ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنه في ظل دعوات متكررة من الجمهوريين إلى مرشحهم للرئاسة دونالد ترامب لتعديل أسلوبه والتركيز على السياسات بدلا من الحديث عن أحجام الجماهير والهجمات الشخصية، إلا أن ترامب يواصل تجاهل هذه النصائح.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن كيلاني كونواي، مديرة حملة ترامب السابقة، قدمت وصفة لنجاح الحملة في 2024، قائلة إنه يجب تقليل الإهانات وزيادة الرؤى والتمييز في السياسات.

وبدوره، أكد مستشار ترامب السابق بيتر نافارو أن الهجمات الشخصية على نائبة الرئيس الأمريكي الحالية كامالا هاريس تزيد من دعمها بين الناخبين المتأرجحين، خاصة النساء.

وفي تجمع حاشد في آشفيل، نورث كارولينا، واصل ترامب توجيه الشتائم إلى هاريس، واصفا إياها بـ "المجنونة" و"الغبية"، وساخرا من ضحكتها. ورغم أن الحدث كان مخصصا للحديث عن السياسة الاقتصادية، أوضح ترامب أنه ليس الموضوع المفضل لديه، وأشار إلى أنه يفضل العودة إلى مواضيع أخرى.

وقالت الصحيفة أنه في حين يتسابق حلفاء ترامب على وسائل الإعلام مثل فوكس نيوز، يدعون ترامب لتغيير أسلوبه والتركيز على السياسات، يرفض ترامب الاستجابة، ويواصل التركيز على أحجام الجماهير وهجماته الشخصية. وقد فشلت جهود الجمهوريين لتوجيهه نحو سياسة واضحة ومحددة.

وتشير التصريحات الأخيرة إلى أن ترامب لا يعتزم تغيير نهجه، حتى مع الدعوات المستمرة من شخصيات مثل نكي هايلي وفيفيك راماسوامي وكيفين مكارثي للتركيز على السياسات وليس على القضايا الجانبية. يبقى أن ترامب يواصل التركيز على هجومه على هاريس، مع مزيد من الهجمات على حاكم جورجيا براين كيمب، ويظهر اهتماما أكبر بانتقاد الرئيس جو بايدن بدلا من تقديم سياسات محددة.

وقالت نكي هايلي، منافسة ترامب السابقة في الانتخابات التمهيدية، إن ترامب "لن يفوز" بالتحدث عن أمور مثل أحجام الجماهير أو عرق هاريس وذكائها. كما دعا منافس ترامب السابق في الانتخابات التمهيدية، فيفيك راماسوامي، إلى إعادة الضبط وزيادة التركيز على السياسة.

كما حث رئيس مجلس النواب السابق كيفين مكارثي (من كاليفورنيا) ترامب على "التوقف عن التساؤل عن حجم حشودها" والتركيز على سجل هاريس.وقال مقدم البرامج في فوكس نيوز شون هانيتي إننا "لا نملك الوقت" لهجمات ترامب على حاكم جورجيا براين كيمب، فيما اعتبرت زميلته السابقة في القناة ميجان كيلي أن تركيز ترامب على أحجام الحشود:"سخيف جدا.. فقط ركز على الحدود".

ولم يكرر ترامب ادعاءه السخيف يوم الأحد بأن حشود هاريس في ديترويت كانت "مدعومة بالذكاء الاصطناعي" أوأنه "لم يكن هناك أحد." ولكن عبر منصة إكس يوم الاثنين وفي حديثه إلى الصحفيين يوم الأربعاء، أبرز أحجام جماهيره الخاصة.وقال ترامب يوم الأربعاء: "لدينا أكبر الحشود على الإطلاق في تاريخ السياسة، لدينا حشود لم يرها أحد من قبل.. ونستمر في الحصول على ذلك".

واستمر ترامب في مهاجمة كيمب، رغم دعوة العديد في حزبه إلى تهدئة الصراع مع حاكم ولاية حيوية.كما أنه رغم مخاوف الجمهوريين من هجومه السابق على عرق هاريس، أعاد ترامب تأكيد هذا الهجوم في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي.

ورغم أن العديد من الجمهوريين وحلفاء ترامب قد دعوه للتركيز بشكل أكثر دقة على سجل هاريس، إلا ان ترامب تحدث عموما فقط بعبارات عامة عن كيف أن هاريس سيئة، دون التركيز على سياسات محددة في سجل هاريس— بما في ذلك السياسات الليبرالية التي اتخذتها خلال حملتها الرئاسية لعام 2020.

وفي الواقع، يبدو أن ترامب غالبا ما يكون أكثر تركيزا على خصمه السابق، الرئيس جو بايدن، بدلا من هاريس. يظهر نص حدث ترامب على "إكس" يوم الاثنين أنه ذكر بايدن بالاسم 21 مرة وهاريس بالاسم 8 مرات فقط.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن، تجاهلت حملة ترامب الدعوات لتغيير النهج. لم يرد مستشارو ترامب الرئيسيون على انتقادات هايلي بشكل مباشر عندما طلب منهم ذلك. ولكنهم اقترحوا أن المشكلة تكمن أكثر في وسائل الإعلام التي لا تغطيها عندما يتحدث ترامب عن السياسة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه المرشح الجمهوري على منصب نائب الرئيس جي دي فانس أكثر تحديا يوم الأربعاء، وقال فانس للصحفيين:"لأولئك الذين يقولون إن دونالد ترامب يجب أن يفعل شيئا مختلفا، كان لديهم فرصة لجعل دونالد ترامب يفعل شيئا مختلفا من خلال تحديه في ثلاث انتخابات تمهيدية منفصلة — وكل واحدة منها فاز بها، لذلك أعتقد أن دونالد ترامب قد كسب الحق في أن يدير الحملة بالطريقة التي يريدها".

أصر فانس على أنه هو وترامب يتحدثون عن السياسة، ولكنه أضاف "نفضل رئيس أمريكي يكون كما هو".

وأشرت الصحيفة إلى أن تجاهل ترامب لهذه الدعوات يعكس عدم قدرته أو عدم استعداده لتعديل نهجه، مما يثير قلقا متزايدا بشأن حملة 2024. والجمهوريون، رغم اعترافهم بتحديات هذا الأسلوب، قرروا على ما يبدو الاستمرار في دعمه كما هو، مما قد يكون له تأثيرات سلبية على الحملة.

اقرأ أيضاًترامب: بمجرد فوزي في الانتخابات سأقوم بتخفيض الأسعار بسرعة

ترامب: فوز كامالا هاريس بالانتخابات الأمريكية يعني أن الولايات المتحدة قد انتهت

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجمهوريون ترامب مستشار ترامب السابق واشنطن بوست دونالد ترامب ترامب السابق الترکیز على ترامب على أن ترامب إلى أن

إقرأ أيضاً:

السياسة الأمريكية الجديدة

تعتبر دراسة تاريخ الامبراطوريات أمرا هاما لاستنباط الجانب الأكبر من التوجهات المنتظرة للسياسة الأمريكية خاصة في عهد ترامب.
الرئيس ترامب أتى من خارج منظومة الدولة الأمريكية العميقة، متمردا على أسسها وأدبياتها، لا يتفق مع الإدارة الأمريكية السابقة سوى في التأييد الأعمى لإسرائيل وإن كان دعم الإدارة الأمريكية السابقة لإسرائيل غير مسبوق في التاريخ الأمريكي. 
ان دراسة التاريخ نستنبط منها أنه لا توجد دولة حاربت العالم وانتصرت حتى لو كانت حربا اقتصادية، فلا توجد دولة مهما أوتيت من القوة تستطيع أن تحارب العالم.
حاولت الدولة الرومانية في الأزمنة القديمة ورغم توسعاتها لم تنجح، حاول المغول ذلك في القرون الوسطى وفشلوا، حاول نابليون ذلك في القرن التاسع عشر وفشل، حاول الانجليز وبنوا امبراطورية لا تغرب عنها الشمس ولم يستطيعوا تجاوز روسيا في أوروبا والهند في آسيا شرقا.
تعتبر مراكز الدراسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة الأمريكية مصدرا هاما لتخطيط السياسات الأمريكية لعقود قادمة، وهي غالبا ما تكون تحت سيطرة اللوبي الصهيوني، تمرد الرئيس ترامب على دراساتها وتوصياتها الا فيما يخص مخططات إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
أعلن الرئيس الأمريكي عن اعتزامه ضم جزيرة جرينلاند وفرض عقوبات اقتصادية على كندا لضمها الى الولايات المتحدة الأمريكية وإلغاء المساعدات الخارجية والانسحاب من اتفاقية المناخ وإلزام أوروبا بزيادة انفاقها الدفاعي والضغط على المملكة العربية السعودية لخفض أسعار البترول وفي نفس الوقت استثمار مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة الأمريكية وزاد على ذلك بأن دخل المملكة من الحج له نسبة منه لأن الله رب الجميع ! ، وتغيير اسم خليج المكسيك الى خليج الولايات المتحدة الأمريكية وترحيل سكان قطاع غزة الى مصر والأردن!.
في هذه القرارات ازدراء بالمراكز البحثية التي تمد الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالخطط الواجب تنفيذها في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد، لقد أطلق اسم (الإدارة الأمريكية) على مؤسسة الرئاسة نظرا لأنها عنصر تنفيذ للسياسات وليست أداة تخطيط ولأنها تبني خططها على معطيات معقدة تدرس بواسطة خبراء متخصصين في مراكز دراسات استراتيجية، لكن ما يصدر عن الرئيس ترامب لا يدل على أي دراسة مسبقة أو خطط وضعها خبراء متخصصين، زاد على ذلك باعتزامه فرض رسوم على الدول التي لها فائض تجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية.
بالإضافة الى إغضاب أقرب حلفائه (إلون ماسك) عندما أعلن عن اعتزامه استثمار مئات المليارات من الدولارات في الذكاء الاصطناعي، مما جعل الأخير يرد عليه علنا وبشكل غير مرضي.
هذه السياسات بالتأكيد لن يكتب لها النجاح، الرئيس ترامب يغلب عليه طابع التاجر وهو أمر لا يتماشى مع استراتيجيات الدول الكبرى ، فقد تكون هناك مكاسب سياسية واستراتيجية تتجاوز بكثير المكاسب المالية ، فالمملكة العربية السعودية ودول الخليج التي طالما عايرها بأنه لولا الولايات المتحدة الأمريكية لكانت تتكلم الفارسية  ونسي أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون الخاسر الأول لو حدث ذلك لأن ايران ستتحول لدولة كبرى تنفذ مشروعا خاصا بها ومضادا للولايات المتحدة الأمريكية ، وأنه لولا دول الخليج لما كان الدولار هو العملة الرئيسية في العالم، فسياسة ربط بيع البترول بالدولار منذ خمسينات القرن الماضي والتي تعززت بمؤتمر جاميكا بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج عام 1976هي التي كرست تلك السياسة ونتج عن ذلك احتياج الدول الكبرى لتخزين الدولار حيث كان من الممكن أن تشتري البترول بعملاتها ( اليابان – فرنسا – ألمانيا ....) وأصبح الدولار هو العملة التي تتم بها المقاصة في المعاملات الدولية وأصبح الدولار الأمريكي مغطى بإنتاج الدول الأخرى.
الرئيس لا يدرك أن الصين التي تملك أكبر كم من السندات الأمريكية تستطيع اسقاط الدولار حتى لو تأثرت نسبيا وأن المصالح الاقتصادية أصبحت متشابكة بشكل معقد مع باقي دول العالم ومع دول الاتحاد الأوروبي بشكل خاص.  
بعد فترة وجيزة من الذهول الدولي من تصريحات الرئيس ترامب بدأت الدول تتجرأ بالرد العلني على الرئيس الأمريكي ، الأمر الذي كان خطا أحمر في الأزمنة السابقة ، وبدأت الهيبة الأمريكية تتآكل ، رد رئيس الوزراء الكندي على الرئيس ترامب بأنه اذا فرض على صادرات بلاده الى الولايات المتحدة الأمريكية رسوما فعليه أن يستورد البترول من فنزويلا و الصين ، حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2022 وصل الى 908.9 مليار دولار، بلغ العجز 53.5 مليار دولار لصالح كندا ، لكنه نسي أن معظم المنتجات الأمريكية خاصة الصناعية تدخل فيها مكونات كندية ( السيارات، الطائرات ، الأسلحة... ) الأمر الذي سيرفع بالتأكيد من تكلفة المنتج الأمريكي .
قام الرئيس الكولومبي بالرد على الرئيس الأمريكي بإعلانه فرض رسوم على المنتجات الأمريكية وأعلن أنه لا يخشى أن تدبر الولايات المتحدة الأمريكية انقلابا ضده أو أن تغتاله.
ردت رئيسه وزراء الدانمارك بأن جرينلاند جزءا لا يتجزأ من الدانمارك.
ردت مصر والأردن بشكل رسمي وعلني برفض توطين الفلسطينيين في أراضيها، لم يتنبه الرئيس الأمريكي بأن أهالي القطاع في ظل القصف والقتل وهدم المنازل وتدمير المستشفيات بقوا على أراضيهم، فكيف سيقبلون بالترحيل الآن؟.
أما بالنسبة لرفع موازنات الدفاع في الدول الأوروبية فحتى لو وافقت بعض الدول الأوروبية على ذلك فستكون موافقة شكلية، فالحكومات الأوروبية المنتخبة لو رفعت مخصصات الدفاع من 2% الى 5% ستتضرر خطط التنمية ومخصصات التعليم والصحة، الأمر الذي سيطيح بتلك الحكومات، لذلك فلا يمكن أن يتم ذلك بالشكل والنسبة التي يريدها الرئيس الأمريكي، علاوة على أن ذلك سيجعلها أكثر تحررا من الالتزام بالتوافق مع السياسات الأمريكية أو أن تتحالف مع قوى معادية للمصالح الأمريكية ، الأمر الذي لو حدث ستتضرر منه الولايات المتحدة الأمريكية. 
بالإضافة الى ما سبق ، فإن تدمير المنظومة الشكلية للقانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية والتي كانت الولايات المتحدة الأمريكية تستخدمها عند الحاجة واستبدالها بشريعة الغاب سيحول العالم الى غابة كبيرة تسودها الفوضى ولن يصب ذلك في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية على المدى البعيد. 
 

 

 

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: لماذا تعد قناة بنما ذات أهمية استراتيجية
  • «واشنطن بوست»: تجميد ترامب للمساعدات الخارجية يضر بـ«قوتها الناعمة»
  • معبر رفح يستقبل 25 مصابا فلسطينيا من قطاع غزة اليوم
  • «واشنطن بوست»: إسرائيل تبني مواقع عسكرية في جنوب سوريا
  • واشنطن بوست: إسرائيل تبني قواعد عسكرية في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود السورية
  • "واشنطن بوست": القوات الإسرائيلية وضعت نقاط تفتيش وأغلقت العديد من الشوارع بالقنيطرة
  • عاجل: واشنطن بوست: إسرائيل تبني مواقع استيطانية وقواعد في المنطقة منزوعة السلاح بسوريا
  • واشنطن بوست: الإحتلال يبني مواقع استيطانية وقواعد في المنطقة منزوعة السلاح بسوريا
  • السياسة الأمريكية الجديدة
  • النفط يصعد وسط ترقب لرسوم أمريكية محتملة لكنه يتجه لخسارة أسبوعية