يعيش المصريون اليوم أجواء مضطربة الإحساس بالخوف والقلق وعدم الأمان على مصير ومستقبل أبنائهم، فما زال بعبع الثانوية العامة يشكل قلقا وخطورة لكافة الأسر المصرية وأصبحت تلك المشكلات معقدة عن ذى قبل، وصار التلاميذ أسرى وضحايا لكافة أنواع الابتزاز العلمى وأضحوا حقول تجارب لأنماط وأفكار دخيلة على المنظومة التعليمية المعتادة دون دراسة حقيقية، وكالعادة عند ظهور نتيجة الثانوية العامة تحدث مفارقات وتخيب التوقعات فيعم الحزن، ولكن هذا العام ليس كسابقه لظهور نتيجتين، ومنهم من ارتفعت درجاته ومنهم من نزل ترتيبه فأحس المواطنون بعدم المصداقية وفقدان العدالة والتخبط الوزارى وأصبح المشهد أكثر ضبابية وزادت تخوفات المواطنين وخرج وزير التعليم ليطمئن الناس بأن هناك استراتيجية تم تطبيقها على كافة مراحل التعليم وهى ألا تزيد كثافة الفصول فى العام المقبل على ٤٠ طالبا فى الفصل الدراسى وهذا سيعيد انتظام الطلاب فى المدارس وسيساهم فى زيادة التحصيل الدراسى فى المدرسة كما تم تقليص المواد الدراسية على طلاب ثانوى بإلغاء بعض المواد ودمج البعض الآخر وعدم إضافة اللغة الأجنبية الثانية إلى المجموع وكل ذلك سيخفف من الدروس الخصوصية والنظام الجديد يعتمد نتيجة الثانوية العامة على الثلاث سنوات ونأمل أن تكون تلك الخطة أو غيرها من المجلس الأعلى للتعليم وأن تكون مدروسة بعناية فائقة تراعى كافة الأبعاد اللازمة لنجاح المنظومة التعليمية.
والحقيقة أن التعليم موضوع بالغ الأهمية ولا يمكن الحديث فيه بدون بيانات حقيقية ورؤية علمية شاملة وعميقة لكافة أبعاد المنظومة التعليمية وتجارب الدول الأخرى، وبمناسبة التعليم وأهميته وذكرى وفاة سعد زغلول فى ٢٣ أغسطس أود أن أشير إلى أن أعظم عمل لخدمة مصر ومحيطها العربى والإسلامى والحفاظ على الهوية المصرية ما قام به سعد زغلول وهو وزير للمعارف ١٩٠٦ من تعريب التعليم فلقد اتفقت إنجلترا وفرنسا اتفاقا وديا فى ١٩٠٤ على السيطرة على مناهج التعليم وأصبحت كل مدارس التعليم الابتدائى بالإنجليزية وأغلب مدارس التعليم الثانوى كذلك، فأدرك سعد أن البلاد فى خطر شديد وأن الهوية المصرية والعربية فى مهب الريح وأن المستعمر طاب له المقام ولو استمر سنوات قليلة على هذا النهج لاصطبغ المجتمع كله وبالأخص نخبته بالثقافة الإنجليزية، ففور توليه منصب الوزارة ذهب فى مركب إلى صعيد مصر وظل شهرين فى الصعيد يذهب إلى المدارس والكتاتيب ليراهم رأى العين ويعرف أنماط التدريس وطرائقه ووضعية الأماكن ومستوى المدرسين وقرب إليه رجال التعليم المخلصين وعرف مشكلات التعليم ومشاكل المعلمين وضاعف مرتبات المدرسين ثلاثة أضعاف وأدخل الكتاتيب فى المنظومة التعليمية وإنشاء مدرسة القضاء الشرعى وشكل لجنة لتلقى التبرعات لإنشاء أول جامعة أهلية افتتحت ١٩٠٨وهى جامعة القاهرة وقد اعتبر هذه الجامعة معقلًا للثقافة الوطنية، ومركزًا لإعداد الكوادر المصرية القادرة على قيادة البلاد وأوقف الدراسة احتفالا برأس السنة الهجرية وكتب فى مذكراته يجب أن تكون غاية عملى جعل التعليم أهليا، وتعرض سعد لمشكلات عديدة ورفض من المستشار الإنجليزى، ولكن بذكاء سعد استطاع تمرير مشروعه المحورى والأساسى تعريب التعليم فى مصر، والذى كان جزءًا لا يتجزأ من نضاله من أجل استقلال البلاد فلقد أدرك سعد أهمية التعليم الوطنى فى بناء هوية مصرية مستقلة، وتحرير العقول من التبعية الفكرية والثقافية والتصدى لمشروع الهيمنة اللغوية ولا ينسى التاريخ حكمة سعد وفلسفته وخططه ومعاركه فى سبيل استرداد اللغة العربية لمكانتها ودحض مخططات المستعمر للهيمنة الفكرية فولدت زعامة سعد بأنوار الحكمة وكياسة وذكاء السياسى، وتبقى عبارة سعد حين قال «مفيش فايدة» مثالا لليأس والتهكم عند المصريين علما بأن فقدان الأمل واليأس لم يتسلل إلى وجدان سعد فى القضية المصرية وأن سعد قالها لصفية قبل لحظات من وفاته عندما قدمت له الدواء لشعوره بقرب أجله فرفض أخذه وقال «مفيش فايدة».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سعد مفيش فايدة الخوف والقلق الثانوية العامة الأسر المصرية المنظومة التعلیمیة
إقرأ أيضاً:
منال عوض: 131 مليون جنيه إجمالى استثمارات تطوير منظومة المخلفات بجنوب سيناء
قالت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية أنه تم إنشاء والتسليم الابتدائي للمدفن الصحي بمدينة رأس سدر في محافظة جنوب سيناء بتكلفة 60 مليون جنيه ، وذلك في إطار متابعة وزارة التنمية المحلية، لتكليفات رئيس الجمهورية وتوجيهات رئيس مجلس الوزراء بأهمية الإسراع في تنفيذ مشروعات البنية التحتية للمنظومة الجديدة للإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة في مختلف محافظات الجمهورية.
المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفاتوأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى الجهود المبذولة لتطوير المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات بمحافظة جنوب سيناء، حيث يبلغ إجمالي حجم الإستثمارات المُقدمة لتطوير المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات بالمحافظة بلغت 131 مليون جنيه.
وأوضحت أنه تم الانتهاء من تسليم المدافن الصحية الآمنة بمدن (الطور-شرم الشيخ) بتكلفة 56 مليون جنيه ضمن مشروعات البنية التحتية لمنظومة المخلفات بالمحافظة، إضافة إلى تطوير ورفع كفاءة عدد 4 محطات للفرز الأولي بمدن (الطور – نوبيع – رأس سدر – ابو رديس) بتكلفة 15 مليون جنيه.
وأكدت الدكتورة منال عوض استمرار متابعة الوزارة لكافة مشروعات البنية التحتية الجارى إنشائها بجنوب سيناء وباقى محافظات الجمهورية وفقاً للبرامج الزمنية لتنفيذ منظومة المخلفات الصلبة حتى يتم الإنتهاء منها وفقاً لما هو مخطط لإيجاد منظومة متكاملة لإدارة المخلفات الصلبة بكافه المحافظات، وتوطين الصناعة الخاصة بها ،مما يساهم في التخلص الآمن من المخلفات،فضلاً عن رفع كفاءة الجمع والنقل ليشعر المواطن بوجود تحسن ملحوظ في ملف النظافة والحد من معدلات التلوث ، وإعادة الشكل الحضاري والجمالي للمدن.