رئيس اقتصادية قناة السويس ومحافظ بورسعيد في جولة تفقدية بمنطقة شرق بورسعيد المتكاملة
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
تفقد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، و اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، وعدد من قيادات الهيئة، بجولة تفقدية لمنطقة شرق بورسعيد المتكاملة؛ وذلك لمتابعة سير أعمال التطوير الجارية بميناءي شرق وغرب بورسعيد، وكذلك منطقة شرق بورسعيد الصناعية، وكذلك القيام بزيارات ميدانية للشركات العاملة بميناء شرق بورسعيد، للتعرف على الموقف التنفيذي للإنشاءات الحالية.
وفي مستهل الجولة التقى السيد/ وليد جمال الدين، بالسيد/ كيث سفنسن، الرئيس التنفيذي لشركة AP Moller Maersk، ,والسيد/ لارس ميكائيل، مدير المحطات والتعاون بشركة APM Terminals ، والسيد/ ستيفن يوجالنجام، رئيس شركة قناة السويس لتدوال الحاويات SCCT؛ وذلك لمناقشة موقف أعمال تطوير محطة الحاويات (2) بميناء شرق بورسعيد؛ حيث أوضح مسؤولو الشركة أن الأعمال تجري وفق المعدلات الزمنية المطلوبة، وأن الشركة تقوم بتوفير أحدث المعدات لتشغيل الرصيف بشكل أوتوماتيكي بالكامل بالكهرباء الخضراء ليكون الأول من نوعه في مصر، في إطار خطة التحول الأخضر للشركة، كما أبدى المسؤولون اعتزازهم بالتعاون مع المنطقة الاقتصادية سواءً في محطة الحاويات (1) بطول رصيف 2400م، والتي ساهمت في تحقيق الميناء لأعلى معدلات تداول باستحواذه على نحو 80% من حجم تجارة الترانزيت في مصر، وضمن الأعلى عالميًّا، وكذلك دعم الهيئة في إنجاز محطة الحاويات (2) بطول رصيف يبلغ 955م، وساحة تداول 518 ألف م2، على أن يكون الموعد المقترح لافتتاحها خلال الربع الثاني من عام 2025، الذي يضاف للمحطة الأولى ويجعلها من أكبر محطات تداول الحاويات في شرق وجنوب المتوسط بإجمالي طول رصيف 3500 متر طولي تقريبًا، مؤكدين أنه بالدعم غير المسبوق من جانب المنطقة الاقتصادية ورغم كل التحديات الجيوسياسية يظل ميناء شرق بورسعيد محتفظًا بمكانته في قلب التجارة العالمية، وذلك من خلال استثمار الشركة في رأس المال البشري الذي يتكون معظمه من الشباب المصري الواعد.
كما استكمل رئيس اقتصادية قناة السويس ومحافظ بورسعيد جولتهما التفقدية للمشروعات الجارية بميناء شرق بورسعيد لمتابعة أعمال التطوير، ومقابلة ممثلي شركة سكاي لوجستك التي تقوم بتطوير وتشغيل المحطة متعددة الأغراض بالميناء بطول رصيف 900 متر وساحة تداول 380 ألف م2، وكذا تفقد أعمال الإنشاء لمحطة روتس المشغلة لمحطة الصب الجاف النظيف لتداول الحبوب والغلال بطول رصيف 500م، وساحة تداول 267 ألف م2؛ حيث أكد رئيس الهيئة على الحاجة الملحة لتعزيز معدلات التداول لتحقيق سلاسل إمداد متكاملة تخدم متطلبات التجارة العالمية، وتساهم في تحقيق رؤية الهيئة لأن تصبح مركزًا لوجستيًّا رائد عالميًّا، كما تفقد رئيس اقتصادية قناة السويس ومحافظ بورسعيد، محطة قناة السويس لتداول السيارات (الرورو) للتحالف العالمي تويوتا تسوشو اليابانية، وبولورية الفرنسية، وإن واي كيه NYK بميناء شرق بورسعيد والذي يقام بطول رصيف 600 متر وبإجمالي مساحة للمحطة 225 ألف متر مربع وساحة لوجستية بمساحة 170 ألف م2.
كما تضمنت الجولة زيارة المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد؛ حيث تابع رئيس اقتصادية قناة السويس ومحافظ بورسعيد، الشرح المقدم من جانب القائمين على مشروع شركة "نيرك" لصناعة عربات السكك الحديدية حول الموقف التنفيذي للأعمال الإنشائية؛ حيث أوضح مدير المشروع أن الإنشاءات تسير وفق الخطة الزمنية بصورةٍ إيجابية على مساحة تتجاوز 300 ألف متر، تزامنًا مع استكمال توصيل المرافق من مصادر الطاقة وغيرها، بحيث يتطلع إلى افتتاح المصنع منتصف العام المقبل، وأكد السيد/ وليد جمال الدين بدوره أهمية المشروع في توطين هذه الصناعة الحيوية في ظل ما تقوم به الدولة من توسعات عملاقة في قطاع النقل والربط السككي عبر أنحاء الجمهورية، الأمر الذي يساهم بشأنه في خدمة نقل البضائع والركاب، خاصة في منطقة القناة وسيناء.
من جانبه أكد السيد/ وليد جمال الدين، أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حريصة على دعم إنجاز كافة المشروعات بميناء شرق بورسعيد، مشيرًا إلى نجاحها في التعاقد على كافة الأرصفة المتاحة بالميناء وأنه جارٍ التفاوض بشأن 1.5 كم أرصفة متبقية بالميناء لتعزيز سلاسل القيمة العالمية لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات والسلع خاصةً الأغذية والأدوية وغيرها في ظل التحديات الإقليمية القائمة التي تضاعف من دور ميناء شرق بورسعيد ليصبح الظهير الإقليمي للدول المجاورة، موضحًا أن الهيئة تحرص على احتفاظ الميناء بالمواقع المتقدمة التي حققها بين مواني الحاويات عالميًّا، مؤكدًا أن المنطقة الاقتصادية لا تتوانى في تقديم كافة أوجه الدعم لجميع المستثمرين بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة لتحقيق قفزات تنموية بمنطقة شرق بورسعيد المتكاملة التي تساهم بدورها في تنمية سيناء في ضوء التكامل بين المنطقة الصناعية وميناء شرق بورسعيد مما يعزز من نشاط الميناء وكذلك صادرات المشروعات المزمع إقامتها بالمنطقة، والتي تدعم رؤية الدولة في توطين العديد من الصناعات مثل صناعة السيارات وصناعة عربات السكك الحديدية وكذلك الوقود الأخضر، وغيرها من الصناعات الهامة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وليد جمال الدين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس قناة السويس بورسعيد أعمال التطوير المنطقة الاقتصادیة بمیناء شرق بورسعید ولید جمال الدین شرق بورسعید ا بطول رصیف
إقرأ أيضاً:
موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس
إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي
في لحظة تاريخية راقية جمعت بين عراقة الحضارة المصرية وسحر الدبلوماسية العُمانية، عبر السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- قناة السويس على متن يخته السلطاني "آل سعيد"، في مشهدٍ مهيب استقبله فيه الرئيس المصري الراحل محمد حسني مُبارك.
لم يكن عبورًا مائيًا فحسب، بل عبورًا فنيًا وثقافيًا عابرًا للزمن، حين عزفت الفرقة الموسيقية السلطانية الخاصة معزوفة "موكب النصر" من أوبرا "عايدة"، في دلالة ذكية على ربط الحاضر بروعة الماضي، والاحتفال بمجدٍ بُعث من جديد.
في تلك الأمسية، لم تكن الأنغام التي انبعثت من سطح اليخت مجرد موسيقى كلاسيكية. كانت رسالة حضارية مشبعة برمزية الزمان والمكان، أراد من خلالها السلطان قابوس، الرجل الذي امتزجت في شخصيته الحكمة الشرقية والذوق الأوروبي الرفيع، أن يُحيي ذكرى لحظة خالدة من تاريخ مصر العظيم، حين افتُتحت قناة السويس في 17 نوفمبر 1869، في عهد الخديوي إسماعيل، الذي كان يتوق لتحويل مصر إلى قطعة من أوروبا؛ بل الأجمل، حضارةً وفنًا.
كان الخديوي إسماعيل قد دعا ملوك وأمراء أوروبا وغيرهم لحضور افتتاح القناة، ذلك الإنجاز الهندسي العظيم الذي ربط البحرين الأحمر والمتوسط، وأعاد تشكيل خريطة التجارة العالمية. وفي أوج الاحتفالات، أراد إسماعيل أن يقدم للعالم تحفة فنية تليق بمصر، فكلّف الموسيقار الإيطالي الشهير جوزيبي فيردي بتأليف أوبرا خاصة تُعرض في دار الأوبرا الخديوية الجديدة بالقاهرة. وهكذا وُلدت أوبرا "عايدة".
ورغم نية الخديوي عرض "عايدة" في حفل افتتاح قناة السويس، حالت الحرب الفرنسية البروسية دون إيصال الأزياء والديكورات من باريس في الوقت المناسب. فتم تأجيل العرض، وبدلًا من "عايدة"، قُدمت أوبرا "ريغوليتّو" في افتتاح دار الأوبرا. أما "عايدة"، فقد رأت النور لاحقًا، في 24 ديسمبر 1871، بعرضٍ مهيب في القاهرة، لتصبح واحدة من أشهر الأعمال الأوبرالية في التاريخ.
الموسيقار جوزيبي فيردي (1813- 1901)، الذي يعد أحد أعمدة الفن الأوبرالي الإيطالي، صاغ موسيقى "عايدة" بحس درامي مرهف؛ حيث تداخلت المشاعر الوطنية بالحب، والفخر بالانتصار. وكانت معزوفة “موكب النصر” (Triumphal March)، التي عُزفت في ذلك العشاء السلطاني العُماني المصري، ذروةً موسيقيةً تعبّر عن النصر المصري في سياق القصة، لكنها أيضًا تعبير فني خالد عن المجد الحضاري والأهم، وإذا كانت هذه المعزوفة التاريخية صُمِّمَت بمناسبة افتتاح الأوبرا الخديوية، فهل سبق للتاريخ أن يسجل عزفها في القناة ذاتها من قبل؟
كلمات من المجد الأوبرالي:
في أجواء الموكب، تُنشد الجوقة:
المجد لمصر، ولإيزيس // التي تحمي هذه الأرض المقدسة
تتماهى هذه الكلمات مع روح اللحظة التي صنعها السلطان قابوس؛ فليس من قبيل المصادفة أن تُعزف هذه المقطوعة في قلب قناة السويس، ذات الشريان الذي مثّل لمصر وللعالم بوابةً إلى الحداثة والانفتاح منذ القرن التاسع عشر.
عُمان ومصر: لحنٌ من التقدير المتبادل
اختيار "عايدة" من قبل السلطان قابوس- طيب الله ثراه- لم يكن مجرد ترفٍ موسيقي؛ بل كان فعلًا دبلوماسيًا ذا طابع ثقافي عميق، يعكس الفهم العميق للعلاقات بين الشعوب، واحترامًا صامتًا للذاكرة التاريخية المصرية؛ فالسلطان الراحل كان معروفًا بذائقته الرفيعة وعشقه للفنون الكلاسيكية، وقد جمع في هذه اللحظة بين فخامة التاريخ وسلاسة الدبلوماسية، في مشهد من أسمى صور القوة الناعمة.
لقد عبر يخت "آل سعيد" مياه القناة مزهوًا بمجد لا يُقاس بالأمتار أو البحار؛ بل بالمعاني. كانت معزوفة “موكب النصر” في تلك الليلة أكثر من موسيقى، كانت صدى لذاكرة مصر، وهديّة مُفعمة بالتقدير من سلطنة تعرف قيمة التاريخ وصوت الفن وتقديرًا مُشرِّفًا لمصر العراقة والتاريخ قاطرة الأمة التي يبقى فيها وبها أمل الأمة المُتجدد، كما أحيت الأمل دومًا في معترك التاريخ ومفاصله الوجودية للأمة مثالًا بعين جالوت وما قبلها وما بعدها، وإني على يقين أنَّ رايات النصر في مصر معكوفة إلى وقتها وإن نُشِرَت، سيدور التاريخ إلى مركزه، حينها ستفرح الأمة بنصر الله.. وعسى أن يكون قريبًا.
رابط مختصر