تواجه الحكومة الإيرانية الجديدة بقيادة مسعود بزشكيان تحديات معقدة في سياق السياسة الخارجية والقضايا الإقليمية. في ظل الأوضاع السياسية المتقلبة في المنطقة، يتعين على الحكومة الجديدة تبني استراتيجيات فعالة لمواجهة الأزمات والتوترات المتصاعدة. من القضايا البارزة التي تثير القلق هي ردود الفعل على اغتيال إسماعيل هنية، والتحديات المرتبطة بالعلاقات مع إسرائيل، بالإضافة إلى كيفية تحقيق توازن بين القوة العسكرية والدبلوماسية.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية للحكومة الجديدة، بناءً على تقارير الصحف الوطنية.

حقائق من الصحف: صحيفة "هم ميهن" في مقال بعنوان "نتنياهو وتفجير الأزمات" أشارت إلى:

يسعى نتنياهو لتحقيق أهدافه عبر تصعيد التوترات في المنطقة. يتعين على الحكومة الإيرانية الجديدة التعامل بحذر مع هذه الاستفزازات لتفادي الانزلاق إلى صراعات غير مرغوب فيها. يناقش المقال أهمية أن يكون الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية ملائمًا للظروف والمصالح الوطنية.

في تقرير بعنوان "تجنب الوقوع في فخ نتنياهو"، أكدت صحيفة "ستاره صبح":

يجب على حكومة بزشكيان توخي الحذر لتفادي الوقوع في الفخ الذي نصبه نتنياهو. يجب أن يكون الرد على اغتيال هنية مدروسًا وموجهًا بما يتماشى مع المصالح الوطنية الإيرانية. الصحيفة تدعو إلى تبني نهج ذكي في السياسة الخارجية، مع التركيز على الدبلوماسية.

صحيفة "شرق" في مقال بعنوان "تحديات إدارة السياسة الجديدة" أكدت:

تواجه الحكومة الجديدة تحديات كبيرة في كيفية تحقيق التوازن بين القوة العسكرية والدبلوماسية. النجاح في السياسة الخارجية يتطلب تجاوز هذه الثنائية والعمل على تحقيق توازن فعّال بينهما.

في مقال بعنوان "استراتيجية شاملة لمواجهة إسرائيل"، كتبت صحيفة دنياي اقتصاد:

ينبغي على الحكومة الجديدة وضع استراتيجية واضحة للتعامل مع تحركات إسرائيل في المنطقة. يجب أن تشمل هذه الاستراتيجية إجراءات دبلوماسية واقتصادية للتصدي للتحديات.

صحيفة همدلي في مقال بعنوان "رد متوازن، لا عاطفي" أكدت:

يجب أن يكون رد إيران على اغتيال هنية عقلانيًا ومدروسًا. الرد العاطفي قد يؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها."

في مقال بعنوان "المقاومة والسياسة الإقليمية"، كتبت صحيفة آرمان ملي:

يجب على الحكومة الجديدة الحفاظ على استقلالية العمل في مواجهة تحركات إسرائيل، واعتماد سياسة 'التقابل والتعامل' لمواجهة التحديات الإقليمية.

صحيفة كيهان في مقال بعنوان "الدعم والمصالح الوطنية" أشارت إلى:

يتعين على إيران دعم حلفائها الإقليميين مع الحفاظ على المصالح الوطنية كأولوية.

في تقرير بعنوان "القلق الأمريكي من تصاعد التوترات"، قالت صحيفة إيران:

تشعر أمريكا بالقلق من تصاعد التوترات في المنطقة. ينبغي على الحكومة الإيرانية الجديدة استغلال هذا الوضع بما يخدم مصالحها الوطنية.

صحيفة سياست روز في مقال بعنوان "الابتعاد عن التدخل في شؤون إسرائيل" أكدت:

يجب على الحكومة الجديدة مقاومة الضغوط الخارجية وعدم الرد على إجراءات إسرائيل بشكل متهور.

صحيفة ابتكار في مقال بعنوان "تداعيات اغتيال هنية على سياسة بزشكيان" كتبت:

يجب على الحكومة الجديدة التعامل بحذر مع هذا الحدث وتجنب الردود العاطفية، حيث قد يؤثر الاغتيال على علاقات إيران مع حماس والجماعات المقاومة الأخرى، مما يستدعي استراتيجية شاملة.

تواجه الحكومة الجديدة برئاسة مسعود بزشكيان تحديات معقدة في السياسة الخارجية والقضايا الإقليمية. من الضروري أن تتفاعل بفعالية مع أحداث مثل اغتيال إسماعيل هنية، وفي ذات الوقت، تحافظ على توازن بين الدبلوماسية والقوة العسكرية. يعتمد نجاح الحكومة على تبني استراتيجيات متوازنة ومدروسة لمواجهة هذه التحديات.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: على الحکومة الجدیدة السیاسة الخارجیة فی مقال بعنوان على اغتیال فی المنطقة یجب على

إقرأ أيضاً:

السياسة الخارجية الأمريكية في عام 2025

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتساءل كثيرون كيف قد تؤثر نتائجها على السياسة الخارجية الأمريكية؟ الإجابة على هذا السؤال محاطة بالشكوك.

أولا، من سيفوز في الانتخابات؟ في بداية الصيف، أظهرت استطلاعات الرأي تقدم دونالد ترامب بفارق كبير على الرئيس جو بايدن. ولكن الآن وقد أصبحت نائبة الرئيس كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، تُـظهِـر استطلاعات الرأي أنها متقدمة بفارق طفيف. المشكلة بطبيعة الحال هي أنه إذا كانت مشاعر الناخبين من الممكن أن تنقلب بهذه السرعة، فإن التنبؤ بالاتجاه الذي ستكون عليه في الخامس من نوفمبر يكاد يكون مستحيلا. ورغم أن هاريس أظهرت مهارة سياسية مُـبـهِـرة، فإن السياسة الديمقراطية عامرة بالمفاجآت.

ثانيا، للقادة الأجانب والقوى الأجنبية أيضا «صوت» في الأمر، بمعنى أن سلوكهم قد يغير فجأة أجندة الولايات المتحدة واحتمالات النتائج المختلفة. لم تكن السياسة الخارجية المتواضعة التي أوجزها جورج دبليو بوش خلال حملته الانتخابية في عام 2000 تشبه بأي حال من الأحوال السياسة التي انتهجها بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 الإرهابية. ومن يدري أي نوع من المفاجآت قد يكون في جُـعبة فلاديمير بوتين أو شي جين بينج.

تزودنا تصريحات الحملة الانتخابية ببعض اللمحات حول السياسة، بطبيعة الحال. فإذا فازت هاريس، يستطيع المرء أن يتوقع استمرار سياسة بايدن، وإن كان مع بعض التعديلات. يبدو أنها تركز بدرجة أقل على الترويج للديمقراطية -أحد أكبر موضوعات بايدن - وهي تتحدث في مناسبات أكثر بعض الشيء عن حقوق الفلسطينيين. لكنها في عموم الأمر ستلاحق السياسة ذاتها المتمثلة في تعزيز التحالفات الأمريكية والترويج للتعددية.

أما ترامب فهو أكثر استعصاء على التكهنات. ففي حين يَـمُـط كل الساسة الحقائق، فإن ترامب يحظى بسمعة سيئة حقا في هذا الصدد. فمن الصعب معرفة أي من تصريحاته قد يتحول إلى سياسة. ينبئنا خطابه حول الأحادية واستخفافه بالتحالفات والمؤسسات المتعددة الأطراف بشيء عن نبرة سياسته الخارجية، لكنه لا يجيب على تساؤلات حول قضايا بعينها.

في كثير من الأحيان، يحاول المراقبون تحسين توقعاتهم من خلال النظر إلى مستشاري المرشحين. كبير مساعدي هاريس لشؤون السياسة الخارجية هو فيليب جوردون، الوسطي البراجماتي الذي يحظى بقدر كبير من الاحترام، والذي تولى شؤون أوروبا والشرق الأوسط في الإدارات الديمقراطية السابقة قبل أن يصبح كبير مستشاري نائب الرئيس لشؤون السياسة الخارجية.

على النقيض من ذلك، من الصعب تحديد شخصية مماثلة في معسكر ترامب ــ وإن كانت الصحافة تذكر أحيانا روبرت أوبراين، آخر مستشاري الأمن القومي من عهد ترامب. ما نعرفه حقا هو أن ترامب يندم على تعيين جمهوريين تقليديين في أدوار رئيسية أثناء ولايته السابقة، لأنهم عملوا، كما كان ينبغي لهم، على الحد من حريته في العمل وجعلوا سياساته أكثر اعتدالا مما كان يبتغي.

من الجدير بالملاحظة أيضا بعض أوجه التشابه بين المرشحين. وأكثرها أهمية مواقفهما بشأن الصين. فالآن أصبحنا إزاء إجماع عريض من الحزبين على أن الصين لم تلعب بنزاهة في القضايا المتعلقة بالتجارة والملكية الفكرية، وأن سلوكها العدواني في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي يهدد حلفاء أمريكا مثل اليابان والفلبين. صَـرَّحَت الصين على نحو متكرر بأنها لن تستبعد استخدام القوة في الاستيلاء على تايوان، التي تعتبرها مقاطعة مارقة. لقد واصَل بايدن، على أكثر من نحو، سياسة ترامب تجاه الصين، ومن المرجح أن تفعل هاريس الشيء ذاته، مع بعض التعديلات.

يتمثل تشابه ثان بين المرشحين في رفضهما للسياسات الاقتصادية النيوليبرالية. أثناء رئاسة ترامب، تخلت الولايات المتحدة عن النهج الجمهوري التقليدي (من عهد ريجان) في التعامل مع التجارة، وزادت الرسوم الجمركية، وخفضت مستوى المشاركة في منظمة التجارة العالمية. وقد حدث كل هذا تحت إشراف وتوجيه الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، الذي لا يزال مؤثرا في دائرة ترامب.

كما رفض ترامب الشراكة عبر المحيط الهادئ التي تفاوض عليها باراك أوباما، ولم يحرك بايدن ساكنا بعد ذلك للعودة إلى الانضمام إلى تلك الاتفاقية أو إزالة التعريفات التي فرضها ترامب على الواردات من الصين. في الواقع، ذهب بايدن إلى أبعد من ذلك بإدخال ضوابط تصدير جديدة تركز على التكنولوجيا ضد الصين (والتي جرى الترويج لها على أنها إقامة «سياج مرتفع حول ساحة صغيرة»). ونظرا لارتباطها بصناعة التكنولوجيا الأمريكية كمواطنة من كاليفورنيا، فمن غير المرجح أن تخفض هاريس السياج. أما ترامب، فسوف يعمل في الأغلب الأعم على توسيع الساحة.

علاوة على ذلك، تعهد كل من ترامب وهاريس بزيادة قوة أمريكا الصارمة ــ عسكريا واقتصاديا ــ من خلال الاستثمارات في ميزانية الدفاع والقاعدة الصناعية الدفاعية. من المتوقع أيضا أن يواصل كل منهما برنامج تحديث الأسلحة النووية الحالي، ودعم تطوير أسلحة جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي.

يتعلق أحد أكبر الاختلافات بين المرشحين بمواقفهما بشأن أوروبا. فقد أوضح ترامب وزميله في الترشح، جيمس ديفيد فانس، أنهما لا يهتمان كثيرا بدعم أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي. يزعم ترامب أنه سيعمل على إنهاء الحرب بسرعة من خلال المفاوضات، ومن الصعب أن نرى كيف قد يتسنى له هذا دون إضعاف أوكرانيا بشكل كبير.

وفي الشرق الأوسط، تعهد كل من المرشحين بالحفاظ على أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس، وإن كانت هاريس تتحدث أيضا عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير. ومن المرجح أن يحث كل منهما المملكة العربية السعودية على استئناف تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكلاهما سيتخذان موقفا صارما في التعامل مع إيران. ولكن في حين يولي ترامب أولوية منخفضة لإفريقيا وأمريكا اللاتينية، فمن المتوقع أن تولي هاريس هاتين المنطقتين قدرا أكبر من الاهتمام.

يتعلق الاختلاف الأكثر درامية بالقوة الناعمة الأمريكية: القدرة على تأمين النتائج المرغوبة عن طريق الإقناع وليس الإكراه أو الرشوة. خلال فترة رئاسته، اختار ترامب التوجه الأحادي المتمثل في شعار «أمريكا أولا» والذي دفع الدول الأخرى إلى استنتاج مفاده أن مصالحها لم تكن موضع اعتبار. كما رفض التعددية صراحة، وبأكبر قدر من الإثارة الدرامية بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية. ثم ألغى بايدن تلك التحركات، لكن ترامب سيعود إلى فرضها في الأرجح. في حين ستحافظ هاريس على المشاركة الأمريكية. وسوف تكون أيضا أكثر ميلا من ترامب إلى إصدار بيانات تروج لحقوق الإنسان والديمقراطية.

باختصار، سوف نشهد مجالات كبيرة من الاستمرارية في السياسة الخارجية الأمريكية بصرف النظر عن هوية الفائز في الانتخابات. لكن الاختلافات بين مواقف المرشحين تجاه التحالفات والتعددية كبيرة - وهذا في حد ذاته كفيل بإحداث كل الفارق.

جوزيف ناي سكرتير مساعد وزير الدفاع السابق، وأستاذ في جامعة هارفارد، مؤلف كتاب «القوة الناعمة» وكتاب «مستقبل القوة» وكتاب «هل انتهى القرن الأمريكي؟».

خدمة بروجيكت سنديكيت

مقالات مشابهة

  • ولي العهد السعودي يبحث مع وزير الخارجية الروسي مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية
  • «الإصلاح والنهضة» بالجيزة تحتفل بتخريج أول دفعة من «قادة الجمهورية الجديدة»
  • مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: قدمت مقترحا للتكتل من أجل فرض عقوبات ضد بعض الوزراء الإسرائيليين
  • مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: يجب ألا نسمح بأن يتحول قطاع غزة إلى مقديشو جديدة
  • مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي من أمام معبر رفح: إسرائيل تمنع دخول الأغذية والأدوية لقطاع غزة
  • كنعاني عن زيارة بزشكيان إلى العراق: الاستقرار الأمني في المنطقة هو محور هذه الزيارة
  • نائب إيراني:سنحصل من حكومتنا الإطارية برئاسة السوداني (100) مليار دولار خلال زيارة الرئيس بزشكيان
  • إسرائيل تبلغ الاتحاد الأوروبي بتأجيل زيارة مسؤول السياسة الخارجية
  • عاجل | يديعوت أحرونوت: إسرائيل أبلغت مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أنها لا يمكنها استقباله في موعد زيارته
  • السياسة الخارجية الأمريكية في عام 2025