الديمقراطية وحكومة 1956 المفترى عليها (4)
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
سرعة الالتهاب الغضب والتطرف تجعلنا نحن اغلب السودانيين عرضة لتجنب الصواب والاصرار على الخطأ . اكبر مشاكلنا هى اننا لا نفرق بين الحكومة والدولة . الدولة شئ ضخم لا حدود له في الزمان والمكان . الدولة تشمل كل شيئ . الدولة هى انت ،انا والآخرون . الدولة تعني الحكومة المساجد الكنائس السناقوقا او معبد اليهود وكانت لهم سنقوقات في السودان .
نحن سكنا في حارة اليهود في امدرمان حيث وجدوا الاحترام الحب والامن . لا يزال لسانهم يلهج بحب السودان الذي اعطاهم فرصا لم يجدوها في الدول الاخرى . يكفي أن سكرتير نادي الحريجين كان ابراهيم اسرائيل .يمكن قوقلة شوقي بدري واليهود.
أنا اول سوداني ذهب الى اسرائيل قبل عدة عقود ،عاد وكتب بالتفصيل عن الزيارة . لقد بدأت الكتابة عن اليهود السودانيين الذين عاشوا في امن وامان ساعدوا في خلق الطبقة الوسطى التي لا يستطيع اى مجتمع من التطور بدونها ولحسن الحظ قد واصل بعدي كتاب عظام اعطوا اليهود السودانيين حقهم .
الحكومة هى مجموعة من البشر يسيرون دولاب العمل لفترة محددة من الزمن تنتهي طال الزمان او قصر . الشعوب لا تستمر الى ما لا نهاية في العيش تحت الحكومات التي يختارونها او تفرض عليهم ، الا أن الشعوب ودولها باقية الى أن يرث الله الارض ومن عليها . الحكومات تذهب بغض النظر اذا كانت الحكومة عسكرية ، ديمقراطية ، دكتاتورية، فاشية ، نازية ، ملكية اوعصابة اجرامية مثل الانقاذ.وضباع بشرية مثل الجنجويد .
في المؤتمرات التي حضرتها للمعارضة وغير المعارضة يتشنج الكثيرون ويطالبون بفصل الدين عن الدولة . اقول دائما أن من المستحيل فصل الدين عن الدولة لأن الدين جزء من الدولة التي من المفروض أن تشمل كل شيئ ، والدين أحد الانشطة الاجتماعية التي تمارسها الشعوب . المطلوب هو منع الحكومة او الاحزاب السياسية من اساءة استغلال الدين بواسطة الحكومة او الاحزاب السياسية . الدولة هى الانهار البحار الجبال الغابات الرياضة الفنون التعليم العلاج التراث التاريخ المشترك الارض المشتركة ،التركيبة النفسية المشتركة للناس الاقتصاد الطقوس الاحتفالية الطعام المشترك،طريقة السكن وكل شيء، كل هذا ينعكس على الفنون والثقافة .
اسوأ المنظمات السياسية والتي استغلت الدين للوصول الى السلطة هم الفاشيون ، النازيون وعلى رأسهم الكيزان ، عرفوا انفسهم بالاخوان المسلمين هم من زعموا ان الدين بحر ومن اراد أن يشرب فهم كيزان الدين ..... تصور !! العصابة التي كونت مافيا الكيزان لم يكن لديهم علم، دراية ، دراسة ، فهم لاصول الدين الاسلامي تاريخ الدين الاسلامي شريعة الدين الاسلامي ، الحديث او تفسير القرآن العبادات.لم يكونوا حتى من حفظة القرآن الخ .لم يكن عندهم ادراك بالاديان السماوية التي عليهم التعايش معها واقناع اهلها بتقبلهم وربما التحقوا بالاسلام بدلا عن الاقصاء احتقار وظلم اهل الكتاب والاديان الغير سماوية وكريم المعتقدات، عكس ما كان يحدث في دولة 56 التي اتصفت بالتسامح احترام معتقدات الآخرين تحت شعار اعمل وستتحدث اعمالك عنك.... احسان الحال وليس فقط المقال . عدم تقبل البشرية السوية لهم ، السبب جد بسيط بعضهم كان بالكاد قادرا على فك الخط .لا دراية لهم بالعالم الخارجي التاريخ العالمي او الجيوبولوتيك . كانوا في قاع التعليم وفهم المجتمع المصري . عرضوا انفسهم للملك فاروق كاتباع او مدافعين وفشلوا . ارادوا ركوب سرج الجهاد ومحاربة اليهود في فلسطين ولم ينجحوا . يتملكهم شبق عظيم للسلطة المال والجاه . عرفوا انهم مثل كيزان السودان الذين افتخروا بأنهم ليسوا من اهل العاصمة وانهم ابناء الفقراء والمسحوقين ولن يسيطروا على البلاد عن طريق الديمقراطية . كانوا مشحونين بالحقد الكراهية الانانية والروح الانقامية .
من اتبع هؤلاء من البروفسيرات اصحاب الشهادات العليا اواهل الخبرة الادارية كما يحدث في العالم وداخل مجتمعاتهم . انهم اصحاب الغرض الاجرامي كما كانوا تابعين لامثال العصابة التي كونت تنظيم الاخوان المسلمين في مصر 1928 ، وانتقلت جرثومتها الى البلاد الاخرى . بداية العصابة .... عبد الرحمن حسب الله عربجي . حافظ ابراهيم المهنة نجار أحمد الحصري المهنة حلاق فؤاد ابراهيم المهنة مكوجي اسماعيل عز المهنة جنايني حسن البنا المهنة ساعاتي زكي المغربي المهنة عجلاتي .
من يهاجمون دولة 1956التي تمثل كل الناس وما موجود في ارض الواقع يخلطون الامر بالحكومة التي هى بعض الاشخاص يحكمون لفترة قد تطول او تقصر . تسرع الصادق بسبب نرجسيته وكونه سايكوباتيا قام لمصلحته المريضة بشق حزب الامة وشارك الوطني الاتحادي في حكومة قال عنها الوزير الاتحادي المرضي .... دي حتكون حكومة سياحية ما حتستمر اكثر من شهور، وقد كان . لهذا طالبنا بنظام التمثيل النسبي فالحزب يحدد ويعين نوابه حسب عد الاصوات التي تحصل عليها وليس العكس . الحكوكة الفائزة تحكم لمدة زمنية محددة . لا تذهب الا بعد انقضاء المدة . حكومة تجي وحكومة تغور ، الا ان الدول باقية .
نميري مثلا كان على رأس حكومة دكتاتورية لا دخل لها بدولة السودان ومصلحة الشعوب السودانية . لقد حاول النميري حصر الدولة في شخصه . انتهى الامر بنميري مطرودا من وطنه. لأن نميري العميل المصري كان تحت سيطرة الحكومة الناصرية التي خلقت تنظيم الظباط الاحرار على قرار تنظيم الظباط الاحرار المصري الذي قتلهم همشهم ناصر او اودعهم السجون والاعتقال المنزلي . لم ينج من بطشه حتى رفيق دربه ، زميل غربته ، صديقه الاقرب ، نائبه ويده اليمنى عبد الحكيم عامر . الغريبة أن لناصر ابن اسمه عبد الحكيم !!
دولة 1956 ولا نقول حكومة 1956 كانت دولة تحسد . نجاح دولة 56 كانت الى حد كبير ناجحة والدليل هو امتلاء السودان بالمهاجرين الاوربيين اللاجئين ومن طردهم الجوع من بلادهم . كارل بيلد رئيس وزراء السويد قي الثمانينات ذكر في خطبته للشعب السويدي . أن ظروفهم المعيشية في الستينات كانت سيئة ، وأن الاجور في السويد كانت اسوأ من العديد من الدول ذكر منها السودان .
اهم شيئ يطلبه الانسان في الدنيا هو الأمن . عندما يكون البشر التجمعات في شكل اسرة قبيلة دولة يكون الغرض الاول هو البحث عن الامن . دولة 56 كانت تحقق الامن للجميع مع بعض التفلتات . بعد أن قتل الاتراك مايقارب المليون من الارمن تفرقوا في كل انحاء العالم العالم . وجدوا الاضطهاد الرفض في اغلب الدول . في بريطانيا لهم مثل يقول ،، عليك ان تثق بالثعبان قبل اليهودي واليهودي قبل اليوناني ولكن لا تثق ابدا بالارمني . هذ الجنسيات وجدوا الامن والاخاء في سودان 56 . في السودان احسوا لاول مرة كما كنا نسمع منهم أن السودان كان الاكثر امنا وتقبلا . عشنا مع الارمن كاخوة وتعاملنا معه كاعمامنا شقيقاتنا واشقاءنا . كانت منازلهم مفتوحة لنا ومنازلنا مفتوحة لهم . لقد ذكرت كثيرا أن اشارات المرور في الخرطوم كانت بالعربية الانجليزية واليونانية . السبب هو أن اليونانيين سكنوا معنا نزلوا سهلا ووجدوا اهلا . هل تعرفون أن من أنشأ مصنح النسيج السوداني الضخم في بحري الذي كان يخدم آلاف السودانيين قد اسسه يوناني اسمه جون ثيودوراكوبلس كان الطاقم الفني والادارة من اليونانيين وقد ارسلوا السودانيين الى اثينا للتدريب . اشترى خليل عثمان وشريكه جابر الصباح مصنع النسيج كما اشترى مصنع الادوية من اولاد تمام اليهود الذين كانوا شركاء العم بدوي مصطفى نائب الرئيس ابراهيم المفتي في اول تنظيم للاخوان المسلمين وكان السكرتير على طالب الله . العم بدوي مصطفى هو مؤسس الجامعة الاسلامية ، و زير التعليم في حكومة الازهري في الستينات . العم بدوي مصطفى ترك الاخوان المسلمين عندما اكتشف انهم بلاء ولا دخل لهم بالاسلام .
مصنع الادوية كان يصنع القطن الطبي من بقايا قطن مصنع النسيج السوداني . السودان كان يستورد القطن الطبي . المدير المالي حسن محمد صالح ابترفي مصنع النسيج كان مع الطاقم الليلي يساهرون لاعداد المرتبات لآلاف العمال والموظفين مرتين في الشهر . المدير الاداري جيسون استراتوس والذي يسكن في المصنع ويقف على كل كبيرة وصغيرة ، يحتفظ بعلاقات حميمة مع الجميع ويبدي كثيرامن الاحترم للعاملين في المصنع . في ليلة تحضير المرتبات كان يأتي لكل الطاقم بالسندوتشات والباسطة . تلك كانت روح 56 .اين هذا من المحافظ الكوز الذي وضع ريس البنطون وابنه في السجن لانه سمح للركاب بركوب البنطون معه !!!
الاقباط كانوا اعظم الامدرمانيين . كانوا اكثر الناس امانة واكثرهم مساعدة لجيرانهم وابر الناس بالفقراء . لم يحدث أن اعتقل قبطيا سودانيا بسبب ارتداد شيك . احببناهم واحبونا . يمكن قوقلة شوقي بدري المسيحيين الذين اضافوا القا للوطن .لايزال الاقباط يبكون مثلنا او اكثر منا لفراق السودان حين نعموا بحب احترام وعدالة ..... هذه هى روح دولة 56 ما الذي ستأتون به يفوق هذا او يشابهه؟؟ هل نسيتم ان سادس اكبر مدينة في السودان المعروفة بكوستي ويحمل اهلها اسم كوستاوية وكوستاوي يرجع الاسم الى اليوناني بابس كوستاكس ،، كوستي ،، ؟؟لقد عشوا بيننا واسيتفادوا وافادوا والكثير منهم لم يقدر أن يعود لوطنه لان السودان صار وطنهم الاول .
الايطال كانت لهم جالية كبيرة في السودان . الايطاليون بطبعهم شعب طيب يحب الحياة ويندمجون في كل مجتمع ببساطة . العم برونوا بورتولازي عاش في ملكال اعلن اسلامه وتغير اسمه الى احمد المصطفي له عدد ضخك من الاحفاد وابناء الاحفاد . كان له اول معرض للموبيليا في ملكال . لا يذكر الا يتبع اسمه بالرجل الطيب الرجل الامين الرجل السمح . عندما اراد العم الوزير بوث ديو بناء منزل في ملكال بالخرصانة استعان بالعم برونو . آخر اولادي يحمل اسم جده برونو .
الغجر ومن عرفوا ب ،، تنكرش ،،في بريطانيا ،،سيقان في شرق اورب،، او جبصي في كثير من الدول لم يجدوا دولة لم تحاربهم تضطهدهم وتعتدي عليهم ، في السودان وجدوا وطننا. كان لهم حيهم الخاص بين السوق وحى العرب انتقل بعضهم الى الثورات . كان لهم شيوخهم وزعماءهم منهم ابو زعمان وابو قلمان يسيرون امورهم ولهم شيخة تسيطر على النساء اسمها كلوت ، كما اوردت في كتاب حكاوي امدرمان . اشتهروا بتجارة قديما ، اخيرا صاروا يسيطرون على تجارة الاسبيرات المستعملة والسيارات الخردة. ويسمى عندهم من يتعامل مع القدور ب ،،لاكاتوش ،،هذا اسم العائلة مثل النجار الحداد الخ .ما اروع دولة 56 التي وسعت الجميع . الغجر هربوا من شمال الهند خوفا من المغول ، انتهى بعضهم في فنلنداوامريكا ووجدوا المضايقات والاعتداء والقتل في كثيرمن الاحيان . وجدوا الامن في السودان . قام هتلر بقتل اكثر من 300 الف من الغجر في اوربا . لم ينج الا الغجر المسلمين في يوغوسلافيا والبانيا . المفتي كان يزور هتلر ويتعاون معه ضد الحلفاء وشفع هذا لبعض ألغجر المسلمين .
من مظاهر التعايش السلمي وتقبل الآخر هم العم فوراوي . والذي اختفى اسمه الاصلي ولم يعرف واسرته الا بفوراوي . ابنه على يعرف بعلي فوراوي . العم فوراوي عاش في الفاشر احب اهلها واحب البلد . اختار اسم فورواي الذي غطى على اسمه محمد عامر بشير .
نقلا عن كتابات الاستاذ صلاح فيصل
اقتباس
العم محمد عامر بشير “فوراوى” واحد من الوجوه الأمدرمانية البارزة التى لعبت دوراً مقدّراً فى الحياة السياسية والإجتماعية فى السودان حسبما يشير اليه كتيب صغير يُعرّف به أصدره مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية بجامعة أمدرمان الأهلية فى إطار سلسلة بعنوان “شخصيات سودانية فى سطور”. وحول كنية “فوراوى” أفاد من خلال الكتاب البروف على شمو أن الرجل كان رمزاً للمناضل الذى لا يخضع ولا يركع للوعيد والتهديد فقد حرمته حكومة السودان البريطانية من حقه المهنى والوظيفى كمهندس تخرج من قسم المهندسين بكلية غردون عام 1927، وأحالته إلى السلك الكتابى إمعاناً فى الكيد ونقلته إلى الفاشر ظناً منها أنه سيصبح فى عداد المنفيين، ولكن محمد عامر بشير سعد بنقله إلى الفاشر حيث قضى فيها أياماً طيبة ظل يذكرها على الدوام، وإستمر وهو هناك يكتب ويراسل الصحف تحت إسم مستعار إختار له “فوراوى”.
ووفقاً للسيرة الذاتية التى أوردها الكتيب فقد تقلد فوراوى العديد من الوظائف من بينها مترجم الجمعية التشريعية “1948-1953″، أمين عام وزارة الإستعلامات والعمل على عهد الفريق عبود والوزير العم طلعت فريد، ومن خلال نشاطه ومثابرته فى هذه الفترة تأسست مبانى المسرح القومى والفندق التابع له الذى تحول فيما بعد مقراً لتلفزيون السودان ؛وكذلك أسهم فى تأسيس النواة الأولى لفرقة الفنون الشعبية.
لعل إتقان فوراوى المذهل للغة الإنجليزية هو ما أهله لهذه المناصب الرفيعة، فقد كان الرجل أحد رواد الترجمة الفورية فى بلادنا وربما فى العالم العربى
نهاية اقتباس
صار القاضي محمد صالح الشنقيطي والذي يحمل اسمه أحد اهم الشوارع في امدرمان رئيسا للحمعية التشريعيةبين 1948 و 1953. الشنقيطي اتى اهله من شنقيط عاصمة موريتانيا القديمة،دولة 56 تقبل الجميع . بعد فوز الحزب الاتحادي بالحكومة الا انهم وافقوا على استمراره كرئيس للبرلمان السوداني وهو من مؤسسي حزب الامة والمعارضة !!.تكلم عن التسامح !!.
في زيارة اى مؤتمر عالمي للبرلمانات قام مبارك زروق تقديم خطبة الوفد السوداني بالرغم من أن صديقه الحميم وغريمه السياسي المحجوب كان وزير الخارجية في حكومة عبد الله خليل .
ابراهيم بدري كان اشتراكيا يعارض الطائفية وحزب الامة . اطلق اسم الشنفيطي على شقيقي واطلق على اسم محمد على شوقي الذي كان الداعية لتنصيب عبد الرحمن المهدي كملك على السودان .لم يخلف الشنقيطي اطفالا وتقرر أن يعطيه والدي ابنه الصغير يوسف الا أن يوسف انتقل الى جوار ربه في صغره .
ارتباطنا وحبنا للجنوبيين لأن والدي ابراهيم بدري كان متيما بالجنوب أحب اهله وانتسب الى الدينكا الذين اعطوه اسما دينكاويا وهو ،، ماريل ،، وتعني الثور الكبير الابيض . مثل الكثير من المسؤولين في دوله 56كانوا متفانين في عملهم . الكاتب رحمة قريمان الذي سكن في اعالي النيل كتب ... أن والدته قالت له بعد سنين عديدة يا ولدي ما تكتبوا عن ود بدري !! عند السؤال من هو ود بدري كان الجواب ..... زولا عديل متواضع زي الواطة دي . كان بيشيل فوق كتفوا يبني ويساعد . بعرف لغة النوير والدينكا زيهم .
عندما المت الكوليرا ببلدة ،، جلهاك ،، قرر ابراهيم بدري نقل البلدة للمحافظة على حياة السكان . كان يحمل ويبني ويقف على الاطعام وراحة السكان . تزوج من اهل الجنوب منقلاعمر مرجان ،، أم عمر ،، والدة عمر بدي .
تعلم ابراهيم بدري لغة الدينكا ووضع لها القواعد لأن اللغة كان منتشرة في منطقة كبير ولها عدة لهجات .وضع الحروف اللاتينية للغة الدينكا وكان يدرسها في كلية غردون .كتب ابراهيم بدري عن ميثلوجية الدينكا تاريخهم رحلاتهم اسماء القبائل ومعنى الاسماء الخ . تلك كانت روح الدولة القديمة .
عندما حضرت الى مدرسة ملكال كان قد سبقني اليها الشقيق فقوق نقور جوك . والده كان عمدة جلهاك وصار اخا لابراهيم بدري . فقوق تعامل معي كاخي الاكبر وكنت احترمه واتقبل نقدهوتوجيهاته قبل الجميع كان تاج رأسي طيب الله ثراه . يحمل اسمه ابني فقوق نقور. وقد اهديت كتاب حكاوي امدرمان لروح شقيق فقوق نقور وابني فقوق نقور .
عندما رحلنا الى السردارية سكنا في منزل القائم مقام محمد مصطفى الكمالي ومنزل قريبه الملاصق للمنزل وبين المنزلين نفاج . بعد فترة بسيطة كان زواج شقيقتي من محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله الذي كان ثاني ظابط مجلس بلدي في امدرمان بعد الرجل الاسطوري مكاوي سليمان اكرت . بسبب عدد الضيوف الضخم من امدرمان ورفاعة واماكن اخرى . قام الاعمام الطيب جبارة الله وشقيقه محمود جبارة الله بكسر حائط منزلهم الضخم وتوسعنا في اربعة منازل . تواصل عيشنا سويا وكاننا اسرة واحدة جمعتنا امدرمان وصارت الخالة حليمة حسين بمثابة والدتنا . هذه روح دولة 56 بالرغم من اننا رباطاب والدتي دنقلاوية من شمال السودان وآل جبارة الله من جنوب السودان تلاحمنا. ما ندافع عنه هو روح دولة 56.
دولة 56 لم تكن منزهة من كل العيوب الا انها كانت اعدل اصدق واقل فسادا من كل ما تبعها . لقد وفرت التعليم المتاح للجميع العلاج كان مجانيا لكل انسان تواجد في السودان بغض النظرعن العمر اللون الدين التعليم او الوضع المالي . السعوديون العجائز وبعض اليمنيين كانوا يقولون لنا انتم تستحقون أن نعطيكم دمنا لم نعرف المضاد الحيوي الا في السودان . كانوا يأتون المجاني . العريس من السعودية خاصة الحجاز يأتي لشراء ما يحتاج له ،، الشيلة ،، من بورسودان . اول سيارة اغتناها الملك عب العزيز بن سعود كانت رولزرويس كهدية من السودانيين . السيارة لاتزال موجودة اليوم في متحف القصر .
اهل المدينة كانوا يقابلون السودانيين بالاهازيج والاغاني ولانهم يعرفون أن بعض السودانيين ينتسبوب للعباس كان يقولون لهم ..... يا اولاد العباس اعطوا الناس . في جريدة الحضارة السودانية 14 مارس 1935 نشرت قائمة باسماء السودانيين الذي تبرعوا لفقراء مدينة رسول الله الكريم . الغريب أن احد المتبرعين كان الخواجة السوداني هنري جيد . كانت جلود الاضاحى تجمع ويرسل عائدها للمدينة .
العم بولس المسيحي الذي سكن في ابروف كانت له خلوه لتعليم الاطفال ويدفع مرتب الفقيه . وعندما تعثر اكمال الجامع الكبيرفي امدرمان. هب الشاعر صالح بطرسالمسيحي بكتابة قصيدة عصماء
يا مسجدا مطلت بنوه بعهده … حتى غدا وهو الحسير المعدم .
انتفض اهل امدرمان من مسلمين ومسيحيين وتم اكمال الجامع .
مدرسة التقدم كانت احدى مدارس المسيحيين في امدرمان . أحد مدرسيها كان امام امدرمان الأول ومن يقرأ القرآن في الاذاعة فجرا ومساءويصلي بالناس صلاه الاستسقاء. ابناءه يوسف ومحمد وابناء الحى كانوا يدرسون في مدرسة المسيحيين .
عندي صورة لتلاميذ المدرسة الارمنية في سنه 1936 في القضارف . الارمن الذين تعرضوا لأسوأ المذابح تفرقوا في كل العالم ، وجدوا احسن ظروف للعيش في السودان .
كتبت عن بعض النساء المكافحات في امدرمان احداهن الخالة اوجين الخياطة التي كان لها ثلاثة من البنات وهن هنازان شوشيق وجورجيت وشقيق هو استفان كما سكن معها اطفال شقيقتها التي بقيت في بلدة الحواتة التي لم يسمع بها اغلب السودانيين مع زوجها وزوج اوجين ، القصد كان أن يلتحق الاطفال بمدرسة الارمن في العاصمة . ابناء شقيقة اوجين .هم آرتين وقاري وشقيقة تكبرهم . انتفل اغلب الاسرة الى لندن بعد مضايقات وتأميمات نميري وخرمجة المصريين الذين استعمروا السودان ولا يزالون . تقابلت امي والخالة اوجين في لندنفي نهاية السبعينات تعانقن لمدة طويلة وهن يبكين . اوجين كانت تقول أن والدتى كانت اقرب اليها من شقيقاتها وكل اهلها. اقول دائما ان توأم الروح بله كان اقرب الى من اشقاءي . المجتمع المتعافي في دولة 56 كان يجعل الناس متعاطفين ومحبين لبعضهم . اتابع اخبار آل كوركجيان ومظلوميان . تألمت عندما عرفت أن آرتين قد توفي وهو في الاربعين . قاري الصبي المرح الذي يحكي النكات اتصل بي من استراليا بعد أن شرد نميري الكثيرين منمن قدم الكثير للسودان .قاري كان يذكرني بالزمن الجميل ويقول كنا اولاد الحارة في حي الملازمين . مثل الجميع كانوا يحنون الى السودان . في لندن قابلت اختي نضيفة ابن يارافانت مارقوسيان المعروف ب ،، ارونتي ،،
صاحب اول واكبر سيوبرمارك في امدرمان قالت له اختي نضيفة ما جعل عيونه تتبلل بالدمع ...... بعد ما انتو طلعتوا السودان خرب.
الارمن كانوا من انشط البشر لا يتأففون عن ممارسة اصعب المهن يسكنون في الاحراش وفي اسوأ المناطق . اشتهروا بانهم اصحاب عزم وحب العمل .طوروا المناطف التي استوطنوها لانهم كانوا على دراية بالميكانيكا اصلاح المضخات الحدادة السباكة والزراعة لا يتركون سيارة تراكتور او شاحنة الا وهى تطن وتعمل .اشهر ميكانيكي في امدرمان كان العم كربيت الذي يضرب به المثل في القوة سكن في حارة اليهود ورشته كانت في ومواجهة نادي الخريجين بجانب قهوة صديقه يوسف الاغا وصديقهم الثالي هو الرقيق او العم محجوب عثمان والد عبد الخالق محجوب. تلك كانت روح دولة 56. عرف عن كربيت بانه كان يحمل ماكينة الهيلمان بيديه . بعض حملة الاثقال يطلقون على انفسهم اسم كربيت .
الرجل العاقل واحد اكبر التجار في السودان العم ابراهيم بك خليل الذي كانت الحكومة قبل احتلال الانصار للخرطوم ، قد اقرض الحكومة مالا كثيرا . قامت حكومة كتشنر بتعويضه اراضي في الخرطوم . منها الجامع القديم الذي انهار . رفض استلام ارض الجامع ومنع عماله من آخذ طوبة من الجامع لانه بيت الله وابراهيم خليل مسيحي . كان يساعد جيرانه خاصة النساء الفقيرات والارامل في المسالمة . تلك روح 56 .
تأخر ابراهيم بدري في ارسال الشيك لمصاريفي ومصاريف الشنقيطي قام المدير المالي النصري حمزة بطردنا بواسطة الفراش خوجلي صاحب الشنب الضخم من مدرسة الاحفاد الثانوية . لم يطرد اخي الحبيب فقوق نقور جوك ،، مصطفى،، بالرغم من انه لم يدفع مصروفات لأنه كان معفيا عن المصاريف .
مولانا ابيل الير نائب نميري ذهب غاضبا الى مدرسة كمبوني لانهم طردوا الجنوبيين لانهم لم يدفعوا المصاريف . كان يقول أن جامعة الاحفاد تقبل بنات الجنوب المسيحيات بدون مصاريف كموبوني مدرسة المسيحيين تطردهم . لقد كانت هنالك نسبة كبيرة من طالبات الاحفاد من دارفور الجنوب والمناطق المهمشة يدرسون مجانا عن طريق الكوتة . هذه روح 56 .
الدكتور توبي مادوت الذي صار وزيرا فيما بعد كان مع جوزيف ميخائيل بخيت من طلبة الاحفاد الذين كان يفتخر بهم العميد يوسف بدري ان يدفع المصاريف مثل اشقاءه انيس وسلمون الذي كان أحد شلتنا وفلفل جلساتنا. والدهم كان صحفيا من صالون الفول مع اسماعيل احمد العتباني مؤسس جريدة الرأي العام ، كان مسؤولا في البنك الاثيوبي كانوا من اعظم الاسر السودانية وترجع اصولهم الى اخوتنا الاثيوبيين . جوزيف المسيحي صار على رأس المدعي العام للسودان . توبي مادوت لم يكن يدفع مصاريفا ، تحصل على بعثة من حكومة 56 ودرس في براغ تخرج كطبيب . كان فردة دكتور القانون الفاضل الطيب محمد شبيكة لانهما سكنا سويا في داخلية ،،باتيه كفيتنا ،، براغ 5 . توبي مادوت هو خال اطفال البطل وليم دينق الذي اغتاله الجيش السوداني في الكوبري على الطريف بين التونج ورمبيك الحبيبة . وتلك ليست روح 56 . العسكر خاصة في زمن نميري المدعوم بالشيوعيين في البداية كانوا من اعداء 56 .
احسن مظاهر التسامح والتعاون في السودان تجسدت في روح 56 . شيخ الاخوان المسلمين والصحفي الصادق عبد الله عبد الماجد وعلى يعقوب الكيزان عملا كمدرسين في الاحفاد الثانوية . في الاحفاد عمل معهم الكثير من الشيوعيين منهم عبد الخالق محجوب محمد بابكر بدري ،ابراهيم مجدوب مالك حفيد بابكر بدري ،الجاك عامر التجاني الطيب بابكر محمد سعيد معروف ، حسن التاج كما صار محجوب شريف مديرا للاحفاد الثانوية فيما بعد . عملواعلموا المقررات المدرسية . وعلموا الطلاب التعايش بسلام واحترام .... انها روح 56 .
الاستاذة العظيمة فاطمة أحمد ابراهيم وابنة خالتها محاسن عبد الحال شاركا الاستاذة الكوزة ثريا امبابي في نفس المكتب وكانت علاقتهم رائعة كصديقات وزميلات عمل في الاحفاد.
ثريا امبابي اسست مدرسة الجبهة الاسلامية شمال سينما العرضة وجنوب مدرسة العرضة وجامع فيصل . عندما احتاجت اختي ،،قدي،، لعمل اخذها اهلي الى ثريا امبابي وعملت معها كفراشة لعشرات السنين . الاخت قدي صارت من مشاهير العباسيةاحبها الجميع ويذكرها تلاميذ المدرسة لجزء من حياتهم .
عصام احمد الشير اضطر الى بيع منزله في نمرة اتنين عندما حاصره الكيزان وضاقت به الدنيا قامت شقيقتي بشراء المنزل . وبينما شقيقتي تركب الستائر شاهدت اختنا قدي تلوح لها بيديها . قدى كانت في زيارة الاخ المحامي غازي سليمان ابن ميدان الربيع . عرفها غازي قائلا ... أختك الهام بدري رحلت هني وجارتي .
قبل أن اغادر الى تشيكوسلوفاكية بشهور طرقت قدي وهى متعبة بابنا وطلبت شربة ماء . لم تخرج ابدا من المنزل . ولدت ابنها مالك في البيت وبعد ارتباطهابوالد برجل سوداني رزقت بابنة كانت بهجةاسرتنا اطلق عليها والدها اسم ناهد وامها اطلقت عليها اسم ،، ترحاس . في نهاية الثمانينات كان اخي الشنقيطي يطالب اختي نضيفة باعطاءه بعض الاوراق وكان معه بعض الرجال ،، المهمين ،، . الرد كان اصحابك ديل يقعدوا في الواطة . انا كان ما خلصت تسريح ناهد لانها ماشا حفلة ما بقوم ... سامع ؟؟ وانتظر الرجال الى أن تم تسريح شعر ناهد الطويل .وقتها كانت ناهد في الثانية عشر من عمرها .
تغيبت عن السودان لستة سنوات بين1969 و1975 بسبب وجود اسمي في قائمة مايو السوداء . وبينما انا اسوق السيارة في امدرمان سمعت صراخا شوقي شوقي اخوي شوقي .... ورايت قدي تركض والدموع تسيل من خديها وكانت تحتضني بقوة ولم اتمالك دموعي وانا في الطريق العام . الطيبة والحب الذي عمر به قلب اختي قدي يكفي لمجموعة من البشر .
عندما سافر ابن اختي ابراهيم الى لندن كان ضيفا على اخيه مالك ابن قدي . مالك تزوج خواجية عاد الى السودان وبنى منزلا جميلا لوالدته . كانت تقول فخورة بيت بالسراميكو . تلك كانت روح56 .مال احضر اهله من اثيوبيا عندما احل ،،المحل ،، والحرب باثيوبيا .
ابن اختي الدكتور صلاح المولود في لندن والمتواجد اليوم في السويد قال في منزلي انه تعلم اكل البامبي من الخاله حواء في البيت . سألت اختي من هي حواء وعرفت انه في بداية التسعينات تزوجت اختي الدكتورة لمياء من اشرف بدري . واتت سيدة من دارفور ودخلت المنزل ، ففي السودان قديما تكون بيوت الفرح مفتوحة للجميع. في الليل عرف الناس أن حواء اتت باحثة عن ابنها الضائع في امدرمان . واصلت حواء السكن في المنزل وساعدها الاهل بكل الطرق لايجاد ابنها . بعد فترة اتت شقيقتها وسكنت في المنزل . بعد جهد تم العثور على الابن وانتقلت حواء واختها للسكن معه .
حواء كانت امراة نبيلة ارادت ان تكسب قوتها بعملها . كانت تقوم بسلق البامبي وبيعه أمام المدارس وفي الشارع . اليست هذه روح 56 .
لماذا لم يكن هنالك شماسة ومشردين أو مجانين يجوبون الطرقات بجانب المجذمين في دولة 56 ؟؟
المجتمع المدني وليس الحكومة هم من كانوا يعتنون بمشاكل المجتمع . المجانين والمكشكشين كانوا يجدون السكن والاهتمام عند الاهل او كرام المواطنين . مصلحة كوبر كانت تعالج المجانين تحت الارنيك 9 ويجدون العلاج والاعتناء . ملجأ القرش في بداية حى الملازمين كان صرحا كبيرا يعلم الاطفال الحرف ويجدون السكن والاكل ، عرف بملجا القرش لأن المال جمع بالقرش . تعلم الصبية الاعمال الجلدية وكانوا ينجون احذية نسائية عرف ب الملجا انتشرت في كل السودان ، تعلموا الميكانيكا النجارة الخ .
المجذمون كانوا يجدون العناية ومستشفى التجاني الماحي كان مستشفى الجذام في البداية . في الثمانينات مع عهد نميري وسيطرة الكيزان رفعوا ايديهم عن المواطن . في بداية دولة 56 كان العلاج والتعليم يساوي 25% من ميزانية الدولة . وزير الصحة في الاربعينات كان الدكتور على بدري وزير الزراعة كان عبد الله خليل وزير المعارف كان عبد الرحمن على طه .
في ملكال وحى الملكية كان هنالك مجموعة من القطاطي يسكنها رجال ونساء تعرف البيوت ببيوت المساكين كانوا يجدون الاكل المشرب والملابس من المجتمع . بالقرب من بيوت المساكين كان متجر صغيرفي مواجهة تمنة البوليس ليس بعيدا عن طاحونة اوسروس الايطالي. وهنالك طاحون اخري في ملكال صاحبها اليوناني ،، تروس ،،. المالكة للمتجر الصغير فاطمة بت دينق وهى بساق واحده.لونها كان فاتحا تحمل شلوخ الشمال على خديها وطابور الشلك على جبهتها . لقد كنا دولة رائعة .
سوقي القش كان جنوب المدرسة النموذجية . فجأة اختفى السوق والميدان في فريق برمبل الذي كنا نلعب فيه الكرة . حلت مكانه عمارة شركة الاتصارات المنهوبة من الحكومة . لقد سرق الكيزان كل شيئ بدون خجل او تردد .
من منزلنا في وسط امدرمان الى الخرطوم حسبنا سبعة من المجانين وهم يقفون في الصواني واحدهم يتسلق العمود . لدرجة أن اخي الشنقيطي قال.... يعني الواحد لو جنا في السودان ما حيلقى ليه صينية . كل الصواني استلموها المجانين .
يكفي ان الاغنياء كانوا يؤسسون المدارس المستشفيات والشفخانات في دولة 56 . الكوز مامون حميدة انتزع الوقف في الخرطوم الذي اوقفه المحسن ابن امدرمان عبد النعم محمد للجامع الذي بناه في بيت المال . تم هدم الوقف وتعاون معه من رفعوا شعار ما لدنيا قد عملنا ، وبنيت مستشفى مامون حميدة . مثل هذه التصرفات لم يكن ان يوجد من يفكر فيها لأن اهله سيتبرؤون منه ويلفظوه . عبد العزيز شقيق مامون كان لطيفا مؤدبا ونحن في الكدرسة الوسطى . في ثانوي الاحفاد كان متنمرا ومختلفا لدرجة أن الانسان يعتقد ان به لوثة . وهذا بعد أن انضم الى الكيزان عبد العزيز هو من نقل الفايروس لكل الاسرة في سنار .
السودان لم يكن مستعمرة بريطانيا لم تسري عليه قوانين وزارة المستعمرات البشعة . كنا فقط تحت الادارة البريطانية . 1948 كان عندنا برلمان ممثلا في الجمعية التشريعية التي اشترك فيها حتى ممثل العمال الخ . نحن اول دولة في العالم تحصل على عضوية الاتحاد البرلماني العالمي قبل أن تعلن سيادتها الكاملة مصر نفذت الجلاء من اراضيها في نهاية ديسمبر 1956ونحن اجلينا البريطانيين في نهاية 1955.
كان لنا اتحاد نسائي عندما لم يعرف الكثيرون ما هى حقوق المرأة . كانت لهم مجلة اسمها القافلة، يتخطفها الناس ودار بالقرب من المجلس البلدي . من المؤسسات الدكتورة حاجة كاشف والدة البطل الدكتور اكرم محمد التوم الذي صار وزيرا للصحة تخلص منه حمدوك لارضاء المتأسلمين . واليوم هومدير الصحة في شرق افريقيا ممثلا للأمم المتحدة .
القائمة تطول ولكن نذكر فاطمة احمد ابراهيم محاسن عبد العال سعاد ابراهيم احمد الصحفية وصاحبة المجلة تكوى سركسيان شقيقة اول طبيبة وهى زروة سركسيان التي تخرجت مع الدكتورة خالدة زاهر سرور الساداتي الدكتورة ذروة سركسيان. الثلاثة يحملن دماء الفور .تكوى وذروة والدهم ارمني ووالدتهم من الفور . من المؤسسات ثريا الدرديري وفاطمة فضل والكثيرات . اين الاتحاد النسائي اليوم ؟؟ بل أين السودان الذي كان ملجا الفقراء المستضعفين الحجاج المسحوقين المطاردين . اليوم صرنا نحن المطرودين .
بعد ذبح مئات الآلاف من الارمن بعد الحرب العالمية الاولى ارسلهم مراد باشا في رحلة لا نهاية لها مشيا على الاقدام !! قال له بعض الكبار نحتاج لاحذية قال لهم سنعطيكم احذية . قاموا بتثبيت احذية الخيل الحديدية على اقدامهم بالمسامير. تم اغتيال مراد باشا في اجتماع عصبة الامم بواسطة ابن احد الذي اعطوهم احذية الخيل .
صورة رائعة لتلاميذ ارمن مع مدرسهم في القضارف في الثلاثينات .
https://i.imgur.com/f5kKYSf.jpeg
شوقي .
shawgibadri@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی امدرمان فی السودان دولة 56 کان فی دولة 56 فی نهایة الذی کان کانت له سکن فی کان له کان مع لم یکن
إقرأ أيضاً:
الامل في الديمقراطية
بقلم : مهند الصالح ..
رغم الانتكاسة الديمقراطية في بلادنا بسبب معوقات كثيرة، منها حزبية داخلية، وأخرى متعلقّة بطبيعة السلطة الحاكمة، إلا أنّ الأمل يبقى قائماً في تحوّل ديمقراطي حقيقي يخرج البلاد من الحالة السيئة التي تعيشها إلى مستقبل أفضل يجعلها في مصاف الدول الكبرى عالمياً، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
الشارع أو الجماهير، هو العنصر الأساسي في المشهد السياسي، فبدونه لا وجود لأي ديمقراطية، حيث تُعتبر الشعوب العربية من أكثر الشعوب اهتماماً بالسياسة، لكنها الأقل انخراطاً في الأحزاب والأكثر عزوفاً عن الانتخابات
ويعود ذلك لعدّة أسباب منها فقدان الثقة في الانتخابات كأداة للتداول السلمي للسلطة
وكذا الأداء السيئ للأحزاب ما جعل المواطنين ينفرون منها
أضف إلى ذلك الحالة الاجتماعية السيئة للدول العربية ما جعل البحث عن لقمة العيش أولوية مطلقة على حساب أمور أخرى كالنضال والانخراط في الأحزاب
في المقابل تعتبر الأنظمة العربية الأكثر تعقيداً في العالم من حيث تركيبتها السياسية
فهي مزيج هجين بين رجال السياسة ورجال المال وهذا ما يجعل تقبّلها للتداول السلمي على السلطة في مناصب معينة صعباً وفي مناصب أخرى ممكناً هذا المزيج الهجين في تركيبة السلطة الحاكمة جعل السياسين يهملون البرامج والأفكار ويبحثون عن التموقع والتقرّب من أصحاب الحكم ما أدى إلى طغيان الأنا داخل القيادات السياسية والابتعاد عن التنشئة السياسية والتكوين داخلها خوفاً على مناصبها ما جعلها مجرّد هياكل فارغة وقوافل انتخابية فقط.
معظم الأحزاب اليوم بدون إيديولوجيات ومذاهب سياسية تجعل الجماهير تلتفّ حولها، أما من حيث التنظيم والمؤسسة الحزبية فالمشكلة أكبر، لأنّ معظم الأحزاب بدون مؤسسات حقيقية تجعلها منتجة للأفكار والبرامج
وبابتعاد الشارع عن المشاركة السياسية، فقدت الاحزاب عنصراً مهماً يُسهّل وصولها إلى السلطة