ندوة للتوعية بأحكام القانون والسلامة والصحة المهنية بالمنيا
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
نظمت مديرية العمل بمحافظة المنيا ، مكتب عمل بنى مزار ومكتب السلامة والصحة المهنية ببنى مزار، ندوة توعية مشتركة بين المكتبين ، للعاملين بمستشفى مصر المحبة ببنى مزار ، بحضور 20 عامل بالمستشفى.
تناولت موضوعات الندوة شرح حقوق وواجبات العمال والعلاقة التعاقدية وانواع عقود العمل طبقاً لأحكام قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 والقرارات الوزارية المنفذة له ، وكذلك اشتراطات السلامة والصحة المهنية فى بيئة العمل للوقاية من الحوادث والأمراض وحماية العنصر البشرى والممتلكات من مخاطر بيئة العمل المختلفة.
و تأتي فعاليات الندوة فى ضوء جهود المديرية وأجهزتها لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل بين العاملين بمختلف المنشآت العاملة داخل المحافظة ، وكذلك التوعية بالحقوق والواجبات التى كفلها لهم القانون لحمايتهم داخل أماكن العمل ، بما يعزز علاقات العمل بين طرفى العملية الإنتاجية ويزيد من الإنتاج ويحقق الاستقرار والنمو فى ظل الجمهورية الجديدة.
وقالت ماجدة صلاح مدير مديرية العمل بالمنيا ، إن تلك الجهود التى تقوم بها المديرية تأتى فى ضوء تنفيذ توجيهات وزير العمل محمد جبران ، لمديريات العمل بالمحافظات ، فى التأكيد على أهمية دور مديريات العمل ، في تنفيذ خطة الوزارة خاصة داخل مواقع العمل بالمحافظات، وأهمية التواصل مع المواطنين مُتلقي الخدمة من الوزارة والاستماع إلى مطالبهم ، والإيمان بدور وزارة العمل في التعامل مع العمال وأصحاب الأعمال بشكل متوزان، بترسيخ ثقافة الحقوق والواجبات، في إطار بيئة عمل لائقة ومستقرة تتوفر فيها اشتراطات السلامة والصحة المهنية للحماية والوقاية من مخاطر بيئة العمل ، والتعاون مع الجهات المعنية لتوفير تلك الاشتراطات لحماية المنشآت والعاملين بها من تلك المخاطر.
وأضافت مدير المديرية، أنه حاضر فى الندوة على خلف مدير مكتب عمل بنى مزار ، ورضا جمال مفتش مكتب العمل ، والكيميائى خالد عبد الرحمن مفتش مكتب السلامة والصحة المهنية ببنى مزار ، وشارك فى الحضور للندوة مدير المنطقة الشمالية محمد عبد الرحمن ، كما جرى الرد على الاستفسارات والأسئلة المتعلقة بموضوعات الندوة من الحضور ، ومؤكدة على الإستمرار فى تنظيم الندوات التوعوية والتثقيفية داخل أماكن العمل المختلفة داخل المحافظة والقيام بالدور المنوط بالمديرية وأجهزتها فى هذا الشأن للوصول للاهداف المرجوة وتنفيذ الخطط الموضوعة بخصوص التوعية والإعلام بالوزارة، وبإدارة الرعاية ، وادارة السلامة والصحة المهنية بالمديرية ، حول أحكام القانون والقرارات للحفاظ على مقومات الإنتاج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة العمل السلامة والصحة المهنية قانون العمل بيئة العمل مخاطر بيئة العمل وزير العمل محمد جبران السلامة والصحة المهنیة بیئة العمل
إقرأ أيضاً:
الاحتراق الوظيفي في بيئة العمل
راشد الفزاري
في بيئة العمل المتسارعة اليوم يُعد الضغط جزءًا لا يتجزأ من الحياة المهنية، لكن عندما يتراكم هذا الضغط دون حلول أو دعم، فإنه قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ الاحتراق الوظيفي، وهذه الحالة لا تؤثر فقط على أداء الموظف، بل تمتد آثارها إلى الصحة النفسية والجسدية، مما ينعكس سلبًا على بيئة العمل ككل.
الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإجهاد الجسدي والعقلي والعاطفي، تحدث نتيجة التعرض المستمر للضغوط المهنية دون وجود دعم كافٍ أو فترات راحة مناسبة، يشعر الموظف في هذه الحالة بالإرهاق والتشاؤم وانعدام الدافع، مما يؤثر على إنتاجيته ويجعله يفقد المتعة في أداء مهامه اليومية، وغالبًا ما يكون الاحتراق الوظيفي عملية تدريجية، حيث يبدأ بإرهاق خفيف ثم يتفاقم مع مرور الوقت، حتى يصل إلى مرحلة يشعر فيها الموظف بعدم القدرة على المواصلة.
ولا يقتصر الاحتراق الوظيفي على ضغط العمل وحده، بل هناك العديد من العوامل التي تسهم في تفاقمه، ومن أبرزها ضغوط العمل المفرطة، عندما تتراكم المهام دون تخطيط أو تنظيم، يصبح الموظف غير قادر على تحقيق التوازن بين الإنتاجية والصحة النفسية، بالإضافة إلى عدم العدالة في بيئة العمل وغياب الشفافية في توزيع المهام أو التقييم غير العادل للأداء يشعر الموظفين بالإحباط، كما أن قلة التقدير والتحفيز أحد الأسباب، عندما لا يجد الموظف اعترافًا بجهوده أو مكافآت تناسب أدائه، يفقد الحافز للعطاء، كما أن التوازن بين العمل والحياة الشخصية وعدم القدرة على الفصل بين العمل والوقت الشخصي يؤدي إلى إجهاد مستمر، مما يزيد من احتمالية الاحتراق الوظيفي.
ويمكن القول بأن أنظمة المكافآت غير المنصفة سبب آخر للاحتراق الوظيفي عندما يشعر الموظف بأن جهوده لا تُترجم إلى مكافآت عادلة، فإنَّ ذلك يقلل من الدافع للعمل، وهذا يقع عند وجود الإدارة غير الفعالة، ومع وجود القائد الذي لا يتفهم احتياجات موظفيه أو لا يوزع المهام بإنصاف قد يسهم بشكل غير مباشر في زيادة الضغط عليهم، ولا يمكن أن ننكر بأن الظروف الشخصية الطارئة أحيانًا قد تكون سببًا آخر، عندما يمر الموظف بظروف شخصية قاسية مثل فقدان أحد الأحباء أو مشكلات صحية، يزيد من حدة الاحتراق الوظيفي، خاصة إذا لم يجد دعمًا من بيئة العمل.
ولمواجهة هذه المشكلة، لا بد من وجود إجراءات وقائية وعلاجية تساعد على خلق بيئة عمل أكثر توازنًا وصحة، على مستوى الإدارة ضرورة تعزيز ثقافة التواصل ويجب على القادة أن يكونوا أكثر انفتاحًا لسماع مشكلات الموظفين ومساعدتهم في حلها، كما من الضروري إعادة توزيع المهام بعدالة والتأكد من أن كل موظف يحصل على نصيبه العادل من العمل، دون تحميله فوق طاقته، بحامل أهمية توفير برامج دعم نفسي عبر إنشاء برامج للمشورة النفسية لمساعدة الموظفين على التعامل مع الضغوط بطريقة صحية.
أما على مستوى الموظف ضرورة إدارة الوقت بذكاء وتقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة، وتحديد الأولويات لتجنب الإرهاق وأخذ فترات راحة منتظمة حتى في أوقات الضغط، يمكن لفترات الاستراحة القصيرة أن تساعد في استعادة النشاط، ويحب طلب المساعدة عند الحاجة، ولا بأس في التحدث مع المدير أو الزملاء عند الشعور بالإرهاق، فالعمل بروح الفريق يسهم في تقليل الضغط، ومن المهم الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتخصيص وقت للعائلة والهوايات يساعد في تخفيف آثار التوتر.
في الأخير يجب على كل قائد أن يدرك أن نجاح المؤسسة يعتمد على صحة وراحة موظفيها، فالموظف الذي يشعر بالتقدير والتحفيز سيكون أكثر إنتاجية وعطاءً، والاحتراق الوظيفي ليس مجرد مشكلة فردية، بل هو تحدٍّ مؤسسي يجب التعامل معه بجدية. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فإن الاهتمام بالموظفين ليس فقط مسؤولية أخلاقية، بل هو استثمار في نجاح المؤسسة على المدى البعيد.