واحدة من أقدم عصارات الزيتون ليس فى قنا فحسب بل على مستوى الجمهورية هنا فى مدينة قوص، جنوب محافظة قنا، تقع معصرة العم يونس زراع، لاستخلاص الزيوت الطبيعية، وتعد إحدى القلاع التاريخية التى تفتخر بها مدينة قوص، وذلك على رغم وجودها فى منطقة الشعبية بأحد الشوارع الجانبية، والوصول إليها ليس سهلاً، بسبب شوارع المنطقة غير الممهدة، إلا أن شهرتها لدى الكبير والصغير جعلتها مقصدًا للجميع، فإذا أردت الذهاب إليها تجد الكثير من أبناء المركز يعرف مكانها بالتحديد ليقودك إليها دون تفكير لكثرة زوارها وروادها من فنانين مصريين.

 

 عند وصولك لمكان المعصرة ترى مبنى قديمًا متهالكًا تخطى عمره أكثر من 200 عام، وعند دخولك المبنى تجد التاريخ يتحدث عن نفسه بأحجار الجرانيت القديمة التى تستخدم فى عصر البذور، وبالطوب اللبن المعرش، إضافة إلى المكابس والأدوات البدائية البسيطة، فلا وجود للمكن أو للكهرباء أو المواتير فكل شئ بدائى حتى "البقر"، وهو وسيلة تشغيل المعصرة التى أنشئت فى البداية لإنتاج الزيوت، ومازالت موجودة حتى الآن، وحبة البركة، والقرطم، الخس، والزيتون، والسمسم، كلها أشياء يتم عصرها، ومع تطور صناعة زيوت الطعام إلى معصرة لإنتاج الزيوت العلاجية التى تعتمد على حبة البركة، لتصبح علاجًا طبيًا، يقصده الكثير من المرضى للبحث عن زيوت علاج لأمراض كثيرة.      

 يسرد "الحاج محمد يونس"، أحد أحفاد الشيخ يونس، "للوفد" تاريخها، قائلًا إن المعصرة تأسست منذ ما يقرب من أكثر من 200 عام، فهى موجودة منذ القدم، وشاهدة على قرنين من الزمان وأكثر، فهو موجود بالمعصرة بجلبابه الصعيدى البلدى فى المبنى العريق يصنع ويبيع الزيوت والعطور، قائلًا: "إن بقاء المعصرة ليس مجرد منافسة أو تحقيق مكاسب تجارية، بل أصبحت نوعًا من التراث العريق الذى يجب الحفاظ عليه، خوفًا من الاندثار، لأنها لاتقدر بثمن، وهى شاهدة على قرنين  من الزمان ورثتها عن أبائى وأجدادى، وسأورثها لأحفادى وأحفاد أحفادى .    

 ورفض "محمد" إدخال أى تحديثات أو أعمال تطوير على المعصرة، لأن التطوير سيكون بمثابة القضاء على تاريخها ومكانته، على حد قوله.      

  وأضاف" يونس"، أن الشهرة التى حظيت بها المعصرة لم تكن فى الفترة الأخيرة فقط، بل حظيت بها منذ فترة طويلة، فقد قام الإنجليز فى أوائل القرن العشرين، أثناء احتلالهم لمصر، بعمل فيلم تسجيلى عن المعصرة رصدوا من خلاله مراحل العمل بها وطريقة استخلاص الزيوت للوصول إلى سر الجودة التى تخرج بها منتجات المعصرة، وفى الفترة الأخيرة قامت الكثير من الجهات البحثية والإعلامية بعمل دراسات حول المعصرة وأفلام تسجيلية.     

  أما عن مراحل تصنيع واستخلاص الزيوت فيتحدث الحاج يونس، أنها تتم على مرحلتين فقط، هما: الأولى وهى هرس وطحن البذور داخل حجر جرايتنى ضخم تقوم بتحريكه "بقرة" يتم ربطها بعرق مشى.        

أما الثانية فتتمثل فى عملية كبس، التى تستغرق 24 ساعة، يتم الضغط على البذور لاستخلاص ما بها من زيوت بطريقة "التنقيط"، ويتم تعبئته داخل زجاجات لبيعها للمواطنين، مضيفًا أن أسعار الزيوت رخيصة جدًا رغم جودتها العالية وسعرها يعد موحدًا لكل المصريين.      

  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزيوت الطبيعية السمسم مدينة قوص زيوت الطعام الزيوت محافظة قنا عصر الزيت قنا الزيتون التاريخ

إقرأ أيضاً:

اكتشاف أقدم أداة موسيقيّة (الصنج) من النحاس في سلطنة عُمان

"العُمانية" اكتشف قسم الآثار في جامعة السُّلطان قابوس وبإشراف من وزارة التراث والسياحة أثناء أعمال التنقيب الأثري في موقع /دهوى 7/ الذي يقع على أطراف وادي السخن بولاية صحم في محافظة شمال الباطنة زوجًا من الصنجات المكتملة والمصنوعة من النحاس (الصنج هو أداة موسيقية نحاسية).

وقد دلت الشواهد الأثرية المنتشرة بكثافة على السطح على أن الموقع يمثل إحدى مستوطنات ثقافة محلية ازدهرت في المنطقة خلال الفترة الواقعة بين 2700-2000 قبل الميلاد، وبعد انقضاء أكثر من 4000 سنة خلت على طمرها واخفائها من قبل السكان الأوائل في شبه الجزيرة العُمانية، كشفت أعمال التنقيبات الأثرية عنها لأول مرة، وكشفت عن أسرار ثقافية ومعتقدات دينية طواها الزمان لآلاف السنين.

ونقبت البعثة الأثرية من قسم الآثار في عدد من مباني المستوطنة لتؤكد النتائج على أن الموقع كان مزدهرًا جدًا، وأن سكانه اعتمدوا بشكلٍ كبير في اقتصادهم المعيشي على تعدين النحاس، إضافةً إلى الزراعة، خاصةً النخيل، وتربية الماشية، وقد دلت الكميات الكبيرة جدًا من الفخار المستورد من بلاد السند، الذي عثر عليه داخل المستوطنة على أن سكان الموقع كانت تربطهم علاقات تجارية وثيقة مع حضارة "هارابا" التي كانت مزدهرة هناك.

ومن ضمن المباني الأربعة التي تم التنقيب بها في الموقع كان هناك مبنى صغير منعزل، يتربع على قمة هضبة مرتفعة ومطلة على باقي مباني المستوطنة الواقعة في المنطقة السلفية من المستوطنة.

وكشفت التنقيبات الأثرية عن المخطط العام للمبنى، الذي يتكون من غرفة مستطيلة الشكل لها مدخل صغير في جدارها الشرقي يتم الوصول له عبر عتبة مستطيلة تمتد على طول الجدار الشرقي للمبنى، وقد عثر داخل المبنى على مجموعة من المرافق المعمارية، أهمها طاولة حجرية صغيرة، تقع مقابل المدخل مبنية من حجارة رقيقة، قطعت بعناية، مغطاة بطبقة من البلاستر صفراء اللون.

وتشير المرفقات المعمارية إلى أن المبنى استعمل مبنى دينيًّا وهو يعد أحد أقدم المعابد المكتشفة حتى الآن، وقد دلت التنقيبات الأثرية أن المبنى شهد مرحلتين رئيسيتين من الاستخدام: مرحلة مبكرة وأخرى متأخرة، فبعد فترة من الاستخدام تم عمل أرضية جديدة للمبنى وضعت تحتها طبقة من الطين.

وتعد الصنجات التي عثر عليها في هذا المعبد الأقدم على الإطلاق على مستوى شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام في حين عثر على أدلة مشابهة لها، وربما مزامنة لها في مدينة موهنجدارو في وادي السند، باكستان حالياً، تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد وهناك أيضا أدلة تشير إلى استخدام الصنجات في الحضارة السومرية في مدينة أور في جنوب بلاد الرافدين.

كما تشير الأدلة الأثرية إلى أن تقاليد استخدم الصنجات كآلة موسيقية كانت مرتبطة بشكلٍ رئيس بالطقوس الدينية، إذ كانت تستخدم في الترانيم الخاصة التي تقام أثناء ممارسة الطقوس المختلفة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وهذا مؤشرٌ على أن المجتمعات التي عاشت في سلطنة عُمان كانت تربطها علاقات وثيقة مع الحضارات الكبيرة ليس فقط على المستوى التجاري وإنما على المستوى الديني والفكري. وقد أكدت نتائج التحليل الجيوكيميائي للصنجات من موقع /دهوى/على أنها مصنوعة من نحاس محلي ربما جلب من منطقة بالقرب من مسقط، ويعد هذا الاكتشاف مهمًا ليس فقط بسبب ندرة هذه القطع الأثرية، بل أيضًا بسبب المعلومات التي تقدمها عن التأثيرات الثقافية والتفاعلات التي كانت موجودة بين الحضارات البعيدة.

يذكر أنه تم نشر نتائج هذا الاكتشاف حديثا في مجلة انتيكويتي (Antiquity) في المملكة المتحدة، حيث لاقى هذا الاكتشاف اهتماما كبيرا من المجلات العلمية العالمية.

مقالات مشابهة

  • خلافات على أولوية تجميع الزيوت المستهلكة| تفاصيل حبس طرفي مشاجرة بمنطقة الهرم
  • ضبط أطراف مشاجرة بالأسلحة البيضاء في الجيزة.. والكشف عن مخزن زيوت فاسدة
  • ضبط المتهمين بالتشاجر بسبب زيوت مستعملة فى الجيزة
  • بسبب الزيوت المستعملة.. ضبط طرفي مشاجرة بالأسلحة البيضاء بالجيزة
  • اكتشاف أقدم أداة موسيقيّة (الصنج) من النحاس في سلطنة عُمان
  • اكتشاف أقدم أداة موسيقية من النحاس في سلطنة عُمان
  • تأجيل محاكمة عاطلين بتهمة التزوير بالمرج
  • «ذبابة مدمرة» تُعرض تجارة الماشية بين أمريكا والمكسيك للخطر
  • لشكه في سلوكها.. مسن ينهي حياة زوجته السبعينية داخل منزلها ببورسعيد
  • شك في سلوكها.. مسن ينهي حياة زوجته السبعينية ببورسعيد