المطابخ الجماعية تكافح لإغاثة المحتاجين في دارفور
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
الفاشر- في مخيم زمزم للنازحين، على بعد 15 كيلومترا جنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، تعيش المجتمعات المحلية تحديات كثيرة، أبرزها مواجهة نقص الغذاء والحصول على الإمدادات الأخرى. ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، ابتكر بعض المتطوعين الشباب والمنظمات الخيرية المحلية حلولا لمساعدة السكان المحتاجين.
وتأتي هذه الحلول على شكل "مطابخ جماعية" تقدم وجبات يومية لعشرات الأسر الأكثر احتياجا، وتُظهر هذه المبادرات كيف يمكن لهذه المجتمعات أن تتعاون وتتكاتف لمواجهة المصاعب والمشاكل دون انتظار التدخل والدعم الخارجي.
يقول رئيس منظمة "وادي حور" الخيرية أنور خاطر -للجزيرة نت- إنه في ظل استمرار الحرب والحصار المفروض على سكان الفاشر، نشطت مبادرات وطنية عديدة لمساعدة المحتاجين، ومن بينها منظمته التي تعمل على تقديم وجبات سريعة تلبي احتياجات مئات العائلات في المخيم، "في ظل فشل المنظمات الإغاثية الدولية في معالجة الأزمة الإنسانية وإيصال المساعدات إلى المستحقين".
يقول خاطر إن هذه المطابخ توفر كذلك مياه الشرب وبعض المستلزمات مجانا والدعم الاجتماعي والنفسي، وإن شباب حيّه يتطوعون لجلب المواد الغذائية من المحسنين داخل البلاد وخارجها. وأشار إلى أهمية التعاون حيث تلعب المجتمعات المحلية دورا حيويا في هذه المبادرات، داعيا الجميع إلى المشاركة والتطوع "لأن كل جهد مهما كان صغيرا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حياة الآخرين".
وأوضح أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على الموارد، لكنهم مصممون على مواصلة عملهم. وأكد أنهم بحاجة إلى دعم أكبر من كافة الجهات لتحقيق أهدافهم وتلبية احتياجات المجتمع.
ووفقا له، ساهمت هذه المطابخ بشكل كبير في تخفيف الأعباء عن غالبية السكان المحتاجين، خاصة أولئك الذين ليس لديهم ما يكفي لدعم احتياجاتهم اليومية، مشددا على أنهم يعملون بجد أكبر لضمان أن يتمكن الجميع من الوصول إلى ما يحتاجون إليه رغم الظروف الصعبة.
وبعد مرور أكثر من 5 أشهر على فرض قوات الدعم السريع حصارها على الفاشر، تدهورت الأوضاع المعيشية للسكان ولمخيم زمزم للنازحين بشكل كبير. فقد وصلت الحالة الإنسانية إلى مستويات كارثية، وأصبح الجوع يهدد حياتهم. كما تحولت الحياة اليومية للناس إلى جحيم لا يطاق.
من جانبه، قال المتطوع مبارك مختار من مطبخ مدينة الفاشر إن الحصار المفروض على المدينة خلق واقعا مريرا، ورغم ضعف التمويل فإن المطابخ الجماعية تعمل جاهدة لمواجهة أزمة الغذاء والظروف المعيشية الصعبة.
وأضاف للجزيرة نت أن هذه الجهود ليست كافية لمعالجة الأزمة في ظل نقص السيولة النقدية، إلا أن غالبية السكان أصبحوا يعتمدون على وجبات المطبخ بشكل يومي. وقال "نعمل بكل جهد وإيمان للحصول على الغذاء، ونسعى لتقديم كل ما نستطيع في ظل هذا الوضع".
وعن أهمية العمل الجماعي، شدد مختار على أن التعاون بين المتطوعين والمجتمع المحلي هو ما يمنحهم القوة لمواصلة عملهم، وأن كل يد تمتد للمساعدة تسهم في تغيير واقعهم نحو الأفضل. وقال إن هذه الروح الجماعية تشعرهم أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذه التحديات.
كما تحدث عن تأثير الأزمة على الأطفال، مؤكدا أنهم الأكثر تضررا، ولذلك يحرصون على توفير الوجبات المغذية لهم، "فنحن نؤمن أن الغذاء الجيد هو حق كل طفل، وعلينا أن نعمل بجد لضمان حصولهم عليه".
ويأمل مختار أن تسهم هذه الجهود في بناء جيل قوي قادر على تخطي الصعوبات، قائلا "نعتقد أن الأمل موجود، وأن العمل الجماعي يمكن أن يحدث فرقا، ندعو الجميع للانضمام إلينا، فكل مساهمة، مهما كانت صغيرة، لها تأثير كبير في حياة الآخرين".
مصدر أملفي السياق، تقول إيمان هارون، نازحة من مدينة الفاشر وتقيم في مخيم زمزم للنازحين، إن ما اضطرها للنزوح من منزلها هو الحرب، إذ "كانت الحياة صعبة للغاية وخسرنا كل شيء، ولم نعرف كيف سنؤمن الغذاء لأطفالنا".
وأضافت للجزيرة نت أنها شعرت في البداية باليأس، لكن بعد فترة علمت بوجود مطابخ مشتركة تقدم وجبات مجانية، فقررت الذهاب إليها، وكانت تلك الخطوة نقطة تحول في حياتها. وذكرت كيف أصبحت المطابخ مصدرا للأمل، وأنها عندما دخلت أحدها، استقبلها المتطوعون الشباب بابتسامة ولم تكن الوجبات مجرد طعام، بل كانت دعما إنسانيا شعرت من خلاله أنها ليست وحدها في هذه المعاناة.
وبفضل هذه المطابخ، تقول إيمان إنها تمكنت من إطعام أطفالها الستة بشكل يومي وكانت الوجبات مغذية، مما ساعدها في الحفاظ على صحتهم، وأكدت أن "المطابخ المجتمعية لم تزودنا بالطعام فحسب، بل أعطتنا الأمل في الحياة أيضا".
من جهته، يقول النازح محمد عبد الله، وهو أب لثلاثة أطفال، إنه قبل وصوله لهذه المطابخ كان يواجه صعوبة في توفير الطعام لعائلته، لكنه يستطيع الآن الذهاب إلى أحدها كل يوم ويحصل على وجبة ساخنة، مما ساعده كثيرا في اجتياز الأوقات الصعبة.
وأوضح للجزيرة نت أنه في البداية كان مترددا لكن عندما شاهد كيف تم تنظيم الأمور وعدد الأشخاص المشاركين، شعر بالارتياح خاصة وأن المتطوعين طيبون للغاية وشرحوا له كيفية الحصول على وجبات الطعام.
وأكد عبد الله "لم تزودنا المطابخ بالطعام فحسب، بل كانت أيضا مكانا للقاء الآخرين والتواصل معهم، من خلال تلك الوجبات تعرفت على جيراني وأشخاص آخرين في الوضع نفسه. تبادلنا القصص والدعم مما ساعدني على الشعور بالأمل وبأنني لست وحدي في هذه المعاناة".
وبفضل المطابخ الجماعية، يضيف، تمكن من التركيز على ما هو أهم والاهتمام أكثر بأطفاله ومساعدتهم في التغلب على الصعوبات، وختم "أشعر أن الأمل لا يزال موجودا، وأعتقد أننا سنتمكن من التغلب على هذه الأوقات الصعبة معا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه المطابخ للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
حشود العريش تفضح أحزاب النظام المصري..رمونا دون وجبات أو مياه (شاهد)
أبدى عدد من المشاركين في مظاهرات العريش، اعتراضهم على سوء التنظيم، ونقص الخدمات التي وُعدوا بها من قبل الأحزاب المنظمة، والموالية للنظام المصري.
وشاركت أعداد كبيرة في مسيرات دعت لها أحزاب موالية للنظام الثلاثاء، رفضا لتهجير أهالي غزة من القطاع.
وتداولت نشطاء مشاهده لمجموعة من المشاركين في حشود العريش عبّروا فيها عن استيائهم من إهمال النظام وحزب حماة وطن المقرب من نظام السيسي، وعدم توفير الوجبات والمياه لهم خلال الفعالية التي جرت بترتيب من النظام والأحزاب الموالية له.
وظهر في الفيديو، الذي انتشر بشكل واسع، عدد من المشاركين عن حزب "حماة وطن" الموالي للنظام، يعبرون عن غضبهم تجاه تصرفات قيادة الحزب خلال الفعاليات التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها كانت مليئة بالرقص والتجمعات الصاخبة، بما يتعارض مع فكرة التضامن مع ما يحدث في غزة.
"جم رمونا في الصحرا من غير أكل ولا شرب"..
مشاركون في حشود معبر رفح يغضبون بسبب تجاهل النظام توفير وجبات مجانية لهم pic.twitter.com/BZqztfKzE0 — شبكة رصد (@RassdNewsN) April 10, 2025
وأكد مشاركون أن الحزب المقرب من النظام المصري لم يقدم لهم أي دعم ولم يكن هناك مشرفيين للتعامل معهم قائلين:" رمونا في الصحراء ومشيوا".
وكان آلاف المصريين، قد احتشدوا الثلاثاء، بالعريش رفضا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتأكيدا على تضامنهم مع فلسطين، وذلك بالتزامن مع زيارة يجريها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المنطقة.
ولاقت هذه المظاهرات انتقادات واسعة، كونها منظمة وليست عفوية، وجرت برتيب من النظام، فضلا عن الصخب الذي شابها، من رقص ودق للطبول بما لا يتلاءم مع حجم المأساة التي تحدث في قطاع غزة.
ورفع المشاركون في التجمعات علمي مصر وفلسطين، ولافتات داعمة للقضية الفلسطينية وغزة، علها عبارات مناصرة لفلسطين من قبل "لا للتهجير" و "لا لتصفية القضية الفلسطينية" و"كلنا مع القضية الفلسطينية"، و"غزة خط أحمر".
المقاطع المنتشرة لمجموعة من الأشخاص يرقصون على الجانب المصري من معبر رفح ليست سوى محاولة قذرة لإلهاء الرأي العام،⁰تشتيت متعمد عن المجازر والإبادة الجارية على مرمى خطوات داخل غزة،⁰حيث تُقصف رفح، وتُباد العائلات، وتُهدم البيوت فوق ساكنيها.
لكننا نعلم جيدًا⁰هؤلاء لا يُمثّلون… pic.twitter.com/tbVimmuyEw — Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 8, 2025
وتزامنت التجمعات مع وصول رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مطار العريش في زيارة مشتركة تتضمن تفقد مخازن الهلال الأحمر المصري التي توزع المساعدات الإنسانية على قطاع غزة، وزيارة جرحى فلسطينيين يتلقون العلاج بالمستشفيات المصرية وهو ما ربط بينه وبين والحشد الذي قام به الأحزاب الموالية للنظام المصري
ليسوا ذاهبين الى رحلة سياحية، ذاهبين الى معبر رفح في ضل التقتيل الذي يتعرض له اهالي غزة
فرحتهم بالقرشين وقفة الزيت والسكر اقوى من اظهار التعاطف مع اهل غزة ولو بالملامح pic.twitter.com/rXZ3HVZ15c — الرادع المغربي ???????????????????? (@Rd_fas1) April 8, 2025
في أعقاب زيارة ماكرون إلى مدينة العريش ولقائه بالسيسي، أصدرت عدة أحزاب مصرية تصريحات تؤكد دعمها للموقف الرسمي الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.