قال أحمد عبدالله، عضو شعبة الاستثمار العقارى باتحاد الغرف التجارية، إن الفترة المقبلة تشهد تحديات مهمة، وهناك ثقة مجتمعية واقتصادية فى الحكومة وخطة عملها، موضحاً فى حوار لـ«الوطن»، أن الحلول الابتكارية لها أهمية فى التطور الاقتصادى، لافتاً إلى أن قطاع العقارات يلعب دوراً مؤثراً فى ميزان الاقتصاد المصرى، فإلى نص الحوار:

برأيك ما أهم التحديات التى تواجه الحكومة الجديدة وخاصة فى القطاع العقارى؟

- هناك العديد من التحديات أمام الحكومة الجديدة على مستوى الصعيد القومى أهمها الأوضاع الاقتصادية، مثل التضخم وارتفاع أسعار الفائدة والسيطرة على سعر الصرف وزيادة موارد العملة الأجنبية وخفض معدل البطالة، كما تواجه الحكومة تحديات على صعيد الأمن القومى، خاصة فى ظل التحديات الإقليمية والدولية، وتواجه أيضاً تحديات اجتماعية كبيرة تتمثل فى تقليص الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، والمحافظة على الاستقرار الاجتماعى، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونثق فى قدرات وخبرات مجلس الوزراء وتوجيهات رئيس الجمهورية فى مواجهة كل تلك التحديات والتغلب عليها لضمان مستوى معيشة أفضل للمصريين.

وهناك تحديات حقيقية تواجه القطاع العقارى فى مصر وتستحق اهتماماً بالغاً من الحكومة الجديدة، وتشكل ركائز أساسية لتحقيق تنمية مستدامة فى القطاع العقارى وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وأهمها تصدير العقارات، فهذا الملف يفتح آفاقاً واسعة للاقتصاد المصرى، حيث يمكن من خلاله جذب العملة الصعبة وتسويق العقارات المصرية فى الأسواق الخارجية، ويتطلب ذلك تطوير تشريعات وتسهيلات للاستثمار العقارى الأجنبى، وتسويق العقارات المصرية عالمياً، بالإضافة لتشجيع صناديق الاستثمار العقارى، التى تلعب دوراً مهماً فى جمع الأموال وتوجيهها نحو الاستثمارات العقارية، كأداة استثمار وتمويل فى نفس الوقت، مما يساهم فى تنشيط السوق العقارية، بالإضافة إلى أن إنشاء بورصة عقارية من شأنه أن يزيد الشفافية فى السوق العقارية، ويسمح بتداول العقارات بسهولة ويسر، كما أنه سيساعد فى تقييم العقارات بشكل أكثر دقة، وإضافة رقم قومى للعقار المصرى يهدف إلى تنظيم السوق العقارية ومكافحة التلاعب فى العقارات، ومن خلال رقم قومى فريد لكل عقار يمكن تتبع ملكيته وتاريخه بشكل دقيق، ولا بد من تسهيل إجراءات التسجيل العقارى المعقدة والبيروقراطية التى تؤخر الاستثمارات وتزيد من التكاليف، فيجب تبسيط هذه الإجراءات وجعلها إلكترونية بالكامل.

كيف تؤثر السياسات الحكومية والتشريعات الحالية على السوق العقارية؟ وهل هناك تعديلات تشريعية ترى أنها ضرورية لدعم نمو القطاع العقارى؟

- للسياسات الحكومية والتشريعات الحالية تأثير مباشر على السوق العقارية، فالسياسات الحكومية والتشريعات تلعب دوراً حاسماً فى توجيه مسار السوق العقارية، ويمكن للسياسات الحكومية أن تشجع الاستثمار العقارى، من خلال توفير الحوافز الضريبية وتبسيط الإجراءات، وتسهيل الحصول على التمويل، كما يمكن للسياسات الحكومية أن تؤثر على أسعار العقارات إما بزيادتها أو خفضها، وذلك حسب طبيعة هذه السياسات، على سبيل المثال قد تؤدى زيادة العرض من خلال توفير أراضٍ جديدة إلى خفض الأسعار، والعكس صحيح.

وتحدد التشريعات القواعد التى تتحرك ضمنها السوق العقارية، التى تحتاج للعديد من التشريعات التى ستسهم بلا شك فى انتعاش السوق وتنظيمها بصورة سيسهل معها ليس فقط تنشيط السوق المحلية، ولكن الأهم هو جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتتمثل أهم تلك التشريعات التى تفتقدها السوق العقارية المصرية فى: قانون شامل للتنمية العمرانية، قانون واضح لتنظيم التطوير العقارى، قانون لحماية المستهلك العقارى، قانون لتقييم العقارات، تعديل قوانين التملك خاصة للأجانب، قانون للصيانة والتجديد، تشريع البناء الأخضر وإصدار أكواد المبانى الخضراء.

كيف تؤثر مشروعات البنية التحتية على السوق العقارية؟

- مشروعات البنية التحتية من العوامل المؤثرة بشكل كبير على السوق العقارية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وتتمثل أهمية هذه المشروعات فى أنها تعمل على تحسين جودة الحياة، وتسهيل الحركة، وزيادة القيمة الاستثمارية للعقارات، ومن تأثيراتها زيادة قيمة العقارات، زيادة الطلب على العقارات، توفير فرص استثمارية متنوعة، تطوير المناطق وزيادة الجاذبية العقارية، تحسين جودة الحياة.

هل يمكنك تقديم روشتة اقتصادية للحكومة الجديدة؟

- هناك عدة توصيات اقتصادية يمكن أن تساعد فى تعزيز النمو والاستقرار الاقتصادى، أهمها استكمال مسار الإصلاح الاقتصادى، وزيادة حجم الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية، واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية، تقديم حوافز مغرية لجذب كبرى الشركات الصناعية العالمية، مع حل المشاكل العالقة مع المستثمرين المحليين لتهيئة مناخ الاستثمار المحلى لجذب نظيره الأجنبى، وتنويع الاقتصاد ومصادر الدخل القومى من خلال دعم قطاعات مثل التكنولوجيا، السياحة، والزراعة، مما يقلل من الاعتماد على قطاع واحد فقط، فقطاع الزراعة مؤهل جداً ليكون أحد مصادر الدخل القومى الأساسية كقطاع الصناعة والسياحة، ولكن يتطلب أن تعمل الحكومة على تنمية قطاع الزراعة لزيادة حجم الإنتاج من المحاصيل الاستراتيجية وزيادة الصادرات الزراعية، من خلال ميكنة المنظومة الزراعية، وزيادة حجم مساحة الأراضى المستصلحة.

وكذلك الاهتمام بالصحة والتعليم، فيجب أن تكون هناك سرعة فى تنفيذ مشروع تأمين صحى الشامل يشكل نقلة نوعية للخدمات الصحية فى مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحكومة الاقتصاد المصري الاقتصاد على السوق العقاریة القطاع العقارى من خلال

إقرأ أيضاً:

روسيا تقلص العجز في الميزانية مع تعزيز النمو الاقتصادي

تمكنت روسيا من تقليص عجز ميزانيتها بشكل كبير خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، بفضل النمو الاقتصادي الذي فاق التوقعات وارتفاع عائدات النفط والغاز، مما أسهم في تمويل الإنفاق المتزايد للكرملين بسبب الحرب في أوكرانيا.

وتقلص العجز ليصل إلى 331 مليار روبل (3.7 مليارات دولار)، وهو ما يعادل 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفقا لبيانات وزارة المالية التي نُشرت اليوم الجمعة.

وفي أغسطس/آب وحده، سجلت روسيا فائضا في الميزانية بلغ 767 مليار روبل (8.5 مليارات دولار)، مدفوعا بزيادة قدرها تريليون روبل تقريبا في الإيرادات من القطاعات غير النفطية والغازية مقارنة بشهر يوليو/ تموز، وفقا لوكالة بلومبيرغ.

ويعد هذا تحولا كبيرا حيث ارتفعت التدفقات من هذه القطاعات، مما وفر للحكومة راحة مالية كبيرة.

كل القطاعات تدعم

وبلغ إجمالي الإنفاق في الميزانية خلال الأشهر الثمانية حتى أغسطس/آب الماضي 23.4 تريليون روبل (257.4 مليار دولار)، بزيادة قدرها 22% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

الارتفاع في الإنفاق الروسي يرجع إلى متطلبات الحرب المستمرة في أوكرانيا (غيتي)

ويعود هذا الارتفاع في الإنفاق إلى متطلبات الحرب المستمرة في أوكرانيا حسب بلومبيرغ، ودعم الصناعات المحلية وسط العقوبات الدولية.

ورغم الإنفاق المتزايد، ارتفعت إيرادات روسيا بشكل حاد، بزيادة قدرها 36% مقارنة بالفترة نفسها في 2023.

وأوضح وزير المالية أنطون سيلوانوف، في حديثه للتلفزيون الحكومي، أن زيادة الإيرادات ترجع إلى النمو الاقتصادي الأقوى من المتوقع وارتفاع عائدات النفط والغاز. ففي شهر أغسطس/آب وحده، ارتفعت عائدات صادرات النفط والغاز بنسبة 21% على أساس سنوي، في حين ارتفعت الإيرادات من القطاعات غير النفطية بنسبة 37% مقارنة بالفترة ذاتها في 2023.

ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9% هذا العام، وهو تحسن طفيف مقارنة بنسبة 3.6% المسجلة في عام 2023، وفقًا لتوقعات وزارة المالية.

ويمنح هذا التفاؤل الاقتصادي الحكومة مساحة أكبر لزيادة الإنفاق على ما ذكرته الوكالة، حيث تستهدف روسيا عجزًا في الميزانية يبلغ 2.1 تريليون روبل (1.1% من الناتج المحلي الإجمالي) لهذا العام.

وتشهد روسيا عجزا في الميزانية للعامين الماضيين منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، مما دفع إلى زيادات هائلة في الإنفاق على الدفاع واتخاذ تدابير لدعم الأعمال المحلية وسط العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

مقالات مشابهة

  • «العاصمة» تطلق حاضنة أعمال جديدة لدعم التكنولوجيا العقارية وتعزيز المدن الذكية
  • المشاط: اتفاقية "تمويلي" تُمثل تخارجًا استراتيجيًا للشركات الحكومية يتسق مع التوجه لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة
  • «الاستثمار العقاري»: أسعار العقارات في مصر تتأثر بالدولار والتضخم وزيادة الطلب
  • برلماني: الرخصة الذهبية قفزة نوعية لتعزيز الاستثمارات وجذب رؤوس الأموال
  • أشرف أبو النصر: «الرخصة الذهبية» تعزز الاستثمارات وتجذب رؤوس الأموال الأجنبية
  • الغرف التجارية: سيارات المعاقين أصبحت تجارة وسعر الجواب ارتفع إلى 100 ألف جنيه
  • «الغرف التجارية»: تحديث خريطة مصر الاستثمارية يسهم في توطين الصناعة
  • الغرف التجارية تكشف موعد انخفاض أسعار الخضراوات في الأسواق «فيديو»
  • روسيا تقلص العجز في الميزانية مع تعزيز النمو الاقتصادي
  • بسبب الزي المدرسي.. الغرف التجارية توجه مناشدة إلى وزير التعليم