أحد أخطر الموروثات التى تواجهنا هى تمسك الأسر بمنطق كليات القمة، والشهادات العالية، وكأن التعليم الفنى ليس له قيمة أو سلة يهرب منها الأسر والشباب، رغم أن سوق العمل مكتظ بالمؤهلات العليا وفى أشد الاحتياج لخريجى التعليم الفنى بتخصصاته المختلفة، مع بداية عام دراسى جديد أعتقد أنه مطلوب من الأسر المصرية النظر بعين الاعتبار لمستقبل أبنائهم بعيدا عن القمة والقاع، فالمستقبل هو أن يضمن الشاب فرصة عمل تليق به، أما الحصول على شهادات نهايتها الانضمام إلى طابور البطالة فهذا أسوأ تفكير.
وكل الدراسات تؤكد أن المستقبل الآن للتعليم الفنى والكليات التكنولوجية الجديدة التى أصبحت متاحة فى معظم محافظات مصر وتوفر فرص العمل لخريجيها وتدربهم وتؤهلهم بمستوى عالٍ من الفكر والعمل وتدريبهم على سوق العمل الصناعى فى مصر، الذى يحتاج إلى شباب مؤهل ومدرب يستطيع أن يقدم الكثير من خلال تأهيله على أعلى مستوى وبأحدث الأساليب التدريبية الحديثة، وشاهدت ذلك بنفسى فى عدد من الجامعات التكنولوجية المتخصصة، وتابعت كيف يبدأون مبكرا فى الالتحاق عملياً بسوق العمل من خلال تدريبهم فى كبرى الشركات.
وهو ما يجعلنا نطمئن على مستقبل البلد من خلال توجه القيادة السياسية بتوفير كل سبل الدعم لأبناء مصر فى التعليم الفنى.
لا شك أن التعليم الفنى له مزايا متعددة منها إكساب الطلاب المهارات العملية والعلمية لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلى والدولى، من خلال برامج متقدمة تمكنهم من تلبية احتياجات المشروعات القومية وسوق العمل الصناعى من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة فى كل المناهج التى يدرسها طالب التعليم الفنى الذى يكون مؤهلا لتلبية احتياجات سوق العمل من الموارد البشرية والتكنولوجية اللازمة لمتطلبات خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة، وبما يساعد على تحسين الصورة المجتمعية لهذا النوع من التعليم.
أعتقد أننا نحتاج بشدة إلى حملة يشارك فيها الجميع، إعلاماً ومفكرين وأسراً، من أجل تشجيع أبنائنا على الالتحاق بالتعليم الفنى بهدف توفير تعليم تكنولوجى يقدم خدمات تعليمية وتدريبية متكاملة ذات جودة مناظرة لنظم الجودة العالمية وبما يسمح بتكوين خريج قادر على المنافسة فى أسواق العمل المحلية والعالمية.
الإحصائيات تقول إن عدد خريجى التعليم الفنى فى مصر آخر 3 سنوات، وصل لأكثر من 2.5 مليون طالب، حيث يوجد 750 ألف خريج كل عام من التعليم الفنى فى المدارس، وهذا الأمر استوجب العمل بالتوازى فى التعليم العالى، وخاصة فى البرامج التى يحتاجها سوق العمل، عبر الجامعات التكنولوجية. و55% من خريجى الإعدادية فى مصر يلتحقون بالتعليم الفنى فى الثانوية.
ويبلغ عدد الطلاب المتخرجين فى المرحلة الإعدادية ويختارون الالتحاق بمدارس التعليم الفنى 55% من الطلاب، بينما يختار الـ 45% الباقون الالتحاق بمدارس التعليم الثانوى العام.
هذه الأرقام مبشرة ولكن الأهم هو الدور الأسرى لأبنائنا الطلاب حتى يختاروا التعليم الفنى وتكون مصر فى مصاف الدول المتقدمة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والصين وغيرها من الدول؛ لأن مصر لديها شباب مبدع ولكن يحتاج من يضعه على الطريق السليم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التعلیم الفنى سوق العمل من خلال
إقرأ أيضاً:
برعاية وزير التعليم العالي.. فريق مصري يحقق نجاحًا في أوليمبياد الرياضيات العربي
برعاية ودعم أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وفي إطار التعاون البناء والمستمر بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ممثلة في جامعة الطفل، تمكن فريق مصري من تحقيق مشاركة متميزة في أوليمبياد الرياضيات العربي الرابع 2024، التي تعد من أهم المسابقات لطلاب المرحلة الثانوية المتميزين في الرياضيات على مستوى الوطن العربي.
ومن جانبه هنأ د.أيمن عاشور الفريق المصري على هذا النجاح المميز الذي حققه في المسابقة، والتي تعد من أقوى المنافسات في مجال الرياضيات لطلاب المرحلة الثانوية على مستوى العالم العربي، مؤكدًا أن هذا النجاح هو ثمرة للتعاون البناء بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم والتعليم الفني، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا من خلال جامعة الطفل التي لعبت دورًا هامًا في إعداد الطلاب ورفع كفاءاتهم العلمية، مشيرًا إلى أن جامعة الطفل أثبتت أنها منصة حيوية لتطوير مهارات الطلاب في مجالات العلوم المختلفة، مؤكدًا تطلعه إلى المزيد من النجاحات والتقدم في المستقبل.
وقد أُقيمت فعاليات المسابقة هذا العام في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 10 إلى 14 نوفمبر الجاري، برعاية وتنظيم وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، بمشاركة وفود من جميع الدول العربية.
تضمنت المسابقة هذا العام أربعة مسائل تتطلب قدرات إبداعية عالية لحلها، وتغطي محاور الجبر، والهندسة، والتركيبات، ونظرية الأعداد، وتم طرح المسائل على الطلاب يوم الثلاثاء 12 نوفمبر الجاري، ومنحت المشاركين فترة زمنية قدرها 4 ساعات ونصف لحل المسائل، التي تمثل تحديات رياضية متقدمة تهدف إلى اختبار التفكير التحليلي والقدرات الرياضية للطلاب المشاركين.
شارك في مسابقة هذا العام 83 طالبًا من طلاب الدول العربية، وقد تمكن جميع أعضاء الفريق المصري من تحقيق ميداليات، حيث حصل الطالب/ عز الدين رشاد على الميدالية الذهبية، وحصل الطالب/ ضياء النجار على الميدالية الفضية، كما حصل الطالبان محمود صبري ومازن هشام على ميداليتين برونزيتين.
وقد أشادت لجنة التحكيم ووفود الدول المشاركة بمستوى الفريق المصري الذي أظهر مهارات رياضية استثنائية، وقدرة عالية على التفكير التحليلي، وهو ما يؤكد أن استمرارية المشاركة وتوسيع قاعدة المتدربين تؤدي إلى المزيد من النجاحات والإنجازات التي ترفع اسم مصر عاليًا، وتحقق التميز لطلابها في المحافل العربية والدولية.
ومن جانبها، هنأت د.جينا الفقي القائم بعمل رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الطلاب الفائزين وأولياء أمورهم على هذا الإنجاز، متمنية لهم دوام النجاح والتوفيق في المسابقات القادمة، وكذلك في مسيرتهم الدراسية والعلمية، كما أعربت عن تقديرها للفريق القائم على التدريب، بقيادة د.أحمد الجندي أستاذ الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة، الذي رافق الطلاب خلال رحلتهم في المسابقة في قطر، كما وجهت الشكر إلى كل من أ.مجدي الصفتى، وأ.شحات جامع، وأ.شريف حامد، وأ.أشرف محمد من وزارة التربية والتعليم، على جهودهم في دعم الطلاب وتحقيق هذا النجاح.