لأن الفائدة التاريخية المرجوة محدودة جداً إن لم تكن منعدمة تماماً، في مقارنة منصفة مع ما يقدمه من تعاليم وكتابات وأفكار عدد من المفكرين والفلاسفة والعلماء في عصور غابرة من الحضارات الإنسانية المتعاقبة، أي في عصر الفلاسفة الأوائل من زمن الحضارة الإغريقية، والحضارة الفارسية، والحضارة اليمنية (سبأ وحِمْيَر ومعين وقتبان وأوسان وحضرموت)، والحضارة السورية التي يسميها المستشرقون الأوروبيون بـ (الآشورية) في تحريف صريح في المُسمَّى الحقيقي لتلك الحضارة، وما أكثر التزوير العلني والمبطن الذي لجأ إليه المستشرقين الأوروبيين البيض في تزوير حقائق التاريخ ومعطيات الجغرافيا.


تذكرت عدداً من كتابات ومقولات عددٍ من هؤلاء المفكرين والفلاسفة وأنا استمع كغيري لخطاب مجرم الحرب الصهيوني/ بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني الإسرائيلي اليهودي، أمام عددٍ من أعضاء الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ الأمريكي (في شهر يوليو 2024م)، وهُم في الغالب أمريكيون صهاينة عنصريين أو دعموا للصعود إلى ذلك الكرسي بمساندة ودعم من اللوبي اليهودي الصهيوني المتغلغل في جسد جميع المؤسسات الحزبية والحكومية وحتى المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد تمت دعوة مجرم الحرب (نتنياهو) من قِبل قادة الحزب الجمهوري كدعاية انتخابية رخيصة في الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر القادم لهذا العام 2024م، لدعم مرشحهم الجمهوري وحشد اللوبي اليهودي الصهيوني لذلك الهدف، واُعطيت له مساحة من الزمن في الاستماع لهذيانه وأكاذيبه والرد عليه بقيام الأعضاء والتصفيق له بحرارة منقطعة النظير، مع العلم بأن هناك أعضاءً من المجلسين من الحزب الديمقراطي قد غابوا وتغيبوا احتجاجاً على سلوك وشخص مجرم الحرب (نتنياهو).
من سيقرأ خطاب مجرم الحرب وكلمات خطابه الأرعن وكأنه يُلقيه في زمن السلم، وكأن الجيش الصهيوني اليهودي لم يشن عدواناً وحشياً نازياً فاشياً على الشعب الفلسطيني مُنذ الثامن من أكتوبر عام 2023م وما زال مستمراً في العدوان الإجرامي حتى هذه اللحظة التي نُسجل فيها هذا المقال عن خطاب المجرم (نتنياهو)،
والغريب أنه يردد بسذاجة ذلك المجرم، ويقول خلال مدة حربة الحالي على الشعب الفلسطيني وأنه لم يقتل أي مدني فلسطيني، مع أن أرقام إجرام جيشه النازي قد قتل وجرح أزيد من (100,000) مائة ألف شهيد وجريح جُلُّهم من الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين،
والأغرب من ذلك أن الصهاينة الأمريكان كافئوه بتصفيقاً حاراً جداً جداً جداً. يتم نقل الخطاب على الهواء عبر العديد من وسائل الإعلام الأمريكي والعربي والأجنبي، وتنقله الفضائيات والقنوات وجميع وسائل التواصل الاجتماعي، كيف لنا أن نفهم نحن البشر الأسوياء كل ذلك المشهد الإعلامي الكاذب، وفي مغالطة صريحة للعقل والقلب وجميع حواس الإنسان، كيف؟!، كيف؟!، كيف؟!.
نحن نكتب مقالنا هذا اليوم، وفي شهر يوليو من عام 2024م وقد مضى على العدوان الصهيوني اليهودي الأمريكي الأوروبي الغربي أزيد من عشرة أشهر، تم فيه تدمير مدن قطاع غزة الفلسطينية بنسب تفوق الــ 70% من منشئاته وبُنيته التحتية، وتم تدمير مُعظم المستشفيات، والمدارس، والجامعات، والكنائس، والمساجد، وآبار مياه الشرب، والمزارع ومحطات تحلية المياه، وتدمير كل ماله صلة بالحياة الإنسانية في قطاع غزة، وراح من راح من الشهداء والجرحى والأسرى، ومع ذلك يحتفل الصهاينة الأمريكان بخطاب هذا المجرم القاتل (نتنياهو)، وفوق ذلك ينهض الأعضاء النواب في الكونجرس من مقاعدهم يصفقون له بحرارةٍ وبفرحةٍ مُستغربه على أي إنسانٍ عاقل يتابع ذلك المشهد الغريب. دعونا نقرأ المشهد معاً بقليلٍ من الحيادية الإنسانية، وعن ماذا يُعبر ذلك المشهد الإنساني التراجيدي: ـ
أولاً: كيف لأي إنسانٍ عاقل يتابع وسائل الإعلام، ويُشاهد ذلك المُنكر والموقف المشين من قِبَل النخبة الأمريكية المتمثلة بمكانة المجلس التشريعي الذي يُشرِّع القوانين واللوائح لأمة أمريكية ضخمة يتجاوز تعدادها الـ 350 مليون أمريكي، هؤلاء المُشرِّعون يتماهون مع وسائل الإعلام الصهيونية الكاذبة ويصدقون رواية القتلة المجرمون اليهود الإسرائيليون بأنهم شعب مظلوم من قِبل المقاومة الفلسطينية من حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وغيرهم من المقاومين الفلسطينيين، كيف لهؤلاء المُشرِّعين الأمريكان أن يصدقوا بسذاجة مفرطة بأن المجرم القاتل (نتنياهو) يدَّعي بأنه ضحية للإرهاب وضحية للكراهية من قِبل العرب والمسلمين، كيف تنطلي على جهابذة التشريع الأمريكي المُتصهين، وهُم تحت قُبّة البرلمان (الديمقراطي) كل الألاعيب الإسرائيلية الصهيونية اليهودية في أكاذيب الإعلام وخلافه، إنه أمرٌ غريب وعجيب!!!. ـ
ثانياً: ألم يَسُن هؤلاء المُشرِّعين الأمريكان الصهاينة وقبل بضعة أشهر فحسب، قانوناً أمريكياً صهيونياً خاصاً بهم، يقول محتواه بـ (أنه لا يحق لمحكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة وجزءاً من المنظومة العدلية الدولية، لا يحق لها أن تصدر أي قراراتٍ أو أحكامٍ ضدّ قادة كيان العدو الإسرائيلي)، وحتى بعد إدانتهم من قِبل القُضاة الدوليين. ـ
ثالثاً: ألم يوافق هؤلاء المُشرِّعين الأمريكان، وقبل بضعة أشهر فحسب على موازنة الدعم العسكري الأمريكي لدولة الكيان الصهيوني، وتزويدهم بعشرات المليارات، وتم الضغط على إدارة الرئيس/ جو بايدن من أجل تمرير تلك الصفقة لدعم الكيان الإسرائيلي أثناء العدوان الإسرائيلي على مواطني قطاع غزة. ـ
رابعاً: ألا يُذكِّرنا موقف أعضاء مجلسي الشيوخ والكونجرس الأمريكي، وهُم يصفقون بنشوة مفرطة وبحرارة متناهية لكلمات خطاب مجرم الحرب القاتل (نتنياهو)، ألا يُذكِّروننا بأن أجدادهم الأوروبيين البيض العنصريين حينما غزو واستعمروا القارتين الأمريكيتين في العام 1492م بقيادة النصاب الدولي/ كريستوفر كولمبس، وقاموا بتزوير الوقائع والأحداث، بل صادروا تاريخ الشعوب الأصلية لتلك الأراضي من حضارة (الإنكا والمايا والأزديك)،
وقالوا بأنهم اكتشفوا أرض الأمريكيتين وأن ليس بها بشراً وأنهم (أي الأوربيون البيض) قاموا بإعمار القارتين. وقد ظهر بعد ذلك بأن الإنسان الأوروبي الأبيض العنصري قد أباد وأعدم شعوب ما كانوا يسموهم بالهنود الحُمر، أعدموا منهم ما يزيد عن 120 مليون إنسان، إن من صفق بحرارة للقاتل المجرم (نتنياهو) من أعضاء الكونجرس الأمريكي لقتل أكثر من (40,000) شهيد فلسطيني أعدمتهم العصابات الصهيونية العسكرية وبأسلحة أمريكية وأوروبية، هم ذاتهم أحفاد المجرمون الأوائل من الأوروبيين العنصريين البيض الذين غزوا القارة الأمريكية وقتلوا الملايين من السكان الأصليين لأمريكا، يقولون ما أشبه الليلة بالبارحة. ـ
خامساً: ألا يُذكِّرنا هؤلاء الأمريكان البيض العنصريين بما فعله أجدادهم المستعمرين الأوروبيين في القارة الأفريقية السوداء، والذين لازالوا يدفعون التعويضات المادية على قتلها، إلا أنها تثبت بما لا يدع مجال للشك لإدانتهم بأنهم أعدموا وصفّوا وقتلوا الملايين من الشعب الأفريقي بحجة أنهم بشر غير مكتملي النمو، وأنهم أي الإنسان الأوروبي العنصري الأبيض هو من سيطوّر جيناتهم الوراثية الآدمية نحو التطور البشري، قتلوا الملايين من الشعب الجزائري، وشعب جنوب أفريقيا، ومن الشعب الكونغولي والموزمبيقي و و و. ـ
سادساً: ألا يُذكِّرنا موقف هؤلاء الأمريكان العنصريين بأجدادهم البريطانيون حينما استعمروا شبه القارة الهندية وامتصوا وسرقوا ونهبوا ثرواتها وتركوا جزءاً من الشعب الهندي وهم بالملايين يموتون جوعاً كما كان يردد المجرم/ تشرشل رئيس وزراء بريطانيا (العظمى) في الحرب العالمية الثانية، قال إن هؤلاء الهنود يموتون لأنهم كسالى ولا فائدة فيهم، هكذا تتجلى العنصرية المقيتة المُشينة في سلوك هؤلاء الأوروبيين العنصريين. ـ
سابعاً: ألا يُذكِّرنا الأمريكان الصهاينة اليوم بأجدادهم البريطانيون حينما غزوا قارة أستراليا وأبادوا سكانها الأصليون السود بحجة أنهم بشراً غير أسوياء يتوجب إبادتهم، وقتلوا مُعظم سكان الجزيرة / القارة الأصليون، ونقلوا إلى القارة البكر مجاميع بريطانية بيضاء هم من خريجو السجون ومن الذين عليهم أحكاماً قانونيةً جنائية ليستوطنوا بدلاً عن سكان الجزيرة الأصليون، ومن تبقى منهم وهرب إلى الغابات والجبال تم عزلهم في جيتوهات ومناطق عزل كي يبقوا كالحيوانات معزولين يكملون بهم برامج السواح الأجانب القادمون إلى جزيرة أستراليا للتنزه والاستمتاع بمشاهدة الإنسان الأول والذي تم تصفية الجزء الأعظم منهم، هكذا هم المستعمرون الأوروبيون البيض العنصريون، وهكذا هي أعمالهم القذرة وغير الإنسانية.
الخلاصة: إن الممارسات الغير أخلاقية والغير إنسانية والجرائم البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني الإسرائيلي ضد أهلنا بقطاع غزة وفلسطين المحتلة كلها منذ تاريخ 8 أكتوبر 2023م وحتى لحظة كتابة مقالنا اليوم في 29 يوليو 2024م، هي نتاج ثقافة عنصرية، وممارسة غير إنسانية قذرة تشرّبها العدو الإسرائيلي من تربة الاستعمار الأوروبي الأبيض المريض وتوابعه من أمراض الشوفينية والماسونية والعنصرية الصهيونية والنازية والفاشية والمرض المتوارث من عقدة التفوق العرقي للإنسان الأبيض مُنذ لحظة ميلاد الفكر الاستعماري الاحتلالي القذر في أوروبا، وانتشارها حول العالم. ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اليمنية / صنعاء

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الکونجرس الأمریکی هؤلاء الم شر مجرم الحرب من الشعب ذلک الم من ق بل

إقرأ أيضاً:

كيف تفاعل الناشطون والسياسيون مع خطاب السيد القائد؟

يمانيون../
يبرُزُ السيدُ القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، خلال هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ الأُمَّــة كقائد يحسِبُ له الأعداءُ ألفَ حساب.

وبالتوازي مع الأحداث الملتهبة في المنطقة، بدءًا من العدوان الصهيوني في قطاع غزة، وانتقاله إلى لبنان، ثم احتلال أجزاء من الأراضي السورية بعد إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، يلتف أحرار العالم حول السيد القائد؛ باعتبَاره أهم الشخصيات القيادية البارزة في الساحة، والتي يعول عليها أن تعلب دورًا محوريًّا في مواجهة الأعداء، وإعلاء قيم الدين والشهامة في الأُمَّــة المسلوبة لإرادتها منذ سنوات كثيرة.

ويعد الخطاب الأخير للسيد القائد، من أهم الخطابات التاريخية، حَيثُ تطرق إلى مجمل القضايا في الساحة، مشخصًا علل الأُمَّــة وهزائمها، ومقدمًا العلاج والحل، من رؤية قرآنية، تستمد الثقة بالله، والتأييد منه.

ويصف القاضي عبد الوهَّـاب المحبشي، خطاب السيد القائد الأخير، بالأبرز في مرحلة معركة “طوفان الأقصى”، لافتًا إلى أنه يأتي بعد خطابه النوعي الأول الذي ألقاه بعد اندلاع معركة “طوفان الأقصى”، محدّدًا مسار التحَرّك في مساندة غزة على مستوى القول والفعل.

ويؤكّـد القاضي المحبشي في مداخلة له عبر قناة “المسيرة” أن خطاب السيد القائد قدم مقاربة عقلانية، ومنطقية للأحداث والمستجدات التي تشهدها الساحة، لا سِـيَّـما أحداث سوريا، واصفًا الخطاب بالحجّـة الدامغة على الأُمَّــة الإسلامية، لافتًا إلى أن الكثير من الجماعات الدينية التي تمتلك القدرات القتالية، والمالية والعدة والعتاد التزمت الصمت في معركة “طوفان الأقصى” ولم تقدم أي موقف، في حين صحت وبقوة في أحداث سوريا الأخيرة.

ويشير إلى أن عناوين العروبة والعقيدة والجهاد تصبح مطموسة حينما يتعلق الحدث بالأقصى، وبمواجهة اليهود، وهذه الشعارات تحضر فيما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، موضحًا أن الساحة السورية شهدت تصعيدًا للخطاب الطائفي الممزوج والسخيف على أعلى مستوى، وأصبح الإسلام مرتبطًا كليًّا بالجماعات التكفيرية السورية وضرورة مناصرتها على مستوى العالم، من طنجة إلى جاكرتا، حتى وصلوا إلى تصدير نساء من مختلف بلدان العالم بزعم الجهاد في سوريا.

ونوّه المحبشي إلى أن أمريكا وجّهت الجماعات المسلحة بعد سيطرتها على دمشق لاعتماد خطاب غير الخطاب الطائفي لما يحقّق أهدافها في المنطقة، موضحًا أن جبهة النصرة، أَو ما يسمى بهيئة تحرير الشام حولت خطابها الطائفي التحريضي إلى خطاب قومي عربي.

وشدّد بأن أمريكا تحاول أن تجعل الجمهورية الإسلامية في إيران دولة قومية، وليست دولة إسلامية؛ وذلك بغرض تحقيق هدفين أَسَاسيين: الأول موجه إلى الداخل الإيراني يتبنى الخطاب القومي وليس الإسلامي القرآني، حَيثُ يعتقد الإيرانيون أن تحييد إيران عن المنطقة سيجبنها الدمار، وتنأى بنفسها عن المخطّطات الأمريكية التي تخطط لها أمريكا لتدمير الدولة الإيرانية وتدمير كُـلّ مقدرات الشعب الإيراني، والهدف الثاني موجه للعرب، وفيه يظن العرب أن مساندة الجمهورية الإسلامية لفلسطين وسوريا والعراق وغيرها؛ بهَدفِ توسيع المد الإيراني في المنطقة.

ويؤكّـد المحبشي أن دم سماحة الأمين العام لحزب الله الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، وتضحيته في سبيل القضية الفلسطينية، ومواقف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أسهمت في القضاء على المشروع الطائفي الفتنوي في مهده، مؤكّـدًا أن الوعي الإيماني والثقافي لدى الشعوب، سيسهم في القضاء على مخطّطات ومؤامرات الأعداء الصهاينة.

من جهته يقول الكاتب الصحفي اللبناني جهاد سعد: إن “خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يجسد بعمق الخطورة التي تمر بها المنطقة”.

ويوضح في تصريح خاص لقناة “المسيرة” أن خطاب السيد القائد يلملم شتات الأُمَّــة الإسلامية ويوحد بوصلة العداء تجاه الأعداء الحقيقيين اليهود والنصارى.

ولاقت كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، صدى واسعاً لما ورد فيها من مضامين استراتيجية وخيارات حاسمة تجاه ما يجري من أحداث في المنطقة.

صدى واسع في مواقع التواصل:

ووصف الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الخطاب بالتاريخي والمفصلي.

يقول الناشط سعود المالكي: ‏”وأنا أستمع لكلمة السيد عبد الملك الحوثي، حسيت بشيء، ما قد حسيت به من قبل، وكأني أول مرة أسمع قائدًا عربيًّا يتكلم بهذه القوة والوضوح”.

ويضيف: “هذا الرجل العظيم أنعم الله به على أهل اليمن، فكلماته لامست قلبي وحركت مشاعري بشكل لا أستطيع وصفه”.

من الناحية السياسية، يشير المالكي إلى أن السيد عبد الملك الحوثي، يتميز بقدرته على مخاطبة الجماهير بصدق وشفافية، مما يجعله قائدًا مؤثرًا في الساحة العربية، مؤكّـدًا بأن كلماته تعكس رؤية استراتيجية واضحة، وتوجّـهات سياسية تهدف إلى تحقيق العدالة والاستقلال، وأن هذا النوع من القيادة نادر في عالمنا العربي، حَيثُ يفتقر الكثير من القادة إلى الشفافية والقدرة على التواصل الفعّال مع شعوبهم.

ويقول: “كلماته ليست مُجَـرّد خطابات، بل هي دعوة للعمل والتغيير، تشعر وكأنها تحثك على التفكير بعمق في القضايا التي تواجه الأُمَّــة العربية، وتدفعك للتفاعل والمشاركة في صنع مستقبل أفضل، معتبرًا هذا النوع من الخطابات يلهم الأمل ويعزز من روح المقاومة والصمود”.

ويرى المالكي أن السيد عبد الملك الحوثي، يمثل نموذجًا للقائد الذي يجمع بين الحكمة والشجاعة، ويعمل بجد لتحقيق أهدافه الوطنية، مُشيرًا إلى أن كلماته ليست فقط مصدر إلهام، بل هي أَيْـضًا دعوة للعمل والتغيير نحو مستقبل أفضل.

من جهتها تشير الكاتبة ريهام البهشلي، إلى أن السيد القائد وضع معادلة ومعيارًا مهمًّا جِـدًّا لمن تلتبس عليهم الأمور، ولمن يتخبطون في التمييز بين من هم أهل الحق من الباطل، وبين من هم الصادقون من الكاذبين في زمن يدَّعي ويرفع كُـلّ طرف شعارات الدين والتحرير والإنسانية.

وتوضح البهشلي بأن المعيار الذي وضعه السيد القائد يتمثل في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم).

أما الصحفي والمحلل السياسي الغزاوي فايد أبو شمالة، فقد علّق على خطاب السيد القائد الأخير بوصفه تشخيص مسؤول وعلاج مأمول.

ويقول: “لم يتغير موقف السيد القائد اليمني عبد الملك بدر الدين الحوثي، في كلمته تجاه ما يجري من حرب الإبادة في غزة، فقد سرد بشكل مفصل كُـلّ ما قام به العدوّ الصهيوني من جرائم وعدوان وتدمير واعتداء على المستشفيات خُصُوصًا مستشفى كمال عدوان والإندونيسي شمالي القطاع، وقدم أرقامًا وإحصاءات عن عدد المجازر والشهداء والمصابين”.

ويضيف: “ولم يتغير موقف السيد القائد قيد أنملة من مساندة اليمن واليمنيين لغزة مهما كانت الأثمان والتضحيات؛ لأَنَّ ذلك هو “الواجب الذي لا تراجع عنه”، ومن ذلك الخروج المليوني، وضرب الاحتلال بالصواريخ، والمسيّرات، وفرض الحصار البحري على الكيان وداعميه.

ويتابع: “ولم يتغير تشخيصه لحالة الضعف والهوان والتخاذل التي تمر بها الأُمَّــة والتي تمنعها من مواجهة أعدائها وتجعلها أُمَّـة ذليلة وخانعة؛ بسَببِ عدم استعدادها للمواجهة والتضحية وقبولها بمخطّطات العدوّ للسيطرة على خيراتها ومقدراتها، ولم تختلف نبرة الألم العميق والحزن الشديد التي تنبعث من صوته القادم من بعيد متجهًا نحو فلسطين وسوريا ولبنان؛ باعتبَارها الجغرافيا الأقرب للعدو والتي تتعرض بشكل يومي لهجماته واعتداءاته، وكان واضحًا في إدانته للعدوان الصهيوني على سوريا ومساندته لها”.

ويشير أبو شمالة إلى أن ثمة نقطتين بارزتين سماهما السيد القائد معادلات ضمن مفهوم الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى الاحتلال لتكريسه أولا: معادلة الاستباحة، موضحًا أن العدوّ يضرب في كُـلّ مكان، وفي كُـلّ وقت يدمّـر ويقتل دون توقف، وليس ذلك في غزة وفلسطين فقط، بل في فلسطين وسوريا ومن المتوقع أن ينتقل بالتدريج لاستباحة كُـلّ الدول الأُخرى في الأُمَّــة.

أما المعادلة الثانية يقول أبو شمالة: إنها معادلة التفوق، موضحًا أن تكون قدرات الدول العربية تحت سقف معين، فلا تمتلك الأُمَّــة الأدوات المناسبة للدفاع عن نفسها.

ويرى أن في الحقيقة أن الاستباحة متحقّقة فعليًّا بدرجة كبيرة والتفوق بدا واضحًا في القدرات والإمْكَانيات العسكرية والتكنولوجية والتدميرية والأمنية التي يملكها العدوّ.

ويتساءل أبو شمالة: “متى ستنتبه الأُمَّــة لما يخطط لها؟ ومتى ستتوقف الإبادة لأهلنا في غزة؟ وكيف ستنهض سوريا وتكون قادرة على رد العدوان الصهيوني؟ ومتى سيتحد المسلمون في صف واحد وعلى موقف واحد لتخليصنا من الاحتلال؟”.

بدوره الناشط والكاتب الإعلامي مالك المداني، فقد كتب عقب سماعه خطاب السيد القائد قائلًا: “لم يعد الشمال سيد الاتّجاهات، أطحت به يا ابن البدر!

لكنك لم تحل محله!! لست جهة لتفعل أَو ضفاف لتقبل!! أنت أبعد بكثير! أنت وجهة ومطاف.. أنت جذر وقطاف.. أنت منزلة ومصاف.. وقمة وحواف.. ومضيف لا يضاف، والبوصلات تشير إليك! أنت وحدك خط مستقيم والناس دونك خطوط عرض يا سيدي!! يظنونك محسوب على طرف.. وأنت المنتصف! بل أنت المتعارف الذي يحسب عليه! لكنهم تائهون.. يفتشون عنك في القوائم! حمقى، مغرمون بالمفاجآت! يفضلون صخب الصواعق على هدوء المصير!”.

من جهته يرى الناشط الإعلامي عبد الله الفرح، أن خطاب السيد الأخير هو أخطر خطاب خلال هذه المرحلة وأن المعايير اليوم هي (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ).

ويقول الفرح بأن السيد القائد قد حدّد ورسم كُـلّ شيء، تنبأ ضمنيًّا بأشياء كثيرة، وتمنى أن يتجه الشعب السوري والمجموعات التي سيطرت اليوم على سوريا، وأن يحدّدوا البوصلة الصحيحة (أعزة على الكافرين).

ويلفت إلى أن السيد شن هجومًا كَبيرًا ومركزًا على واشنطن والكيان، وأنه شن هجومًا على الدول والكيانات التابعة لهم، وحدّد مرحلة مقبلة وأرسل للمتربصين رسالة عابرة للقارات والحسابات، نحن جاهزون في أصعب مرحلة، ومعنوياتنا لا يمكن أن تضعف بل تزداد.

ويرى أن الخطاب سيعجل إما بتنفيذ المؤامرة المحبوكة ضد الشعب اليمني أَو سيؤجلها لسنوات، موضحًا أن الرسائل العسكرية ورسائل الوعي والرسائل السياسية والدينية قد وصلت للجميع بدون استثناء.

بدوره يقول الناشط طه المأخذي: إن “كلمة السيد عبد الملك كما كُـلّ مرة فيها النصح والتحذير والتوعية وإبلاغ للحجّـة لكل أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية، ولكن هذه المرة من نبرات صوته وملامحه تدل على قهره وغبنه وتألمه لما وصلت إليه هذه الأُمَّــة البائسة الذليلة المهانة من خنوع وجبن وصمت مطبق تجاه ما يحصل لإخوانهم في غزه من قتل جماعي على مدار الساعة منذ عام وشهرين، وجوع ومرض وتهجير وتدمير، وأصبحت هذه الجرائم لدى الشعوب العربية أشياء اعتيادية وأخبار عابرة”.

ويشير إلى أن السيد تكلم عن المخطّطات التي تحاك لسوريا وبعدها العراق والحجاز، وقوله إن اليهود يعتبرون العرب حيوانات وليس أي حيوانات بل أبسط الحيوانات كالنعاج والدجاج التي لا تستطيع أن تدافع عن نفسها حتى يتم ذبحها.

ويلفت إلى أن قول السيد بأن الدور سيأتي على الجميع، وأن الصهاينة والأمريكيين لا يستثنون أحدًا حتى أُولئك المقربين منهم والمطبعين والمنبطحين لهم، مُشيرًا إلى أن هدفهم هو السيطرة على كُـلّ دول الشرق الأوسط وبسط نفوذهم على العرب لنهب ثرواتهم ومقدراتهم وإذلالهم وتشتيتهم وتهجيرهم وتفريقهم إلى طوائف متناحرة ضعيفة هزيلة منهكة يستعبدها كيف ما يشاء.

المسيرة- أيمن قائد- محمد حتروش

مقالات مشابهة

  • ورحل الذي انصاع له الأمريكان ببورتسودان
  • انقاذ عائلة كاملة من الإختناق بالغاز في البيض
  • كيف تفاعل الناشطون والسياسيون مع خطاب السيد القائد؟
  • أسعار طبق البيض اليوم الاثنين 16-12-2024 في قنا
  • مستقبل تيك توك في خطر.. الكونجرس يوجه تحذيرا لـ آبل وجوجل
  • أسعار طبق البيض اليوم الأحد 15-12-2024 في قنا
  • غدًا.. أول الأيام البيض لشهر جمادي الآخرة
  • خطابٌ للتاريخ وللأجيال
  • وفاة تسعيني اختناقا بالغاز في البيض
  • أسعار طبق البيض اليوم السبت 14-12-2024 في قنا