صحيفة صدى:
2024-09-15@01:25:57 GMT

لا تجني على نفسك من خلال “التسامح السام”

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

لا تجني على نفسك من خلال “التسامح السام”

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ومن أركان الإنسان الإجتماعي الإتصال والتواصل مع البشر بالتفاعل.

والتفاعل في العلاقات الإنسانية هو جوهر بناء الروابط القوية والمستدامة بين الأفراد من خلال: “الإستماع الفعال، والتواصل الواضح، والتعاطف، والتغذية الراجعة البناءة، وإظهار التقدير”.

وبسبب هذا التفاعل من المنطقي أن يحدث سوء تفاهم، وإصطدام خاصة عندما لا يتمكن أحد الأطراف من فهم أو تفسير ما يقوله أو يفعله الطرف الآخر بشكل صحيح مثل: “نقص التواصل الواضح، الافتراضات الخاطئة، الاختلافات الثقافية، اللغة غير اللفظية، والتسرع في الحكم”.

فيحدث العتاب بين طرف يعاتب وطرف مُخطى على الآخر، فينقسم البشر إلى ثلاثة أقسام فمنهم من: “يتناقش ويسامح ويحذر بعدم تكرار الخطأ، ومنهم من يتغاضى دون نقاش ولكن ينوه أنه قد لاحظ الخطأ وتكرم على الطرف الآخر بالتغاضى، ومنهم من يسامح ويتغاضى عن أخطاء الطرف الآخر ويعطي فرص حتى يجني على نفسه وهذا ما يسمى بالتسامح السام”

ويُعرف التسامح السام بالتسامح المُفرط والغير صحي بحيث يؤدي إلى مواجهة سلوكيات مؤذية. ويشمل ذلك تحمل طرف سلوكيات الطرف الآخر المؤذية أو مواجهة مواقف غير مقبولة أو ضارة بدافع العشرة، مما قد يؤدي إلى تمكينه أو السماح له بمواصلة سلوكه المؤذي.

فبدلاً من أن الشخص يواجه الطرف الآخر بالمشكلة أو يضع حدود صحية، يتبنى نهج التغاضي “يشتري دماغه” لتجنب الصراع مما يؤدي إلى تراكم المشاكل على المدى الطويل. هذا النوع من التسامح والتغاضي يمكن أن يكون ضاراً ويسبب تمادي الطرف المُخطئ.

ومن أمثلة السلوكيات المؤذية: كالتغاضي عن التنمر في بيئة العمل أو المدرسة أو المنزل، العلاقات السامة حيث قد يستمر شخص في العلاقة رغم تعرضه لسوء المعاملة أو عدم الاحترام بدعوى التسامح والتفاهم مما يؤدي إلى استمرار الأذى النفسي أو العاطفي، قبول التمييز على أساس الجندرية في المنزل مثلا أم تفضل الأولاد على البنات أو العكس مما يؤدي على شرذمة الأسرة وانقسامها إلى فريقين وانتشار الكراهية والعداء والإحساس بالغضب، أو التسامح مع ممارسات عنصرية بدعوى الحفاظ على الانسجام الاجتماعي أو الثقافي مما يؤدي إلى استمرار تلك الممارسات الضارة دون ايقافها، أو إهمال الحدود الشخصية في الصداقات أو العلاقات العائلية حيث قد يقبل شخص ما انتهاك حدوده الشخصية بشكل متكرر بدعوى التسامح مع سلوك الآخر مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق أو الاستغلال.

هذه الأمثلة توضح كيف يمكن للتسامح السام أن يؤدي إلى مواجهة سلوكيات مؤذية إذا لم يضع الشخص حدود صحية ومعقولة.

لذلك يا أيها المتسامح المتغاضي أنا لست ضد تسامحك ولكن!

البعض قد يفهم تسامحك و تغاضيك ضعف، ويجعل الطرف الآخر يتمادى ويؤذيك حتى يقضي عليك لا سمح الله، لذلك:

1- أول خطوة لك هي الوعي بأن تسامحك سامًا من خلال تكرار الطرف الآخر في أذيتك، وعليك وضع حدود شخصية واضحة مع الآخرين.

2- تعلم أن تقول “لا” عندما يكون الأمر ضروريًا ولا تسمح للآخرين بتجاوز حدودك أو استغلال تسامحك.

3- التواصل بصراحة وحزم مع الطرف المؤذي عن السلوك الذي لا يمكنك التسامح معه بعد الآن.

4- استخدم “عبارات الأنا” للتعبير عن مشاعرك بدون اتهام الطرف الآخر، مثل “أشعر بأنني أتعرض للأذى عندما يحدث كذا”.

وفي حالة جدوى الحلول السابقة مع الطرف الآخر تهلى عنه ففي بعض الحالات قد تحتاج إلى الابتعاد عن العلاقات أو المواقف التي تستنزفك أو تضر بك، إذا لم يكن من الممكن تغييرها.

والأهم ن ذلك طلب الدعم إذا كنت تواجه صعوبة في التعامل مع التسامح السام، يمكن أن يكون من المفيد التحدث مع أصدقاء موثوقين أو أخصائي إجتماعي أو معالج نفسي. الدعم الخارجي يمكن أن يوفر وجهة نظر جديدة ويساعدك على اتخاذ قرارات أكثر حكمة، ويساعدك في حماية نفسك والحفاظ على صحتك النفسية والعاطفية

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: مما یؤدی إلى الطرف الآخر

إقرأ أيضاً:

“ميكروبات الموت” قد تكشف معلومات قيّمة حول مسرح الجريمة

الولايات المتحدة – يلعب تقدير وقت الوفاة، والذي يُسمى “الفاصل الزمني بعد الوفاة”، دورا مهما في التحقيقات الجنائية، لأنه يمكن أن يوفر رؤى حاسمة حول الجدول الزمني للأحداث التي أدت إلى موت الشخص.

ويمكن لهذه المعلومات تضييق نطاق السيناريوهات المحتملة والمشتبه بهم، ما يساعد في حل القضايا الجنائية.

وهناك العديد من العوامل التي تلعب دورا في واقعة الموت، بدءا من الظروف البيئية إلى الحالة الصحية للفرد قبل الوفاة.

وتاريخيا، كان العلماء يقدّرون وقت الوفاة من خلال ملاحظة التغيرات الجسدية والبيولوجية بعد الوفاة في الجسم، مثل التصلب وتجمع السوائل والتبريد. ولكن هذه الأساليب محدودة بسبب تنوعها واعتمادها على العوامل الخارجية.

ثم أصبح حساب “الفاصل الزمني بعد الوفاة” أكثر دقة مع ظهور علم الأحياء الجزيئية. إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة، خاصة في ظروف الطقس الباردة الشديدة، فغالبا ما يكون هناك نقص في العلامات الواضحة للتحلل على الجسم المتجمد خلال الأشهر الأولى بعد الوفاة.

وبهذا الصدد، استخدم علماء الطب الشرعي، الذين يقودون برامج الطب الشرعي في جامعة داكوتا الشمالية وجامعة سنترال لانكشاير، علم الأحياء الجزيئي وعلم المعلومات الحيوية لتطوير أدوات تساعد الباحثين والمحققين على تقدير الفاصل الزمني بعد الوفاة بشكل أكثر دقة.

ووجدت دراستهم، التي أجريت في غراند فوركس، داكوتا الشمالية، إحدى أبرد المدن في الولايات المتحدة، أن تحليل الميكروبات المشاركة في التحلل، يمكن أن يتنبأ بالوقت المنقضي منذ الموت في ظروف شديدة البرودة بدقة عالية.

وكشفت الدراسة أن التقنيات الجزيئية المتقدمة، مثل تحليل الميكروبيوم والتعبير الجيني وتحلل البروتين، يمكن أن تساعد في توفير معلومات قيّمة حول مسرح الجريمة.

وركز فريق البحث على تحديد الأنماط المشتركة في التغيرات الميكروبية التي تحدث أثناء التحلل في البيئات شديدة البرودة.

وعلى مدى فترة 23 أسبوعا، قام الفريق بجمع وتحليل 393 عينة من الميكروبات من داخل وخارج أنوف الخنازير النافقة المغطاة بالثلوج. (الخنازير تتحلل بشكل مشابه للبشر، وتُستخدم بشكل شائع في البحث الجنائي).

ثم طوّر العلماء نماذج لتقدير الفاصل الزمني بعد الموت، من خلال إقران البيانات الجينية الميكروبية بالبيانات البيئية، مثل عمق الثلج ودرجة الحرارة الخارجية.

وبشكل عام، وجدوا أن الأنواع البكتيرية Psychrobacter وPseudomonas وCarnobacterium قد تكون أفضل في التنبؤ بالوقت بعد الموت في ظروف الشتاء القاسية، لمدة تصل إلى 6 أشهر بعد الموت، بهامش خطأ يزيد قليلا عن 9 أيام.

ووجدت الدراسة أن الأنواع البكتيرية المختلفة تكون أكثر وفرة في فترات زمنية مختلفة. وعلى سبيل المثال، تزداد مستويات Psychrobacter بعد 5 أسابيع من الموت، وتكون أكثر وفرة في الأسبوع العاشر، في حين تزداد Pseudomonas بين 5 إلى 9 أسابيع وتصل إلى ذروتها في الأسبوع الثامن عشر.

نشرت الدراسة في مجلة Frontiers in Microbiology.

المصدر: لايف ساينس

مقالات مشابهة

  • أسرة اللاعب السعودي “فهد المولد” تصدر بيان هام
  • بالفيديو ..عمورة يبصم على أول تمريرة حاسمة في “البوندسليغا”
  • “هيلث تريب” تتوسع في الإمارات والسعودية
  • الزعاق يحذر من ثلاث أشياء مع بدء موسم “الصفري”.. فيديو
  • “الموارد البشرية والتوطين”: “حظر العمل وقت الظهيرة ” ينتهي غدا
  • تركيا تجني 2.3 مليار دولار من صادرات البندق
  • “ميكروبات الموت” قد تكشف معلومات قيّمة حول مسرح الجريمة
  • كاسترو ينوي الدفع بـ “سيماكان” في الكلاسيكو
  • بدء عمليات تقييم مسابقة “مبتكرون”
  • إعداد مخفي في “آيفون” قد يضاعف عمر البطارية