المكملات الغذائية.. متى تصبح مصدرا للقلق؟
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان أن ملايين الأميركيين يستهلكون مكملات غذائية تحتوي على مكونات نباتية قد تكون مضرة بالكبد. الدراسة لا تهدف لإثارة الفزع، لكنها تشير إلى أن كميات المكملات التي يتم استهلاكها من نباتات قد تكون فعاليتها ومأمونيتها غير مدروسة بشكل كاف.
ما المكملات الغذائية؟يعرف المكمل الغذائي بكونه منتجا يهدف إلى استكمال النظام الغذائي ويحتوي على مكون غذائي واحد أو أكثر، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن والأعشاب أو غيرها من النباتات والأحماض الأمينية والمواد الأخرى أو مكوناتها.
أظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة جاما في الخامس من أغسطس/آب الحالي والتي استندت إلى بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية الذي أجري بين 2017 و2020، أن 4.7% من البالغين الذين تم استطلاع آرائهم تناولوا مكملات عشبية وغذائية تحتوي على أحد النباتات التالية: الكركم، والشاي الأخضر، والأشواغاندا، والكوهوش الأسود، والغارسينيا كامبوغيا، والمنتجات التي تحتوي على الأرز الأحمر المخمر.
مبيعات بالمليارات وفوائد غير مثبتةوفقا للباحثين، فقد كانت المنتجات المحتوية على الكركم تستخدم بشكل شائع لصحة المفاصل أو التهاب المفاصل بسبب الاعتقاد السائد بأن الكركم قد يكون له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات. ومع ذلك، فشلت العديد من التجارب التي أجريت على البشر في إثبات أي فعالية للمنتجات المحتوية على الكركم في هشاشة العظام.
وتم استخدام المنتجات المحتوية على الشاي الأخضر في الغالب مكملات للطاقة. ومع ذلك، فشلت دراسات متعددة في إثبات أي دليل موضوعي على فقدان الوزن والتحسن المستدام في الحالة المزاجية أو مستويات الطاقة مع المنتجات التي تحتوي على مستويات عالية من الكاتيكين أو البوليفينول الموجودة في مستخلص الشاي الأخضر.
وأشار البحث إلى أن هناك أكثر من 80 ألف منتج مكمل فريد متاح للشراء في جميع أنحاء العالم، وأن مبيعات المكملات تجاوزت 150 مليار دولار في الولايات المتحدة في عام 2023، وهو رقم يضاهي مبيعات الأدوية الموصوفة.
قال الدكتور روبرت فونتانا، أخصائي أمراض الكبد في جامعة ميشيغان وأستاذ الطب والمؤلف الرئيسي للدراسة، "لسنا نحاول إثارة الفزع. نحاول فقط زيادة الوعي بأن المكملات التي يأخذها الناس ويشترونها من دون وصفة طبية لم يتم اختبارها أو إثبات سلامتها بالضرورة".
أكثر من 80 ألف منتج مكمل فريد متاح للشراء في جميع أنحاء العالم (بيكسلز) المكملات الغذائية مصدرا للقلقوقالت الدكتورة أليسا ليخيتسوب، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة ميشيغان والباحثة الأولى في الدراسة، "بدأ اهتمامنا عندما رأينا حالات من سمية الكبد نتيجة استخدام المكملات العشبية والغذائية لدى الأشخاص المشاركين في دراسة سابقة".
لم تستطع الدراسة إثبات أي علاقة سببية بين استهلاك النباتات الستة والإصابة بأمراض الكبد، حيث كانت تهدف إلى تقييم استهلاك المكملات لدى عموم سكان الولايات المتحدة. ومع ذلك، يأمل الباحثون في زيادة الوعي بين الأطباء والمرضى بشأن مدى عدم معرفتنا بهذه المكملات.
تمثل المكملات مصدر قلق خاص للباحثين لعدة أسباب مترابطة وفقا لموقع يوريك أليرت، من هذه الأسباب: نقص التنظيم الحكومي، وعدم الاهتمام الكافي بالفحوص الطبية، والتلاعب المتكرر بالملصقات.
تمثل المكملات مصدر قلق خاص للباحثين لعدة أسباب منها عدم الاهتمام الكافي بالفحوص الطبية (دويتشه فيلله)
يرى الباحثون أنه من السهل التلاعب بالملصقات بسبب نقص التنظيم. فقد قال الدكتور روبرت فونتانا "في دراسة سابقة، وجدنا أن هناك قدرا كبيرا من التلاعب في بعض هذه المنتجات".
وأضاف "أجرينا تحليلات كيميائية ووجدنا حوالي 50% من التباين بين المكونات المعلنة على الملصق وما تحتويه بالفعل، وهو أمر مقلق للغاية. إذا اشتريت مكملا وقيل إنه يحتوي على مكون معين، فالأمر يشبه لعبة الحظ لتحديد ما إذا كان ذلك صحيحا أم لا".
وأشار معظم المستخدمين إلى أنهم تناولوا النباتات بمفردهم وليس بنصيحة من طبيب. كان السبب الأكثر شيوعا لتناول النباتات هو تحسين الصحة أو الحفاظ عليها. ونظرا لأن تأثيراتها غير مفهومة جيدا، غالبا لا يسأل الأطباء المرضى عن المكملات التي يتناولونها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المکملات الغذائیة تحتوی على
إقرأ أيضاً:
يضم 4 مجلدات.. «هيئة الدواء» تصدر النسخة الثالثة من المونوجراف العشبي المصري
تعلن هيئة الدواء المصرية عن إصدار النسخة الثالثة من المونوجراف العشبي المصري 2024، وإتاحته على الموقع الرسمي للهيئة، بهدف تعزيز تنمية الأراضي المصرية بزراعة النباتات الطبية، ما يفتح مجالات جديدة للتصدير، وذلك من خلال تعاون هيئة الدواء المصرية مع أعضاء أكاديميين ذوي خبرة كبيرة في هذا المجال.
الدراسات العشبية المستخدمة في صناعة الأدوية في مصروبحسب هيئة الدواء، فإن النسخة الثالثة من المونوجراف العشبي المصري تحتوي على الدراسات العشبية والخصائص الإكلينيكية للنباتات المستخدمة في صناعة الأدوية في مصر، كما أن الإصدار يحتوي بين طياته على 104 مونوجراف موزعين على 4 أجزاء كالتالي: 19 نبات بري تقليدي في المجلد الأول و7 نباتات برية دستورية في المجلد الثاني، و68 نباتا مزروعا وتستخدم في مستحضرات الأدوية العشبية في المجلد الثالث، و10 تركيبات عشبية في المجلد الرابع.
وأشارت الهيئة إلى الأهمية القصوى التي تمثلها النباتات العشبية الطبية من خلال الحفاظ على التنوع البيولوجي للنباتات الطبية البرية، وحماية البيئة، وتعظيم الزراعة العضوية المحلية للنباتات الطبية لأهميتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الاستغلال الأمثل للأراضي الصحراوية والمستصلحة، بالإضافة إلى المحافظة على مصادر المياه، حيث أن النباتات الصحراوية ذات استهلاك منخفض للمياه، وقادرة على تحمل عدم توافر إمدادات المياه الخارجية المستمرة لفترات طويلة.
الدراسات الخاصة بالنباتات الطبية البرية في مصروأضافت أن الدراسات الخاصة بالنباتات الطبية البرية في مصر تعد مرجعية علمية شاملة لكل من السلطات المختصة بتسجيل الأدوية والمصنعين على حد سواء، نظرا لأنها تشمل جميع البيانات العلمية المتوفرة والمحدثة عن النباتات المختارة، كما جرى مراعاة تصميم تلك الدراسات لتسهيل الاستخدام المناسب لتلك النباتات، ومساعدة القائمون على صناعة الأدوية العشبية في إعداد ملفات التسجيل لمنتجاتهم، وذلك من خلال توفير المعلومات العلمية حول سلامة وفاعلية وجودة النباتات الطبية البرية.
يأتي ذلك في إطار خطة الدولة لدعم صناعة الدواء المصرية والحفاظ على موارد الدولة البيئية والموروثات الطبيعية لنباتاتها الطبية واستعمالها في التداوي بالأعشاب، والذي يمثل القطاع الرئيسي من الطب التقليدي من خلال الاستخدام الأمثل وتناولها بطرق علمية منضبطة ومعايير جودة تتيح دمجها في المنظومة الصحية الوطنية، تماشيا مع خطط مصر لجذب استثمارات جديدة وتحقيق التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.