الموقع بوست:
2025-04-02@20:54:25 GMT

التين الشوكي.. ثروة اليمن المهدورة

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

التين الشوكي.. ثروة اليمن المهدورة

تعد فاكهة التين الشوكي أو ما يعرف في معظم مناطق اليمن، خاصة في صنعاء والمناطق الشمالية، باسم "البلس"، من أكثر الفواكه المحببة لدى اليمنيين، نتيجة طعمها اللذيذ، وفوائدها الصحية، ورخص سعرها بالمقارنة مع فواكه أخرى، فيمكن للعابر في الأسواق إخراج أي عملة من المال تتوفر لديه للحصول على هذه الفاكهة التي ينتشر بائعوها في معظم أسواق وشوارع اليمن خلال فصل الصيف، وهو موسم نضجها.

وفي مدينة تعز جنوب غربي اليمن، يقوم الطفل إياد الزبيدي (13 عاماً) ببيع التين الشوكي للمارة، غير عابئ بالشوك الذي يدخل في يديه وجسمه منها، فهو يجني مبلغاً لا بأس به من المال نتيجة بيع هذه الفاكهة.

 

يقول إياد لـ"العربي الجديد": "أقوم بقطف التين من جبل صبر باستخدام الملقط الذي صنعته من عصا طويلة وعلبة عصير فارغة، حيث أقطف في اليوم الواحد ملء برميل صغير وأنزل إلى شوارع المدينة لبيعها، حيث أبيع الواحدة بمبلغ 200 ريال، (الدولار يساوي 1800 ريال)، وكوني أقوم بقطفها من أشجار ملكية عامة في الجبل، فإن المبلغ الذي أبيع به التين يعتبر ربحاً خالصاً، إذ أربح في اليوم ما لا يقل عن 15 ألف ريال". ويضيف إياد: "ما أربحه من مال أقوم بدفعه لأمي للمساعدة في صرفيات البيت، حيث أعمل ببيع التين في فصل الصيف الذي يعد موسم قطفه، ويتوافق مع العطلة الصيفية، ويساعدني المال الذي أربحه في توفير مصاريف دراستي ودراسة إخوتي".

 

وتنتمي فاكهة التين الشوكي إلى عائلة الصبار، وتعد من النباتات الصحراوية التي تنمو بسرعة ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من الري، حيث تتحمل ظروف البيئة الجافة وشبه الجافة، ويمكن زراعتها في ظروف التربة الفقيرة والأراضي الرملية ذات الموارد المائية المحدودة، ما يجعلها أقل تكلفه بالنسبة للمزارعين مقارنة بالفواكه والمحاصيل الزراعية الأخرى. وتنمو فاكهة التين الشوكي في المناطق الجبلية ذات المناخ المعتدل، ما يجعل معظم المناطق اليمنية الواقعة على السلسلة الجبلية غربي البلاد الممتدة من تعز إلى صعدة بيئة مناسبة لزراعتها.

 

ويصنف عدد من الدراسات زراعة التين الشوكي في اليمن ضمن الزراعة الآمنة والعضوية الخالية من المبيدات والتدخلات الكيمائية، فهي من المزروعات الأقل عرضة للإصابة بالآفات النباتية، وتدخلات المكافحة تكاد تكون معدومة، ما يجعلها زراعة نظيفة بامتياز وخالية من المبيدات. ودفعت هذه المقومات عدداً من المزارعين لاحتراف مهنة زراعته والمتاجرة به، حيث قام عدد من المستثمرين بإنشاء مزارع خاصة بالتين الشوكي، وخاصة في مناطق حراز وخولان وسنحان وبني بهلول في محافظة صنعاء.

 

ويبدأ موسم نضج التين الشوكي في اليمن في شهر إبريل/نيسان، ويستمر حتى نهاية فصل الصيف، وهو موسم طويل مقارنة بمواسم الفواكه الأخرى، ما يضاعف من أرباح البائعين والعاملين بزراعته. ويحتوي التين الشوكي على عناصر غذائية وفيتامينات، أبرزها البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمنغنيز والفوسفور والحديد والنحاس والزنك.

 

وللتين الشوكي فوائد صحية، فهو يساعد على الهضم، ويعد عنصراً فعالاً في تنشيط جدران المعدة والأمعاء، ويعد مليناً طبيعياً للجهاز الهضمي الذي يعمل على تنظيفه، كما يعد علاجاً فعالاً لحالات عسر الهضم والإمساك، وعلاج القولون، كما يساهم في استقرار معدل سكر الدم وعلاج ارتفاع ضغط الدم، ويعمل على تحسين صحة القلب والشرايين، وتقوية المناعة، وتقوية العظام والأسنان. ويعد التين الشوكي جزءاً من أنظمة الزراعة المستدامة التي يُعول عليها في العناية بالماشية وتنمية الثروة الحيوانية التي تمثل مصدراً مهماً للأمن الغذائي.

 

وللتين الشوكي قيمة غذائية للإنسان والحيوان إلى جانب كونه مصدراً للماء، وتستخدم ألواح التين الشوكي لتغذية الإبل والأغنام، لإحتوائها على نسبة عالية من البروتينات والدهون. ويقول سعيد منصر، مواطن، لـ"العربي الجديد"، إن "فاكهة التين الشوكي من أحب الفواكه بالنسبة لي، وأحرص خلال موسمها على شرائها بشكل يومي لي ولأسرتي، فهي لذيذة الطعم، ولها فوائد صحية كبيرة، كما أنها رخيصة الثمن مقارنة بالفواكه الأخرى".

 

ويضيف منصر: "حين أعود إلى قريتي بريف جبل صبر أحرص على قطف التين الشوكي بيدي أنا وأطفالي، ونتناوله طازجاً من على الأشجار، وهي هواية نقوم بممارستها منذ الصغر، حيث تتوفر أشجار التين الشوكي في شعاب القرية بكثرة، ومسموح لكل عابر أن يقطف منها ما يشاء". وأشارت إحصاءات حكومية سابقة أن إنتاج اليمن من التين الشوكي يتراوح بين 60 ألف طن و100 ألف طن، حيث صُنِّف اليمن باعتباره الدولة العربية الثانية بإنتاج التين الشوكي بعد المملكة المغربية.

 

وحسب بيانات صادرة عن الإحصاء الزراعي في حكومة صنعاء في العام 2020، فإن إنتاج اليمن من  التين الشوكي يصل إلى نحو 4.8 آلاف طن من مساحة زراعية تقدر بنحو 485 هكتاراً، في حين توفر هذه الثمرة ما يزيد عن 13 ألف فرصة عمل موسمية للعاملين في بيع وتسويق الثمار. وقبل الحرب، نجح عدد من المزارعين في تصدير فاكهة التين الشوكي إلى عدة دول خليجية، بالإضافة إلى لبنان وتركيا وبلدان أوروبية أخرى، غير أن الحرب المندلعة في البلاد منذ العام 2015 أعاقت عملية التصدير.

 

الباحث الزراعي خالد الأموي قال لـ"العربي الجديد" إن زراعة التين الشوكي لا تزال خاضعة للعشوائية في اليمن، ولم يُلتفت إلى أهمية هذه الفاكهة، حيث لا تزال تنمو بالغالب في المناطق الجبلية غير المستصلحة وبشكل عشوائي، وبالغالب في أماكن غير مملوكة لأحد". وأشار الباحث الزراعي إلى أن من واجب الدولة الاهتمام بزراعة التين الشوكي كونها غير مكلفة، ولها بيئة مناسبة لزراعتها في اليمن نتيجة التضاريس والمناخ المناسب، وهي شجرة متعددة الفوائد حيث تُعتبر ثمارها فاكهة مميزة، كما تستخدم ألواحها في كثير من الصناعات، ولها مردود مالي كبير خاصة في حال تصديرها إلى الخارج، وهذا يستدعي إنشاء معامل لتعليبها وتصديرها، وعدم الاكتفاء بالسوق المحلية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن التين الشوكي اقتصاد زراعة فواكه فاکهة التین الشوکی التین الشوکی فی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

هذا دورنا الذي يجب أن نفعله لمن حُرموا فرحة العيد

كانت أعياد جيلنا في الطفولة جميلة للغاية. ربما تسترجعون أنتم أيضًا ذكرياتكم قائلين: "أين تلك الفرحة؟"، وتشعرون بالحنين إلى تلك الأيام. قد يكون السبب أننا كنا ننظر إلى الأشياء بإيجابية في طفولتنا، ونفرح بأقل الأمور، ولهذا كانت تلك الأيام تبدو أجمل.

لكن مع تقدّمنا في العمر، بدأ طعم الأعياد يتلاشى؛ بسبب الحروب الكبرى، والاضطرابات، والمآسي التي تعصف ببلداننا، والعالم الإسلامي، ودول الجوار والعالم بأسره. ففي سوريا وحدها، على مدار أربعة عشر عامًا من الحرب الأهلية، قُتل الآلاف وهُجّر الملايين، وتحوَّلت الأعياد إلى كوابيس.

أما الفلسطينيون، فقد عانوا من القمع لعقود طويلة، حتى إن أحدًا لم يعد يحصي عدد الأعياد التي مرت عليهم وهم تحت الاحتلال والاضطهاد. كم من جيل أمضى العيد في المنفى، أو تحت القصف، أو بين جدران السجون! المجازر الأخيرة حصدت وحدها أرواح خمسين ألفًا، لم تتح لهم الفرصة ليفرحوا بالعيد.

هذا ليس سوى مثال واحد من عشرات الأمثلة.. ففي عشرات الدول، رحل آلاف الناس عن هذه الدنيا قبل أن يحظوا بفرحة العيد.

أتصدقون أن هذا المقال يتحدث عن العيد! كان يجدر بي أن أكتب شيئًا مفعمًا بالأمل والفرح والسعادة للشباب، لكنني أجد نفسي مرة أخرى أكتب عن الأحزان في يوم العيد.

إعلان

يتردد بين أبناء جيلي في تركيا مؤخرًا سؤال واحد: "في أي زمن نعيش؟"

إنه زمن مليء بالأزمات والصراعات والمآسي، حتى إننا لا نتوقف عن طرح هذا السؤال على أنفسنا. خلال السنوات الخمس الماضية، شهدنا كل أنواع المصائب، من الكوارث الطبيعية إلى الحروب الكبرى، ومن الأوبئة إلى موجات الهجرة الجماعية، ومن الأزمات الاقتصادية إلى الصراعات السياسية.

لقد استُنزفت فرحتنا بالحياة..

لكننا لم نفقد الأمل في الله، ولم يعد لدينا ملجأ سوى التضرع إليه. هو الباب الوحيد المفتوح أمامنا، فلنلجأ إليه قائلين: "اللهم كن لنا عونًا".

كثيرًا ما نشعر بالعجز، وربما في لحظات العجز هذه تحديدًا يكون اللجوء إلى الله والابتهال إليه هو الحل الوحيد.

عندما كنت أتجول في شوارع دمشق بعد الثورة، كنت أفكر: قبل عشرة أيام فقط، كانت هذه الشوارع تعيش تحت قمع نظام الأسد. أما الآن، فقد استعاد الشعب السوري حريته، وبدأ بإعادة بناء وطنه بأمل جديد. ومع كل يوم يمر، تثبت سوريا قدرتها على الوقوف على قدميها، مثل طفل صغير بدأ لتوّه بالمشي، وكنت أشعر بسعادة غامرة وأنا أشاهد هذا التحول.

امتلأ قلبي بالأمل في دمشق.. فإذا كان نظام الأسد قد سقط بعد 61 عامًا، فلماذا لا يسقط الاستبداد الصهيوني أيضًا؟

ولماذا لا تنهار أنظمة الطغيان والقمع التي تحكم شعوبها بالحديد والنار؟

إن كان الله قد منح الشعب السوري النصر في غضون عشرة أيام، فلا شك أنه قادر على منح النصر لشعوب أخرى أيضًا.

لكنْ هناك شيئان أساسيان لا بد من التمسك بهما لتحقيق ذلك:

أولًا: الثقة بالله.

ثانيًا: العمل بجد للقضاء على الظلم.

أنا مؤمن بأن الله لا يخذل المؤمنين الذين يتمسكون به ويعملون بلا كلل لنصرة الحق.

ربما علينا أن نغرس هذا المفهوم في نفوس شبابنا: ثقوا بالله واعملوا جاهدين لتصبحوا أقوياء. ومهما كان المجال الذي تعملون فيه، فلتقدموا فيه أفضل ما لديكم، لأن كل جهد صادق يسهم في إنهاء الظلم.

إعلان

أما أن نبقى مكتوفي الأيدي، نذرف الدموع، ونتحسر على واقعنا، ونتحدث عن مآسينا دون أن نبذل جهدًا، فهذا لا معنى له. المسلم لا بد أن يكون صامدًا، مجتهدًا، متفائلًا.

في هذا العصر الذي يطغى فيه الظلم، علينا أن نكون أقوياء. علينا أن ننظر إلى أهل غزة الذين يواجهون آلة القتل الصهيونية بصدورهم العارية، ونستلهم منهم القوة لاستعادة توازننا. علينا أن ننهض، ونستعيد عزيمتنا على حماية أوطاننا، وشعوبنا، وأمتنا الإسلامية.

هذا النظام الإمبريالي سيجلب للعالم مزيدًا من الكوارث في المستقبل، لذا يجب أن نستعد منذ الآن للنضال من أجل عالم أفضل.

فلنفكر في أولئك الذين لم يشهدوا العيد. نحن وإن كنا نعاني، ما زلنا نشهد فرحة العيد، لكن إذا أردنا لأطفالنا أن يعيشوا أعيادًا جميلة كما عشناها في طفولتنا، فعلينا أن ننهض، ونجاهد، ونصبح أقوى.

دعنا نجدد تلك الآمال مرة أخرى بمناسبة هذا العيد.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ما الذي سيحدث؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟
  • الجندي السعودي الذي إتفق الجميع على حبه
  • لن تصدّق السبب.. امرأة ترمي ثروة تقارب «4 مليون دولار» في القمامة!
  • استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميانمار
  • هذا دورنا الذي يجب أن نفعله لمن حُرموا فرحة العيد
  • بالخطأ.. بريطانية ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في القمامة
  • إمرأة تلقي ثروة تُقدر بأكثر من ٣ مليون دولار في القمامة بالخطأ
  • خطأ فادح.. امرأة ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في القمامة!
  • (مناوي) الذي لا يتعلم الدرس
  • تقرير: المغرب يقع فوق ثروة معدنية هائلة