بنك الدم بالإسكندرية يعانى من فقر الدم
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
رحلة عذاب للحصول على متبرع.. والفصائل النادرة «نادرة»
رغم انتشار عربات التبرع بالدم إلا أنها لم تحقق هدفها المطلوب نتيجة لغياب الوعى لدى المواطنين، وعلى إثر ذلك قامت بعض النفوس الضعيفة ببيع دمائهم مقابل مبالغ مادية يدفعها أهالى المريض، وتحولت أكياس الدم الى سلعه تباع فى السوق السوداء، حيث يستغل البعض نقصها وحاجة أهالى المريض خوفاً من شبح الموت الذى يطارد مرضاهم.
وتؤكد المؤشرات وجود تدهور شديد فى المخزون الاستراتيجى للدم، مما يتسبب فى معاناة كبيرة للمرضى وذويهم الذين يلفون «كعب داير» على البنوك بجميع المحافظات لتوفير كيس دم لمريضهم، وفى حال توافره يحصلون عليه بأسعار باهظة، ناهيك عن المعاناة الأكبر للحصول على كيس لفصيلة نادرة.
رصدت «الوفد» معاناة المرضى ورحلة عذابهم للحصول على كيس الدم، حيث تقول: دنيا أحمد موظفة نقص اكياس الدم مشكلة خطيرة ويلزم ان الدولة تعتبرها امنًا قوميًا لأنها تمس الآلاف من المرضى الذين حياتهم متوقفة على كيس دم واحد.
وتضيف: انا عشت رحلة عذاب كبيرة وابى دفع حياته ثمن كيس دم وللاسف فارق الدنيا لاننى عجزت عن توفير له الدم المطلوب، والدى بالمعاش وحدث له حادث سيارة ودخل مستشفى الميرى وهو حالته خطيرة ولانه حدث له نزيف كبير وهو مريض قلب، طلبت منى المستشفى ان اقوم بشراء 3 أكياس دم، ورفض المستشفى دخوله غرفة العمليات قبل ان أوفر له الدم المطلوب، وعندما توجهت بالشكوى لإدارة المستشفى اخبرونى انهم قاموا بإمداده بكيس دم واحد وهو الذى كان متوافرا فى المستشفى وليس لديه اى اكياس دم إضافية، توجهت الى بنك الدم بمنطقة كوم الدكة بعد معاناة شديدة تمكنت من شراء كيس دم تكلفته 700 جنيه، وأبلغونى أن بنك الدم ليس لديه أى أكياس إضافية، ويلزم أن أحضر متبرعًا صباحا لكى أستطيع أن أحصل على كيس دم إضافى، ومكثت ساعات طويلة خلال الليل أبحث فى المستشفيات الخاصة والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة وللأسف لم أجد كيس دم واحد ينقذ والدى، وفى الصبح عندما كنت أبحث عن متبرع أخبرونى بأحد الأماكن؛ الشباب يقومون فيها بالتبرع بالدم مقابل مبالغ مالية، بالفعل وافقت لأننى لم أجد أمامى غير هذا الحل خوفا على والدى، وللأسف تأخرت كثيرًا على والدى الذى فارق الحياة وفوضت امرى الى الله هو الذى سوف يعيد له حقه من المستشفى وبنك الدم.
أزمة خطيرة
يقول منعم السيد موظف: للاسف مشكلة نقص الدم هى من أخطر الأزمات التى تواجهنا خصوصاً مرضى الدم، حيث إن حياتهم مرهونة بنقل الدم مرتين شهرياً. فأهل المريض تستنزفون أوقاتهم وإمكانياتهم فى الحصول على الدم بمشتقاته المختلفة من بلازما وصفائح بأى ثمن لإنقاذ حياة المرضى، ونقوم ـ أهل المريض ــ بطَرْق كل الأبواب وجميع الأماكن، ولم نحصل عليه فى الوقت الذى يحتاج إليه بشدة مرضى الكبد والعمليات وحالات النزيف والحوادث، الذين تظل أرواحهم مرهونة بقطرة دم واحدة..
ويشير « حسام السيد « موظف إلى أن «نقص الدم بالمستشفيات مؤشر خطير، ظهر أثره عندما قرر أطباء أحد المستشفيات نقل 3 أكياس دم فصيلة (B+) إلى زوجتى التى تعرّضت لنزيف حاد عقب الولادة، ونظراً لعدم توافر الدم بالمستشفى وخطورة حالتها قسّمنا أنفسنا إلى مجموعتين من 6 أشخاص وخرجنا للبحث عن الدم فى كل مكان بمستشفيات الاسكندرية وبنك الدم لكننا لم نجده، تاركين زوجتى على سرير المستشفى بين الحياة والموت وعرضنا تبرُّعنا بدم بديل لأحد المستشفيات مقابل الحصول على أكياس الدم المطلوبة لكن لم يستجب أحد مما تسبب فى وفاة زوجتى وترك جنينها وحيدًا.
وأوضح محمود سليمان أن المشكلة هى أن مرضى المستشفيات الخاصة يباع لهم الدم بأسعار مرتفعة رغم أنهم من شريحة الغلابة، ولا يجدون أماكن خالية بالمستشفيات الحكومية، ولهذا دخل شقيقى مستشفى خاصاً لإصابته فى حادث، وقرر الأطباء حاجته إلى نقل الدم، وبدأنا رحلة البحث حتى حصلنا على الدم الف جنيه قيمة كيس واحد، مشيراً إلى أن سبب الأزمة يرجع إلى قلة المتبرّعين بالدم وقيام بعض المستشفيات الخاصة بالاتجار فى اكياس الدم ببيعه لهم فى أوقات شدتهم، باسعار مبالغ فيها جدا.
غياب ثقافة التبرع
يقول الدكتور عبد الفتاح محمد عبد الفتاح رئيس قسم النساء والتوليد: إن السبب الرئيسى لنقص الدم هو انعدام ثقافة التبرع لدى المواطنين، فإذا توافرت لدينا ثقافة التبرع بالدم طوال العام، وليس فى اثناء الحوادث فقط مثل باقى دول العالم فسنجد أن الدم متوافر فى المستشفيات طوال العام، ويشير الى ان جزءا كبيرا يتحمله الاعلام فى التوعية بأن الدم ليس للأزمات فقط، فهناك امراض تحتاج الى دم بشكل منتظم، لذلك لابد ان يكون هناك تبرع ثابت لهذا المنتج النادر حتى يتوافر رصيد دائم منه، ويرى ان المتبرع نفسه مصدرًا مهمًا يجب الحفاظ عليه.
ويضيف الدكتور « عبد الفتاح » إن حالة الخوف التى تنتاب بعض المواطنين من مشكلة التبرع بالدم خاطئة جدا لان التبرع يكون من خلال ملء ورقة استبيان بها اسئلة تساعدنى فى التعرف على المتبرع وبعد أخذ العينة يتم عمل اختبار هيموجلوبين لها لمعرفة اذا كان يعانى أنيميا أو ضغطا، واذا ثبت انه لا يعانى يتم أخذ العينة ثم يأتى للمركز ويتم عمل فحوصات أخرى، والتأكد من خلو العينة من الامراض التى تنقل عن طريق الدم أو الايدز أو الزهرى وأى كيس يثبت به وجود احد الامراض يتم اعدامه، مؤكدا انه اذا ثبت به وجود أى مرض بالعينة يتم الاتصال بالمتبرع فى سرية تامة ويتم ابلاغه بالطريق الصحيح الذى يجب أن يسير فيه والفحوصات التى يجب اجراؤها.
وأوضح أن السبب الثانى يكمن فى نقص الدم هو اننا لدينا مكان واحد فقط هو بنك الدم الذى لديه اكياس الدم وثلاث مستشفيات اخرى فقط لذلك يوجد عجز كبير فى أكياس الدم، وهذا بسبب الإجراءات التعسفية التى تفرضها وزارة الصحة على المستشفيات الخاصة التى تطلب بإنشاء مركز بنك دم داخل المستشفى، كما أن رسوم التكلفة التى تطلب مبالغ فيها كبيرة جدًا، مما يتسبب فى تراجع المستشفيات عن انشاء مركزبنك دم، وتظل مشكلة نقص اكياس الدم قائمة.
وكشف الدكتور «عبدالفتاح» أن المشكلة الكبيرة التى تواجه اهالى المريض انهم فى حالة عدم توافر فصيلة الدم يقومون بشرائها من إحدى المحافظات المجاورة وهذا مخالف للقانون ويهدد حياة المريض للخطر لان فى هذه الحالة يتم نقل كيس الدم بطريقة غير آمنة، كما انه يلجأ احيانا إلى شرائها من بعض الموظفين اصحاب النفوس الضعيفة بوزارة الصحة بطريقة ملتوية، أى من تحت التربيزة مقابل مبالغ مالية باهظة ولأن أهل المريض يكونون فى حاجة لانقاذ مريضهم لم يجدوا امامهم غير الدفع أو موت المريض.
وطالب الدولة بأن تتدخل لنشر الوعى الثقافى لدى المواطنين للتبرع بالدم وايضا ان يوجد بدائل بانشاء مصنع لبنك الدم وهو مشروع هام جدا يخدم ملايين المواطنين، كما يجب ان يسهل الاجراءات للمستشفيات الخاصة لكى تستطيع ان تفتح مراكز تبرع للدم.
رقابة غائبة
يقول احمد سلامة منسق حقوق الانسان إننا بالفعل نواجه ازمة حقيقية فى نقص أكياس الدم وذلك بعد قيام بعض المستشفيات الخاصة تقوم بالتجارة فى تبرعات الدم، لذلك يلزم ان تقتصر تبرعات الدم على بنك الدم المصرى التابع لوزارة الصحة فقط، وخاصة لأننا نجد أن بعض المستشفيات الخاصة تقوم بعمل دعاية التبرع بالدم مقابل أموال، وأصبح الكثير من الشباب العاطل يتوجه للتبرع بالدم مقابل الأموال، لذلك لحل هذه الأزمة أن تقتصر التبرعات فقط فى بنك الدم التابعة لمستشفيات وزارة الصحة.
وكشف « سلامة» ان غياب الرقابة على سيارات نقل الدم تسبب فى التلاعب فى اكياس الدم واستغلال حاجة المريض والتربح وراء ارواح الكثير من المرضى الذين يتوافدون بالمئات على ابواب بنك الدم يبحثون عن اكياس الدم، وخاصة فصائل الدم النيجتف التى تكون نادرة جدا، ونفاجأ بقيام بنك الدم ببيع اكياس الدم بأسعار عالية حيث بلغ كيس الدم اكثر من سبعمائة جنيه مما يسبب عبئًا على المواطن الغلبان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نادرة المستشفیات الخاصة التبرع بالدم اکیاس الدم أکیاس الدم بنک الدم نقص الدم دم واحد على کیس کیس دم
إقرأ أيضاً:
تقديراً لأمانته.. محافظ أسوان يمنح شهادة تقدير ومكافأة مالية لطفل نوبي
فى لفتة طيبة حرص اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على تكريم الطفل النوبى " محمود سيد بشير " 11 سنة أبن جزيرة هيسا بالصف الخامس الإبتدائى ، بمنحه شهادة تقدير ومكافأة مالية وذلك تقديراً لأمانته وموقفه النبيل فى رد مبلغ مالى لسائحة من دولة الأرجنتين عقب شراؤها لبعض المشغولات اليدوية التى يقوم ببيعها بمرسى معبد فيله ، ولم تقم بإستلام باقى المبلغ.
ومن جانبه قدم الدكتور إسماعيل كمال شكره لأسرة الطفل محمود لحسن تربيتهم لأبنهم ليكون بهذه الأخلاق الرفعية ، ويكون نموذجاً مشرفاً نفتخر ونعتز به أمام ضيوفنا الزائرين من الأفواج السياحية والمصريين ، مؤكداً على أن هذه الطباع الراقية من حسن إستقبال الضيوف والمعاملة الطيبة لهم ، وبشاشة الوجوة السمراء لكل زائر تعتبر من الصفات التى ينفرد بها دائماً أهل محافظة أسوان العريقة .
فيما حرص اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على التواجد بين أبناؤه طلاب كليات جامعة أسوان بقاعة المشير محمد حسين طنطاوى بالحرم الجامعى بصحارى للتعرف عن قرب على الأراء والمقترحات والمطالب والإحتياجات الطلابية ، وذلك ضمن سلسلة اللقاءات الجماهيرية المتتالية التى يعقدها المحافظ مع كافة أطياف المجتمع الأسوانى .
وأثناء اللقاء الأبوى والتوعوى الذى حضره الدكتور لؤى سعد الدين القائم بأعمال رئيس الجامعة ، وأعضاء هيئة التدريس ، أكد الدكتور إسماعيل كمال على أهمية زيادة الوعى بالحفاظ على الجبهة الداخلية وكيان الدولة المصرية من خلال عدم الإنسياق وراء الشائعات والأفكار الهدامة ، فلابد أن نخاف على بلدنا ووطنا الغالى لإستكمال مسيرة البناء والتنمية فى الجمهورية الجديدة.
مطالباً بضرورة تفعيل المشاركة المجتمعية لطلاب الجامعة فى التعامل مع العديد من القضايا والمحاور المتنوعة المتمثلة فى أسلوب المعاملة الطيبة بين المواطن والسائح الزائر للمحافظة ، وكذا التعريف بأهمية الإستغلال الأمثل للمحاصيل الزراعية التى تشتهر بها أسوان بإعتبارها محافظة زراعية من الدرجة الأولى ، وتمتلك الكثير من المحاصيل ذات الإنتاج المبكر ، وهو الذى يتطلب التحفيز لإستثمارها وتحقيق القيمة المضافة منها.