قال الدكتور ياسر بدرى، استشارى التدريب و بناء القدرات و محاضر تنموى، أن قضية أطفال الشوارع و انتشار الإيدز في مصر تعتبر قضية معقدة تتطلب جهودًا متضافرة من قبل الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. من خلال اتخاذ إجراءات شاملة ومدروسة، يمكننا الحد من انتشار الإيدز وتحسين حياة الأطفال المعرضين للخطر.

وأكد إن الإعلام لعب دورًا حاسمًا في تشكيل الرأي العام حول قضية الإيدز و أطفال الشوارع.

غالبًا ما ترتبط هذه القضايا بصور نمطية و سلبية، مما يؤدي إلى وصم المصابين بالإيدز وتهميش أطفال الشوارع. هذا الوصم يزيد من معاناة هؤلاء الأفراد ويجعلهم أقل استعدادًا للبحث عن المساعدة.

وأضاف خلال كلمته في الورشة التي استضافها مركز الصحة الإنجابية في بولكلى بالاسكندرية علي مدار يومين عن قضايا الوصم والتمييز ونقص المناعة البشرى، تحت عنوان «مناصرة قضايا التصدي للوصم والتمييز المرتبط بالاصابة بفيروس نقص المناعة البشرى» أن الوصم والتمييز يأتيان بنتائج عكسية، لأن ذلك يعرّض الأفراد للعنف والمضايقة والعزلة، ويعترض طريقهم نحو الحصول على خدمات الصحة، ويحول دون السيطرة على الجوائح بطريقة فعّالة، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين يتعرّضون للوصم أو يتخوّفون من التعرّض للوصم يميلون لعدم التوجه للحصول على خدمات الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى تفاقم الجائحة ويزيد من المخاطر، داعياً ال معاملة المتعايشين مع المرض بكرامة وتعاطف شديد لأنه من الممكن أن يصاب الشخص بالمرض بطريق الخطأ ويصبح حامل للفيروس للأسف الشديد.

وأضاف أن الوصم هو عملية اجتماعية معقدة تتمثل في تطبيق لافتة سلبية أو وصمة عار على فرد أو مجموعة من الأفراد، مما يؤدي إلى تهميشهم واستبعادهم عن المجتمع. هذه الوصمة عاليا ما ترتبط بسمات معينة، سواء كانت هذه السمات حقيقية أو منصورة مثل الإصابة بمرض معين، أو الانتماء إلى مجموعة اجتماعية معينة، أو ممارسة سلوك معين.

وأكد أن أنواعه هو الوصم المجتمعي يتحلى الوصم المجتمعي في نظرات الشفقة أو الخوف التي يتعرض لها المصابون، مما يدفعهم إلى إخفاء حالتهم الصحية خوفا من ردود أفعال المجتمع و الوصم المؤسسي حتى المؤسسات الرسمية تساهم في تعزيز الوصم من خلال سياسات وتمييز مؤسسي ضد المصابين، مما يحرمهم من حقوقهم الأساسية و الوصم الذاتي ليس فقط المجتمع من يمارس الوصم، بل يقع الكثير من المصابين. في الوصم الذاتي، حيث يبدأون في تصديق الأحكام المسبقة عن أنفسهم، مما يؤدي إلى الاكتئاب والعزلة والتفكير في الانتحار أو قد يصبح الأمر دافعا لهم لنشرهم المرض بين الزملاء والاقران.

وأشار أن التمييز يعتبر من أهم أنواع التي تأثر علي الأشخاص المصابين بالمرض المناعي وأنه نواع ينقسم الي التمييز المباشر هو التمييز الواضح والصريح، مثل رفض توظيف شخص بسبب جنسه أو دينه و التمييز غير المباشر هو التمييز الذي يبدو محايدا في الظاهر ولكنه يؤثر سلبا على فئة معينة من الناس بشكل غير متناسب مثل وضع شرط ) تعليمي - سن معين ( لوظيفة معينة، مما يحرم الأسخاص من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة من الحصول عليها.

وعن التمييز السلبي أضاف أن هو إجراء يتضمن بطريقة أو بأخرى تعرفه تعسفية في معاملة الأشخاص على أساس النوع أو السن أو العرق أو الدين أو الحالة الصحية المؤكدة أو المسببة فيها ويؤدي التمييز إلى حرمان الأشخاص من حقوقهم الأساسية و القانونية وهو سلوك ظالم ومدمر يتبناه شخص ما أو مؤسسة أو مجتمع تجاه الآخرين دون وجه حق.

وأكد أن أسباب الوصم والتمييز المرتبط بالإصابة بـ HIV الأحكام المسبقة وفي معتقدات سلبية عن المرض أو لتفصيل بعض الأشخاص لأنفسهم عن الآخرين، غالباً ما تكون تلك الأحكام مبنية على معلومات خاطئة أو قوالب نمطية و الخوف من "الآخر" أو من المجهول، فمعظم الناس ليس لديهم الدراية الكافية بطرق انتقال العدوى مما يجعلهم في خوف من انتقال العدوى اليهم من المصابين. انعدام الوعي بالمرض أو بالتنوع الثقافي والاجتماعي أحد أسباب التمييز و ربط الإصابة بسلوكيات مرفوضة دينيا أو مجتمعيا واعتبار المريض هو معاقب من الله و قلة المعرفة بجدية تداعيات الوصم والتمييز واثارهما السلبية على الفرد والمجتمع مؤكداً أن المسؤولون الحكوميون يتحملون مسؤولية كبيرة في مكافحة انتشار الإيدز، من خلال توفير العلاج المجاني، وتقديم الدعم النفسي للمصابين، وتنفيذ برامج توعية واسعة النطاق.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية الإيدز اطفال الشوارع مما یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

فيلم وثائقي يضيء على جوانب من فترة تدريب محمد بن راشد في كلية مونز

أطلق مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، فيلماً وثائقياً قصيراً يضيء على جوانب من الفترة التي قضاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في كلية مونز العسكرية البريطانية، والتي تعد اليوم جزءاً من أكاديمية ساند هيرست العسكرية الملكية.

وجاء إطلاق الفيلم الوثائقي القصير بمناسبة احتفالية مركز محمد بن راشد لإعداد القادة بمرور 20 عاماً على تأسيسه، وعرض الفيلم خلال الاحتفالية التي جرت في مركز دبي التجاري العالمي، حيث ألقى الضوء على محطات ومواقف فريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال فترة التحاقه بالكلية البريطانية العريقة في ستينيات القرن الماضي.

ويحمل الفيلم الوثائقي قيمة تاريخية كبرى لاستناده إلى شهادات حية لمن درب، وزامل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو ينهل من العلوم العسكرية، ويصقل معارفه وخبراته كعسكري متمرس، وشخصية طموحة بدت عليها ملامح النبوغ القيادي وجسارة قهر التحديات منذ الصغر، ورفض الاستسلام لأي ظرف كان، وهي الخصلة التي غرسها في نفسه والده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وقد أدرك، رحمه الله، وهو الخبير بمعادن الرجال، أن نجله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سيكون قائداً استثنائياً، ولن تتأخر الأيام حتى تثبت للأب ورجل الدولة الراحل صدق بصيرته. 

ويحتشد الفيلم الوثائقي بصور وذكريات لا تنسى لأشخاص عاصروا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال تلك المرحلة المفصلية من حياته، والتي كانت مقدمة لتولي سموه بعد عودته من بريطانيا في العام 1968، رئاسة شرطة دبي والأمن العام، كما تم تعيين سموه وزيراً للدفاع، ليصبح بذلك وزير الدفاع الأصغر سناً في العالم.

كما يتضمن الفيلم الوثائقي القصير شهادات مكثفة وقصصاً من ذاكرة 4 أشخاص تعرفوا من كثب على جوانب من شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال المعايشة المباشرة، وتأمل مواقفه، وسلامة فطرته والسمات القيادية، وشغفه بالمعرفة وقدرته على التعامل مع الآخرين والتأقلم مع قسوة الظروف، وموهبته الطبيعية، وحزمه في اتخاذ القرار الحاسم في التوقيت المثالي، والتعبير عن نفسه بطريقة خاصة ومحببة.

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد يصدر قراراً بإنشاء السجل المُوحد لسكان إمارة دبي رئيس الدولة والرئيس القبرصي يبحثان علاقات التعاون والتطورات الإقليمية

ويستضيف الفيلم الكولونيل شيتويند ستيبلتون الذي كان يشرف على التدريبات العسكرية للمنتسبين في كلية مونز، والرائد ديفيد بروكس الضابط السابق في الكلية وأحد الذين عاصروا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال فترة تدريبه، وريديان فوغان المؤرخ العسكري الحائز وسام الإمبراطورية البريطانية، ومارك أغار اللذين زاملا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الدفعة ذاتها. ويركز الفيلم من خلال الشهادات الأربع، على السمات القيادية التي تميز بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي صقلتها التنشئة المبكرة على يدي المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، ما مكنه من اجتياز التدريبات القاسية للغاية في كلية مونز، وانتزاع المراكز الأولى في جميع المهام التي أوكلت لسموه بطريقة أبهرت مسؤولي الكلية العسكرية البريطانية، ليدركوا سريعاً أنهم يتعاملون مع شخص مختلف عما عهدوه، إذ كان سموه نموذجاً فريداً في العزيمة وجرأة المبادرة، وتحدي الصعاب، والانفتاح على الآراء المختلفة وفن الإنصات للآخرين، وهي الخصال القيادية التي لازمت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منذ نعومة أظفاره، وأنبأت عن قائد ورجل دولة عظيم في مقبل الأيام.

ويروي الفيلم أن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، لم يلق بالاً لكل ما قيل له عن القواعد الصارمة في كلية مونز العسكرية ومشقة التدريب الذي يتلقاه الضباط في الكلية، وتشبيه الالتحاق بها بدخول السجن، والتزامها القاطع بعدم التمييز بين منتسب وآخر، وعدم التهاون مع أي متدرب مهما كان لقبه ومكانته ونسبه، وأن الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله، علق على الأمر بضحكة وإيماءة خاصة واثقة، لمعرفته اليقينية بالإمكانات التي يمتلكها نجله الشاب، وخططه بعيدة المدى لتطوير ذاته وصناعة مستقبل جديد لوطنه.

يذكر الفيلم على لسان المتحدثين الأربعة، أن التدريبات البدنية القاسية التي استمرت لستة أشهر، خلفت قروحاً وبثوراً على أجساد المنتسبين للكلية، وكان يتوجب عليهم التعامل معها وتناسي الألم، وهو ما اجتازه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بامتياز، لتمتعه بإرادة لا تلين وإحساس عميق بالمسؤولية، ووضوح في الرؤى والأهداف.

ويكشف الفيلم عن مشقات لا توصف واجهها المنتسبون إلى كلية مونز، ومنها ترك 400 متدرب وسط جبال بريكون بيكونز البريطانية، ثم إرسال 100 لملاحقتهم والقبض عليهم، وقد أخفق معظم المتدربين في الاختبار، ولم ينج من فرقة الملاحقة سوى 16 متدرباً، كان من بينهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو يقود إحدى الفصيلتين العائدتين إلى الكلية، ويروي المتحدثون في الفيلم أن هذه الحادثة كانت كاشفة عن مدى اختلاف سموه عن بقية المنتسبين، وامتلاكه زمام القيادة والجاذبية الخاصة للتأثير في الآخرين، ومنحهم القوة والثقة بالنفس.

كما يسلط الفيلم الوثائقي من خلال شهادات من عاصروا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلية مونز عن مفاجآت كان سموه يذهل بها متابعيه كل يوم: براعته المدهشة في الرماية، وفروسيته، وقدرته على إصدار الأوامر وفق متطلبات الظروف، ومساعدة الزملاء، والعمل بروح الفريق الواحد، والجرأة في اقتحام الخطر. ويجتهد المتحدثون في الفيلم لتقصي الصفات القيادية التي تميز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتتواتر في شهاداتهم أوصاف القوة والعزم والجرأة وعدم الاستسلام وإرادة الفوز، وهم يعلمون أنها مهمة شاقة لصعوبة النفاذ إلى جوهر شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أو وضعها في إطار محدد على مألوف الباحثين والمؤرخين وكُتَّاب سِير القادة.. لأنه ببساطة: محمد بن راشد.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • المصري يؤدي مرانه الأول بمدينة بنغازي استعدادًا لمواجهة الهلال الليبي
  • التمييز تصادق على قرار منع محامية من مزاولة مهنة المحاماة
  • بعد الموافقة على الإجراءات الجنائية.. تشريعية النواب: لن نسمح بالتلاعب بحرية الرأي
  • فيلم وثائقي يضيء على فترة تدريب محمد بن راشد بكلية مونز العسكرية
  • أستاذ تمويل: مخاطبة الرأي العام لا يترك فرصة للشائعات
  • فيلم وثائقي يضيء على جوانب من فترة تدريب محمد بن راشد في كلية مونز
  • أستاذ تمويل: مكاشفة الرأي العام بالمشكلات والحلول لا يترك فرصة للشائعات
  • «الأعلى للإعلام» يفتتح دورة تدريب الصحفيين الأفارقة بمشاركة كوادر من 16 دولة أفريقية
  • استشارى صحة نفسية: المراهقون لديهم "اكتئاب مبتسم" بسبب السوشيال ميديا
  • «مصر للمعلوماتية» تختتم برنامج تدريب الطلاب الصيفي لربطهم بسوق العمل