هل الأفضل الاستثمار في شهادات الادخار الثلاثية (أي مدتها 3 سنوات) أم السنوية أي مدة العام؟، هو ما أجاب عليه الخبير المصرفي وليد عادل، موضحًا أن الإجابة تعتمد على العديد من العوامل التي تتعلق بالأهداف المالية للفرد ومستوى المخاطرة الذي يمكن تحمله وظروف السوق الاقتصادية الحالية.

وشرح عادل في تصريحات لـ«الوطن»، أهم المعلومات عن شهادات الادخار الثلاثية أو السنوية.

أولًا- شهادات الادخار السنوية

تعتبر شهادات الادخار السنوية خيارًا مناسبًا للأفراد الذين يرغبون في استثمار أموالهم لفترة قصيرة، تمنح هذه الشهادات ميزة رئيسية وهي مرونة السيولة، إذا كنت تخطط لاستخدام أموالك في مشروعات أو احتياجات مالية في المستقبل القريب فإن شهادات الادخار السنوية توفر للشخص الفرصة للاستفادة من عائد جيد خلال عام واحد مع إمكانية إعادة استثمار المبلغ في الشهادات أو الأدوات المالية الأخرى بعد انتهاء المدة، بحسب الخبير المصرفي.

ومن الناحية الاقتصادية، تمنح الشهادات السنوية حامليها القدرة على التحرك بسرعة مع تغيرات أسعار الفائدة، حيث إنه إذا ارتفعت أسعار الفائدة يمكن إعادة استثمار رأس المال في شهادة جديدة بعائد أعلى، وعلى الرغم من ذلك فإن العائد على الشهادات السنوية عادة ما يكون أقل من الشهادات الثلاثية، نظرًا لقصر مدة الاستثمار وانخفاض مستوى المخاطرة، وفقا لقول وليد.

ثانيًا- شهادات الادخار الثلاثية

في المقابل، توفر شهادات الادخار الثلاثية خيارًا للأفراد الذين يرغبون في تحقيق عائد أعلى على أموالهم مقابل الاحتفاظ بها لفترة أطول، وتُعتبر هذه الشهادات مثالية للأشخاص الذين يمتلكون رؤوس أموال لا يحتاجون إلى استخدامها على المدى القصير، حيث إن العائد على هذه الشهادات يكون عادة أعلى من العائد على الشهادات السنوية، نظرًا لأن البنك يستفيد من الأموال لفترة أطول، ما يتيح له تقديم عائد أكبر، بحسب وصف وليد.

بالإضافة إلى ذلك إذا كانت أسعار الفائدة منخفضة حاليًا قد يكون الاستثمار في الشهادات الثلاثية خيارًا جيدًا لضمان العائد الحالي لفترة أطول مما يحمي المستثمر من مخاطر انخفاض الفائدة في المستقبل ومع ذلك الجانب السلبي للشهادات الثلاثية هو قلة السيولة إذا كان الشخص في احتياج إلى سحب أمواله قبل انتهاء الـ3 سنوات، وقد تواجه عقوبات مالية أو خسارة جزء من الفوائد.

ما هو الخيار الأفضل؟

وأشار وليد إلى أن الإجابة على سؤال أيهما أفضل الشهادات الثلاثية أم السنوية؟، تعتمد بشكل كبير على الوضع المالي الشخصي وأهداف الاستثمار إذا كان يبحث عن مرونة أكبر في استثماره ويرغب في إمكانية تعديل استراتيجيته الاستثمارية، بناءً على التغيرات في السوق فإن شهادات الادخار السنوية قد تكون الخيار الأنسب أما إذا كان يستطيع تجميد رأس المال لفترة أطول ويبحث عن عائد أعلى مع حماية من تقلبات أسعار الفائدة فإن شهادات الادخار الثلاثية قد تكون الخيار الأفضل.

وأكد الخبير المصرفي أنه لا يوجد خيار مثالي يناسب الجميع، حيث يعتمد القرار على مدى استعدادك لتقييد أموالك لفترة زمنية أطول مقابل الحصول على عائد أكبر أو تفضيلك للمرونة والسيولة حتى لو كان العائد أقل، ونصح أن من المهم دائمًا استشارة مستشار مالي قبل اتخاذ القرار لضمان أن الشهادة التي يتم اختيارها تتماشى مع الأهداف المالية الطويلة والقصيرة الأمد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشهادات الثلاثية الشهادات السنوية شهادة ادخار أفضل الشهادات شهادات الادخار الثلاثیة أسعار الفائدة لفترة أطول إذا کان خیار ا

إقرأ أيضاً:

أهمية إنشاء مشروعات مدرسية مربحة.. طلاب وأولياء أمور لـعمان: الندوات والبرامج المالية تعزز مفاهيم الادخار والاستثمار والتخطيط المالي لدى الناشئة

تُغرس الندوات والبرامج التوعوية الخاصة بالثقافة المالية في الأجيال الناشئة أهمية الادخار والاستثمار في الأموال، مما يعزز الإدراك والوعي والتثقيف بالعوامل المتغيرة في الجوانب المالية مع أهمية إعدادهم إعدادًا سليمًا ليتمكنوا من التعامل مع التحديات المستقبلية في هذا المجال، ومع سرعة التحولات في الأنظمة الاقتصادية وتأثير التكنولوجيا الحديثة في تسيير الأعمال الاقتصادية والتجارية وتأثيرها المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من الضرورة جدًا تهيئة الطلبة وأولياء الأمور تهيئة مالية مع إمدادهم بالأساسيات وتوجيههم نحو فهم مبادئ الادخار والتخطيط المالي السليم والاستثمار الناجح في ريادة الأعمال.

"عمان" استطلعت عددًا من الطلبة وأولياء الأمور ومديري المدارس للوقوف على أهمية الندوات الثقافية في الجوانب المالية ومدى تأثيرها على الجيل الناشئ، وأهمية دمج المفاهيم المالية في المناهج الدراسية لإيجاد جيل واعٍ بأهمية الاستثمار والادخار، مع تسهيل إنشاء وتطوير المشاريع المدرسية التي تحقق الأرباح للطلبة، فإلى الاستطلاع:

تعزيز الوعي المالي

أوضح سالم بن وني السرحاني، مدير مدرسة الحسن البصري، أن هناك أهمية في دمج مفاهيم الثقافة المالية لدى الطلبة في المنهج الدراسي لتعزيز الوعي المالي لديهم وفتح آفاق جديدة لهم، مشيرًا إلى أن هذا التوجه سيسهم في إعداد جيل قادر على إدارة موارده المالية بوعي من سنواتهم الدراسية الأولى وحتى تخرجهم.

وأشار السرحاني إلى أهمية تطوير مشاريع مدرسية تحقق أرباحًا سنوية، وأشار الهاشمي إلى أنه يمكن للأنشطة والمسابقات في الطابور الصباحي والإذاعة المدرسية، بالإضافة إلى إنشاء نوادٍ اقتصادية وتقديم الندوات المالية أن تسهم بشكل فعال في توعية الطلبة بالجوانب المالية، وأضاف: إن المسابقات تعد من أكثر الوسائل جدوى، مع إمكانية تعزيز فكرة الادخار لدى الطلبة، وغرس فكرة استخدام الحصالات في المنازل لرفع الوعي بمفهوم الادخار لدى الأطفال.

وأضاف قائلاً: "بالرغم من غياب وجود منهج دراسي متخصص في الثقافة المالية، إلا أن مناهج الرياضيات في الصفين الحادي عشر والثاني عشر قد تتطرق إلى بعض المفاهيم المالية، لكن يمكن للمدارس تعزيز هذا الجانب. بتوجيه أولياء الأمور لمساعدة أبنائهم على التفريق بين الرغبات والاحتياجات. وأكد على أهمية اصطحاب الأطفال إلى الأسواق للتعلم عن قرب بأهمية التعاملات المالية.

ومن الأفكار التي طرحها السرحاني أهمية تعزيز الثقافة المالية، وهي إعطاء الطفل ميزانية شهرية ومكافأته في حال توفير جزء منها، مشيرًا إلى أهمية تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع، سواء في المنزل أو المدرسة، لتكوين جيل واعٍ ماليًا.

وعن التجربة العملية أوضحت حميرا عرفان، أستاذة الدراسات التجارية بمدرسة عزان بن قيس، أن المدرسة بدأت في دمج مفاهيم التعليم المالي ضمن المنهج الدراسي بهدف تأسيس ثقافة مالية متينة لدى الطلاب. وأشارت إلى أن الأنشطة التي تم تنظيمها تساعد الطلاب على تعلم كيفية استخدام بطاقة الصراف الآلي والتمييز بين بطاقات الائتمان والخصم كما أكدت على أهمية تعليم الأطفال اتخاذ القرارات المالية الصحيحة في سن مبكرة، مثل تجنب التسوق غير الضروري.

وأضافت عرفان: قد يكون من الصعب على بعض الأطفال الاستمتاع بهذه المواضيع وقد يجدون صعوبة في التفاعل مع هذه المفاهيم المالية نظرًا لطبيعتها. ولكنها أكدت أن هذه المهارات المالية ضرورية لمستقبلهم، وأشادت بالطلاب الذين بدأوا بالفعل في التفكير في إنشاء مشاريعهم الصغيرة، مثل مشاريع بيع الشوكولاتة أو الآيس كريم وغيرها.

وتابعت حديثها: "إن دور المدرسة لا يقتصر على التعليم النظري، بل يمتد إلى توجيه الطلاب وتقديم الاستشارات لهم بناءً على الموارد المتاحة لهم".

وأوضحت أن المدرسة توفر للطلاب الفرصة لطرح الأسئلة وتقديم آرائهم، مما يسهم في تطوير مشاريعهم وتطوير ثقافتهم المالية بشكل أكثر فعالية واستدامة".

مشروع خزنة

وعلى هامش ندوة الثقافة المالية التي نفذتها وزارة التربية والتعليم مؤخرًا، قالت الطالبة منيرة البرعمي من مدرسة النهضة بمحافظة ظفار، طالبة في الصف الثاني عشر: "يشرفني أن أقف أمامكم اليوم كسفيرة وممثلة لمشروع "خزنة"، لقد استفدنا كثيرًا من هذا المشروع، حيث ساهم في تعزيز الوعي المالي لدينا، وزرع في عقولنا فكر المستثمر الواعي، وهو أمر ممتاز في هذه المرحلة العمرية، حيث تعرفنا من خلال الورش المتعلقة بالثقافة المالية في محافظة ظفار حول كيفية تنظيم المصروفات بين الأساسيات والكماليات، سواء للطلاب أو ذوي الدخل المحدود، بهدف تحقيق التوازن بين الصرف والادخار. كما ساهم هذا البرنامج في تشجيع الاستثمار الشخصي بالإضافة إلى تعريفنا بالعديد من المصطلحات الجديدة مثل الادخار، النفقة، والاستثمار".

وأشارت البرعمية إلى أنها قد بدأت في مجال ريادة الأعمال منذ الصف الثامن، حيث عملت على مشروع صنع الحلويات في المنزل، وتمكنت من تحقيق دخل وصل إلى 20 ألف ريال عماني.

وأضافت قائلة "كما قمت بتوظيف إخوتي الباحثين عن عمل كمندوبي توصيل لمشروعي، حيث يصل دخلهم اليومي إلى حوالي 35 ريالًا عمانيًا مع 50 طلبية في اليوم".

موضحة أنها قدمت ورشًا تدريبية ضمن البرامج الصيفية بالمحافظة عن ريادة الأعمال، والادخار، والوعي المالي".

كما حصلت البرعمية على جائزة أفضل فكرة ناشئة على مستوى محافظة ظفار بالمركز الأول عن تطبيق "سهالات"، وهو تطبيق يهدف إلى تجميع الورش الصناعية في المحافظة ضمن منصة واحدة، لتسهيل طلب الخدمات وتقليل الازدحام في المناطق الصناعية مع ضمان جودة عالية للخدمات المقدمة، تعمل البرعمية حاليًا على تفعيل هذا التطبيق، الذي تتمنى انطلاقته بعد انتهائها من المرحلة الثانوية، وما تبقى هو حصولها فقط على الملكية الفكرية.

التعامل مع الخدمات المصرفية

فيما قال الطالب محمد بن حمد الكاسبي: "في البداية، أود أن أشارككم تجربتي في الندوة التي حضرتها، واستفدت منها بالعديد من الأمور المهمة، أبرزها كيفية اتخاذ القرارات الصحيحة والفعالة في جوانب الحياة المالية، وتعمقت في فهم الاعتماد الشخصي وكيفية استغلال المال بشكل صحيح، سواء من حيث الإنفاق أو الادخار، كما تعلمت كيفية التعامل مع الخدمات المصرفية مثل القروض والودائع، وأهمية الاستثمار والإدارة المالية الرشيدة".

وقال الطالب نصر خميس السنيدي، المقيد بالصف العاشر: "من خلال هذه الندوة، تعرفنا على أهمية الادخار وطرق تنفيذه، وكيفية استغلاله في إنشاء مشاريع ذاتية في المستقبل، ومن خلال ندوة الثقافة المالية، اكتسبنا فهمًا أوضح لسبل الادخار وأهميته في حياتنا المقبلة".

وفي حديثها عن أهمية الثقافة المالية، قالت حبيبة البلوشية، طالبة بالصف الحادي عشر: "تعرفنا على مفاهيم الادخار وجمع الأموال وحفظها واستثمارها أمر أساسي لتحقيق رغباتنا الشخصية. فالادخار يمكن أن يمنحنا القدرة على شراء ما نحتاج إليه في الأوقات التي قد يواجه فيها والدينا ضائقة مالية، كما يوفر لنا الادخار حرية الاستقلال المالي ويمنحنا شعورًا بالأمان في المستقبل في حال أصبحت المبالغ التي سنحصل عليها وندخرها كبيرة في المستقبل".

وأشارت البلوشية إلى أنها تطبق مفهوم الادخار في حياتها الحالية من خلال تجميع مبالغ العيديات، والأموال المتبقية من مصروفها المدرسي، بالإضافة إلى المساعدات التي تتلقاها من أفراد أسرتها، وإيداعها في محفظتها البنكية من خلال حساب والدها البنكي. وأضافت: "لدي أيضًا حساب بنكي خاص لاستلام المكرمة المالية المخصصة لي من وزارة التنمية الاجتماعية".

وأضافت قائلة: "بدأت بتجميع هذه المبالغ المالية لتساعدني على شراء احتياجاتي الخاصة بمشروعي". ما قمت بإنشائه من خلال إحدى المواد الدراسية بالمدرسة حيث بدأت بتصميم العبايات والذي ولّد لدي الشغف لأكمل رحلتي في ريادة الأعمال بعد حصولي على زبائن قمت بالتصميم لهم وأشادوا بموهبتي".

مواجهة التحديات والصعوبات المالية

وقال هلال الكلباني ولي أمر أحد الطلبة: "تعد الثقافة المالية أمرًا بالغ الأهمية في عصرنا الحالي، حيث تُمكّن الطلاب من مواجهة التحديات والصعوبات المالية في مختلف مراحل حياتهم وتعليمهم إياها في المراحل الدراسية المبكرة يعد أساسًا لبناء قواعد متينة تمكن الطلاب من اتخاذ قرارات مالية سليمة كما أنه يجب علينا كأولياء أمور المساهمة في هذا الأمر من خلال بعض التجارب كتخصيص مبلغ مالي شهري لأبنائنا وإعطائهم الصلاحية لاستخدامه وفقًا لاحتياجاتهم وتعليمهم على مسألة الادخار مع متابعة قنوات الصرف التي استخدموا فيها المبلغ".

كما أوضح الدكتور كمال الصباحي أستاذ مشارك بكلية الدراسات المصرفية والمالية أنه مع التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي: أصبح بالإمكان تعزيز الوعي المالي والحصول على دروس مخصصة تتناسب مع احتياجات الأفراد. فهناك تطبيقات معتمدة على الذكاء الاصطناعي تسهم في إدارة الميزانيات، وترشيد النفقات، وتعزيز الشمول المالي. فمن خلالها يمكن للطلبة أو حتى الراشدين الحصول على المعلومات التثقيفية في هذا الشأن. ومنذ ظهور تقنيات مثل (chat GPT)، حدثت ثورة في مجال التوعية المالية، وأتاحت للأفراد اتخاذ قرارات مالية أكثر نضجًا.

وأشارت إلى تطبيقات مثل Betterment والتي يمكن استخدامها كمستشار مالي، وMint لتوفير رؤى حول عادات الإنفاق، وWally لوضع الميزانيات وخطط ادخار مخصصة. فيما يمكن للمستخدم الدردشة مع Cleo لإعداد الميزانيات وتقديم رؤى حول الادخار والإنفاق باللغة الإنجليزية. أما في العالم العربي، لا تزال التطبيقات المالية الناطقة باللغة العربية غير ناضجة مقارنة بنظيراتها في الغرب، وما زال هناك مجال كبير للتطوير ورفع مستوى الكفاءة والابتكار.

مقالات مشابهة

  • أهمية إنشاء مشروعات مدرسية مربحة.. طلاب وأولياء أمور لـعمان: الندوات والبرامج المالية تعزز مفاهيم الادخار والاستثمار والتخطيط المالي لدى الناشئة
  • الإمارات..4 حالات تحرم الموظف الاتحادي من إجازة سنوية
  • استولى على أموال المواطنين.. استجواب متهم بإدارة كيان وهمى لمنح شهادات مزورة
  • الفرق بين معهدي «فني صحي» و«التمريض» في تنسيق المرحلة الثالثة.. أيهما أفضل؟
  • ما تأثير تقدم إثيوبيا باتفاقية عنتيبي للاتحاد الافريقي على مصر؟ خبير يكشف التداعيات
  • سرطان ونزوح وجوع.. رضيع فلسطيني يواجه ثلاثية الموت
  • خبير مصرفي يكشف التحديات أمام بيتكوين والعملات الرقمية
  • إي آند بيزنس توفر خدمات الاتصالات الثلاثية بمشروع MARAYA
  • شهادات البنك الأهلي ذات العائد الشهري.. اعرف التفاصيل واحسب الفائدة
  • عائد السندات الأمريكية لأجل عامين يهبط لأدنى مستوى