الجزيرة:
2025-02-07@03:07:30 GMT

المطابخ الجماعية تكافح لإغاثة المحتاجين في دارفور

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

المطابخ الجماعية تكافح لإغاثة المحتاجين في دارفور

الفاشر- في مخيم زمزم للنازحين، على بعد 15 كيلومترا جنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، تعيش المجتمعات المحلية تحديات كثيرة، أبرزها مواجهة نقص الغذاء والحصول على الإمدادات الأخرى. ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، ابتكر بعض المتطوعين الشباب والمنظمات الخيرية المحلية حلولا لمساعدة السكان المحتاجين.

وتأتي هذه الحلول على شكل "مطابخ جماعية" تقدم وجبات يومية لعشرات الأسر الأكثر احتياجا، وتُظهر هذه المبادرات كيف يمكن لهذه المجتمعات أن تتعاون وتتكاتف لمواجهة المصاعب والمشاكل دون انتظار التدخل والدعم الخارجي.

يقول رئيس منظمة "وادي حور" الخيرية أنور خاطر -للجزيرة نت- إنه في ظل استمرار الحرب والحصار المفروض على سكان الفاشر، نشطت مبادرات وطنية عديدة لمساعدة المحتاجين، ومن بينها منظمته التي تعمل على تقديم وجبات سريعة تلبي احتياجات مئات العائلات في المخيم، "في ظل فشل المنظمات الإغاثية الدولية في معالجة الأزمة الإنسانية وإيصال المساعدات إلى المستحقين".

أطفال سودانيون نازحون يتناولون الطعام المقدم من المطابخ الجماعية (الجزيرة) دور حيوي

يقول خاطر إن هذه المطابخ توفر كذلك مياه الشرب وبعض المستلزمات مجانا والدعم الاجتماعي والنفسي، وإن شباب حيّه يتطوعون لجلب المواد الغذائية من المحسنين داخل البلاد وخارجها. وأشار إلى أهمية التعاون حيث تلعب المجتمعات المحلية دورا حيويا في هذه المبادرات، داعيا الجميع إلى المشاركة والتطوع "لأن كل جهد مهما كان صغيرا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حياة الآخرين".

وأوضح أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على الموارد، لكنهم مصممون على مواصلة عملهم. وأكد أنهم بحاجة إلى دعم أكبر من كافة الجهات لتحقيق أهدافهم وتلبية احتياجات المجتمع.

ووفقا له، ساهمت هذه المطابخ بشكل كبير في تخفيف الأعباء عن غالبية السكان المحتاجين، خاصة أولئك الذين ليس لديهم ما يكفي لدعم احتياجاتهم اليومية، مشددا على أنهم يعملون بجد أكبر لضمان أن يتمكن الجميع من الوصول إلى ما يحتاجون إليه رغم الظروف الصعبة.

وبعد مرور أكثر من 5 أشهر على فرض قوات الدعم السريع حصارها على الفاشر، تدهورت الأوضاع المعيشية للسكان ولمخيم زمزم للنازحين بشكل كبير. فقد وصلت الحالة الإنسانية إلى مستويات كارثية، وأصبح الجوع يهدد حياتهم. كما تحولت الحياة اليومية للناس إلى جحيم لا يطاق.

نازحون سودانيون ينتظرون الحصول على طعام من أحد المطابخ الجماعية (مواقع التواصل) عمل دؤوب

من جانبه، قال المتطوع مبارك مختار من مطبخ مدينة الفاشر إن الحصار المفروض على المدينة خلق واقعا مريرا، ورغم ضعف التمويل فإن المطابخ الجماعية تعمل جاهدة لمواجهة أزمة الغذاء والظروف المعيشية الصعبة.

وأضاف للجزيرة نت أن هذه الجهود ليست كافية لمعالجة الأزمة في ظل نقص السيولة النقدية، إلا أن غالبية السكان أصبحوا يعتمدون على وجبات المطبخ بشكل يومي. وقال "نعمل بكل جهد وإيمان للحصول على الغذاء، ونسعى لتقديم كل ما نستطيع في ظل هذا الوضع".

وعن أهمية العمل الجماعي، شدد مختار على أن التعاون بين المتطوعين والمجتمع المحلي هو ما يمنحهم القوة لمواصلة عملهم، وأن كل يد تمتد للمساعدة تسهم في تغيير واقعهم نحو الأفضل. وقال إن هذه الروح الجماعية تشعرهم أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذه التحديات.

كما تحدث عن تأثير الأزمة على الأطفال، مؤكدا أنهم الأكثر تضررا، ولذلك يحرصون على توفير الوجبات المغذية لهم، "فنحن نؤمن أن الغذاء الجيد هو حق كل طفل، وعلينا أن نعمل بجد لضمان حصولهم عليه".

ويأمل مختار أن تسهم هذه الجهود في بناء جيل قوي قادر على تخطي الصعوبات، قائلا "نعتقد أن الأمل موجود، وأن العمل الجماعي يمكن أن يحدث فرقا، ندعو الجميع للانضمام إلينا، فكل مساهمة، مهما كانت صغيرة، لها تأثير كبير في حياة الآخرين".

مصدر أمل

في السياق، تقول إيمان هارون، نازحة من مدينة الفاشر وتقيم في مخيم زمزم للنازحين، إن ما اضطرها للنزوح من منزلها هو الحرب، إذ "كانت الحياة صعبة للغاية وخسرنا كل شيء، ولم نعرف كيف سنؤمن الغذاء لأطفالنا".

وأضافت للجزيرة نت أنها شعرت في البداية باليأس، لكن بعد فترة علمت بوجود مطابخ مشتركة تقدم وجبات مجانية، فقررت الذهاب إليها، وكانت تلك الخطوة نقطة تحول في حياتها. وذكرت كيف أصبحت المطابخ مصدرا للأمل، وأنها عندما دخلت أحدها، استقبلها المتطوعون الشباب بابتسامة ولم تكن الوجبات مجرد طعام، بل كانت دعما إنسانيا شعرت من خلاله أنها ليست وحدها في هذه المعاناة.

وبفضل هذه المطابخ، تقول إيمان إنها تمكنت من إطعام أطفالها الستة بشكل يومي وكانت الوجبات مغذية، مما ساعدها في الحفاظ على صحتهم، وأكدت أن "المطابخ المجتمعية لم تزودنا بالطعام فحسب، بل أعطتنا الأمل في الحياة أيضا".

من جهته، يقول النازح محمد عبد الله، وهو أب لثلاثة أطفال، إنه قبل وصوله لهذه المطابخ كان يواجه صعوبة في توفير الطعام لعائلته، لكنه يستطيع الآن الذهاب إلى أحدها كل يوم ويحصل على وجبة ساخنة، مما ساعده كثيرا في اجتياز الأوقات الصعبة.

وأوضح للجزيرة نت أنه في البداية كان مترددا لكن عندما شاهد كيف تم تنظيم الأمور وعدد الأشخاص المشاركين، شعر بالارتياح خاصة وأن المتطوعين طيبون للغاية وشرحوا له كيفية الحصول على وجبات الطعام.

وأكد عبد الله "لم تزودنا المطابخ بالطعام فحسب، بل كانت أيضا مكانا للقاء الآخرين والتواصل معهم، من خلال تلك الوجبات تعرفت على جيراني وأشخاص آخرين في الوضع نفسه. تبادلنا القصص والدعم مما ساعدني على الشعور بالأمل وبأنني لست وحدي في هذه المعاناة".

وبفضل المطابخ الجماعية، يضيف، تمكن من التركيز على ما هو أهم والاهتمام أكثر بأطفاله ومساعدتهم في التغلب على الصعوبات، وختم "أشعر أن الأمل لا يزال موجودا، وأعتقد أننا سنتمكن من التغلب على هذه الأوقات الصعبة معا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه المطابخ للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

عربية النواب: مصر المحرك الرئيسي لإغاثة غزة قدمت 70% من المساعدات

كتب- نشأت علي:

قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إنه منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في قطاع غزة، تحولت مصر إلى شريان الحياة الرئيسي لسكان القطاع؛ حيث قدمت وحدها ما يزيد على 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي دخلت الأراضي الفلسطينية، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

وأشار محسب إلى أن هذه الجهود ليست وليدة اللحظة؛ بل تأتي امتدادًا لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، حيث لم تكن القاهرة يومًا بعيدة عن هموم الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي، أو العسكري، أو الإنساني.

وأضاف محسب أنه منذ الأيام الأولى للحرب، فتحت مصر معبر رفح ليكون بوابةَ العون الوحيدة لغزة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، فضلًا عن عشرات الشاحنات التي تعبر يوميًّا، محملةً بآلاف الأطنان من المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، ومواد الإغاثة الضرورية، وذلك رغم العوائق الأمنية والقصف المتكرر للمناطق الحدودية، لافتًا إلى أن قوافل المساعدات المصرية استمرت في التدفق، حاملةً معها الأمل لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني محاصرين تحت نيران القصف والجوع.

وأشار وكيل لجنة الشؤون العربية إلى أن هذه المساعدات لم تقتصر فقط على المواد الغذائية والأدوية؛ بل امتدت لتشمل إنشاء مستشفيات ميدانية على الحدود، واستقبال الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، مؤكدًا أن القاهرة لعبت دورًا دبلوماسيًّا محوريًّا في التفاوض لوقف إطلاق النار وتقليل التصعيد، بالإضافة إلى تحركاتها على كل المستويات، سواء عبر الاتصال بالقوى الإقليمية، أو الضغط على إسرائيل لاستدامة وقف إطلاق النار، وضمان وجود ممرات آمنة لإيصال المساعدات.

وشدد النائب أيمن محسب على أن مصر تتحمل العبء الأكبر من الأزمة الحالية، فرغم مشاركة بعض الدول في تقديم مساعدات إلى غزة؛ فإن مصر ظلت المحرك الرئيسي للعملية الإغاثية، بل حيث يفوق ما قدمته مصر من مساعدات 70% من إجمالي الدعم الدولي الذي دخل إلى القطاع، ومع ذلك لا تتلقى مصر الدعم الذي تستحقه، بل تواجه ضغوطًا سياسية من أطراف تحاول إما التقليل من جهودها وإما فرض أجندات تتعارض مع مصلحة الفلسطينيين.

وأكد محسب أن استمرار مصر في أداء هذا الدور، رغم التحديات الاقتصادية الداخلية والضغوط السياسية الخارجية، يعكس التزامها العميق بالقضية الفلسطينية، وهذا ليس مجرد التزام سياسي، بل هو شعور وطني يمتد بين أبناء الشعب المصري الذين يعتبرون فلسطين جزءًا من وجدانهم وتاريخهم المشترك، لافتًا إلى أن حجم المساعدات التي تقدمها القاهرة ليس مجرد أرقام؛ بل هو رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني ليس وحيدًا، وأن مصر ستظل دائمًا الملجأ الأول له، مهما تعقدت الظروف أو اشتدت الأزمات.

اقرأ أيضًا:

بورصة المقرئين.. محمود الشحات الأعلى وحرك الأقل - قائمة بأسعار إحياء العزاءات

أحدث 25 صورة لمترو الإسكندرية.. مشاهد جوية لبدء تركيب الكمرات

25 صورة ترصد أكثر من 1500 فرصة عمل جديدة بـ12 محافظة.. التخصصات والخطوات التقديم

إنهاء الإجراءات قبل 6 فبراير.. تحذير جديد من "السياحة" بشأن موسم الحج 2025

أمطار ورياح وشبورة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مجلس النواب غزة الدكتور أيمن محسب

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة طلب إحاطة: تأخر الحكومة في تسعير القمح تأثيره مدمر على الفلاحين أخبار طلب إحاطة للحكومة بشأن تأخر استلام مكتب بريد حدائق أكتوبر: المبنى متوفر أخبار دخول 126 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة أخبار العمالة المنزلية تثير الجدل خلال مناقشة لجنة "قوى النواب" قانون العمل أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

"عربية النواب": مصر المحرك الرئيسي لإغاثة غزة "قدمت 70% من المساعدات"

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك بورصة المقرئين.. بورصة المقرئين.. محمود الشحات الأعلى وحرك الأقل - قائمة بأسعار إحياء العزاءات 23

القاهرة - مصر

23 13 الرطوبة: 43% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • وجبات ترفع اللياقة البدنية عند ممارسة التمارين المنزلية
  • قسنطينة / السيدة سليمة .. قصة امراة تكافح من أجل الرزق الحلال
  • بدء استقبال طلبات تقديم وجبات “إفطار صائم” في المساجد التاريخية بالمدينة المنورة
  • الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من النزوح الجماعي للمدنيين من الفاشر
  • الأمم المتحدة تدين تصاعد العنف واستمرار النزوح الجماعي في السودان
  • الأمم المتحدة: تصاعد العنف في السودان واستمرار النزوح الجماعي
  • عربية النواب: مصر المحرك الرئيسي لإغاثة غزة قدمت 70% من المساعدات
  • حفظ النعمة وحظر إعادة استخدام الأغذية.. أبرز اشتراطات المطابخ المركزية
  • السودان.. القوة المشتركة تتصدى لهجوم عنيف من “الدعم السريع” على 3 محاور في الفاشر
  • رئيس هيئة الدواء: «منظومة التتبع الدوائي» تكافح الغش والتهريب الدوائي