6 عادات صحية تحافظ على مستوى السكر في الدم، لا تهملها
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
أثير – ريما الشيخ
يلعب الغذاء دورًا حيويًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، وهو أمر بالغ الأهمية لصحة الإنسان، خاصة مرضى السكري، وتختلف تأثيرات الأطعمة المختلفة على مستويات السكر في الدم بناءً على نوع الطعام وطريقة تحضيره وتناوله.
في هذا السياق، حاورت ”أثير“ الدكتورة ليلى راشد خميس اليحيائية، رئيسة قسم التثقيف الصحي والمبادرات المجتمعية بمحافظة البريمي-دائرة الرعاية الصحية الأولية-، للتحدث عن تأثير الأطعمة المختلفة على مستويات السكر، وعن أهم نصائح حول كيفية تحقيق توازن غذائي يحافظ على استقرار هذه المستويات ويسهم في الوقاية من مضاعفات مرض السكري.
وقالت الدكتورة بأن التغذية لها تأثير مباشر على مستويات السكر في الدم، وتختلف درجة هذا التأثير حسب نوع الأطعمة المستهلكة وكميتها، وتنقسم الأطعمة إلى ثلاث مجموعات رئيسية:
-الكربوهيدرات.
-البروتينات.
-الدهون.
وتعد الأطعمة النشوية (الكربوهيدرات) والأطعمة الغنية بالسكر المضاف هي الأكثر تأثيرًا على مستويات السكر في الدم، إذ تعد مصدرًا أساسيًا للطاقة، وتصنف الأطعمة الكربوهيدراتية بناءً على مؤشر نسبة السكر (المؤشر الجلايسيمي) الذي يتراوح بين 0 و100، وفقاً لقدرتها على رفع مستويات السكر في الدم.
وأوضحت الدكتورة بأن الأطعمة الكربوهيدراتية تنقسم إلى نوعين رئيسيين:
1. الكربوهيدرات البسيطة (السكريات): تشمل الأطعمة مرتفعة المؤشر الجلايسيمي التي تؤدي إلى تغيرات كبيرة في مستويات سكر الدم، مثل السكر، العصير، المشروبات المحلاة بالسكر، الأطعمة المصنعة مثل الخبز الأبيض، حبوب الإفطار المحلاة، الكعك، البسكويت، الحلوى ورقائق البطاطا.
2. الكربوهيدرات المعقدة (النشويات والألياف): تشمل الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض مثل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبقوليات. تُهضم الكربوهيدرات الموجودة في هذه الأطعمة ببطء، مما يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم.
وأضافت: تُصنف الأطعمة كمرتفعة المؤشر الجلايسيمي إذا كانت مؤشرها 70 أو أعلى، مثل الخبز الأبيض، البطاطا، الكعك، المشروبات الغازية، والعسل، أما الأطعمة التي يكون مؤشرها بين 56-69 فتعتبر متوسطة المؤشر الجلايسيمي، مثل الموز، الأناناس، بعض أنواع الآيس كريم، والخبز الأسمر، وتعتبر الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي إذا كان مؤشرها أقل من 55، مثل الحليب الخالي من الدسم، الفاصوليا، الجزر، الشوفان، والمكسرات.
وأشارت الدكتورة إلى أن جسم الشخص السليم يمكنه تنظيم مستوى السكر في الدم من خلال هرمون الأنسولين، فبعد تناول الطعام، يرتفع مستوى الأنسولين ويُخزن السكر الزائد في خلايا الكبد أو العضلات لاستخدامه كمصدر للطاقة، في حين ينخفض مستوى الأنسولين بين الوجبات، ويطلق الكبد مخزون السكر في مجرى الدم للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المستوى الطبيعي.
وأضافت: يحلل الجهاز الهضمي الكربوهيدرات ويحولها إلى سكريات (جلوكوز الدم)، مما يرفع مستويات سكر الدم بنسب متفاوتة حسب نوع الكربوهيدرات وطريقة تناولها أو طبخها، حيث تعمل الكربوهيدرات البسيطة على رفع نسبة الجلوكوز في الدم بشكل أسرع وأعلى من العناصر الغذائية الأخرى، أما الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة تحتوي على الفيتامينات، المعادن، والألياف المهمة لصحة القلب والجهاز الهضمي، حيث تساهم هذه الأطعمة في استقرار مستويات السكر في الدم بشكل أفضل من الأطعمة المصنعة.
وأشارت الدكتورة إلى أن الفاكهة تحتوي على سكر الفركتوز وتعد من مصادر الكربوهيدرات، وبالتالي يمكن للفواكه أن ترفع نسبة سكر الدم، ويختلف محتوى الكربوهيدرات والسكر الطبيعي الفركتوز بين أنواع الفاكهة المختلفة، كما تؤثر درجة نضج الفاكهة على نسبة السكر بها، لذلك، يجب مراعاة هذه الاختلافات عند تناول الفاكهة للحفاظ على نظام غذائي متوازن، خاصة إذا كان الشخص مصابًا بمرض السكري.
وفي ختام حديثها مع ”أثير“، أكدت الدكتور ليلى أن اتباع نمط حياة صحي يمكن من المحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن الحد الطبيعي، وتساعد الخطوات الآتية في تحقيق ذلك:
– تناول وجبات متوازنة: تضمن الغذاء المتوازن للجسم ما يحتاجه من المغذيات الأساسية.
– تناول الكربوهيدرات بذكاء: استبدال الكربوهيدرات البسيطة بالكربوهيدرات المعقدة الصحية الغنية بالألياف.
– ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية المنتظمة: تساهم في ضبط مستويات السكر في الدم.
– تجنب التوتر والضغوط النفسية: لأن الهرمونات التي يفرزها الجسم لمقاومة التوتر يمكن أن تسبب ارتفاع سكر الدم.
– الإقلاع عن التدخين: يساعد في ضبط نسبة السكر بالدم.
– مراقبة سكر الدم بانتظام: يساعد في الوقاية من مضاعفات ارتفاع سكر الدم.
هذا ويمكن أن يتغير مؤشر نسبة السكر (المؤشر الجلايسيمي) للأطعمة اعتمادًا على عدة عوامل، منها:
– طريقة تحضير الطعام: يرتفع المؤشر الجلايسيمي للأطعمة النشوية عند طبخها لفترة طويلة.
– نضج الفواكه والخضروات: تزداد نسبة السكر وتقل نسبة الألياف في الفاكهة كلما نضجت.
– نوع الطعام: تتفاوت أنواع الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات في نسبة السكر والألياف.
– مكونات الطعام: يمكن إضافة المكسرات أو البذور أو الحليب قليل الدسم إلى وجبة الإفطار لزيادة نسبة البروتين والدهون الصحية.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: على مستویات السکر فی الدم نسبة السکر سکر الدم
إقرأ أيضاً:
قراءة في كتاب: "محافظة سراة عبيدة".. تاريخ وحضارة عادات وتقاليد
أنجز الباحث: سعيد بن سعد آل سحيم، كتابًا حافلًا عن إحدى محافظات منطقة عسير بعنوان: "محافظة سراة عبيدة.. تاريخ وحضارة عادات وتقاليد".
وجاء الكتاب الصادر عن مطابع الحميضي بالرياض في 404 صفحات مقسمة على ستة أبواب هي: تاريخ وجغرافية محافظة سراة عبيدة والمراكز التابعة لها، وسكانها، ومسيرة الحياة التعليمية بمختلف مراحلها، والصحة في محافظة سراة عبيدة، ولمحة عن ماضي المحافظة وتراثها الشعبي، والعادات الاجتماعية لأهلها في الماضي والحاضر.
واستهل الباحث كتابه بنبذة عن "محافظة سراة عبيدة"، مبينًا أنها تقع في منطقة عسير شمالًا من محافظة ظهران الجنوب، وتعد (قرية البُوطة) مركز تحضرها، وقد أنشأت الإمارة فيها عام 1367هـ على وجه التقريب، وتحيط بالمحافظة عدد من القرى والسهول الزراعية.
وأشار الباحث إلى اشتراك "محافظة سراة عبيدة" مع عدد من محافظات ومدن منطقة عسير في الحدود الإدارية مثل: ظهران الجنوب، وأحد رفيدة، وأبها، معددًا أهم الأودية التي تخترق "محافظة سراة عبيدة"، ومنها: أودية الجوف، وخضار، والعمل، ورغد، والسّروي، ووادي آل بسام، والصحن، والأبيض، وثربة، وعمق، والفرحة، ومن الجبال: أبو كفية، ومسحر، وجبل عين اللوي، والظاهر، وإفقه، وصقر، والصديات، وظلم، وقرضان، والطنبر، وأبا الأصابع، وسلسلة جبال المجاز، والخطام، والجوف، وهرون.
وتمثل "محافظة سراة عبيدة" أحد الأجزاء الهامة في ( منطقة عسير )، وهي من المحطّات القديمة الواقعة بين منطقتي الحجاز واليمن، كما أنها كانت محطًا للقوافل التجارية، وقوافل الحجاج القادمين من اليمن، بالإضافة إلى أن أهالي المحافظة يعتبرون من أهل رؤوس الأموال، سواء في الفترة الماضية التي سبقت العهد السعودي الزاهر، أو في الفترة الحالية، والتجارة من أهم المجالات التي كان يزاولها أبناء المنطقة، ومن ذلك تجارة قوافل الحبوب بأنواعها من وإلى اليمن والتنقل وتسويق تجارتهم في الأسواق القائمة في منطقة عسير، ومنطقة مكة المكرمة، كما أنهم كانوا يمارسون الزراعة، التي هي مصدر الرزق الأساسي لأبناء المحافظة في الماضي.
وكانت التجارة في "سراة عبيدة" عبر طرق بريّة، تربط قرى السّراة ببعضها، وطرق أخرى تربطها مع المناطق المجاورة لها في الحجاز واليمن وغيرها، وكانت وسائل النقل في ذلك الوقت هي الجمال، كما لا توجد قرية إلا ويربطها طريق يصلها بالمناطق المحيطة بها، ويدل على ذلك آثار تلك الطرق القديمة؛ التي كانت تستخدم للسير على الأقدام ومرور المواشي والحيوانات، وتعرف الطرق الداخلية، التي تربط أجزاء القرى بعضها عند سكان "سراة عبيدة" ب (العادة)، وتسمى (عادة خف)، أو (عادة دابة)؛ ومثل هذه الطرق توثق في وثائق يحتفظ بها، فلا تفتح عادة إلا وفق أمور معينة معروفة عند الجميع تثبت أحقية تلك العادة وشرعيتها.
أما الطرق الأخرى، فهي الطرق الخارجية، وهذه تربط المنطقة بالمناطق الأخرى، وتعرف بالطرق التجارية؛ ومن أهمها الطريق الذي يربط أبها بظهران الجنوب، والذي سماه الرّحالة "نواليس" (طريق السلطان)، ومن خلاله تمر القوافل إلى اليمن والحجاز، وكانوا يُسوّقون سلعهم في الأسواق الأسبوعية المشهورة مثل: سوق خميس مشيط، وسوقي الأربعاء في قرية الروشن وخميس نمران في بيشة، وسوق الثلاثاء في أبها، وسوق المحافظة نفسها المشهور بـ "خميس عبيدة" وغيرها، وكانت معروضاتهم في ذلك الوقت المواشي بأنواعها، وبعض المنتجات المحلية، مثل: السمن، والزبد، والحبوب بأنواعها، والتمور، والفواكه، والخضروات، وبعض البضائع المستوردة مثل: القماش والهيل والبُن الذي كان يجلب من اليمن وكذلك البنادق، والرصاص، والخناجر، والسيوف)، وكانت طريق البيع تتم بالمساومة، ثم البيع والشراء، أما الحرف المهنية مثل: النجارة والصناعة وغيرها؛ فلم تكن من عروض التجارة لديهم، ولكن كان هناك أناس مشتهرون بصناعة ما يلزم للسكان مقابل أجور يتفق عليها بعد توفير المواد الخام لذلك.
وعدّد الباحث أهم الآثار في "محافظة سراة عبيدة"، ومنها: النقوش والرسوم الصخرية، وطريق الفيل، وموضع صنان الأثري، وقرية آل الخلف ويقدر عمرها بخمسة قرون، وموضع الهجلة ويتكون من أطلال قصر قديم، إضافة إلى عدد من الأبراج المبنية من الطين، وموضع العسران ويغلب على تلاله اللون الرمادي، وقد عثر فيه على مجموعة من الأدوات الصوانية، وعلى ما يربو من 30 منشأة حجرية دائرية، ويرجّح أنها تعود إلى العصر الحجري الحديث.
يذكر أن "سراة عبيدة"، من المحافظات المصنّفة على فئة (أ)، وسميت باسم القبائل التي تقطنها حتى هذا اليوم، وتتمتع المحافظة بجميع الخدمات الحكومية الضرورية من تعليم، وصحة، وكهرباء، وهاتف، وماء، وطرق، وجهات أمنية، وبلدية، وزراعية، ومؤسسات أهلية تناسب توسع المحافظة وتطورها وكثرة سكانها