على "سدنة الأنظمة" التي تسقط فينا واجب أن يعترفوا في التاريخ و يُسجلُّوا له و فيه "مراجعات" عن حقائق و شهادات ما اقترفوه طوال سنوات حكمهم لنا إن خيراً أو شرَّاً. ليس دفاعاً عن أنفسهم و أنظمتهم أو "كفارة لهم" و تكفيراً عن جرائمهم بل لأنَّ من غير شهاداتهم تلك سيظلُّون هم "شمَّاعَات" يُعلِّقُ اللاحقين لهم و بعدهم فشلهم و حمقهم عليها!
و لنا أمثلة سبقتنا في العراق و اليمن و ليبيا و مصر حيث أُسقطت أنظمة و حتى اليوم لم يقم أحد من شيوخها أو القادة فيها و "منظريها" بالكتابة للتاريخ عن الحقائق الخفيّة من الإنجازات و المؤامرات و الجرائم فيها!
*
و عند السودان نقف؛
حدث ما حدث و كخلاصه:
سقط الكيزان و جاءت جموع "قحت" لتحكم السودان في شراكة "ارتضتها" مع عسكر الجيش و مليشيات الدعم التابعة للجيش بحليفة الجيش -وقتها- و الكل يعلم حتى قحت نفسها "أنهم -العسكر و مليشياتهم-" من بقايا النظام و لجنته الأمنيَّة و سدنته و صنعه!
ثم تم سجن قادة الإنقاذ و الإخوان و ملاحقة من تخارج أو تخفى أو تهرَّب من عدالة الثورة منهم.
و مضت الأيام و ماكينة "لجنة إزالة التمكين" مسعورة تُطارد الكيزان و أشباههم بينما كان "يغفل" الجميع أو "يتغافل" عن حكاية الوثيقة الدستوريّة و طلاسم مصير قيادة الجيش بعد انتهى مدتهم قادة في مجلس السيادة و عقدة دمج المليشيات و الحركات حتى وقع الإنقلاب عليها الأول ثم الثاني. لتمزَّق فتشتعل الحرب بين الجيش و الجنجويد و تهرب قيادات قحت مُحوِّلة نفسها إلى "تقدم"!
*
الجميع -الجميع- يعلم بقصة الكيزان و تاريخهم و أفعالهم في البلد كلها فلسنا في حاجة للتوقف كل مرة و "الرديح" عنهم ثم العودة إلى فك لعنة سحرهم و "عمائلهم" حتى نتحرك فنتحرر.
اليوم السودان يحترق في حرب الجميع شركاء فيها من كيزان و قحت و قادة جيش و مليشيات و حركات بينما الشعب يُستباح و يُقتَّل و يُشرَّد.
حرب كان يمكن تفاديها لو كان في قيادة الدولة ما قبل الثورة و بعدها "رجال دولة حق"؛ ثم مازال البعض يتقاذف الإتهامات و يردد موشحات اسطوانة الكيزان كي يستغفلنا!
*
الواقع هو ما نشهده على الأرض.
و إن كان من فعل الكيزان أو الشيطان فالمهم هو أن "حرب الشركاء" لابد أن تقف.
و لابد من أن يُحاسب كل من شارك في حكومة الشركاء من عسكر و حركات و مليشيات و قوى و تسبب بتعمد أو من إهمال في تقتيل و تشريد شعبه. فكما ذاك هو مصير قيادت الكيزان بوعد الثورو لزاماً أن ينفذ على الجميع و كل من أجرم ما بعد الثورة ليأتي قادة الجيش في المقدمة.
فأمانة الحكم خاصة بعد انتزاعه غصباً من نظام الكيزان بانتصار "ثورة الشهداء" تقتضي الوفاء لها بالعدالة و القصاص من كل من باعها أو خانها أو فرَّط و أهمل فيها.
أما إضاعة الزمن مُتعلِّقين في شماعات "سيرة الكيزان" و النفي و الإثبات فالواجب محاسبة كل من يُشغل الناس معه في ذلك لأن دماء الأبرياء و أعراضهم تهدر و مازالت و الحقيقة جليَّة كالشمس واضحة.
و نعم لا مكان لمن انتهكوا حرمات الشعب السوداني و هتكوا دمائه و أعراضه لا في الحياة و لا الممات بيننا.
و من يظن أن السلام هو الخضوع و الإستسلام لتلك المليشيات و تناسي استباحتها للسودان و شعبه مُقارناً تاريخ الكيزان و حكمهم للجيش فعليه أن ينظر في حقيقة نفسه أولاً ثم "فليَدعُ نادِيَهُ".
محمد حسن مصطفى
mhmh18@windowslive.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ة الکیزان
إقرأ أيضاً:
النائب محمد أبو العينين: الجميع يقف صفا واحدا خلف القيادة السياسية
قال النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، إن الجميع يقف صفا واحدا خلف القيادة السياسية، معقبا: "كلنا واقفين صف واحد وهندافع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا".
لا لتهجير الفلسطينيين.. محمد أبو العينين: الشعب المصري يؤيد موقف الرئيس السيسيرسائل من سائقي شاحنات مؤسسة أبو العينين الناقلة للمساعدات الإنسانية لغزة
وأضاف أبو العينين، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية “إكسترا نيوز”: "كلنا هنقول كلمتنا التاريخية، لأن التاريخ يسجل مواقف، وكلنا على استعداد للاستشهاد، ولا أحد يعز نفسه على مصر وأمن مصر".
وأشار: "نتحدث عن أمن مصر القومي، والقضية الفلسطينية وغزة أمن مصر القومي، والقضية قضية احتلال أرض منذ 70 عاما وليست قضية 7 أكتوبر"، موضحا: "الشعب المصري على قلب رجل واحد والجميع قال لا ولن نتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، ولا لتصفية القضية الفلسطينية، ولا لأي تهجير للفلسطينيين خارج أرضه المحتلة".
وتابع أبو العينين: "القضية الفلسطينية تمس أمن وشرف كل مصري وكل عربي وكل مسلم.. القدس الشرقية عاصمة الإسلام والأديان"، مضيفا: "الشعب المصري يدافع عن تاريخ وشرف وكرامة".