الجزيرة:
2024-09-14@17:33:44 GMT

المطابخ الجماعية تكافح لإغاثة المحتاجين في دارفور

تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT

المطابخ الجماعية تكافح لإغاثة المحتاجين في دارفور

الفاشر- في مخيم زمزم للنازحين، على بعد 15 كيلومترا جنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، تعيش المجتمعات المحلية تحديات كثيرة، أبرزها مواجهة نقص الغذاء والحصول على الإمدادات الأخرى. ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، ابتكر بعض المتطوعين الشباب والمنظمات الخيرية المحلية حلولا لمساعدة السكان المحتاجين.

وتأتي هذه الحلول على شكل "مطابخ جماعية" تقدم وجبات يومية لعشرات الأسر الأكثر احتياجا، وتُظهر هذه المبادرات كيف يمكن لهذه المجتمعات أن تتعاون وتتكاتف لمواجهة المصاعب والمشاكل دون انتظار التدخل والدعم الخارجي.

يقول رئيس منظمة "وادي حور" الخيرية أنور خاطر -للجزيرة نت- إنه في ظل استمرار الحرب والحصار المفروض على سكان الفاشر، نشطت مبادرات وطنية عديدة لمساعدة المحتاجين، ومن بينها منظمته التي تعمل على تقديم وجبات سريعة تلبي احتياجات مئات العائلات في المخيم، "في ظل فشل المنظمات الإغاثية الدولية في معالجة الأزمة الإنسانية وإيصال المساعدات إلى المستحقين".

أطفال سودانيون نازحون يتناولون الطعام المقدم من المطابخ الجماعية (الجزيرة) دور حيوي

يقول خاطر إن هذه المطابخ توفر كذلك مياه الشرب وبعض المستلزمات مجانا والدعم الاجتماعي والنفسي، وإن شباب حيّه يتطوعون لجلب المواد الغذائية من المحسنين داخل البلاد وخارجها. وأشار إلى أهمية التعاون حيث تلعب المجتمعات المحلية دورا حيويا في هذه المبادرات، داعيا الجميع إلى المشاركة والتطوع "لأن كل جهد مهما كان صغيرا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حياة الآخرين".

وأوضح أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على الموارد، لكنهم مصممون على مواصلة عملهم. وأكد أنهم بحاجة إلى دعم أكبر من كافة الجهات لتحقيق أهدافهم وتلبية احتياجات المجتمع.

ووفقا له، ساهمت هذه المطابخ بشكل كبير في تخفيف الأعباء عن غالبية السكان المحتاجين، خاصة أولئك الذين ليس لديهم ما يكفي لدعم احتياجاتهم اليومية، مشددا على أنهم يعملون بجد أكبر لضمان أن يتمكن الجميع من الوصول إلى ما يحتاجون إليه رغم الظروف الصعبة.

وبعد مرور أكثر من 5 أشهر على فرض قوات الدعم السريع حصارها على الفاشر، تدهورت الأوضاع المعيشية للسكان ولمخيم زمزم للنازحين بشكل كبير. فقد وصلت الحالة الإنسانية إلى مستويات كارثية، وأصبح الجوع يهدد حياتهم. كما تحولت الحياة اليومية للناس إلى جحيم لا يطاق.

نازحون سودانيون ينتظرون الحصول على طعام من أحد المطابخ الجماعية (مواقع التواصل) عمل دؤوب

من جانبه، قال المتطوع مبارك مختار من مطبخ مدينة الفاشر إن الحصار المفروض على المدينة خلق واقعا مريرا، ورغم ضعف التمويل فإن المطابخ الجماعية تعمل جاهدة لمواجهة أزمة الغذاء والظروف المعيشية الصعبة.

وأضاف للجزيرة نت أن هذه الجهود ليست كافية لمعالجة الأزمة في ظل نقص السيولة النقدية، إلا أن غالبية السكان أصبحوا يعتمدون على وجبات المطبخ بشكل يومي. وقال "نعمل بكل جهد وإيمان للحصول على الغذاء، ونسعى لتقديم كل ما نستطيع في ظل هذا الوضع".

وعن أهمية العمل الجماعي، شدد مختار على أن التعاون بين المتطوعين والمجتمع المحلي هو ما يمنحهم القوة لمواصلة عملهم، وأن كل يد تمتد للمساعدة تسهم في تغيير واقعهم نحو الأفضل. وقال إن هذه الروح الجماعية تشعرهم أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذه التحديات.

كما تحدث عن تأثير الأزمة على الأطفال، مؤكدا أنهم الأكثر تضررا، ولذلك يحرصون على توفير الوجبات المغذية لهم، "فنحن نؤمن أن الغذاء الجيد هو حق كل طفل، وعلينا أن نعمل بجد لضمان حصولهم عليه".

ويأمل مختار أن تسهم هذه الجهود في بناء جيل قوي قادر على تخطي الصعوبات، قائلا "نعتقد أن الأمل موجود، وأن العمل الجماعي يمكن أن يحدث فرقا، ندعو الجميع للانضمام إلينا، فكل مساهمة، مهما كانت صغيرة، لها تأثير كبير في حياة الآخرين".

مصدر أمل

في السياق، تقول إيمان هارون، نازحة من مدينة الفاشر وتقيم في مخيم زمزم للنازحين، إن ما اضطرها للنزوح من منزلها هو الحرب، إذ "كانت الحياة صعبة للغاية وخسرنا كل شيء، ولم نعرف كيف سنؤمن الغذاء لأطفالنا".

وأضافت للجزيرة نت أنها شعرت في البداية باليأس، لكن بعد فترة علمت بوجود مطابخ مشتركة تقدم وجبات مجانية، فقررت الذهاب إليها، وكانت تلك الخطوة نقطة تحول في حياتها. وذكرت كيف أصبحت المطابخ مصدرا للأمل، وأنها عندما دخلت أحدها، استقبلها المتطوعون الشباب بابتسامة ولم تكن الوجبات مجرد طعام، بل كانت دعما إنسانيا شعرت من خلاله أنها ليست وحدها في هذه المعاناة.

وبفضل هذه المطابخ، تقول إيمان إنها تمكنت من إطعام أطفالها الستة بشكل يومي وكانت الوجبات مغذية، مما ساعدها في الحفاظ على صحتهم، وأكدت أن "المطابخ المجتمعية لم تزودنا بالطعام فحسب، بل أعطتنا الأمل في الحياة أيضا".

من جهته، يقول النازح محمد عبد الله، وهو أب لثلاثة أطفال، إنه قبل وصوله لهذه المطابخ كان يواجه صعوبة في توفير الطعام لعائلته، لكنه يستطيع الآن الذهاب إلى أحدها كل يوم ويحصل على وجبة ساخنة، مما ساعده كثيرا في اجتياز الأوقات الصعبة.

وأوضح للجزيرة نت أنه في البداية كان مترددا لكن عندما شاهد كيف تم تنظيم الأمور وعدد الأشخاص المشاركين، شعر بالارتياح خاصة وأن المتطوعين طيبون للغاية وشرحوا له كيفية الحصول على وجبات الطعام.

وأكد عبد الله "لم تزودنا المطابخ بالطعام فحسب، بل كانت أيضا مكانا للقاء الآخرين والتواصل معهم، من خلال تلك الوجبات تعرفت على جيراني وأشخاص آخرين في الوضع نفسه. تبادلنا القصص والدعم مما ساعدني على الشعور بالأمل وبأنني لست وحدي في هذه المعاناة".

وبفضل المطابخ الجماعية، يضيف، تمكن من التركيز على ما هو أهم والاهتمام أكثر بأطفاله ومساعدتهم في التغلب على الصعوبات، وختم "أشعر أن الأمل لا يزال موجودا، وأعتقد أننا سنتمكن من التغلب على هذه الأوقات الصعبة معا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه المطابخ للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

يونيسيف: هذه حصيلة أبرز جهودنا لإغاثة المتضررين من الفيضانات في ليبيا

ليبيا – أكد تقرير إخباري لصندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” توفير الأخير والمفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية خدمات هامة لأطفال ليبيا وأسرهم.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أوضح تمكني هؤلاء من المتضريين من الفيضانات من الوصول للمياه النظيفة والصرف الصحي للحفاظ على سلامتهم من خلال تركيب 20 نظاما لتطهير مائي في المناطق المتضررة في بلديتي البيضاء وشحات بالتنسيق مع الشركة العامة للمياه والصرف الصحي.

ووفقا للتقرير أثرت الفيضانات الشديدة على سلامة المياه من خلال تلويث الآبار البلدية ما أدى إلى تفشي الأمراض المنقولة مائيا مثل الإسهال في البيضاء ليتسبب هذا التركيب في تمكين 70 ألفا و400 من السكان بما فيهم 21 ألفا و100 طفل من الوصول إلى ماء الشرب النظيف.

ونقل التقرير “ماري كونسولي موكانجيندو” نائبة ممثل “يونيسف” في ليبيا قولها:” إن تركيب أنظمة تطهير المياه هذه خطوة مهمة في حماية صحة الفئات الأكثر ضعفا ونلتزم بتوسيع هذه المبادرة إلى المناطق الأخرى المتضررة من الفيضانات ومساعدة المجتمعات على التعافي وبناء القدرة على الصمود”.

وقالت “موكانجيندو”:”ممتنون لدعم المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية لمنع انتشار الأمراض المنقولة بالمياه وتحسين نتائج الصحة العامة في وقت أبدى فيه مدير الشركة العامة للمياه والصرف الصحي بالمنطقة الشرقية محمد عبدون وجهة نظره بالخصوص.

وقال عبدون:”في أعقاب عاصفة دانيال استجبناب بالاشتراك مع يونيسف لاحتياجات المياه والصرف الصحي في ذلك الوقت ولكنها نفذت أيضا مبادرة طويلة الأجل ساعدت شعبنا في المناطق المتضررة على الوصول إلى ماء الشرب الآمن فشكرا للصندوق والمفوضية على دعمهما الثابت”.

وأشار التقرير إلى أن هذه المبادرة تندرج في سياق التزام المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية الأوسع بمعالجة احتياجات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المناطق المتضررة من الفيضانات ففي مدينة درنة دعمت تركيب 5 خزانات ماء في أماكن أكثر تضررا.

وتابع التقرير إن هذا الجهد وفر مياها آمنة لـ3 آلاف شخص يوميا ما يعني استفادة 35 ألفا من السكان في المجمل في وقت وفرت فيه المفوضية الأوروبية مياه الشرب النظيفة للنازحين داخليا والمجتمعات المضيفة في مدينة درنة بتوزيع عبوات الماء المرنة.

وأضاف التقرير إن “يونيسيف” أطلقت بالشراكة مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض حملة التوعية “المياه الآمنة.. حياة صحية” إذ تم الترويج لها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي فيما وصلت جهود تعزيز النظافة لنحو 80 ألفا عبر المراكز المجتمعية والملصقات والكتيبات بجميع المناطق المتضررة.

واختتم التقرير بالإشارة لقيام “يونيسيف” بتوزيع نحو 3 آلاف مجموعة نظافة عائلية لصالح أكثر من 17 ألفا من السكان في مدن درنة وسوسة وشحات والبيضاء.

ترجمة المرصد – خاص

 

مقالات مشابهة

  • مناوي: بوجود مثل هؤلاء الأسود لن تستطيع الميليشيا أن تستولي على الفاشر ولو لدقيقة واحدة
  • المبعوث الأمريكي للسودان يعرب عن قلق بلاده بشأن تصاعد العنف في الفاشر
  • انفجارات ضخمة في الفاشر.. وفارون من القتال يروون قصصا مروعة
  • وبمقتل شطة ينكسر آخر قرون المليشيا القيادية في دارفور الكبري
  • بعد تكرار الهجوم 133 مرة: الفاشر مقبرة القيادات الميدانية للدعم السريع
  • انفجارات هائلة تهز الفاشر.. والناجون من القتال يروون مشاهد مرعبة
  • يونيسيف: هذه حصيلة أبرز جهودنا لإغاثة المتضررين من الفيضانات في ليبيا
  • اتحاد الكرة الآسيوي يتبرع بمستشفى ميداني لإغاثة غزة
  • تجدد الاشتباكات في دارفور بعد حظر تسليح الإقليم
  • الحكومة السودانية راضية عن تمديد عقوبات دارفور والدعم السريع مستاء