رام الله - صفا

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إنّ إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تواصل منذ 16 يوماً عزل الأسيرة والناشطة الحقوقية والقيادية خالدة جرار في زنزانة إنفرادية في عزل سجن (نفي تيرتسيا) في ظروف قاسية وصعبة جداً.

وخلال زيارة نفّذتها المحامية، للأسيرة جرار، أكّدت الأخيرة أنها تواجه وضعاً مأساوياً لا يُحتمل، وأضافت للمحامية:

"أنا أموت يومياً، فالزنزانة هي أشبه بعلبة صغيرة مغلقة لا يدخلها الهواء، فقط يوجد في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير، الذي تم إغلاقه لاحقا بعد نقلي بيوم واحد، ولم يتركوا لي أي متنفس، وحتّى ما تسمى "بالأشناف" في باب الزنزانة تم إغلاقها، وهناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أوكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة".

وتابعت الأسيرة جرار التي تعاني من عدة مشاكل صحية "ما زاد من مأساوية عزلي، درجات الحرارة المرتفعة، فأنا باختصار موجودة داخل فرن على أعلى درجة، لا أستطيع النوم بسبب الحرارة العالية، ولم يكتفوا بعزلي في هذه الظروف، فقد تعمدوا قطع الماء في الزنزانة، وحتى عندما أطلب تعبئة (قنينة) الماء لأشرب، يحضروها بعد 4 ساعات على الأقل، وبالنسبة للخروج إلى ساحة السّجن (الفورة) تم السماح لي مرة واحدة بعد مرور ثمانية أيام على عزلي، كما ويتعمدوا بتأخير وجبة الطعام الرديئة لساعات".

وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، أنّ استمرار عزل الأسيرة جرار، هو جريمة متعمدة تنفذها إدارة السّجون بحقّها، خاصّة أن إدارة السّجون رفضت الإفصاح عن مدة العزل أو أسبابه".

وفي هذا الإطار حمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسيرة جرار، واعتبرت الهيئة والنادي أنّ عزل جرار، يأتي في إطار الإجراءات الانتقامية الممنهجة التي تنفذها إدارة السّجون بحقّ الأسرى وكجزء من الجرائم الممنهجة التي تنفذها بشكل -غير مسبوق- بمستواها وكثافتها منذ بدء حرب الإبادة، وشددتا على أنّ هذا الإجراء الانتقاميّ ما هو إلا امتداد لعملية استهداف ممنهجة تعرضت لها جرار على مدار السنوات الماضية، وشكّلت عملية اعتقالها الإداري المتكرر أبرز أوجه ذلك.

يُذكر أنّ قوات الاحتلال كانت قد أعادت اعتقال جرار في 26/12/2023، من منزلها في رام الله، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري وقد صدر بحقها أمريّ اعتقال إداري، وطوال المدة الماضية كانت محتجزة في سجن (الدامون) إلى جانب الأسيرات، إلى أن نُقلت إلى العزل مؤخرا؛ ومنذ اعتقالها تواجه كما كافة الأسرى والأسيرات ظروف اعتقال قاسية وصعبة، وعمليات تنكيل وجرائم ممنهجة، وتشكّل سياسة العزل الإنفرادي إلى جانب إجراءات العزل الجماعي التي فرضت على الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، إحدى أبرز السياسات التي صعّدت منها بحقّ الأسرى والأسيرات، والتي تعتبر من أخطر السياسات التي مارستها منظومة السّجون الإسرائيلية بحقّ الأسرى على مدار عقود طويلة.

ويُشار إلى أنّ جرار هي أسيرة سابقة تعرضت للاعتقال نحو خمس سنوات، وهي ناشطة حقوقية ونسوية وقيادية بالجبهة الشعبية ونائب سابق في المجلس التشريعي، وعلى مدار عمليات اعتقالها المتكررة واجهت إجراءات انتقامية بحقها، وكان أقساها حرمانها من إلقاء نظرة الوداع على ابنتها التي توفيت في اعتقالها السابق.

وهي واحدة من بين (87) أسيرة في سجون الاحتلال، غالبيتهن يقبعن في سجن (الدامون)، من بينهن أسيرة حامل، وأمهات، ومن بينهن أمّ لشهيد، بالإضافة إلى شقيقات شهداء وأسرى، وأسيرات سابقات، وطالبات، وصحفيات، وناشطات، ومحاميات.

من الجدير ذكره أن الاحتلال صعّد منذ بدء حرب الإبادة من حملات الاعتقال بين صفوف النّساء، وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوفهن نحو (355)، وهذا المعطى لا يشمل النساء اللواتي اعتقلن من غزة ويقدر عددهن بالعشرات.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: خالدة جرار ظروف قاسية هيئة شؤون الأسرى نادي الأسير مشاكل صحية الس جون

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: نصرالله تعرض لضربات قاسية

رأى الكاتب الإسرائيلي آفي أشكنازي أن حسن نصرالله الأمين العام لتنظيم "حزب الله" اللبناني، تعرض لضربات قاسية ومؤلمة في الأيام الأخيرة، كما أدرك الشرخ الذي تعرض له تنظيمه بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت.

 وتحدث أشكنازي في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن حادث الطائرة الإيرانية التي أطلقها الحوثيون في 18 يوليو (تموز) نحو مبنى سكني في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل رجل يبلغ من العمر 50 عاماً، وبعد أقل من 30 ساعة، انطلقت عشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلية من الحدود الإسرائيلية ودمرت منشآت في ميناء الحديدة باليمن، والتي تُعد منشآت حيوية يتم استخدامها لإمداد الحوثيين. 

معاريف: حزب الله يحاول الحفاظ على "معادلة الألم" مع إسرائيلhttps://t.co/1mtzzjvHSm pic.twitter.com/FWkJebFGh3

— 24.ae (@20fourMedia) September 12, 2024  استهداف نهاريا

ويوم الإثنين الموافق 9 سبتمبر (أيلول)، ضربت طائرة بدون طيار إيرانية يُحركها حزب الله مبنى في مدينة نهاريا الإسرائيلية، والتي تبعد حوالي 130 كيلومتراً شمال تل أبيب، متسائلاً: "هل سيتم التعامل مع الوضع في نهاريا بنفس الطريقة كما هو الحال في تل أبيب؟ وهل ستأمر القيادة السياسية الجيش الإسرائيلي بنشر نحو 100 طائرة مقاتلة لشن هجوم قوي على ميناء بيروت؟ أو ربما هجمات مباشرة على موقع استراتيجي آخر في لبنان؟ وهل ستتغاضى إسرائيل عن هجوم نهاريا؟"

أجاب إنه على الأرجح "لا"، مضيفاً: "ربما يفضل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو التغاضي عن الهجوم في نهاريا، وهناك افتراض لدى سكان الشمال بأن ضربات الجيش الإسرائيلي ستستمر في إظهار ضبط النفس، وأن تأثير الحديدة من غير المرجح أن يتكرر في بيروت أو مدينة أخرى في لبنان".

انشغال نتانياهو

وأشار إلى أن نتانياهو لديه أشياء كثيرة على جدوله الفترة المقبلة، من رحلة إلى الأمم المتحدة في نيويورك، والميزانية، إلى محاولة التنقل بين الأعياد اليهودية دون تصعيد المنطقة، موضحاً أن آخر شيء يحتاجه نتانياهو الآن هو حرب عالية الكثافة مع فرع إيران في لبنان.
وأضاف أن نتانياهو تورط في مستنقع سياسي وجماهيري يجد صعوبة في الخروج منه، ولكن لحسن حظه، فإن نصرالله هو أيضاً في وضع إشكالي مماثل، ومتورط مع نفسه. 

التحكم في وتيرة الجبهة الشمالية

وأشار إلى أنه من حسن حظ نتانياهو أيضاً أن الجنرال أوري غوردين يقود المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الذي يستطيع كبح جماح النوايا العدوانية، ولهذا السبب تمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة على الاشتباكات بين إسرائيل وإيران وحزب الله وسوريا والعراق على مدى الأشهر الـ11 الماضية، مستطرداً: "تمكن جوردين من إلحاق الضرر بالجانب الآخر مع منعه من التفكير في نوايا هجومية جامحة".
وقال الكاتب الإسرائيلي إن الهجمات التي نُسبت إلى إسرائيل في سوريا الأسبوع الماضي، كانت مهمة لأنها كانت ضربة شديدة للحرس الثوري الإيراني، ولتسليح حزب الله والقوات الموالية لإيران في سوريا، مشيراً إلى أن نصرالله تعرض لعدة ضربات مؤلمة في الأيام الأخيرة، ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 100 ضربة في لبنان منذ الأربعاء الماضي، كما استهدفت القوات الإسرائيلية بشكل منهجي منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله في لبنان، مما تسبب بأضرار جسيمة لمخازن الأسلحة التابعة للمنظمة.
وأوضح الكاتب أنه بسبب ذلك، تحول حزب الله من جيش منظم ومُدرب جيداً إلى تنظيم يكافح للحفاظ على نظامه. وبعبارة أخرى، أصبح نقل الأوامر من نصرالله إلى الميدان يتم بطريقة غير منظمة ودقيقة، مضيفاً: "نصرالله أدرك أنه في مأزق، فكيف سيهرب من هذا الوضع دون أن يتعرض لأذى أكبر؟" 

تحذير إسرائيلي جديد من تنامي قوة حزب اللهhttps://t.co/tlaa7NYFCN

— 24.ae (@20fourMedia) September 11, 2024  اختبار نهاريا

أما عن اختبار نهاريا، فقال الكاتب إن نصرالله اعتمد على استمرار نتانياهو في التعامل مع المواقف على طول الحدود الشمالية والجنوبية باعتبارها أقل أهمية من وسط إسرائيل.

 

مقالات مشابهة

  • مؤسسة حقوقية توثق عدد وفئات المعتقلين الفلسطينيين بسجون الاحتلال
  • كاتب إسرائيلي: نصرالله تعرض لضربات قاسية
  • اجتماع قطري مصري مع حماس للدفع بصفقة التبادل.. القاهرة تتحدث عن بادرة أمل
  • فضاءات الأسيرة المقدسية لمى أبو غوش الأكثر اتساعا
  • شؤون الأسرى: إلغاء محاكم المعتقلين حتى نهاية الشهر الجاري
  • "الأسرى": إلغاء جلسات المحاكم للمعتقلين بـ"نفحة" و"ريمون"
  • عائلة أسير إسرائيلي: وجدنا أذنا صاغية من قطر
  • لجنة اختيار القيادات تختتم مقابلات المتقدمين لشغل الوظائف القيادية
  • شؤون الأسرى: حصيلة الاعتقالات بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر ترتفع لـ10600 مواطن
  • الاحتلال يقدّم عرضا شخصيا للسنوار مقابل إطلاق سراح الأسرى وتتهرب من كشف رده عليها