فتور في علاقةالتقدمي والقوات يسعيان لاستيعابه
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": تطغى حالة من الفتور على العلاقة بين حزبي «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي»، أدت إلى انقطاع التواصل بينهما، واستعيض عنه باتصال بين النائبين وائل أبو فاعور وملحم رياشي، انتهى إلى وقف تبادل الحملات الإعلامية والسياسية التي بلغت ذروتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دون أن ترتد سلباً على مصالحة الجبل، كونهما يصران على تحصينها وتوفير الحماية السياسية لها.
فتور العلاقة بين الحزبين لم يظهر للعلن وبقي صامتاً، إلى حين تعمّق الخلاف بينهما في مقاربتهما للتداعيات السياسية والأمنية المترتبة على اشتعال الوضع في جنوب لبنان، في ضوء القرار الذي اتخذه «حزب الله» بإسناده لحركة «حماس» في قطاع غزة.. ويؤكد مصدر في «التقدمي» أنه يحق لرئيسه السابق وليد جنبلاط أن يحتفظ لنفسه بمساحة سياسية في مقاربته للقضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل
دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يحق لأي طرف التصرف مع جنبلاط وكأنه ملحق بسياسته بخلاف قناعاته، برغم أنه كان أول من نصح «حزب الله» بعدم توفير الذرائع لإسرائيل لاستدراجه نحو توسعة الحرب في جنوب لبنان، وبضرورة التنسيق مع الحكومة بكل ما يتعلق بالجهود لإعادة التهدئة إلى جنوب لبنان.
ويلفت المصدر إلى أن «التقدمي» تجنّب الدخول في سجال مع الحزب بعد أن قرر مساندة «حماس» طالما أنه يتصدى للعدو الإسرائيلي، برغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، ويقول إنه لا يزال في ربط نزاع معه من موقع الاختلاف في مقاربتهما للملف الداخلي، من دون الانجرار إلى صدام يؤدي إلى تطييف الخلاف أو الدخول في رهانات تؤدي إلى تعميق الهوة بين اللبنانيين. ويعترف المصدر أن دعوة بري للحوار والتشاور شكّلت مادة خلافية مع المعارضة، وإن كان «التقدمي» ليس مع الحوار بمن حضر، وهذا ما أجمع هو وبري عليه لتفادي تكرار ما حصل عندما قررت الحركة الوطنية، فور اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، عزل حزب «الكتائب» الذي أكسبه تأييداً مسيحياً غير مسبوق.
ويؤكد أن «التقدمي» يحرص على استحالة انتخاب رئيس من دون أن يقترن بتأييد أحد أبرز المكوّنات في الشارع المسيحي، أي «القوات» و«التيار الوطني الحر»، ويقول إن بري يشاركه في الرأي، ويؤكد أن تأييده للحوار أمر لا بد منه لأن هناك صعوبة بانتخاب الرئيس من دون التوصل إلى تسوية معه بغياب التواصل بين المعارضة و«حزب الله». ويؤيد «التقدمي»، بحسب المصدر، الحوار بلا شروط، ولا يمكن الطلب من بري أن يسحب تأييد ترشيحه للنائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة كشرط للتشاور، ويقول إن ما يهمه، أي بري، انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، ويسأل: من قال إنه يقفل الباب أمام التوصل إلى تسوية رئاسية؟ مضيفاً: علينا أن نجرّبه بدعوته للحوار للتأكد مما إذا كان يقفل الأبواب في وجه مثل هذه التسوية.ويضيف أن «التقدمي» يتموضع حالياً في الوسط، وأن «اللقاء الديمقراطي» برئاسة تيمور وليد جنبلاط، كان ولا يزال مع انتخاب رئيس يكون على مسافة واحدة من الجميع، وأن ما يشاع عن استعداده للانقلاب على موقفه يأتي في سياق «الحرتقات» في محاولة للتأليب عليه من قبل المعارضة، وأن هناك ضرورة لتبيان موقفه ووالده للعودة إلى ما أبلغه لسفراء اللجنة «الخماسية» أنه لا تسوية رئاسية بلا ترجيح للخيار الرئاسي الثالث على غيره من الخيارات.
ويستحضر المصدر نفسه ما آلت إليه اجتماعات «اللقاء الديمقراطي» برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ويقول: لم نتفق معه على تشكيل قوة نيابية وسطية تضمه وكتلة «الاعتدال» النيابي، نظراً لأننا الأقدر على التواصل مع الجميع، وكنا طرحنا مبادرة أساسها الدعوة للتوافق على تسوية رئاسية، وهذا ما يجمعنا مع كتلة «الاعتدال» التي لم تظهر حماسة حيال ما طرحه عليها، ويؤكد أنه لا مجال لانتخاب الرئيس إلا بالتوافق على تسوية.
بدوره، لا ينفي المصدر البارز في «القوات» وجود تباين مع «التقدمي»، وهذا أمر طبيعي بين حزبين، لكنه لم يصل إلى حد الخلاف في العمق الذي يستعجل الطلاق السياسي بينهما، برغم أن بعض الجهات تتعمد الدخول على خط التباين، لأنه لا مصلحة لها في تقاطعهما على عدد من القضايا المطروحة، وأبرزها رئاسة الجمهورية، بترجيحهما الخيار الرئاسي الثالث، ويعترف بأن دعوة بري للحوار واحدة من نقاط التباين، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات» تقدمت بالأسباب الموجبة لرفضها الدعوة، كونها تشكل خرقاً للدستور وسابقة يمكن أن تتكرر مع أي استحقاق رئاسي أو حكومي من دون أن تتنكر لدوره في التوصل إلى تسوية رئاسية.ويلفت المصدر إلى عدم وجود خلاف مع «التقدمي» في «مقاربتنا لانتخاب الرئيس»، ويقول إننا «اتفقنا على دعم ترشيح النائب ميشال معوض، وأيدناه في أكثر من جلسة انتخابية، ثم تقاطعنا وإياه بالتفاهم مع «التيار الوطني الحر» على ترجيح الوزير السابق جهاد أزعور الذي أدرج وليد جنبلاط اسمه إلى جانب قائد الجيش العماد جوزف عون والنائب السابق صلاح حنين، وقوبل ترشيحه
برفض من محور الممانعة الذي لا يزال يتمسك بفرنجية. ويؤكد أن «ما يجمعنا أيضاً عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، ونتمسك بتقاطعنا على ترشيح أزعور إلى أن يتم التوصل إلى تسوية رئاسية»، ويقول إن «مساندة (حزب الله) لغزة أوجدت حالة من التباين، ولكل منا أدبياته في التعبير عن موقفه، لكن ما يجمعنا تأييدنا لجنبلاط الذي كان السبّاق بالدعوة للتمسك باتفاقية الهدنة وضرورة تنفيذ كل مندرجاتها كأساس لعودة الهدوء إلى الجنوب، كما نلتزم وإياه بتطبيق القرار 1701». ويجزم المصدر أنه لا علاقة لـ«القوات» بالحملة التي استهدفت جنبلاط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و«نحن نلتزم بالتهدئة لأن ما يجمعنا يدعونا للحفاظ عليه من موقع التباين حول الحوار، وفي مقاربتنا للوضع في الجنوب وربطه بغزة بقرار منفرد من (حزب الله)»، نافياً اتهام «القوات» بالرهان على ما ستؤول إليه المواجهة المشتعلة جنوباً، مبدياً تفهمه لمواقف جنبلاط من الجنوب. ويؤكد أن «ما يعنينا أن تبقى قنوات التواصل والعلاقة قائمة مع (التقدمي) ولا تعكرها التباينات ولا التشويش عليها من هنا وهناك»، ويقول إن هناك ضرورة للحزبين للحفاظ على المساحات السياسية المشتركة التي أوجدتها انتفاضة «ثورة الأرز» في 14 آذار بإعطاء الأولوية لمشروع الدولة، وللبنان أولاً، للوصول إلى ما هو منشود لإعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية، ليكون في وسعنا الانتقال به تدريجياً إلى مرحلة التعافي من الأزمات المتراكمة التي يتخبط فيها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التوصل إلى تسویة تسویة رئاسیة حزب الله ویؤکد أن ویقول إن أنه لا من دون
إقرأ أيضاً:
كييف وموسكو تتبادلان الهجمات والقوات الأوكرانية تتراجع في كورسك
تبادلت كييف وموسكو هجمات جديدة واسعة بالمسيّرات والصواريخ، في حين أقرت أوكرانيا بخسارة نحو نصف الأراضي التي سيطرت عليها قبل أشهر في مقاطعة كورسك غربي روسيا.
فقد قال الجيش الأوكراني إن الدفاعات الجوية أسقطت 50 من 73 طائرة مسيرة روسية أُطلقت على أهداف مختلفة في البلاد.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات في كييف وضواحيها بعد الهجوم الجديد بالمسيّرات الانقضاضية.
وكانت مصادر أوكرانية قالت إن 40 مسيرة روسية هاجمت كييف ومناطق أخرى شرق البلاد ووسطها في وقت متأخر من مساء السبت.
وبعد الهجوم الجوي الروسي الجديد، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس الأحد شركاء أوكرانيا الغربيين بتوفير نظام دفاع جوي قادر على حماية أوكرانيا.
جندي أوكراني يطلق قذائف هاون باتجاه مواقع روسية قرب مدينة تشاسيف يار في دونيتسك شرقي أوكرانيا (الأوروبية) قصف وتراجعفي المقابل، أعلن حاكم مقاطعة كورسك الروسية أليكسي سميرنوف أن الدفاعات الجوية أسقطت 7 صواريخ و7 مسيّرات أطلقتها القوات الأوكرانية باتجاه المقاطعة الليلة الماضية.
وكان سميرنوف أعلن قبل ذلك إسقاط صاروخين و27 مسيّرة أوكرانية مساء السبت.
من جهته، قال المحلل العسكري الموالي لروسيا رومان أليوخين عبر تطبيق تليغرام إن كورسك تعرضت الليلة الماضية لهجوم واسع بصواريخ أجنبية.
وبعد حصولها على ضوء أخضر من واشنطن ولندن، استخدمت كييف في الأيام القليلة الماضية صواريخ بعيدة المدى لضرب مواقع في العمق الروسي.
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مصدر في هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الأوكرانية خسرت 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في كورسك بعد أن توغلت فيها مطلع أغسطس/آب الماضي.
وقال المصدر الأوكراني للوكالة إن قوات بلاده سيطرت في المجمل على 1376 كيلومترا مربعا في كورسك ولكن المساحة تقلصت بسبب تصاعد الهجمات الروسية المضادة.
JUST IN: ???????????????? Russian forces capture a British mercenary in Russia's Kursk region. pic.twitter.com/aWZDMqQABu
— BRICS Update (@BRICSNWS) November 24, 2024
"مرتزق" بريطانيعلى صعيد آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر أمني أن القوات الروسية اعتقلت "مرتزقا" بريطانيا يقاتل مع الجيش الأوكراني في مقاطعة كورسك الروسية.
وقال المصدر في تصريحات نشرت أمس الأحد إن الشخص المعتقل يسمي نفسه جيمس سكوت ريس أندرسون، وهو يقوم الآن بتقديم أدلة، بحسب تعبيره.
وفي مقطع مصور نُشر على قنوات تليغرام روسية مؤيدة للحرب على أوكرانيا، يظهر شاب ملتح يرتدي ملابس عسكرية ويداه مقيدتان على ما يبدو من الخلف، بينما يقول باللغة الإنجليزية إن اسمه جيمس سكوت ريس أندرسون وإنه خدم سابقا في الجيش البريطاني.
ويقاتل متطوعون أجانب مع القوات الأوكرانية، وقد قتل وأسر عدد منهم شرقي أوكرانيا.
وبدأت روسيا حربا على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022، ومذ ذاك سيطرت روسيا على المزيد من الأراضي شرقي وجنوبي أوكرانيا، وخلفت الحرب مئات آلاف القتلى من الجانبين.