مـاذا تكسـب وتخسـر عندمـا يكـون مدربـك الرياضـي جهـاز لوحـي؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
لم أحضر مطلقا الجيم نفسه الذي يذهب إليه إريك درينكووتر، عالم الرياضة بجامعة ديكين في ملبورن، أستراليا. في الواقع، يفصل بيننا أكثر من 1000 كيلومتر، ولكن بمجرد أن بدأنا الحديث عبر الهاتف، اكتشفنا أننا نتشارك المدربين الرياضيين نفسهم، الموجودين على الجانب الآخر من العالم في لوس أنجلوس.
نحن مجرد اثنين من مجموعة متنامية تتدرب عبر الإنترنت مع مدربين لم يقابلوهم من قبل، بعيدا عن جداول المواعيد والأماكن.
لكن هل يفرق الأمر إذا كنت تمارس الرياضة بمفردك في المنزل بدلا من ممارستها مع مجموعة أو في صالة رياضية مزدحمة؟ هناك العديد من الفوائد الموثقة لممارسة التمارين الرياضية جنبا إلى جنب مع الآخرين. يقول درينكووتر: «الجانب الاجتماعي للتدريب البدني مهم بالنسبة للعديدين». على سبيل المثال، وجدت دراسة أجرتها إيما كوهين بجامعة أكسفورد وزملاؤها في عام 2021 أن الطبيعة الاجتماعية لممارسة الرياضة مع الآخرين في سباقات الجري المجتمعية المجانية التي تبلغ مسافتها 5 كيلومترات والتي تقام حول العالم، ارتبطت بمتعة أكبر، والتي بدورها ارتبطت بأوقات جري أسرع دون زيادة مقابلة في المجهود المتصور.
يحدث الكثير مما يسمح لنا بالشعور بالارتباط بالآخرين خارج وعينا، من خلال محاذاة أجسادنا وتعبيراتنا وحركاتنا، كما تقول كوهين. «يمكن أن يسهل هذا الشعور القوي بالوحدة أو الاتصال». وتضيف: وبما أن التواصل الاجتماعي هو عادة تجربة ممتعة، فإن هذا يمكن أن يعزز متعة النشاط، مما يحفزنا على الاستمرار فيه.
ولكن أولئك منا الذين يمارسون الرياضة فقط برفقة مدرب عبر الإنترنت لا يفقدون بالضرورة هذه الروابط. يقول درينكووتر: «هذا هو الحد العلمي الأكثر إثارة للاهتمام والذي لم يتم استكشافه بعد لامتلاك جهاز آيباد كمدرب وهو بناء وهم أن المستخدم جزء من مجموعة». على سبيل المثال، يقدم التطبيق الذي يستخدمه كل منا مجموعة من المدربين الذين يمكننا الاختيار من بين جلساتهم المسجلة مسبقا، والتي يخالطها المزاح والتشجيع.
الشيء الذي حيرني، لكنه جعل دروس التمرين عبر الإنترنت مستدامة، هو الاتصال غير المتوقع الذي أشعر به مع هؤلاء المدربين. يُعرف هذا تقنيا باسم العلاقة الطفيلية، وهو شعور بالارتباط بشخص لا يعرف أنك موجود - وهو شيء تستفيد منه المنصات عبر الإنترنت التي تقدم مدربين متنوعي الشخصيات والخلفيات حتى يتمكن الجميع من العثور على شخص لديه علاقة معه. تقول نيام موندي، أيضا بجامعة ديكين: «كلما عززت هذه التطبيقات الشعور بالاتصال، كان الالتزام أفضل».
يمكن أن يساعد هذا في الإجابة على سؤال آخر يدور في ذهني وذهن درينكووتر: لماذا نبذل قصارى جهدنا في الفصول الدراسية عبر الإنترنت، على الرغم من أن المدرب لا يستطيع رؤيتنا؟ يقول درينكووتر: «أنا فقط والدراجة، لكنني دائما أعمل بجد أكبر مما لو كنت أتبع برنامجا صممته بنفسي، على الرغم من أن المدرب لا يستطيع رؤية مقدار التعرق الذي أبذله».
يمكن أن يعزى هذا الدافع إلى ما يسميه علماء النفس تأثير هوثورن، حيث يزيد الناس من أدائهم عندما يشعرون بأنهم مراقبون. من أجل الاستفادة من هذا، تحتوي بعض تطبيقات اللياقة البدنية على ميزات تقيم أداءك مع الآخرين الذين يتابعون البرنامج نفسه - على سبيل المثال، «شريط حرق» يوضح كيف يقارن معدل ضربات قلبك مع الآخرين الذين أخذوا الفئة نفسها.
يمكن أن تتجاوز فصول اللياقة البدنية عبر الإنترنت أيضا بعض السلبيات المرتبطة بممارسة الرياضة مع الآخرين، مثل الشعور بالخجل من كونك الأسوأ في المجموعة أو التفكير في أنك غير مناسب للمقاس. أحب اليوجا، على سبيل المثال، لكنني أجد الفصول الدراسية وجها لوجه مخيفة لأنني لست مرنا. يعني ممارسة اليوجا عبر الإنترنت أنه يمكنني العمل على حركاتي دون إحراج أو خوف من الحكم.
تقول كوهين إن تطبيقات اللياقة البدنية التي تعيد إنشاء مكونات التواصل الاجتماعي والترابط، مع تقليل الآثار السلبية للمقارنة الاجتماعية التي يمكن أن تحدث في إعدادات المجموعات في العالم الحقيقي، ستستحوذ على بعض فوائد التدريب الجماعي الشخصي.
وبينما تعد وتيرة التغيير في صناعة اللياقة البدنية مذهلة، علينا أن نتوقع الأكثر. تقول موندي: «هذه المساحة تتطور بسرعة.. والمدربون من الذكاء الاصطناعي على وشك الظهور». ومن يدري ما الذي يمكننا فعله حين نتمكن من ممارسة الرياضة في الواقع الافتراضي مع مدرب تم إنشاؤه بشكل مصطنع - مصمم خصيصا لشخصيتنا وخلفيتنا الثقافية واحتياجاتنا التدريبية؟
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: اللیاقة البدنیة على سبیل المثال عبر الإنترنت مع الآخرین یمکن أن فی عام
إقرأ أيضاً:
قبلان: نريد سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين
سأل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان هل لبنان دولة وطنية ام مستنقع احقاد ومشاريع توظيفات خارجية؟.وقال في بيان: "رغم وجع التاريخ ومراحل الإبادة التي تتعرض لها الثقافة والمصالح الوطنية في هذا البلد والتي غرقت بقاع حرب أهلية وفظاعات طائفية ومشاريع وصاية لا نهاية لها هناك من يتلطّى وراء سياسات وطنية تنزف بالأحقاد والمواقف التي تطال صميم مشروع الدولة وجوهر ضمانتها العابرة للطوائف، ومعها لا يبدو لبنان بخير أبداً، وقصة سيادة ووطنية واستقلال وحياد تفضحها مشاريع الآخرين العلنية على أرضنا ودون تحفّظ أو إدانة، واليوم الحديث عن لبنان حديث عن عائلة وطنية تعاني من أحقاد ومشاريع انتقام خطيرة حتى من مواقع يفترض أنها تمثل الدولة، والنقاش هنا يضعنا أمام أي دولة موجودة وأي دولة نريد، وهل لبنان دولة وطنية أم مستنقع أحقاد ومشاريع توظيفات خارجية، وماذا عن أحاديث الظل وسط منطقة تغلي بالأحقاد والمذابح ومشاريع الخراب الدولي".
أضاف: "ثم هل الحياد ودعاية السيادة والوطنية تفترض ترك إسرائيل وعدوانها دون قوة وطنية تليق بسيادة هذا البلد، أم يعني قصّ وريد الحياة عن مناطق الحافة الجنوبية الأمامية ومنع إغاثة بقية الأرض من حقها وناسها وهي التي تلفظ أنفاسها وسط قرى مدمرة ونكران وطني مخيف، كل ذلك وسط مواقف لا تؤمن بالوطنية والمواطن ولا بالعائلة اللبنانية، وما تؤمن به فقط الحقد والتشفي ونزعة الإنتقام التي لا نهاية لها، وأمام واقع البلد ونار الحقد وطبيعة المنطقة ونزيف الشعارات وما يجري بالكواليس أقول: لا قيمة للشعارات والمواقف الإستهلاكية أبداً، وتاريخ لبنان استهلاكي حتى زمن الحرب الأهلية، لذلك الدولة يجب أن تكون ضمانة وطنية بمشاريعها وأولوياتها الوطنية وعلى الأرض بعيداً عن مشاريع الظلّ، وكلمة ضمانة وطنية جوهرية للغاية بالتكوين اللبناني وهذا ما نحتاجه بعيداً عن همروجة الشعارات والمواقف".
وتابع: "اللحظة للبنان كقيمة وطنية عبر سياسات تعكس قضية الدولة بشعبها وأرضها وسيادتها، وعبر دولة تضعنا فعلاً أمام حارس وطني بأرض الجنوب والحافة الأمامية ومشاريع الإغاثة لأنّ ما يجري وما نعرفه جيداً يفضح الوطنية ويضع الدولة أمام نفوذ خارجي يريد البلد على صورة فرن للأحقاد والإنتقام بعيداً عن جوهر الوظيفة الضرورية للدولة بشقها الوطني والعمراني والإغاثي والسيادي، وما نريده سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين، والحياد في هذا العالم كذبة، ومصالح لبنان مهددة بشدة، وما يجري بالبلد تمييزي جداً وخطير جداً، وما يقوم به البعض يحتاج لتوضيح، والدولة دولة بمقدار قيامها بوظيفتها السيادية والوطنية والإغاثية بعيداً عن عقدة اللوائح، ولبنان أمام فرصة تكاد تكون مفقودة، وما نحتاجه لبنان الفرصة قبل فوات الأوان".