القوى المسيحية تواجه خطراً وجودياً… هواجس من عودة الماضي
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
متى تشعر القوى السياسية المسيحية في لبنان بأنها باتت مُهدّدة جدياً، وما هي الخيارات المتاحة أمامها.
هذا هو السؤال الذي يكاد يصل الى مرتبة النقاش الوجودي المرتبط بالقوى المسيحية وبالحضور المسيحي السياسي عموماً على الساحة اللبنانية، خصوصاً أن الأزمة الراهنة قد تنتج عنها تحوّلات كبرى في المنطقة بشكل عام وداخل كل ساحة من ساحاتها بعد انتهاء الحرب بشكل خاص، سواء توسّعت أو لم تتوسّع.
ولعلّ طبيعة الأزمة التي تطرق باب القوى المسيحية يمكن ملاحظتها من عدّة زوايا؛ أولاً الأزمة الديمغرافية التي يبدو أنها استفحلت بشكل كبير وبدأت تتظهّر بُعيد حراك 17 تشرين والانهيار الاقتصادي الذي ألمّ بلبنان، حيث أنّ معدّلات الهجرة باتت مرتفعة بشكل واضح وأغلبها كان من الشارع المسيحي الذي اختار الهجرة باتجاه أوروبا، ما يعني أن العودة الى لبنان أصبحت أمراً صعباً الى حدّ ما مع مرور السنوات.
من الجانب السياسي، فإنّ القوى المسيحية خسرت تدريجياً مُجمل نقاط قوّتها منذ العام 2005، إذ تقول مصادر مطّلعة أنه في العام 2005 ومع انطلاق "ثورة الأرز" آنذاك، تمكّن المسيحيون من الاستفادة من الخلاف السنّي - الشيعي وسعوا الى سدّ هذا الفراغ، إذ انتقل جزء منهم بكتلة كبيرة كـ "التيار الوطني الحرّ" الى ضفّة "حزب الله" واستفادوا من قدراته وقوته ونفوذه بهدف تحصيل المكتسبات السياسية لصالح المسيحيين.
كذلك فعل حزبا "القوات" و"الكتائب" اللبنانية من خلال تحالفهما مع قوى الرابع عشر من آذار وتحديداً مع "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي". واليوم خسر المسيحيون هذه الفرصة، إذ إن السنّة والشيعة باتوا سياسياً أقرب الى بعضهما البعض وهامش اللعب بين أكبر طائفتين في لبنان تراجع بشكل كبير.
في الوقت نفسه ذهب المسيحيون بالخلاف مع حلفائهم الى مستوى بعيد، وبمعنى أدقّ فإنّ التقارب السني - الشيعي ترافق مع خلاف عميق ظهر مؤخراً بين "التيار الوطني الحر" وحليفه "حزب الله"، إضافة الى خلاف "القوات" مع "تيار المستقبل" ومع الكتلة الناخبة السنية، وهذا الامر أفقد القوى المسيحية تحالفاتها المتينة والجدية على الساحة اللبنانية.
الاهم من ذلك كلّه أن هذه القوى، وحتى هذه اللحظة، تبدو عاجزة عن التحالف في ما بينها، وغير راغبة بالتقارب جدياً ولا قادرة على التقاطع في وجهات النظر حول العديد من الاستحقاقات وأهمها الاستحقاق الرئاسي، ما يعني انها ستخوض أي مفاوضات حول تسوية كبرى مقبلة على لبنان بشكل مشتّت، بحيث سيسعى كل طرف منها لزيادة مكتسباته السياسية وربما الخدماتية والادارية من دون الالتفات الى الواقع السياسي للمسيحيين الذي قد يتعرّض "لضربة" مشابهة للضربة التي تلقّاها في الماضي عام 1990 في مرحلة "اتفاق الطائف".
ترى مصادر مسيحية مطّلعة أن تأزّم الواقع المسيحي اليوم لا جدال فيه، إذ بات من الصعب جداً جذب القوى السياسية المسيحية تحت عناوين موحّدة وقواسم مشتركة، لكنّ تحميلها مسؤولية الواقع الراهن يمكن وصفه بالتجنّي إذا ما نظرنا بجدية أكبر الى منطق الإلغاء السائد من قِبل اطراف سياسية أخرى والى حالة الصدام السياسي المشتعل حول هوية لبنان، ومن الطبيعي أن يثير هذا الامر العديد من الهواجس في وجدان المسيحيين، ويشكّل لهم قلقاً مفهوماً. ولعلّ كل الخيارات التي من شأنها أن تُعيد التوازن في البلاد تبدو غير متاحة سيّما في هذه الظروف الحساسة، ولكن لا بدّ من ايجاد حلول تؤدي الى طمأنة الشارع المسيحي وإرساء التوازن المطلوب لبقاء لبنان بالشراكة الكاملة بين كل طوائفه.
وتختم المصادر بالقول" اما اذا بقي التفرد بالقرار الوطني من قبل فريق بحمل السلاح فان وجود لبنان ككل في خطر وليس فقط الوجود المسيحي، خصوصا وان نسبة الهجرة لدى الطوائف الاسلامية ليست اقل من مثيلاتها لدى الطوائف المسيحية. كما ان الواقع المأزوم اقتصاديا وسياسيا وماليا واجتماعيا ينسحب على كل الطوائف من دون استثناء".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوى المسیحیة
إقرأ أيضاً:
لو كنت تواجه ضعفا في عزم السيارة.. اعرف الأسباب
عندما نجد ضعفا في عزم السيارة فهذا يدل على وجود مشكلة كبيرة في أداء السيارة في مختلف أشكال القيادة بالطرق المتنوعة وخاصة المرتفعات.
ولعل أسباب هذه المشكلة قد يتعلق بالمحرك نفسه ، وأخري ترتبط بنظام الوقود وقد تكمن المشكلة في الأنظمة الكهربائية في السيارة لذا يقدم لكم “اليوم السابع”: الأسباب التي تتسبب في ضعف العزم في السيارة وهي كالآتي..
أولا: مشكلات فلتر الهواء
الهواء النقي هو أحد العناصر الأساسية لاحتراق الوقود بشكل فعال داخل المحرك، حيث يعمل فلتر الهواء على تنقية الهواء الذي يدخل إلى المحرك، ولكن مع مرور الوقت، يمكن أن يتراكم الغبار والأوساخ داخل الفلتر، مما يؤدي إلى انسداده
عندما يحدث هذا، ينخفض تدفق الهواء إلى المحرك، وبالتالي ينقص الأداء ويضعف العزم، وللحصول على أداء مميز يفضل استبدال فلتر الهواء بشكل دوري وفقًا لتوصيات الشركة المصنعة للسيارة، كما يجب التأكد من تنظيفه إذا كان قابلاً لإعادة الاستخدام.
ثانيا: تلف البوجيهات
شمعات الإشعال هي المسؤولة عن إشعال خليط الوقود والهواء داخل المحرك، وإذا كانت شمعات الإشعال قديمة أو تالفة، فإن الاحتراق داخل المحرك سيكون غير كامل، مما يؤدي إلى ضعف العزم.
كما يمكن أن يسبب تأخيرًا في استجابة المحرك ويسبب صعوبة في بدء تشغيل السيارة، ولذلك استبدال شمعات الإشعال بانتظام ووفقًا للجدول الزمني الذي تحدده الشركة المصنعة، ويجب أيضًا التأكد من جودة الشموع واختيار الأنواع المناسبة لكل نوع من السيارات.
ثالثا: مشكلات في مضخة الوقود
إذا كانت مضخة الوقود لا تعمل بكفاءة أو تعرضت للتلف، فإنها قد لا توفر الكمية المناسبة من الوقود إلى المحرك، وهذا يمكن أن يؤدي إلى نقص في الأداء، خاصة عند التسارع أو عندما تكون السيارة في حالة تحميل ثقيلة.
وننصح بفحص مضخة الوقود بانتظام والتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح. في حال كان هناك أي خلل، ينبغي استبدالها لضمان تدفق الوقود بشكل متوازن إلى المحرك.
رابعا : ضعف في نظام الإشعال الإلكتروني
تحتوي السيارات الحديثة على أنظمة إشعال إلكترونية معقدة للغاية تقوم بتوزيع الكهرباء بشكل دقيق داخل المحرك، أي خلل في هذه الأنظمة، مثل تلف الحساسات أو الأسلاك، يمكن أن يؤدي إلى فقدان العزم وضعف أداء المحرك.
ومن الضروري فحص الأنظمة الإلكترونية باستخدام جهاز تشخيص السيارة المتطور للكشف عن أي خلل في الحساسات أو الأسلاك، مما يساعد في حل المشكلة بسرعة.
خامسا: ضعف ضغط المحرك أو تسريب في نظام العادم
عند وجود تسريب في أجزاء من نظام العادم أو حدوث خلل في الضغط داخل المحرك، يتسبب ذلك في فقدان جزء من طاقة المحرك وبالتالي يؤدي إلى ضعف العزم، ويمكن أن تؤثر هذه المشكلة على تسارع السيارة وسرعتها على الطرق السريعة.
اليوم السابع
إنضم لقناة النيلين على واتساب