“ ‏لا أنت بعيد فأنتظرك
ولا أنت قريب فألقاك
ولا أنت لي فيطمئن قلبي
ولا أنا محرومٌ منك لأنساك
أنت في منتصف كل شيء "
محمود درويش

مقدمة

يقول عبد الوهاب مطاوع: “أكبر أخطائنا في حق أنفسنا، هو القلق والاستسلام للاكتئاب والشعور بالإحباط”. في زمن الحرب، يبدو أن الخوف يحيط بنا من كل جانب، لكن علينا أن نتذكر الأمل كضوء يهدينا للخروج من دائرة الشر التي يمثّلها الخوف.

في هذا المقال، سنتناول أهمية الكتابة كوسيلة للتعبير والمقاومة في زمن الحرب، وكيف يمكن أن تصبح الكتابة بوابة للأمل والتفاؤل.

الخوف وتأثيره:
يعد الخوف من أقوى العواطف الإنسانية وأكثرها تأثيرًا على حياتنا. وهو يأخذ أشكالاً متعددة مثل الخوف من الرفض، الخوف من الفشل، وحتى الخوف من المجهول. هذه المخاوف يمكن أن تعيق تحقيق إمكاناتنا وتمنعنا من استكشاف ما نرغب في تحقيقه. لكن التحرر من الخوف هو الخطوة الأولى نحو الحرية والانطلاق.

الكتابة كفعل مقاومة:
في ظل الحروب، تصبح الكتابة أكثر من مجرد كلمات تُخط على الورق، بل تتحول إلى فعل مقاومة وصمود. تكتب الكلمات تاريخ الشعوب ومعاناتهم وآمالهم، وتساهم في إبقاء شعلة الإنسانية مضيئة وسط الدمار. الكتابة تمنح الناس صوتًا عندما تُخرس الأسلحة كل الأصوات، وتكون أداة للتعبير عن الألم والأمل في آن واحد..استوقفتني هنا كلمات للكاتب رامي أبو شهاب حين قال: “تبقى الكتابة جزءاً من المعضلة، فهل يمكن الكتابة في زمن الحرب؟ السؤال هنا معني بقدرة الإنسان على أن يتجاوز هذه الحرب كي يكتب عن رواية، أو فيلم، أو عن الحب مثلاً. لا تبدو الكتابة في هذا الزمن سوى رفاهية، نعم إنها رفاهية نخجل منها.”

الكتابة كوسيلة للتواصل والتوثيق:
من خلال الكتابة، يمكن للإنسان أن يخرج من قوقعة خوفه ويعبر عن مشاعره وأفكاره بحرية. إنها وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي، لنقل الحقائق وتوثيق الجرائم، ولإيصال رسائل السلام والأمل. الكتابة تجمع بين الناس رغم اختلافاتهم وتفتح أبوابًا جديدة للفهم والتعاطف.

في زمن الحرب، قد تُطمَس الحقيقة تماماً وتُخرَس الأصوات، لكن الكتابة تبقى شاهدةً على الأحداث، تحفظ ذاكرة الأجيال وتروي قصص الصمود والإصرار. إنها ليست مجرد كلمات، بل هي نبضات قلوب وأرواح تنبض بالحياة.

قوة الكتابة في زمن الحرب:
تتجلى قوة الكتابة في قدرتها على خلق روابط عميقة بين الكاتب والقارئ، بين الماضي والحاضر، وبين الأمل واليأس. هي وسيلة لتفريغ الألم والقلق، ولمشاركة الأحلام والرؤى. عبر الكتابة، يمكن للإنسان أن يجد معنى جديدًا لحياته ويعيد بناء نفسه، حتى وسط الفوضى والدمار.

الكتابة تُعتبر وسيلة لتعليم الأجيال القادمة عن التحديات التي واجهها السابقون، ولتذكيرهم بأن الأمل دائمًا موجود حتى في أحلك الظروف. إنها ترسم صورة مشرقة لمستقبل أفضل، وتلهم الناس للعمل من أجل تحقيق السلام والعدالة.

الخاتمة:

علينا أن نستمر في الكتابة، نكتب للأجيال القادمة، نكتب لكي لا تُنسى قصصنا، ولكي نظل قريبين من الأمل رغم كل شيء. فالكتابة في زمن الحرب هي شعلة تنير الظلام، وتحيي الأمل في غدٍ أفضل. إنها ليست مجرد توثيق للأحداث، بل هي أيضًا رحلة لاكتشاف الذات وإعادة بناء الروح. دعونا نحلم ونتجاوز الألم، ونستمر في الإيمان بأن الغد يحمل في طياته إمكانيات لا حصر لها، وختاماً علينا أن نكون أقوياء في مواجهة الصعاب ونتعلم أن الخير يكمن فينا، والأمل حتماً سيأتي وإن تأخر قطاره. الكتابة هي جسرنا إلى الأمل، ووسيلتنا لتحدي الخوف، ولنواصل السير نحو غدٍ أفضل.

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الکتابة فی زمن الحرب الکتابة ت الخوف من

إقرأ أيضاً:

«مسبار الأمل» يستكشف العواصف الغبارية في المريخ

آمنة الكتبي (دبي) 

أخبار ذات صلة المتحدث باسم اليونيسيف في غزة لـ«الاتحاد»: دور حاسم للإمارات في تسريع حملة التطعيم ضد شلل الأطفال الإمارات: ملتزمون بالعمل مع الشركاء لتخفيف معاناة الشعب السوداني

سجل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، مسبار الأمل، عدداً من الملاحظات الفريدة تمثلت في استكشاف العواصف الغبارية المريخية وديناميكيات الغلاف الجوي العلوي، حيث قدمت أحدث الأبحاث باستخدام بيانات المسبار رؤى مهمة في علم الكواكب وتحليلاً مفصلاً للأصول والمسارات والسمات المورفولوجية، بالإضافة إلى فهرس شامل للأنواع النهارية والموسمية، بالإضافة إلى التباين المكاني من خلال اكتشاف موجات الجاذبية الجوية، حيث تتحول إلى سمات الحمل الحراري وديناميكيات الغلاف الجوي العلوي، وتم الكشف عن استجابات الغلاف الجوي للعواصف الغبارية المريخية. ورصد مسبار الأمل عاصفة غبارية قطرها 3500 كم، مع تكون سحب جليدية مائية زرقاء اللون في الأعلى، وتحديداً في حوض هيلاس، مما يظهر الغلاف الجوي الديناميكي للكوكب الأحمر. 
وتعزز هذه الملاحظات فهمنا لعمليات الطقس والمناخ الكوكبي، والدور الحاسم الذي يلعبه مشروع مسبار الأمل في استكشاف النظام الشمسي، كما يوفر معلومات عميقة وغير مسبوقة حول طريقة تطور هذه العواصف وانتشارها في مساحات شاسعة من الكوكب.
ويشكل مشروع مسبار الأمل أداة ممتازة لمراقبة تفاصيل بنية وتنوع الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وتقوم عمليات الرصد المنسقة التي تم تسجيلها بواسطة كاميرا EXI ومطياف الأشعة تحت الحمراء EMIRS بتشخيص الحالة الحرارية للسطح والغلاف الجوي السفلي، وتوفر تفاصيل التوزع الجغرافي للغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية المائية والكربونية على مدار نطاقات زمنية متنوعة تمتد من دقائق إلى أيام كاملة. ويعمل نظام كاميرا EXI على جمع الصور بثلاثة أطوال موجية مرئية، واثنين من الأطوال الموجية فوق البنفسجية، ما يوفر نظرة متعددة الأطياف لطقس المريخ مماثلة لتلك التي توفرها الأقمار الاصطناعية، ويتم تجميع تركيبات الألوان المعروضة هنا من الصور المأخوذة من خلال فلاتر EXI ذات الألوان الأزرق والأخضر والأحمر/المتمركزة عند مستويات 437 و546 و635 نانومتراً/.   وخضعت الصور للمعايرة، عبر إزالة العديد من الظلال الخادعة التي أدخلها نظام الكاميرا، وهي توفر أيضاً معلومات جغرافية مكانية تسمح بعمل الخرائط، وقد تم تعديل مستويات التباين لتحسين رؤية السمات السطحية والجوية.
مميزات EMIRS 
يمتاز مطياف الأشعة تحت الحمراء EMIRS بأنه مطياف حراري يعمل بالأشعة تحت الحمراء/في نطاق الطول الموجي 6-40 ميكرون/، ويكمل جهاز EXI في رصد الغلاف الجوي السفلي للمريخ والتعرف إلى طبيعته، وتُستخدم قياسات EMIRS لتحديد توزيع مكونات الغلاف الجوي السفلي مثل الغبار وجليد الماء وبخار الماء - معروضة هنا على أنها عمق بصري - تتعلق بكمية الهباء الجوي المعلقة في الغلاف الجوي، كما يتم قياس درجات حرارة سطح المريخ ودرجة حرارة الغلاف الجوي حتى 50 كم من السطح.  
 وبالنسبة للأشكال الموضحة، يتم حساب متوسط بيانات EMIRS على أساس كل دورة مدارية لمسبار الأمل على حدة (فترة زمنية تبلغ حوالي 55 ساعة)، بحيث يتم بشكل تراكمي إنشاء نموذج كروي مصوّر لكوكب المريخ يظهر فيه العمق البصري للغبار(يظهر كظلال حمراء مغطاة على خريطة ثلاثية الأبعاد لارتفاعات السطح)،  وتتمركز هذه النماذج الكروية عند خط عرض 4 درجات شمالاً وخط طول 100 درجة شرقاً، ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الغبار المعلق بسبب أشعة الشمس إلى زيادة درجات حرارة الغلاف الجوي، والتي تم الكشف عنها أيضاً بواسطة المطياف.

مقالات مشابهة

  • الواثق البرير: هذه القوات وفي ظل رفضها من أحد طرفي الحرب، يمكن أن تتحول إلى طرف ثالث
  • تحذيرات من مخاطر طقطقة الرقبة وعلاقتها بالسكتة الدماغية
  • يتزايد الفقر في عدن.. بينما يتضاءل الأمل في تحسين الظروف
  • الخوف من فوات الفرصة.. أسباب الشراهة الشرائية عند المستهلكين (فيديو)
  • استمرار الأمل رغم الإبادة والتواطؤ والخذلان
  • عندما يتحوّل الألم إلى غضب
  • هل تزيد أفلام هوليود خوفنا من أسماك القرش؟ وهل تستحق هذا الرعب حقا؟
  • ورش الكتابة الإبداعية: ضد الالتزام بالكتابة وحيدا أم اتباع لوجهة المدرب وذائقته؟
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • «مسبار الأمل» يستكشف العواصف الغبارية في المريخ