صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامي،الطبعة العربية من كتاب «شعرية ما بعد الحداثة :التاريخ،النظرية،

المتخيل» من تأليف ليندا هاتشون ومن ترجمة السيد إمام.

الكتاب هو آخر أعمال المترجم الكبير السيد إمام الصادرة عن المركز القومى للترجمة، حيث يقدم هذا الكتاب دراسة مهمة لظاهرة ثقافية موجودة وراهنة وكانت سببًا فى كثير من النقاشات العامة ومن ثم استحقت الانتباه النقدى الذى دار حولها.

ركز المؤلف على نقاط التداخل المهمة للنظرية مع الممارسة الجمالية التى يمكن أن تقود إلى التعبير عما يطلق عليه «شعرية ما بعد الحداثة».

يقدم القسم الأول من الكتاب تاريخ ما بعد الحداثة فى علاقتها بالحداثة وحقبة الستينيات وكذلك نموذجها البنيوى المستمد من فن العمارة وعلاقتها بالخطابات الهامشية اللامركزية التى شكلتها وتناول القسم الثانى مفهوم الميتارواية التأريخية، بحيث يشتمل على التضمينات الأساسية للمواجهة الإشكالية بين التاريخ والميتارواية.

وإجمالا، فإن الكاتب قد بذل جهده لإيضاح ثقافة ما بعد الحداثة التى تستعمل مواضعات الخطاب أو تسىء استعمالها.

المؤلفة ليندا هاتشون، أستاذ الأدب الإنجليزى والمقارن بجامعة تورنتو بكندا، متخصصة فى دراسة نظرية الأدب والنقد الأدبى، لها أبحاث متخصصة فى ما بعد الحداثة.

الناقد والمترجم الكبير السيد إمام، يُعد أحد رموز الترجمة وحركة التنوير المعاصرين، رحل عن عالمنا فى شهر مارس من العام الماضى بعد مشوار حافل بالعطاء استمر قرابة النصف قرن قدم خلالها عشرات الكتب والترجمات المهمة للمكتبة العربية، قامت وزارة الثقافة بتكريمه لدوره البارز فى مجال الأدب وفى تطوير المنظومة الثقافية فى مصر عامة وفى محافظة البحيرة خصوصا، ترجم عشرات الكتب النقدية فى النظرية الأدبية والكتب الموسوعية والأدبية نذكر منها «ألف ليلة وليلة أو الليالى العربية» والصاد عن المركز القومى للترجمة.

‏ýكما ترجم عددًا كبيرًا من كتب الناقد العالمى إيهاب حسن مثل كتاب «تحولات الخطاب النقدى لما بعد الحداثة»، «الخروج من مصر: مشاهد ومجادلات من سيرة ذاتية».

‏ýو«براءة جذرية: دراسات فى الرواية الأمريكية المعاصرة» والصادر مؤخرًا عن المركز القومى للترجمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القومي المركز القومى للترجمة ما بعد الحداثة السید إمام

إقرأ أيضاً:

افتتاحية.. لحظة العيد المضرجة بالحزن

العيد لحظة زمنية لا بد أن نعيشها بغض النظر عن الأثر الذي يمكن أن تتركه في نفوسنا؛ فليس شرطا أن يمر العيدُ علينا عيدا كما نفهمه من المعنى اللغوي للكلمة، أو أن يأتي جميلا كما نراه في نشرات الأخبار وفي الصور الملونة، فكثيرا ما يأتي العيد مشحونا بالحزن، أو مشوبا بالانتظار، أو مسكونا بالغياب.

وإذا ما تجاوزنا الفكرة الدينية أو حتى الاجتماعية للعيد فإنه يبدو مناسبة يمكن فيها أن نكتشف جوهر الإنسان، تلك الروح التي تتأرجح بين فرح ننتظره فلا يأتي، وبين الحنين لِما كان أو لِما كان يجب أن يكون.. هذه الصورة هي الأكثر حضورا إذا ما تأملنا شكل العيد في النصوص الإبداعية.. شعرا وسردا ومسرحا أو حتى في الأعمال السينمائية.

نقرأ العيد في الأدب العربي باعتباره مناسبة تفتقر إلى الاحتفال منذ المتنبي وإلى شعراء الحداثة في اللحظة الراهنة؛ فالمتنبي يقول في بيته الشهير جدا: «عيد بأية حال عدت يا عيد، بما مضى أم لأمر فيك تجديد..» ويصل إلى حد القول «فليت دونك بيدا دونها بيدُ».

ولا يحضر الفرح في قصيدة «العيد» لنازك الملائكة بل طفل حزين يطلّ من نافذة البيت على أضواء الآخرين، يتساءل عن معنى الفرح الذي يمرّ أمامه ولا يدخل بيته.

وهذا المشهد الذي رسمته نازك الملائكة للطفل الحزين في صباح العيد متكرر جدا في الأدب العربي الذي يحاول قراءة واقع الفقراء في يوم العيد بل إنها الصورة الأكثر شيوعا في محاولة رسم يوم العيد في الكثير من الأعمال الإبداعية وهي صورة لا تحضر في الأدب العربي فقط ولكنها متكررة جدا في الإبداع العالمي الذي تعامل مع العيد برؤى متعددة تراوحت بين الاحتفاء بالطقوس وبين تفكيك معاني العيد ومعاناة الفقراء فيه.

لكن العيد، حين يُستحضر في الأدب، يتجاوز طبيعته الزمنية ليصبح رمزا يتراوح بين أن يكون رمزا للبراءة المفقودة؛ كما في روايات الطفولة، أو رمزا للفقد؛ كما في قصائد الرثاء التي تتزامن مع الأعياد، أو رمزا للزيف الاجتماعي؛ حين يُطلب من الجميع أن يفرحوا قسرا، بينما الحزن يحاصرهم في كل مكان.

وإذا كانت بعض الأعمال الإبداعية قد حاولت استعادة العيد بصورته الطفولية النقية، فإنها في الوقت نفسه لم تغفل عن طرح السؤال الجوهري: ما الذي يجعل العيد عيدا؟ هل هو الطقس، أم اللقاء، أم استعادة المعنى في عالم فقدَ معانيه؟

لا يُعرّف الأدبُ العيدَ لكنه يضعنا أمام مرآته، يجعلنا نراه كما هو، وكما نتمنى أن يكون. قد يكون العيد في النصوص محطة أمل، أو لحظة وحدة، أو مجرد تاريخ نعلقه على جدار الذاكرة. لكنه يظل، في كل الأحوال، مناسبة للكشف: عن هشاشتنا، عن حاجتنا لبعضنا، وعن المعاني التي نركض خلفها كما يركض الأطفال خلف الحلوى.

وهذا العيد الذي ننتظره هذا العام يمر علينا مضرَّجا بالحزن ويذكِّرنا بقول الشاعر عمر بهاء الدين الأميري:

يمُر علينا العيدُ مُرَّا مضرَّجا

بأكبادنا والقدسُ في الأسْرِ تصرخُ

مقالات مشابهة

  • افتتاحية.. لحظة العيد المضرجة بالحزن
  • نبوءة الشعر بين الأدب والسلطة متن القصيدة في شعر أحمد مطر
  • «إعلامي حكومة الفجيرة» يصدر الكتاب السنوي لنشاطات حمد الشرقي
  • أسوان .. برنامج تدريبى للتوعية المجتمعية للأمهات والشابات
  • هل ما زال للطب البديل مكان في عصر الحداثة؟ الباحث أسامة محمد عبد الرحمن أقدم مختص للعلاج بالأعشاب الطبية في دمشق
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل استعداداته لتنظيم مؤتمره الدولي الخامس للترجمة
  • فتح باب التقديم بـ"جائزة بيت الغشام دار عرب الدولية للترجمة"
  • هيئة الكتاب تعيد إصدار صوت أبي العلاء للدكتور طه حسين
  • القضاء التركي يصدر حكمًا بسجن رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو
  • القضاء التركي يصدر حكماً بسجن إمام أوغلو والمعارضة تتهم الحكومة بالسعي لإقصائه