلسطين والتحايل لامتلاك أرضها، وهو بالفعل اتخذ مجموعة إجراءات، منها إصدار الجواز الأحمر لليهود، الذى يحول دون الإقامة الطويلة للوافدين اليهود فى فلسطين آنذاك. ولذا سخر منه اليهود وأطلقوا عليه «السلطان الأحمر»، ولقد قاوم الفلسطينيون بكل الأشكال الممكنة ومبكراً الاستيطان اليهودى، فهم لم يبيعوا ولم يفرطوا على الإطلاق.
كيف يمكن توظيف ما ورد فى الكتاب لدعم القضية الفلسطينية الآن؟
- أعتقد أنه مصدر من مصادر فهم ما نعايشه حالياً من تداعيات لنشأة وتوغل الصهيونية فى الشرق الأوسط، وإدراك أن الصهيونية بُنيت على الأساطير والدعاية المضللة والتأكيد على أن فلسطين دولة ذات حضارة وتراث وتراكم ثقافى سبق وجود إسرائيل بكثير، فقد عاش فيها الكنعانيون قبل نزول التوراة على النبى موسى، وأن أرض الميعاد مجرد أكذوبة سياسية صنعها بعض الحاخامات، بدليل أنه كان من ضمن الخيارات المطروحة فى البداية إقامة دولة لليهود فى أوغندا، وكانت سيناء أيضاً من ضمن البدائل، أى أن فلسطين لم تكن المكان المقترح الوحيد كوطن.
ما الوقت الذى استغرقتِه فى تجهيز الكتاب؟
- تفرغت للكتاب لمدة سنة ونصف ما بين جمع المادة وترتيبها، خصوصاً مع صعوبة الحصول على مصادر حول ناحوم أفندى تحديداً. كذلك استغرقتنى عملية الكتابة حتى إننى أعدت كتابة الكتاب حوالى عشر مرات لرغبتى الشديدة فى الحفاظ على التوازن فى الطرح والتزام الموضوعية.
ما أبرز المصادر التى اعتمدتِ عليها؟
- تنوعت المصادر بين مراجع عربية وأجنبية، إضافة إلى أهم الصحف التى صدرت فى مصر من العشرينات وحتى الستينات، خصوصاً الصحافة اليهودية المصرية.
ما الصعوبات التى واجهتك خلال مرحلة الإعداد؟
- عملية البحث عن المعلومات لم تكن سهلة لأن كتاب ناحوم أفندى يُعتبر مرجعاً أصيلاً لأنه أول ما كُتب عن «ناحوم» كشخصية دينية وسياسية قادت اليهود المصريين وكان له علاقات بالقصر الملكى ورجال الدولة، إضافة إلى علاقاته بالوزارات المختلفة فى مصر كعلاقته بوزير التموين لتوفير الدقيق اللازم لعمل فطير الفصح أو توفير الزيت لإشعال القناديل فى المعابد وغيرها.
كيف تختارين مصادرك؟
- لا بد للباحث التاريخى أن يمتلك عقلية نقدية وقدرة على التفسير والتحليل، وهى الشروط التى وضعها ابن خلدون للمنهج التاريخى، ولذلك لا أتعامل مع ما تتضمنه المراجع على أنه حقيقة مطلقة، لكن لا بد من التحليل والمقارنة، مع ضرورة الاطلاع على مصادر متنوعة المضمون ومتباينة المشارب، وفى هذا الكتاب جمعت كل ما قيل عن ناحوم ووضعت رؤيتى وتساؤلاتى، منها مثلاً هل «ناحوم» استقر فى مصر حباً فيها أم لأنه كان مريضاً فى الـ13 سنة الأخيرة من حياته، أم أنه كان يؤدى دوراً ما هنا فى مصر لخدمة الصهيونية؟ ثم تركت للقارئ حرية إصدار الأحكام.
لماذا اخترتِ ماجدة هارون لكى تكتب مقدمة الكتاب؟
- ليس فقط لأنها رئيسة الطائفة اليهودية المصرية، لكنها شاهد عيان على ما حدث من تطور فى نظرة المجتمع لليهود المصريين، بمعنى أنها عاشت الفترة الذهبية التى كان فيها اليهود المصريون يتمتعون بكافة حقوق وواجبات المواطنة، حيث عاشت الديانات الثلاث تحت سقف واحد، ثم كانت أيضاً شاهد عيان على التغير الذى حدث مع تغير النظرة لليهود المصريين، مما اضطرهم للرحيل. إضافة إلى ذلك هى ابنة المناضل شحاتة هارون الذى ماتت ابنته لإصراره على عدم الخروج من مصر.
أسس الكتابة التاريخيةالحفاظ على قواعد البحث العلمى يقتضى كتابة التاريخ كما هو دون حذف أو إضافة، وإلا وقعنا فى إشكالية تزوير التاريخ، وهى مشكلة أزلية نعانى منها كما نعانى من خطأ الأسطورية فى التعامل مع الشخصيات التاريخية فهم إما ملائكة أو شياطين وهذا خطأ فادح. ولأنى أتوجه فى كتاباتى للباحث وللقارئ غير المتخصص فى الوقت ذاته، تكمن الإشكالية فى أن أحافظ على العمق فى التناول والبساطة فى الطرح، وهو ما أحاول تحقيقه مستخدمة أسلوب الحكى الروائى بعيداً عن اللغة الجافة المليئة بالأرقام والتواريخ، فأنا حريصة على أن أقدم للقارئ تاريخاً من دم ولحم. وأتمنى أن أضع حجراً فى مدرسة الكتابة الصحفية للتاريخ التى سبقنا إليها أساتذة عظام مثل، أحمد بهاء الدين وصلاح عيسى ومحمود السعدنى وغيرهم، ولدىّ مشروع لكتابة ما تم تسطيحه وتجاهله أو تشويهه من تاريخنا، وقدمت حتى الآن 6 كتب فى هذا المجال.أحرص على كتابة تاريخ لا يكذب ولا يتجمل.. وأتبع منهج «ابن خلدون» فى البحث
ما دوافع تأليف كتابك «ناحوم أفندى»؟
- لأن ناحوم أفندى شخصية دينية وسياسية محورية فى النصف الأول من القرن العشرين؛ حيث تولى منصب الحاخام الأكبر لليهود المصريين «1925-1960» فى فترة تاريخية حرجة شهدت تصاعد المد الصهيونى، وكان ضالعاً فى الأحداث بشكل أو بآخر، ومع هذا لم يتم التعرض لسيرته بشكل موسع من جانب الكُتاب المهتمين بتاريخ الصهيونية واليهود المصريين. وحاولت عبر الكتاب إلقاء الضوء على قيادته الدينية والروحية لليهود المصريين فى هذا الوقت وكيفية تعاطيه مع السلطة، وحقيقة دوره فى تجنيد اليهود المصريين فى الحركة الصهيونية.
من عنوان الكتاب قد يُفهم أنه سيرة لناحوم أفندى.
- بالفعل اعتقد البعض أن الكتاب مجرد سيرة ذاتية عن الرجل، لكن «ناحوم» هنا هو بطل الحكاية، وقد اتخذته مدخلاً وتتبعت عبر مراحل حياته ومواقفه المختلفة قصة نشأة الصهيونية وتوغلها، بداية من نشأته كمواطن تركى فى الدولة العثمانية التى توغلت الصهيونية فى كل الولايات التابعة لها، وحقيقة دوره فى خلع السلطان عبدالحميد الثانى، وإنشاء المستوطنات اليهودية فى فلسطين، ثم موقفه فى مصر من الدولة ومن المنظمات الصهيونية، ليعيش القارئ الخلفية التاريخية والسياسية للأحداث التى ما زلنا نعيش تداعياتها.
ما موقف يهود مصر من الحركة الصهيونية فى بدايتها؟
- اليهود المصريون لم يكونوا جميعاً مع الصهيونية، بل كان منهم من خرج للتظاهر ضدها، ومنهم يوسف درويش وشحاتة هارون، والد ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر حالياً، ومنهم من تبرع للمجهود الحربى فى العدوان الثلاثى، ومنهم من آثر البقاء فى مصر حتى غادرها مضطراً مطلع الستينات، ولذا حاولت إزالة اللبس بين مفهومى الصهيونية واليهودية بسبب صورة ذهنية مغلوطة تم الترويج لها فى الأدب والإعلام بعد حروبنا مع إسرائيل.
ما موقف العرب من الصهيونية؟
- معظم المفكرين المصريين والعرب لم يتنبهوا إلى مخاطر الصهيونية، إلا بعد ثورة البراق 1929، والانتفاضة الفلسطينية الكبرى «1936-1939»، لما خرج الفلسطينيون للتظاهر ضد الصهونية. قبل ذلك التاريخ كانت مصر نفسها تتعامل مع المنظمات الصهيونية بوصفها، كما روّج دعاة الصهيونية، منظمات تدعو للسلام والوئام بين العرب واليهود فى فلسطين، حتى إنها أوفدت أحمد لطفى السيد، مدير الجامعة المصرية، لحضور حفل افتتاح الجامعة العبرية فى القدس 1925، مما أثار استياء أهالى فلسطين.
ما أسباب توغل الحركة الصهيونية؟
- الدعاية المنظمة والتحالف المبكر مع الحركة الماسونية والظرف الزمنى المربك للعالم العربى الواقع تحت الاحتلال الذى دفعه للانشغال بالشأن الداخلى.
قد يُفهم من الكلام أن الكتاب يتضمن تبييض وجه اليهود.
- على الإطلاق.. إننى حريصة على تقديم تاريخ لا يكذب ولا يتجمل، فالتزمت بالحيادية التامة وقواعد البحث العلمى فى الطرح وتقديم التاريخ كما حدث بالفعل، وحرصت على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والآراء والتفسيرات المتباينة للأحداث ومواقف الأشخاص وتركتها بين يدى القارئ ليستخلص منها رأيه الخاص.
كيف رصدت الموقف الفلسطينى من الصهيونية خلال تلك الفترة الحرجة؟
- الفلسطينيون كانوا أكثر إدراكاً للخطر الصهيونى منا لأنهم عايشوه على الأرض، وقد خاطب زعماؤهم السلطان العثمانى أكثر من مرة لاتخاذ إجراءات حاسمة لمنع توافد اليهود على أرض فلسطين والتحايل لامتلاك أرضها، وهو بالفعل اتخذ مجموعة إجراءات، منها إصدار الجواز الأحمر لليهود، الذى يحول دون الإقامة الطويلة للوافدين اليهود فى فلسطين آنذاك. ولذا سخر منه اليهود وأطلقوا عليه «السلطان الأحمر»، ولقد قاوم الفلسطينيون بكل الأشكال الممكنة ومبكراً الاستيطان اليهودى، فهم لم يبيعوا ولم يفرطوا على الإطلاق.
كيف يمكن توظيف ما ورد فى الكتاب لدعم القضية الفلسطينية الآن؟
- أعتقد أنه مصدر من مصادر فهم ما نعايشه حالياً من تداعيات لنشأة وتوغل الصهيونية فى الشرق الأوسط، وإدراك أن الصهيونية بُنيت على الأساطير والدعاية المضللة والتأكيد على أن فلسطين دولة ذات حضارة وتراث وتراكم ثقافى سبق وجود إسرائيل بكثير، فقد عاش فيها الكنعانيون قبل نزول التوراة على النبى موسى، وأن أرض الميعاد مجرد أكذوبة سياسية صنعها بعض الحاخامات، بدليل أنه كان من ضمن الخيارات المطروحة فى البداية إقامة دولة لليهود فى أوغندا، وكانت سيناء أيضاً من ضمن البدائل، أى أن فلسطين لم تكن المكان المقترح الوحيد كوطن.
ما الوقت الذى استغرقتِه فى تجهيز الكتاب؟
- تفرغت للكتاب لمدة سنة ونصف ما بين جمع المادة وترتيبها، خصوصاً مع صعوبة الحصول على مصادر حول ناحوم أفندى تحديداً. كذلك استغرقتنى عملية الكتابة حتى إننى أعدت كتابة الكتاب حوالى عشر مرات لرغبتى الشديدة فى الحفاظ على التوازن فى الطرح والتزام الموضوعية.
ما أبرز المصادر التى اعتمدتِ عليها؟
- تنوعت المصادر بين مراجع عربية وأجنبية، إضافة إلى أهم الصحف التى صدرت فى مصر من العشرينات وحتى الستينات، خصوصاً الصحافة اليهودية المصرية.
ما الصعوبات التى واجهتك خلال مرحلة الإعداد؟
- عملية البحث عن المعلومات لم تكن سهلة لأن كتاب ناحوم أفندى يُعتبر مرجعاً أصيلاً لأنه أول ما كُتب عن «ناحوم» كشخصية دينية وسياسية قادت اليهود المصريين وكان له علاقات بالقصر الملكى ورجال الدولة، إضافة إلى علاقاته بالوزارات المختلفة فى مصر كعلاقته بوزير التموين لتوفير الدقيق اللازم لعمل فطير الفصح أو توفير الزيت لإشعال القناديل فى المعابد وغيرها.
كيف تختارين مصادرك؟
- لا بد للباحث التاريخى أن يمتلك عقلية نقدية وقدرة على التفسير والتحليل، وهى الشروط التى وضعها ابن خلدون للمنهج التاريخى، ولذلك لا أتعامل مع ما تتضمنه المراجع على أنه حقيقة مطلقة، لكن لا بد من التحليل والمقارنة، مع ضرورة الاطلاع على مصادر متنوعة المضمون ومتباينة المشارب، وفى هذا الكتاب جمعت كل ما قيل عن ناحوم ووضعت رؤيتى وتساؤلاتى، منها مثلاً هل «ناحوم» استقر فى مصر حباً فيها أم لأنه كان مريضاً فى الـ13 سنة الأخيرة من حياته، أم أنه كان يؤدى دوراً ما هنا فى مصر لخدمة الصهيونية؟ ثم تركت للقارئ حرية إصدار الأحكام.
لماذا اخترتِ ماجدة هارون لكى تكتب مقدمة الكتاب؟
- ليس فقط لأنها رئيسة الطائفة اليهودية المصرية، لكنها شاهد عيان على ما حدث من تطور فى نظرة المجتمع لليهود المصريين، بمعنى أنها عاشت الفترة الذهبية التى كان فيها اليهود المصريون يتمتعون بكافة حقوق وواجبات المواطنة، حيث عاشت الديانات الثلاث تحت سقف واحد، ثم كانت أيضاً شاهد عيان على التغير الذى حدث مع تغير النظرة لليهود المصريين، مما اضطرهم للرحيل. إضافة إلى ذلك هى ابنة المناضل شحاتة هارون الذى ماتت ابنته لإصراره على عدم الخروج من مصر.
أسس الكتابة التاريخيةالحفاظ على قواعد البحث العلمى يقتضى كتابة التاريخ كما هو دون حذف أو إضافة، وإلا وقعنا فى إشكالية تزوير التاريخ، وهى مشكلة أزلية نعانى منها كما نعانى من خطأ الأسطورية فى التعامل مع الشخصيات التاريخية فهم إما ملائكة أو شياطين وهذا خطأ فادح. ولأنى أتوجه فى كتاباتى للباحث وللقارئ غير المتخصص فى الوقت ذاته، تكمن الإشكالية فى أن أحافظ على العمق فى التناول والبساطة فى الطرح، وهو ما أحاول تحقيقه مستخدمة أسلوب الحكى الروائى بعيداً عن اللغة الجافة المليئة بالأرقام والتواريخ، فأنا حريصة على أن أقدم للقارئ تاريخاً من دم ولحم. وأتمنى أن أضع حجراً فى مدرسة الكتابة الصحفية للتاريخ التى سبقنا إليها أساتذة عظام مثل، أحمد بهاء الدين وصلاح عيسى ومحمود السعدنى وغيرهم، ولدىّ مشروع لكتابة ما تم تسطيحه وتجاهله أو تشويهه من تاريخنا، وقدمت حتى الآن 6 كتب فى هذا المجال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاقتصاد القوى الاستعمارية المنظمات الصهیونیة الحرکة الصهیونیة الیهود فى فلسطین الیهود المصریین کتابة التاریخ شاهد عیان على البحث العلمى الصهیونیة فى من الصهیونیة على الإطلاق التاریخ کما الیهودیة فى المصریین فى أن الکتاب أن فلسطین إضافة إلى على مصادر حریصة على ابن خلدون فى مصر من ومنهم من قد ی فهم أنه کان ما موقف من ضمن کان من ما حدث لم تکن على أن فى هذا
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل بـ"زراعة القناة" لتدريب أعضاء هيئة التدريس على إعداد الكتاب الإلكتروني التفاعلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت كلية الزراعة جامعة قناة السويس، ورشة عمل حول إعداد الكتاب الإلكتروني التفاعلي، وذلك في إطار استعدادات الجامعة لتنفيذ قرارات المجلس الأعلى للجامعات بشأن تحويل الكتب الإلكترونية إلى كتب إلكترونية تفاعلية بدءًا من العام الدراسي المقبل 2025/2026.
تحت إشراف عام من الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب وبإشراف الدكتور محمود فرج، عميد كلية الزراعة، وبإشراف تنفيذي الدكتور إيهاب محمد ربيع، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور أحمد يحيى، مدير وحدة تكنولوجيا المعلومات، وبالتنسيق والدعم الفني من الأستاذة ريهام بلاش، عضو وحدة تكنولوجيا المعلومات بالكلية، تم تدريب أكثر من 50 عضو هيئة تدريس من كلية الزراعة على كيفية إعداد الكتاب الإلكتروني التفاعلي.
وقد أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس الجامعة، أن هذه الورش تأتي في إطار التزام الجامعة بتوجيهات المجلس الأعلى للجامعات بهدف تطوير العملية التعليمية وتوفير محتوى تعليمي تفاعلي يمكن أن يسهم في رفع مستوى الطلاب الأكاديمي.
وأوضح أن الجامعة تسعى لتوفير بيئة تعليمية مبتكرة تراعي احتياجات العصر وتواكب التطورات التكنولوجية، مع التأكيد على أهمية الاستعداد المبكر لضمان تطبيق هذه التكنولوجيا بشكل فعال في العام الدراسي المقبل.
فيما أشار الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب أن الجامعة بجميع كلياتها ستواصل تنظيم ورش تدريبية لاحقة لجميع أعضاء هيئة التدريس وفقًا للخطة الزمنية المحددة.
كما أفاد الدكتور محمود فرج، عميد كلية الزراعة، بأن إطلاق هذه الورشة جاء بهدف تأهيل أعضاء هيئة التدريس وتجهيزهم للعمل على الكتاب الإلكتروني التفاعلي.
ومن جانبه، أوضح السيدة الدكتور إيهاب ربيع أن الورشة توفر للمتدربين الفرصة لتعلم كيفية تحويل المناهج الدراسية إلى كتب إلكترونية تفاعلية، مما سيمكن الطلاب من التفاعل مع المحتوى التعليمي بطريقة جديدة ومبتكرة.
وأضاف الدكتور إيهاب محمد ربيع، أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الجامعة في تطوير التعليم وتبني التقنيات الحديثة لتعزيز التجربة التعليمية للطلاب، مشيرًا إلى أن الكلية ستواصل تنظيم هذه الدورات التدريبية لتغطية كافة الكليات بالجامعة.